أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خلف علي الخلف - إنها بلا أمل .. لكنها بلادنا














المزيد.....

إنها بلا أمل .. لكنها بلادنا


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 23:44
المحور: حقوق الانسان
    


إنها أيامي لا شيء آخر.. وإنها «بلادي» التي تمضي بعيداً؛ لا هي تنتظر ولا العمر ينتظر أيضاً. حينما أقرأ ما دونته في هذا الكتاب؛ الذي يبدو شبيها بـ«اليوميات»! أشكر الظروف التي جعلتني دائما خارج «البلاد»؛ فما كان ممكنا لأي صوت أن يعلو مسميّاً السجون بأسمائها ومطالباً بالهواء، أن يظل «خارج السرب» وبعيداً عن القضبان.. شكراً للمصادفات؛ فلم أكن في بقعة الضوء فأهملتني اليد العمياء التي قطفت أجمل ما في بلادنا لتضعهم في السجون؛ أو تشردهم في المنافي. ليس هناك «بطولات» لأسردها؛ كل ما في الأمر أني كتبت ونشرت وأنا في الغالب خارج «البلاد» ولم أدفع ثمناً لما كتبت كما دفع غيري من أعمارهم في الزنازين الرطبة وفي أقبية التعذيب.. بالمقارنة مع هؤلاء؛ وبالمقارنة مع الذين مضت أعمارهم في المنافي؛ سأخجل حتماً من ذكر أني اشتقت لسوريا.. «بلادي».
إنه زمننا السوري الذي يمضي بطيئاً، وما كتبوه أمس يصلح لـ«سوريا اليوم» وما نكتبه الآن يصلح لـ «سوريا الغد».

منذ أكثر من أربعين عام وبلادنا «وناسها» تتجرع المرارة.. تتجرع الصمت والسجون والمنافي والتعذيب والنهب المنظم وقمع أصواتنا. لقد دفعت سوريا وشعبها ثمناً فادحاً عبر هذي السنين وتحولت من مشروع دولة الى مجرد «مشروع» للنظام وأجهزته وأتباعه وتحولت بلادنا الى «بلاد بلا أمل».. نعم لم يعد هناك أمل وهذا أفدح الخسارات التي منيت بها سوريا في ظل حكم الأسد الأب والابن وسيرياتيل.. لم تعد هناك أحلام أيضاً لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى «البلاد».

تعالوا أيها الموتى تعالوا.. يا من دفعتم حياتكم حالمين بسوريا الجميلة.. حالمين بغدٍ أفضل لأبنائكم؛ تعالوا لترو كم من البشر استهلكتها السجون وآلة القتل «المبصرة» لكل من راوده الأمل، كم من الأعمار استهلكت في المنافي حالمة بالعودة الى ترابها ومائها...

ها نحن رهائن في يد نظام لا يبصر غير «لعبة الكراسي» وحساباته التي تتكدس في بنوك الغرب «الإمبريالي: سابقاً» ولا ندري ولا أحد يدري متى يفرج عنا...
في هذه المقالات المنشورة جميعها على مدار أكثر من نصف عقد من الزمن في ظل «مسيرة التطوير والتحديث»؛ كنت أحياناً أقترب من حافة الأمل؛ وفي الغالب أتلمس يأسي وأستدل به على عمري الذي يمضي.. لم أكن على صواب دائماً ولم تكن رهاناتي صائبة دائماً خصوصاً في رهان «أمل التغيير» لكني كتبت رأيي في كل حين؛ وإذ لا يمكن وضع سلطة كالتي تحكم «بلادنا» بنفس السلة مع «معارضتها» إلا أن ذلك يجب أن لا يدعنا نغفل عن وضع هذه «المعارضة» الذي أيضاً يبدد الأمل..

إنها يوميات عن «سوريا» تترافق احيانا مع أحداث "جسيمة"؛ وأحيانا يحركها الألم. لم يكن هناك بد من السخرية فهي طافحة في أغلب ما دوّنته هنا، لكنها تخفت أحياناً مع «الأمل» والخضّات المرعبة التي تعرضت لها «البلاد» وتطفو على السطح مع اليأس في الغالب.. سنمضي حتى لو لم يكن «هناك ضوء في آخر النفق».. حتى لو تحول حاضرنا الى كتلة من اليأس؛ ومستقبلنا بلا أمل فلا بد أن نحلم بعودة «سوريا» لأبنائها في زمن آخر...

بقي أن أشير أن المقالات تتبع الترتيب الزمني معكوساً لنشرها في الغالب؛ إلا في حال ارتباط بعضها بموضوع واحد؛ في تاريخ مختلف. كما أنها لاتشمل كل ما نشرته في تلك الفترة...

خلف علي الخلف
20/8/2009 - الإسكندرية

مقدمة كتاب «عن البلاد التي بلا أمل» الصادر حديثا عن جدار للثقافة والنشر




#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تمثل «سارية السواس» رمزية جامعة للهوية السورية؟
- ناس وأماكن: ضيوف الذاكرة على شاطئ المتوسط
- رمزية افتتاحية -القبس- في تمثيل الصامتين
- عفواً أوباما: ما كان ينقصنا خطابكم ليستمر البطش بنا..
- الماجدي يخبئ المعنى في الحاشية
- إنه الطيب صالح أيها الثرثارون
- الإخوان المسلمين وتقشير الخرفان‏
- فتاشات حماس تحرق غزة
- عن اعتقال -القرآني- رضا عبد الرحمن علي‏
- المفضلات الإجتماعية ما زالت شبه مجهولة عربيًا
- عن مواقع المعارضة السورية ومطابقتها لوسائل إعلام النظام‏
- والآن ماذا تفعل المعارضة السورية دون برابرة...‏
- أيّها الرئيس السوداني توجه إلى دمشق فوراً
- أبناء الأرامل ل علي العمري: رؤى فادحة تتناسلها القسوة والسخط
- تقرير علني إلى السلطات الأمنية السورية بنفسي
- العرب وغياب الضمير والمثال الأخلاقي
- الجمهورية العالمية الإفتراضية: ال فيس بوك الشبكة الأسرع نموا ...
- أنقذوا مطبوعات وزارة الثقافة السورية من جيش المنتفعين
- الوسوم: ماذا يعرف المستخدمون العرب عنها
- يوتيوب عربياً: رقص وجنس وحروب أديان ومعارضة سياسية


المزيد.....




- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خلف علي الخلف - إنها بلا أمل .. لكنها بلادنا