أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فارس محمود - اين تكمن منجزات اكتوبر!















المزيد.....

اين تكمن منجزات اكتوبر!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 07:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كلمة حول مقال...
"...اي درك يغدو العالم بدون نداء الاشتراكية، بدون امل الاشتراكية وبدون "خطر" الاشتراكية..."
منصور حكمت، تاريخ غير المهزومين

نشرت في العدد العاشر من جريدة الى الامام مقال لحسن الخفاجي تحت عنوان:"الثورة التي غيرت وجه العالم".. ورغم اشتراكي في بعض الافكار الواردة فيها، فاود ان اعطي رايي هنا حول اين تكمن منجزات ثورة اكتوبر حسبما اراه. ان ثورة اكتوبر حدث عالمي كبير. ويمكن عدها احد اهم احداث القرن المنصرم. انها عالمية الابعاد. قام بها العامل الروسي ليغير حياة مليارات من البشر الذين لاتربطهم اي قرابة جغرافية بروسيا.

باعلان العمال بقيادة لينين وحزبه الثورة في اكتوبر 1917 والخروج من الحرب، صانت حياة ملايين العمال من المذابح الدموية في جبهات الحرب الامبريالية من اجل الهيمنة وتقاسم الثروات، ثورة لاتتعلق بحياتهم وامالهم بحياة افضل. انها اول من رفعت راية انهاء استغلال الانسان للانسان ومحو الطبقات. انها اعلنت ان السلطة في المجتمع ليست بيد الاحزاب، بل بيد مجالس كادحي ومنتجي المجتمع. السلطة بيد الجماهير وليس وكلائها. تصدت للدين وابعدته عن التربية والتعليم. رفعت راية المساواة التامة بين المراة والرجل واججت عبر ذلك نضالات المراة في اوربا وامريكا من اجل حقوقها. ففي الوقت الذي كانت اوربا وامريكا المتقدمتين تتنكران لحق المراة في التصويت، كانت كولنتاي وزيرة في حكومة السوفيتات!! باقرار قانون المساواة المذكور، تلقت نساء اوربا وامريكا زخما هائلاً من اجل اقرار حق التصويت للنساء. في الوقت الذي كانت الحكومة المجالسية تلغي اي شكل من اشكال التمايز بين البشر، كان السود يغطون في العنصرية في امريكا ويحرموا من حق التصويت ويجرم زواج البيض والسود. الغت اي اشكال التمايز بحق الاطفال الذين جاءوا لعالمنا هذا سواء عبر الزواج او خارجه. انها اول دولة اقرت حرية الراي والتعبير، هذا الحق الذي ان اقرت به الراسمالية اليوم، لايتعدى هذا الاقرار شكله الصوري. لم ترهن هذا الحق بالملكية، بل بعموم الجماهير. اقرت التعليم المجاني، حق التنظيم، حق اي انسان بغض النظر عن المكان الذي قدم منه ان ينال حق المواطنة ان اقر بالشروط العادية للمواطنة. اقر بحق "الاجانب" في الحصول على حق اللجوء ان تعرضوا الى اي ضغط سياسي او ديني و...الخ في بلدانهم، كل هذه من منجزات هذه الثورة التي، وقبل 87 عام، كانت اكثر تقدما من ارقى البلدان المتقدمة اليوم.

اما على الصعيد العالمي، بدون ثورة اكتوبر يستحيل ادراك وفهم الثورات والانتفاضات العمالية التي اعقبتها في اوربا. ان انتصار العمال في روسيا اعطى زخم نضالي لاحدود له لعمال اوربا. ادرك العمال ان رفاقهم قد انتزعوا السطة في روسيا القيصرية. كان هذا يعني ان ثمة امكانية واقعية لانتزاعها في بلدانهم. ان ثورة 1918 في المانيا، الجمهورية الاشتراكية لمجالس ميونيخ، انتفاضة عمال هامبورغ، انتفاضة عمال فينا في النمسا وصولاً الى الثورة العمالية في هنغاريا، تشكيل الجبهة الشعبية في فرنسا، وجمهورية اسبانيا ومجالس عمال برشلونه... وغيرها لايمكن تصور قيامها دون اكتوبر. ان مجمل هذه الثورات والانتفاضات لم تكن حركات عابرة، بل حركات تركت تاثيرات عميقة على مجتمعاتها وفرضت توازن جديد للصراع بين العمال ومن خلفهم مجمل الجماهير والطبقة الحاكمة سواء على الصعيد المحلي ام العالمي بصالح العمال والجماهير الكادحة والمحرومة.

