أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم حسن - أزمة الفكر














المزيد.....

أزمة الفكر


إبراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 19:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في كل يوم تتصاعدُ مشاكل العالم، وفي كل دقيقةٍ نواجهُ تحدّياً جديداً، وفي كل لحظةٍ تشهدُ دول العالم الاول تقدّماً نحو الإمام، اما نحنُ فباقونَ في مكانِنا، بل لا أدري هل هو الوقوف ام الرجوع ؟

مشاكلُ المجتمعات، باتت كثيرة، سواء كانت سياسية ام إجتماعية ام إقتصادية. مُستقبل مجهول ينتظر اجيالنا القادمة، والتي لم نفكر بها. فهل ستكون ضحية للصراعات الايديولوجية والطائفية ؟ هل ستعيشُ اجيالنا القادمة على منوال ما نعيشهُ الآن ؟ وهل هي قادرة على إنتشال مُجتمعاتها من الرذيلةِ والإنحطاط بشتى أشكالهِ ؟ هل ستعيش أجيالنا حياة أفضل منا؟ ام أسوء ؟
هل فكرنا يوماً بمستقبل أولئك المساكين، الذين ما زالوا في الارحام ؟ هل أعددنا العدة لرسم حياةٍ كريمة لهم ؟ .... هل سيعيشون أنظمة سياسية او إجتماعية أفضل وأرقى من الانظمة الموجودة الآن ؟ تتيح لهم حياة راغدة ؟ هل ستحقق الإنسانية ذاتها على أكمل وجه ؟
هل من ماركسيةٍ جديدة ؟ ....... هل من رأسماليةٍ مُطوّرة ؟...... هل من عودةٍ لاعتناق الإسلام او التوجه له ؟ ...... هل من إنتصار للعلمانية ؟..... هل من إنظمةٍ غير هذهِ الإنظمة التي مزجت بين الإقتصاد والسياسة والإجتماع ؟..... هل إن البشرية ستنهار ؟ ونعودُ إلى القرن العاشر قبل الميلاد ؟ هل ستتحققُ تنبؤات الكتّاب بأختلاف آيديولوجياتهم ؟ ام أنها ستذهب أدراج الرياح ؟

لا أعرف إلى الآن، هل نحنُ نعيشُ في ظلمةٍ فكريةٍ حالكة جلعتنا نتخبط بصراعاتِنا الفكرية والإجتماعية والسياسية والطائفية، وتركنا مُستقبل مجتمعاتنا التي لم نفكر بها إلى الآن؟ اما آن الآوان لنضع خُطط تؤمّنُ على ألاقل مُستقبل ما سنعيشهُ من باق الايام ؟ أم نحن متكلون على الغير ظناً منا بأننا سائرون حتماً معهُ إلى حيث هو ماض ؟.اليسَ جديراً بنا أن نصغي لما يقولهُ لنا الماضي؟ اوليس الكثير منا يجلس لساعاتٍ طويلة يطالعُ كتبَ التأريخ شغوفاً بقراءتها ؟ هل أصبحت القراءة لأجل القراءة ذاتها؟ ام لأجل التعلم والإتعاظ ؟

كتبُ التأريخ أصبحت موجودة في كل مكان، في كل بقعةٍ من بقاع الارض، وبأبخس الاثمان، هل طالعنا عِبّر الماضي ؟ وقرأنا مُشكلاته؟ هل لاحظنا كيف سارت بأجدادِنا الحياة حتى وصلت إلينا ؟ اليست هذه عِبر تفيدنا في رسم حياتنا الجديدة ؟

على ما يبدو أن هذهِ اسئلة مُخجلة، بالنسبة لبعض منا، وبالنسبة للبعض الآخر لا اجابة لها، على إعتبار ان الامرَ مرهونٌ بالطبيعة، بأعتبارهِا هي من تسّير المُجتمعات، ولا طاقة لنا نحن في تغييرها، أو تلافي أقدارها. والبعض الآخر يرى ذلك مرهوناً بسياسات الدول والخطط الإقتصادية والتنموية وما شابه. إذ هي برأيهم كفيلة بأنتشال الفقراء من واقعهم المرير، وهي أيضاً من ستؤمّنُ حياة كريمة لاجيالنا القادمة، ناسين او متناسين، ان السياسات تتغير بتغير الزمان، رغماً عليهم. ولا يمكن لنا التنبؤ بما سيحدث مُستقبلاً والجزم بذلك، لكننا على الاقل، علينا أن نأخذ الحيطة والحذر، وأن نزرع ثقافة الوعي في عقولنِا وعقول أبناءنا.وان نهيّئ الإمكانات التي من خلالهِا تستطيع اجيالنا أن تلفتَ من تلك النهاية التي تنتظرنا وتنتظر أجيالنا.إنها نهاية التأريخ. تأريخ اليائسون !!

