أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ناجح الاسدي - عبد النبي كريم.....مناضل لم يشهد السقوط














المزيد.....

عبد النبي كريم.....مناضل لم يشهد السقوط


ناجح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 04:13
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


المعقل أو ماركيل كما يحلو لأهلها تسميتها, منطقة عمالية يسكنها العاملون في الميناء المسمى بأسمها ويقع فيها مطار البصرة القديم . هذه المدينة الجميلة بمائها و نخلها لم تبخل على أهلها بطيب الخلق و حسن المعشر اضافة لما عرف عن اهلها من تمسك بحب الوطن ومقاومة الظلم والظالمين على مر العهود, ولا يخفى على أي متتبع لتاريخ الجنوب العراقي ارتباط أهله بالحركات الثورية والتحررية في العالم حتى ان صفة شيوعي مثلا كانت ملازمة لكلمة شيعي المذهب السائد في منطقتنا المعقل, أو على الاقل كانت الصبغة الشيوعية تلون كل من أحب وطنه وعمل من أجل ذلك. في تلك الحقبة من الزمن الصعب ولد عبد النبي كريم في بيت عمالي بسيط قرب جامع السيد عبد الحكيم الموسوي حيث كان والده وأعمامه من أركان هذا الجامع الذي جمع شباب المنطقه ليناقشوا فيه الافكار و النظريات الجديدة ويقارنوها بالافكار المحيطة بهم ليحتدم النقاش حتى يصل الى حد المنازعات البسيطة والتجافي في بعض الاحيان فيما بينهم, وهناك تبلورت شخصياتهم و أفكارهم ومعتقداتهم و حتى مستقبل البعض منهم فكان منهم الشيوعي والاسلامي والمستقل وحتى من أمسى منهم اللامنتمي والملحد . أصبح هذا التبلور جليأ بعد تموز 1958 عندما ذاق العراقيون أول طعم للحرية منذ قرون عديدة ساد فيها التسلط والطغيان و الاستبداد على أيدي مختلف أشكال الغزاة والمستعمرين. كان واضحأ ان عبد النبي كريم هو أحد ابرز حاملي الفكر الشيوعي في المنطقة و أحد أول المؤسسين والناشرين لهذا الفكرالثوري في البصرة , كان مثالا للالتزام والتفاني والعمل الدؤوب والاخلاق العالية , لم يعرف عنه التعالي او الاعمال الصبيانية التي عادة ما ترافق تصرفات الشباب, كان مخلصا لمبادئه ووطنه وليس لاصدقائه فحسب وانما لكل أبناء جيله, كان محاطا بالاصدقاء والرفاق أين ما ذهب تملأ ضحكته وشقاوته البريئة ارجاء المكان الذي يوجد فيه, كان حاميا للصغير و صديقا للكبير, مقدسا لحقوق الجار و بعيدا عن كل ما يسئ الى الروح النضالية التي كان يحملها والتي كان يحلم بها. كان كبيرا في كل شئ, في اعتزازه بنفسه, في كبريائه و في تعففه رغم فقر حاله المدقع عندما كان يسكن مع أهله في أحد أحياء المعقل الفقيرة الذي كان يسميه ساكنيه حي المنكوبين مع ان اسمه الرسمي هو حي السعادة!
لم يستمر زمن الحرية طويلا في ربوع العراق و أحيائه و منها حي المنكوبين حين بدأ عبد النبي يمارس هواية الاختفاء بين فترة و اخرى , لم يكن عبد النبي يحب السفر ولم يكن من فريق الكشافة لكنه كان يقضي أحلى أيام شبابه في السجون المنتشرة في مدن الجنوب العراقي.. في البصرة و العمارة والناصرية والسماوة حيث كان يقبع السجن سئ الصيت ...سجن نقرة السلمان... , كنا نعرف مكان عبد النبي من الوجهة التي تسافر اليها والدته المبتلاة ...هنديه... هكذا كان أسمها...رحمها الله...و من فلتات لسان اخوته...عبد علي و صالح و عبد الصمد. بقي عبد النبي يتنقل من سجن لأخر طيلة فترة ثباته على مبادئه وطيلة فترة سيطرة سجانيه على كراسييهم ولم نعد نعرف عنه الكثير.
مرت سنوات طويله و طويلة جدأ قبل ان يسمح لعبد النبي ان ينزوي بدكان صغير في المنطقة الصناعية في البصرة ليعمل في المهنة التي امتهنها الكثير من المناضلين في العالم ألا وهي الحداده الى أن يأتي اليوم الذي تخطف فيه الكهرباء أخر ما تبقى من روحه الشفافة الطاهره. شيعه رفاق أو من بقي منهم حيأ في موكب مهيب لا يليق الا بالمناضلين الذين لم يشهدوا السقوط في فخ البراءه ولكنه مع الاسف لم يشهد ايضا سقوط سجانيه .



#ناجح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن الخطيئة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ناجح الاسدي - عبد النبي كريم.....مناضل لم يشهد السقوط