أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - خصخصة الحرب والاحتلال بواسطة الشركات الامنية آخر ادوات الراسمالية المحتضرة لاطالة عمرها














المزيد.....

خصخصة الحرب والاحتلال بواسطة الشركات الامنية آخر ادوات الراسمالية المحتضرة لاطالة عمرها


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 18:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يتضح عجز ارقى ادوات النظام الراسمالي لادارة المجتمع، الدولة بكل اجهزتها ولاسيما حكوماتها واجهزتها القمعية واداتها التوسعية لفرض هيمنته وضمان ادامته. فقد مرت الدولة بعدة مراحل من التطور بكل كيانها واجهزتها ونهجها مع تطور مراحل الراسمالية . وبررت وجودها ودورها في تطور الراسمالية ودورها في تطور المجتمع البشري عبر قوانينها الاساسية المنافسة والركض وراء الارباح فطورت القوى المنتجة حتى بلغت في عصرنا حدا لايمكن حصرها بالملكية الخاصة، واحتكار استخدامها وثمراتها . وبحكم نفس قوانينها الاساسية، الركض وراء الاباح والمنافسة خاضت الحروب التي كلفت البشرية ملايين الضحايا ومنجزات قرون بما جندته من قوات مسلحة وشجعت على ابتكاره من اسلحة. واليوم تهدد بالحروب لادامة هيمنتها على العالم او افنائه .وإذ وجدت عبر مراحلها السابقة في احتكارها لاسلحة القتل والدمار لترويض المنافسين واسلحة وادوات لقمع طموحات الشعوب وتركيعها واستنزاف طاقاتها، فلم يعد بامكانها في عصرنا احتكار المبتكرات العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية وحتى اسلحة الدمار الشامل والتهديد في استخدامها. ولا الاعتماد على جيوشها بعد تصاعد وعي الشعوب بمخاطر هذه الحروب وحقيقة اهدافها ووحدة اهداف ومصالح شعوب العالم وتطور وسائل واساليب كفاحها من اجل السلام والامن العالمي. ولم يعد بمقدور اجهزة الدولة المتلفعة بسائر الانظمة السالفة والمعاصرة من ديموقراطية وحقوق انسان واهداف انسانية تضليل البشرية . فلجأت الى خصخصة اخطر واسوأ مهماتها، الحرب والاحتلال ،عن طريق تشكيل واستخدام شركات امنية تعكس حتى في تسميتها كل تناقضات علاقات الانتاج الراسمالية، شركات ارهابية تضم الد اعداء البشرية من مجرمين ورواد سجون مدججة بكل اسلحة الابادة الفردية والجماعية ، ومحمية بكل ما يمتلكه قطبها الاكبر المبريالية الامريكية من قوة وجبروت .
شاع في العالم لاول مرة اخبار هذه الشركات ودورها في تركيع الشعوب، وفضاعة جرائمها في اواخر القرن الماضي في امريكا اللاتينية. فقد استخدمتها الادارة الامريكية لقمع الثورات الشعبية ضد هيمنتها واستعبادها، لاسيما في كوبا والارغواي وغواتيمالا بما اقترفته من ابادات جماعية واغتيالات. فقد اغتالت المناضل العالمي جيفارا واعتقلت وعذبت المناضل الوطني اورتيغا وقتلت الرئيس الشرعي لشيلي اليندي، وما اقترفته من جرائم وتفجيرات لارعاب الشعوب لشل ارادتها وطاقاتها . وانكشف تبعيتها للادارة الامريكية من خلال ادارتها وتمويلها وتسليحها من قبل وزارة الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع، والدفاع عنها في المحافل الدولية . ورغم ادانة كل شعوب العالم تلك الجرائم ودور الادارة الامريكية فيها ، و فشل كل تلك الجرائم في تركيع شعوب امريكا اللاتينية ، بل وتحولها الى محفز رئيس لتحرير شعوب تلك البلدان ونهوضها في حركات تحررية حققت انتصارات رائعة في كل من كوبا وفنزويلا وغواتيمالا، لم تجد الادارة الامريكية بعد عقد من الزمن المعاصر من وسيلة اخرى لاطالة عمرها كاستخدام هذه الشركات الاجرامية لتركيع الشعوب من خلال خوض الحروب العدوانية وفرض الاحتلال وادامته.
