أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - مراجعنا السياسية والدينية الشيعية والسنية... لا ترد على الإساءة بمثلها..؛؛















المزيد.....

مراجعنا السياسية والدينية الشيعية والسنية... لا ترد على الإساءة بمثلها..؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 05:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



للشاعر والحكيم الهندي طاغور قول مأثور رأيت أن أبدأ مقالتي به ، يقول فيه:

" للشدائد يدخر الحكماء ".

كلمات ثلاث تغني عن محاضرة طويلة في مفهوم السلم والعدالة والتسامح والسمو عن الأفعال السيئة و النوايا الشريرة التي لو سمح لها أن تأخذ طريقها دون كوابح لكلفت المجتمعات الانسانية حزنا وأسا وفتنا وكراهية وحروبا لا طائل من ورائها.
قبل أيام شن داعية من دعاة التكفير في السعودية الجارة هجوما غير مبرر على عالمنا الجليل أية الله السيد السيستاني ،المعروف بحكمته وبعد نظره ليس في العراق فحسب بل في العالم الاسلامي وغير الاسلامي أيضا. لقد تناقلت وكالات الأنباء العربية خبر الكلام النابي الذي تفوه به الداعية في خطبة له أثناء صلاة الجمعة في احد جوامع السعودية ، وبنفس الوقت توالت ردود الفعل على تخرصات رجل الدين السعودي هذا مستنكرة التصرف ووصفته بالاستفزازي وغير المقبول بحق مقام المرجع الديني السيستاني.
وكان الداعية التكفيري الشيخ محمد العريفي قد قال في خطبته،أن مذهب التشيع "أساسه المجوسية"، وهي ديانة كانت سائدة في بلاد فارس قبل الإسلام، ووصف أتباعه بأنهم من "أهل البدع الذين يرفع بعضهم الأئمة من أهل البيت إلى مراتب النبوة بل الإلهية". واعتبر العريفي "أن عدوان الشيعة على السنة ممتد عبر التاريخ ومن ذلك تعاونهم مع المغول ضد الخلافة العباسية، كما هاجموا الحجاج في السعودية في الماضي والحاضر". وانتقد أيضا شيعة السعودية قائلاً إنه "لولا يقظة الأجهزة الأمنية لرأى الناس من أفعالهم عجباً".

وقد عقب الشيخ عبدالمحسن العبيكان العالم الشرعي والمستشار في الديوان الملكي لـ"العربية نت" حول ما تفوه به الداعية قائلا : إن "ما قاله العريفي لا يمثل رأي حكومة السعودية، وإن خادم الحرمين الشريفين يسعى دائماً لنبذ الخلافات بين المسلمين وتوحيد الكلمة، وترك التطرف بكل أشكاله التي تشق صف الأمة". و أضاف أنه "يجب التعايش السلمي بين الطوائف وعدم إعطاء الفرصة للنيل من المسلمين و تقدمهم و تطورهم، وعدم إشغال المسلمين في النزاعات التي لا خير فيها، مؤكداً احترام أهل العلم في السعودية للرموز الدينية من كل الطوائف والأديان، مشددا على أن "الرأي الذي خرج به الشيخ العريفي مرفوض تماماً".

من جهته قال الشيخ محمد المحفوظ وهو سعودي أيضا لـ"العربية.نت": "أعتقد أن من المهم القول إن الاختلاف الديني والمذهبي الفكري لا يشرع لأي كان؛ سواء أكان شخصا أو مجموعة أو مذهبا أن يسيء للطرف الآخر، وانطلاقا من هذه البدَيهية أعتقد أن ما تفوه به الشيخ العريفي مسيء ويجب استنكاره من جميع الجهات الدينية داخل وخارج السعودية، لأن مضمون هذا الخطاب لا يعكس رؤية إسلامية أصيلة وإنما هو خاضع لنزعات عاطفية وطائفية مقيتة." وأكد "كنا نتوقع أن رجال الدين في المملكة قد تجاوزوا هذا النوع من الخطاب الديني، ولكن للأسف الشديد الخطاب المتشنج من العريفي أعاد المنطقة إلى جو من الشحن الطائفي البغيض الذي يضر بكل أوطاننا ومجتمعاتنا، وما قاله تجب إدانته؛ ليس من الشيعة فقط وإنما من جميع الشخصيات والمؤسسات الإسلامية". ويرى المحفوظ أن "هناك ثلاثة ضوابط أساسية؛ الأول هو الضابط الأخلاقي وكما قلنا الاختلاف لا يشرع الإساءة، والضابط الثاني هو الضابط السياسي فنحن في المملكة وفي كل البلاد العربية والإسلامية بحاجة لسن قوانين تجرم من يسيء إلى مقدسات الآخرين، فلو كانت لدينا أنظمة قانونية تجرم من يسيء إلى مقدسات أي مواطن آخر، فستكون هناك قنوات قانونية لمحاكمة الشيخ العريفي ومن ينحو نحوه من الطرفين. وأضاف "نحن نطالب بسن هذه القوانين لحماية استقرار أوطاننا ولوأد أية فتن طائفية أو مذهبية في الوطن. نحن نتفهم أن تختلف مع الآخرين وتنتقد قناعاتهم وأفكارهم ولكن ليس الإساءة لهم".
وكان المالكي قد زار النجف لافتتاح مشروع لمياه الشرب في المدينة ،التقى بعدها المرجع الديني السيد السيستاني وصرح عقب الزيارة قائلا : "اعتدنا سماع الكثير من المؤسسة الدينية السعودية ومن رجالها الذين يسمون انفسهم بالعلماء، فهي ترتكب تجاوزات بشكل دائم كونها تحمل فكرا تكفيريا حاقدا عدائيا". وتابع : "ينبغي ان تضبط المؤسسة هؤلاء كما ان الحكومة السعودية تتحمل قسطا من المسؤولية. يجب عليها ان ترد على الذين يكفرون ويثيرون الفتن، وهي ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها هؤلاء للرموز الدينية والمرجعية الشيعية."

