أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - المثقف والسلطة-حلقة مفرغة














المزيد.....

المثقف والسلطة-حلقة مفرغة


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 15:07
المحور: المجتمع المدني
    



يجب أن يتمكن المثقف من إنتاج خطاب لا يضع السلطة في بؤرته سلبا ولا إيجابا. وليست هذه دعوة للتوقّف عن نقد السلطة، بكلّ تجلياتها الاجتماعية، والسياسية، والثقافية: أعني عدم اختصار مفهوم "السلطة" في نظام الحكم. بعض المثقفين يؤمن أنّ التغيير لا يأتي ولا يتحقّق إلا من أعلى، بينما أتصوّر أنّ التغيير الدائم لا بدّ أن يأتي من القواعد لا من القمم. تستطيع السلطة تغيير القوانين، لكنّ هذه القوانين تظلّ فاقدة الأثر ما لم تتغيّر الأذهان. يجب على المثقف أن يحتفظ لنفسه بمسافة خارج مفاهيم السلطة، حتى لو كان النظام السياسيّ يتبنّى بعض المفاهيم التي يتبنّاها المثقف. هذه المسافة تسمح للمثقف بالاستقلال الفكري الذي يحميه من أن يقوم بتبرير القرارات السياسية أو الدفاع عنها. الاستقلال عن السلطة لا يعني معاداتها، بل يهدف إلى ترشيدها؛ فالسياسة هي فنّ تحقيق الممكن، والفكر سعي لاكتشاف المجهول وفتح آفاق الممكن.
هذه دعوة، أخذتها من نص مقالة جديدة للمفكر العربي نصر حامد أبو زيد، وعنوانها
"إشكالية المثقف والدولة/السلطة" وهذه قضايا إشكالية ككل القضايا التي يطرحها مفكرنا، ولكن هنالك نقاط أود فيها ان أبدي بعض الملاحظات حول، هذا العنوان، المثقف والسلطة، المثقف عندنا في الواقع هو أسير السياسة وليس أسير الفكر، المثقف التنويري الأوروبي، الذي نمذجناه على هوانا، لم يكن يعيش علاقات كالتي نعيشها نحن اليوم ويعيشها المثقف، الريادي، الفيلسوف، المفكر..الخ
الآن خروج المثقف حتى الغربي عن مؤسسات إنتاج الثقافة والتعليم في الغرب، لا يعني أنه قادر على التأثير فيها، بل يمكن أن يكون العكس صحيح، حيث تستفيد هذه المؤسسات من إعادة بوتقة تمرد مميز لمثقف مميز، والمثال الأكثر سطوعا هنا، هو بعض مثقفي ومفكري ما بعد الحداثة الفرنسيين، الذين قضوا شاردي الفكر، رغم ماجنته المؤسسات التعليمية والثقافية من نتاجاتهم، ولكن أين هي نتاجاتهم الآن؟ المتتبع للمشهد الثقافي والفكري في فرنسا، يجد أن مثقفي النخبة اليمينية التقليدية لازالوا في واجهة صياغة الحدثين الثقافي والسياسي معا. وبقي نتاج رواد ما بعد الحداثة سلعة نستوردها!
المثقف العربي الآن، تحيطه السلطة العربية من كل جانب، ولا مؤسسات خارجها، ذات وزن وقيمة، نصر حامد أبو زيد نموذجا، لأن مؤسسته الجامعية قذفته خارج مصر. لا يوجد تعليم أكاديمي مستقل في العالم العربي.
كتلة المصالح الآن المركبة عالميا، وعلى كافة المستويات، والتي أنتجت ما يسمونه "العالم قرية كونية" لم يعد هنالك حيز مستقل كما نحاول أن نوهم أنفسنا، لكي نتوازن، ونبقى نتحدث بمسوح ذو نزعة أخلاقوية عما نسميه عزاء" المثقف المستقل والذي يطالب به المفكر المصري نصر حامد أبو زيد.
نسال سؤالا ساذجا في الحقيقة" أين تنشر نتاجات المثقفين العرب؟ من يسوقها؟ ومن يساهم في تمويلها؟ هذا ليس تشكيكا بأحد بل هو إيضاحا لصورة نريد إبعادها عن تفكيرنا، كما أننا هنا لا نتحدث عن نظرية مؤامرة، بل نحن نتحدث بأسئلة واقعية رغم ساذجتها. ما علاقة المثقف العربي، بالمؤسسات الثقافية والتعليمية المسيطر عليها من قبل النظام العربي الرسمي؟
ما هي الوسائل والقنوات التي يمتلكها المثقف العربي، لكي يصل إلى الناس؟ ومن يملكها، في مقابلة لي مع مفكرنا الدكتور أبو زيد، سألته سؤالا حول موضوعة الإصلاح الديني، التي يطرحها الآن في نفس المقالة، وعلاقتها بالحكم السياسي، ما فهتمه من جوابه" أنه لا إصلاحا دينيا في العالم العربي دون إرادة سياسية" ومن يمتلك الإرادة السياسية في مجتمعاتنا العربية؟
المثقف التنويري الغربي لم يكن كالمثقف العربي يدور في فلك تراتبية من القوة، أكبر منه بكثير، تراتبية تبدأ من قوة سلطته المحلية لتصل إلى قوة، الدول الكبرى، وتلك المصالح التي تحدثنا عنها، أزعم أنني لا أبالغ في هذا. وإن كان الزعم هنا، قابلا للنقض، فإنه يكون على الأقل قد اوضح الصورة لنا. هل لنا أن نضرب أمثلة في عالمنا العربي، وهل يشك أحد منا أن هنالك الآن بؤر استقطاب" القطرية والخليجية عموما بمؤسساتها تستولي على غالبية المساحة الثقافية العربية تقريبا، أقله في المشرق العربي ومصر" حتى مؤسسات الثقافة والإعلام البيروتية، أين أصبحت الآن؟
الاستقلالية عن السلطة العربية، ربما يحققها مثقف ينعم بحرية الغرب، وحقوقه المصانة هناك، ومع ذلك نجد أن كثر من هؤلاء قد وصلتهم البؤر العربية.
السياسي مستبعد، فكيف نكون مستقلين إذا؟
هنالك مساحة ضيقة يستفيد منها المثقف العربي، الذي يدعو إليه مفكرنا، كي يكون مستقلا عن السلطة، وهذه المساحة ناتجة عن" العلاقات البينية بين السلطات العربية، كعلاقات تأخذ منحى تفارقيا بالمصالح، في بعض الأحيان. ما يستطيع المثقف قوله في البؤرة القطرية ربما لايستطيع قوله في البؤرة الأماراتية على سبيل المثال.
في سورية الأمر أكثر تعقيدا، بحكم أن النظام السياسي أيضا أكثر تعقيدا، في بنيته وممارساته. أشيروا لنا على مثقف مستقل، يدرس في الجامعات السورية، أو يكتب في وسائل الإعلام السورية؟ هنالك فقط المثقفين الذين يدعمون السلطة عن قناعة، وهذه القناعة تتيح لهم أن يقتنعوا بأنهم مستقلين!
الثقافة التي لا تخدم السياسوية السلطوية لا شأن لها في سورية. وهذه عدوى أيضا نجدها عند المعارضة وليس عند السلطة فقط.
كما أنه هنالك هوامش بسيطة، لأنه مهما كانت السلطة استبدادية، فإنها لا يمكن أن تكون كتيمة 100%
من أين ياتي مثقفنا العربي بالاستقلالية عن سلطتنا العربية؟