حول المسالة القومية، لايمكن فهم مرسوم الرئيس الامريكي ولسن حول حق الامم في تقرير مصيرها والصادر عام 1918 دون فهم دور ثورة اكتوبر بهذا الصدد. ان حل ثورة اكتوبر للمسالة القومية في روسيا بشكل انساني ومتمدن عبر اقرار حق الامم بتقرير مصيرها، اعطى دفع نضالي للحركات الداعية للاستقلال والخلاص من الاستعمار على الصعيد العالمي.

بعد الحرب العالمية الثانية، ومع توسع العلاقات الراسمالية الى ابعد نقاط العالم، شهدنا شيوع افكار ثورة اكتوبر. لو ننظر الى ثورات التحرر لبلدان ما يسمى بالعالم الثالث لراينا، وعلى الرغم من الافاق القومية الواضحة عليها، مدى وعمق تاثيرات اكتوبر عليها. اذ في معظم هذه البلدان، قامت معظم الحركات الاجتماعية بطرح نفسها بقالب اشتراكي. تحت راية الاشتراكية واسم الاشتراكية مضت للميدان في صراعها من اجل انهاء الاستعمار ومقاومته. تشكلت الاشتراكية الافريقية وتحولت الى قوة اساسية في المعادلات السياسية لبلدانها.

على صعيد العالم كله، من نضالات السود والملونين في امريكا، النضال من اجل انهاء التمييز الجنسي في جنوب افريقيا، النضالات العمالية العالمية من اجل تحسين ظروف الحياة، نضالات المراة، الدعوة للمساواة القومية ومناهضة التمييز القومي كلها اتسمت بطايع الاشتراكيين، وقادها الاشتراكيين. اصبح يترادف اسم اي داعية للمساواة الاجتماعية والعدالة والتقدم فوراً بـالاشتراكية والعمل الاشتراكي.

لقد تركت ثورة اكتوبر تاثيرات كبيرة على الحركة المطلبية العالمية والداعية لتحسين ظروف الحياة. بدون ثورة اكتوبر، لم يكن مطلب (يوم عمل من 8 ساعات) امرا يسير التحقيق. كلنا يعلم كيف كان جواب الطبقة الحاكمة على عمال شيكاغو المطالبين بتحقيق هذا المطلب، اغراق تظاهرتهم بدماء المئات منهم عام 1886. لقد حققت اكتوبر ذلك وانجزته. حين تحقق هذا المطلب في بلد متخلف مثل روسيا، لم تستطع البرجوازية المقاومة اكثر امام هذا المطلب وتاججت مطالبة العمال. ان ثورة اكتوبر اعطت فرصة تاريخية مهمة لعمال البلدان المتقدمة مثل فرنسا والمانيا وبريطانيا وامريكا لنيل هذا المطلب.

فيما يتعلق بحق السكن. ان ثورة اكتوبر من جعلته حق. ان اكتوبر هي التي ثبتته في اغلب البلدان الغربية بوصفه حق مسلم به للانسان. لم تقر به البرجوازية بطيب خاطر، بل خوفاً من الثورة. الامر ذاته يصح على الخدمات والضمانات الاجتماعية، ضمان البطالة، التقاعد، دعم الدولة للخبز وسائر الضروريات المعيشية والحياتية وحتى الرفاهية. فبدون الخبز المدعوم مثلا، بوسع المرء ان يتصور كم يجب على الانسان ان يشقى ويكدح كي يسد رمق عائلته؟! خلاصة القول، بدون اكتوبر، لكانت قد تحولت لائحة الملايين الذين يموتون جوعاً في العالم اضعاف ذلك. ان بقاء هؤلاء الملايين في انحاء العالم على قيد الحياة مدين لثورة اكتوبر. ان انقاذ هؤلاء الملايين الذين من الظاهر انهم لايمتون باي صلة تذكر بروسيا مدين لثورة لينين ورفاقه.