وقد قام الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي بتسليم سفير منظمة المؤتمر الاسلامي في بغداد السيد (حامد علي التني) رسالة احتجاج حول الاساءات التي صدرت بحق سماحة السيد آية الله العظمى علي السيستاني من قبل المدعو محمد العريفي. وقال العطية " ان الامة الاسلامية تمر بمخاض عسير وتواجه تحديات كبيرة ويمكن لمثل هذه الاساءات ان توسع الفجوة بين طوائف المسلمين وتكون عامل هدم للدين الاسلامي ".

يشهد المسلمون الشيعة كما المسلمون السنة لآية الله السيستاني دوره المميز بوقوفه الصلد ضد الفتنة الطائفية التي بدت ملامحها في الظهور، إبان اندلاع اعمال العنف التي أوشكت أن تتحول إلى حرب أهلية بين الشيعة والسنة العراقيين في الفترة بين 2004 / 2007 ، وربما كان احتمال انتشارها الى دول أخرى متعددة المذاهب وارد تماما. لقد وقف بحزم ضد مشعليها وطالب أبناء الطائفتين بالاحتكام للعقل واحترام الأخوة الدينية والوطنية لبناء مجتمع خال من التوترات والأحقاد، ودعا إلى الحذر من الدسائس التي يروج لها أعداء التآخي بين أطياف المجتمع العراقي. وكان لموقف السيد السيستاني البعيد النظر صداه في بلدان الجوار العربية ، حتى أن بعض الكتاب المرموقين في الصحافة العربية قد طالب بمنحه جائزة نوبل للسلام تعقيبا على منح الجائزة السنوية لعدد من الشخصيات العالمية المشهود لها بالعمل الدائب من اجل السلام في العالم. وكان الكاتب الصحفي قد أشار إلى الدورالانساني الهام والحازم للسيد السيستاني ، لحقن دماء المسلمين بعد تفجير سامراء الذي استهدف ضريح الامامين العسكريين المقدسين لدى الشيعة. ومنذ تلك الحادثة أحتفظ الشيعة بدعوته العقلانية ، بتجنب الاستفزاز الذي قد يسببه بعض ذوي النوايا الشريرة.
لقد تذكرت اقتراح الكاتب والصحفي العربي من الكويت بمنح جائزة نوبل للسيد اليستاني ، عندما أعلن السيد مثال الآلوسي النائب المستقل في مجلس النواب العراقي عن نية حزبه حزب الامة العراقية القيام بزيارة تضامنية لمكتب السيد السيستاني في مدينة النجف، للاعراب عن استنكاره لمثل هذه الاساءات وتقديرا للدور الكبير للمرجع الديني المعتدل الذي لطالما اتصف بالحكمة وبعد النظر.واشار الآلوسي وهو من العلمانيين السنة الى ان المرجع السيستاني وغيره من الرموز الدينية هم مبعث تباهي كل العراقيين اياً كان اتجاههم الفكري ، سواء كان اسلاميا او علمانيا. وطالب الحكومة العراقية بمنح السيد السيستاني ارفع وسام عراقي لخدماته الجليلة لكل الشعب العراقي.
إن السيد آية الله العظمى السيد على السيستاني قد رسخ بحكمته و بعد نظره قيم التسامح و والتآخي في المجتمع العراقي في أوج التوترات الطائفية التي شهدتها البلاد ، وبفضل دوره المؤثر ساد السلام الاجتماعي في بلادنا. لقد قد صدق طاغور عندما قال " للشدائد يدخر الحكماء".



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد نوري المالكي...والفرص الضائعة...؛؛
- عرب الجنسية ... والفرس المجوس...؛؛
- مغزى زيارة كربلاء .. وسانتياغو دي كومبولا .. وذي الكفل...؟؟
- نوري المالكي وعبد الكريم قاسم ... دروس وعبر...؛؛
- حرمان الأقليات العراقية من حقوقها...دليل إفلاس سياسي فاضح .. ...
- العلاقات العربية / الكردية ... وحق الانفصال عن العراق ...؛؛
- السيد أياد جمال الدين ...أخشى عليك من كواتم الصوت...؛؛
- جرائم الشرف بحق المرأة.. مخلة بالشرف.... ؛؛
- هل لاحظتم .... كأن اليوم العالمي للطفل...يوم حداد في العراق. ...
- عقود النفط العراقية الأخيرة...علامات استفهام كبيرة....؛؛
- من أين نبدأ... يا سيادة رئيس وزراء دولة القانون...؟؟
- قانون الانتخابات المعدل..نهج صريح لاقصاء الر أي الحر...؛؛
- قانون امتيازات النواب...رشوة فات أوانها...؛؛
- هل سنشهد قريبا ... نظاما للفصل العنصري في كردستان العراق...؟ ...
- هل الأتراك والكورد في تركيا ... أخوة أم أشقاء ....؟؟
- العد العكسي ... للحرب بين العرب والأكراد في العراق....؛؛
- الخطأ والصواب... في أزمة المناطق المتنازع عليها... بين بغداد ...
- تبرعوا لدولة القانون...من أجل عراق جديد في المهجر....؛؛
- التهديدات التركية والقصف الايراني لكردستان...إلى متى...؟؟
- ماذا بعد الرحيل الأمريكي من العراق...؟؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - مراجعنا السياسية والدينية الشيعية والسنية... لا ترد على الإساءة بمثلها..؛؛