#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الشباب- النموذجين السوري والإيراني-1
- العلمانية ليست أيديولوجيا.
- الحرية والعلمانية، سورية نموذجا.
- الكاتب والمعلقين عن زيارة الحريري إلى دمشق.
- فيلم داوود الشريان عن زيارة الحريري لدمشق
- الجزء الثاني- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي.
- إعلان دمشق في ذكراه الرابعة
- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي
- العلمانية كبدعة إسلامية عربية!
- العراق وفلسطين...رجل منهك وإمرأة ضائعة.
- ساركوزي وطني فرنسي- زيارة متخيلة لفرع فلسطين!
- لماذا يعتقل الصحفي معن عاقل؟
- الحوار المتمدن قضية حرية.
- حول المآذن السويسرية مرة أخرى.
- البيان الوزاري لحكومة الشيخ سعد الحريري.
- منع المآذن في سويسرا وقوننة التواجد الإسلامي.
- العرب ليسوا غائبين.
- تعميقا للحوار بخصوص مسودة قانون الأحوال الشخصية.
- مرة أخرى قانون مدني سوري للأحوال الشخصية.
- الحلف الإيراني- السوري أسبابه داخلية 2-2


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة
- برنامج الأغذية العالمي ينتظر بناء الممر البحري للمباشرة بنقل ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والأمراض تنهك النازحين بالقطاع
- الأمم المتحدة: الآلاف بمدينة الفاشر السودانية في -خطر شديد- ...
- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - المثقف والسلطة-حلقة مفرغة