نعم، إننا بحاجةٍ ماسة إلى ثقافة الوعي، بكل أشكالهِ.الوعي الذي أصبح اليوم معدوماً لدى مجتمعات العالم الثالث، ولدى من يحكمون هذه الشعوب.بل المشكلة أكبر من ذلك بكثير.انها مُشكلة وعي المشكلة !
حكامنا ومثقفونا وكتابنا ومفكرونا- تلك الاسماء الذي ندبجها، في كتاباتنا ونلوكها في السنِتنا كل يوم، لم تفكر بمستقبلنا ومُستقبل أبناءنا المساكين.جل إهتمامهم مُنصباً على مدح فلان وذم فلان، وإنتخاب فلان ورفض فلان.هذهِ الافكار هي محور أفكارهم وأفكارنا البالية التي أصبحت – كنتيجةٍ منطقية - تتنافى و أفكار العصر الحديث. أفكارنا البالية هي المسؤولة عن تخلفنا ومشاكلنا.المثقفون والحاكمون هم المسؤولون عن ذلك التأخر الذي أصابنا. فستلاحقنا لعنة التأريخ إلى يوم القيامة.كما أن من المُخزي أننا لا زلنا نهتم بحذلقاتِنا الفكرية، نتشدق بها أينما إستطعنا ذلك، ولا زالت تلك النزعة الروتينية البالية التي ورثناها منذ القدم .... إنها نزعة الاقدار، تلك التي جعلتنا مكتوفي الايدي، لا نفكر ... لا نسأل .... لا نتحرك .... على إعتبار إن لكل أنسان حياة رسمها الباري له، او رسمتها الطبيعة له، وليست لديهِ حيلة في أن يغيرها !!

هذهِ هي المأساة بعينها، نعم ..... إنها الطامّة الكبرى، التي جعلتنا نسُلم بالاقدار وبالحظوظ وما أشبه، فجعلتنا عاجزون عن إنتشال أنفسنا من حضيض الواقع، بل أنستنا حقيقة مرة، تلك الحقيقة التي تقرر بأننا أغبياء، نعم .... إننا أغبياء جداً، حين سلمنا مقاليد حكمنا إلى شئٍ مجهول، إلى شئ لا وجودَ له، نحنُ إخترعناه لانفسِنا وصّدقنا به، وأصبحنا منقادين له بصورةٍ لا شعورية. أما آن الاوان لنفيق من ذلك السبات الطويل، أما آن الاوان لنكّسر تلكَ القيود الفكرية التي أحاطت بعقولِنا ؟ أما آن الاوان لنكذب تلك الخرافات والاساطير التي أضرّت بنا على مدى قرون خلت ؟

مُشكلتنا اليوم هي كيفية التخلص من هذهِ الاوهام والاساطير التي علقت في أذهاننا، بل ترسخت وأصبحت مُعتقدات لا يجوز الشك فيها ابداً، والذي يشك فيها يعتبر خارجاً على الاعراف والتقاليد الإجتماعية، فينال النبذ والإحتقار في دنياه للاسف الشديد، وتكون المُشكلة أكبر حينَ يتهم بالزندقة !!

إن أجيالنا القادمة ستلعننا في كل صباح ومساء، حين يجدوا انفسهم قد تأخروا عن العالم بمليارات السنوات، وليس في أيديهم أية وسيلة للالتحاق بركب التطور، فيسحقهم المُجتمع بأقدامهِ.... ليسير فوقهم .... ويصبحون أبناءنا في خبر كان. فتنقرض أجيالنا من الوجود، ويُمحى كل أثر لنا من التأريخ !!
هكذا هي نهايتنا، كما أتصور !!
ـــــــــ

* إبراهيم الساعدي
كاتب عراقي/ باحث انثروبولوجي





#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسهامات الأستاذة مارجريت ميد في الإنثروبولوجيا النفسية
- سيمفونية الصمت
- أسطورة العراق الجديد
- من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟
- ثرثرة رجلٌ يائس !
- التنمية البشرية.....مجرد وعود !!
- ما هي ألانثروبولوجيا ؟
- هلوسة الصباح
- الفهم الخاطئ للحرية.... هل سيؤدي بالعراقيين إلى الهلاك ؟
- في ظل غياب الوعي الثقافي... هل نشهد عدم توزان أفكارنا ؟
- دوّرُ الوعَيّ الفِكري فيّ إرشاد الفرَدِ العِراقي
- عطر الغايب لـ جمعة الحلفي.... معالم لحركة تجديد في الشعر الش ...


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم حسن - أزمة الفكر