بدون اكتوبر وشبح اكتوبر، ليس لدولة الرفاه اي معنى. ان دولة الرفاه التي سادت لعقود في اوربا هي نتاج اختلال التوازن الاجتماعي لصالح العامل والذي فرضته ثورة اكتوبر نفسها. بزوال اثار اكتوبر، زال اثر دولة الرفاه.

فيما يتعلق بحق التنظيم والاضراب، يصح الامر كذلك. لقد اقرت البرجوازية ذلك خوفا من المارد العمالي، خوفا من تطاول العامل على سلطتها. ففي المانيا، لم يكن بدا من البرجوازية التي سحقت ثورات العمال في 1918-1919 بشكل دموي وشرس من ان تقر قانون المجالس المعملية للعمال وحق العمال في التنظيم في المجالس المعملية والنقابات.

انظر الى اعمال القتل وحمامات الدم الجماعية العرقية والدينية والعشائرية التي استشرت الان، ان لجم هذه الحركات لعدة عقود يعود لثورة اكتوبر، لقد فرضت اكتوبر التراجع على القومية والدين وهمشتهم الى حد كبير وذلك لما اشاعته من افكار "الاخاء" و"الاممية" و"الانسانية" على الصعيد العالمي. ان حفظ حياة الملايين في افريقيا ويوغسلافيا وغيرها نابع من هيمنة الافكار والتقاليد التي اشاعتها الثورة. لجمت اكتوبر ولعدة عقود هذا المسار الدموي.

لولا ثورة اكتوبر، لكان العالم اكثر حلكة وظلاماً. ثورة، ولشدة رعب الغرب "الديمقراطي" و"الداعي لحقوق الانسان"، كان يحرم مواطنيه من السفر الى بلدها او يضع العوائق الجدية امام سفر مواطنيه الى هناك خوف من الاطلاع على ماذا تعني ثورة اكتوبر بالضبط.

ان هذه الثورة قد اخفقت في اقامة المجتمع الاشتراكي والبناء الاقتصادي للمجتمع بعد ما يقارب عقد من انتزاع العمال للسطة السياسية في اكتوبر 1917. ولكن حتى باخفاقها هذا، جعلت البشرية تنعم بخيرات الثورة والنفوذ المعنوي والسياسي لافكار الثورة وقرارات مجالسها لعدة عقود. اليوم يتبين للجميع، ان انهيار بلد الثورة (الاتحاد السوفيتي) رافقه هجمة شاملة للبرجوازية العالمية على مجمل مكتسبات الثورة على الصعيد العالمي. اليوم كل شيء عرضة لتطاول البرجوازية العالمية واولها افكار المساواة والعدالة والتحرر والامان الحياتي والاقتصادي. ان الثورة اخفقت بيد ان اهداف الجماهير وامالها بحياة افضل هي ابعد من ان تهزم، هذه الامال والاهداف التي اعطتها ثورة اكتوبر معنى عملي واكدت امكانية نيل البشر لها.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لتسليم صدام وقادة البعث الى حكومة غير شرعية! يجب تسليم صد ...
- دونية المراة بلبوس -اطلاق سراح المعتقلات- رد على مسؤول اسلام ...
- مكانة منصور حكمت في الماركسية!
- أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!
- وغدا اليوم طالباني ملكاً اكثر من الملك!
- يجب التصدي للعناق الدموي الامريكي- البعثي!
- انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!
- بيان تأسيس حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي!
- جماهير العراق اكثر تقدما من قانونهم! كلمة حول -تحررية- قانون ...
- بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الايرانية مقابلة مع قادة وفعال ...
- ان هدير -ينار محمد- قد انطلق، لن توقفه التهديدات الرخيصة للا ...
- ان وراء الاكمة ما ورائها! كلمة حول طرح -فيدرالية المحافظات
- اوضاع الاطفال في العراق الان!
- يجب وضع حد لتطاول الحوزة وزمرة مقتدى الصدر العميلة والمأجورة ...
- منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة ص ...
- الديمقراطية ام مأزق السياسة الامريكية؟! على هامش خطاب بوش ال ...
- تخرصات الارهابيين المفلسة! رد على جريدة الحياة العراقية
- نداء فارس محمود الى جماهير الناصرية حول إشتداد الصراع للسيطر ...
- صراع جبهتان! حول تظاهرة اتحاد العاطلين في الناصرية
- كابوس مؤرق على الابواب!!


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فارس محمود - اين تكمن منجزات اكتوبر!