فقد اصدر الحاكم الامريكي للعراق بريمر قراره رقم 17 في 27/6/2003 ، أي في مطلع الاحتلال الامريكي للعراق قانون الشركات الامنية، الذي يضمن حرية وجودها وحصانتها ضد القوانين العراقية وعدم مسؤوليتها عن أي جريمة يقترفها مرتزقتها . ففي حين اجتاحت الادارة الامريكية العراق باقل من 100 الف جندي امريكي، فانها لم تستطع تركيع الشعب العراقي حتى باكثر من 150 الف جندي، تحت شعارات التحرير وضمان حقوق الانسان . فكان استقدام 160 الف من المرتزقة هذه الشركات المجرمين كاخرسلاح لتركيع الشعب العراقي. وفرضت قوات الاحتلال، قرارات بريمر على الحكومات العراقية التابعة المتتالية ، وتحويل تعاقدها وتمويلها على الحكومة العراقية على الرغم من عدم ارتباطها بوزارات الامن العراقية . بل ويجري العمل على تحويل قرار بريمر الى قانون، معروض تشريعه في البرلمان العراقي هذه الايام. فنهضت هذه الشركات بتنظيم معظم الجرائم والكوارث التي عاشها الشعب العراقي خلال سبع سنوات من تدمير للمنشآت الحيوية وتفجيرات مرعبة وازهاق ارواح واغتيالات وانتهاك اعراض وتمثيل بالجثث لبث الرعب ونشر الفساد والمخدرات وبلغ استهتارها حد اطلاق النار العشوائي في الساحات العامة كما حدث في ساحة النسور وقتلها 17 عراقي واقترافها المجازر كمجزرة حديثة والمحمودية وقتلها الالاف من المدنيين .
ولم تعد الادارة الامريكية المستنزفة بالازمات العامة والمتنوعة بقادرة على ادامة احتلال العراق ونهب ثرواته بدون هذه الشركات، ولا يمكنها التفريط بحمايتها وهيبتها كاخر ادواتها لادامة هيمنتها على العراق ونهب ثرواته، لاسيما وقد تعهدت بخفض تواجدها العسكري في العراق الى 50 الف جندي وحمايتهم بالقواعد الامريكية المحصنة . ولم تعبأ بخرق جميع القوانين الامريكية لتبرئة مرتزقة اهم شركات امنها الاجرامية شركة بلاك ووتر، واستهتارها بجميع القوانين والمواثيق الدولية ، ولا بادانة الراي العام العالمي لتلك الجريمة التي تناقلتها وسائل الاعلام العالمي، والتي لم تشكل الا واحدة من جرائم الادارة الامريكية الكبرى بحق الشعب العراقي والبشرية وفي مقدمتها احتلال العراق عن طريق الحرب، واستخدام السلاح النووي المحرم دوليا. ان السبيل الوحيد لتجريم مرتزقة شركات الامن وانصاف ضحايا جرائمهم هو تجريم الادارة الامريكية وتحرير شعبنا من الاحتلال وادواته ولاسيما شركات امنه
سعاد خيري في 5/1/2010





#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجل احتلال ايران بئر فكة تصاعد الصراع الايراني الامريكي وكفا ...
- الشعب العراقي يحدد -الامن- امنية البشرية الرئيسية في عصرنا، ...
- تحتفل البشرية بانجازات عام استكملت القاعدة المادية لتحررها ر ...
- الانظمة الثيوقراطية اخر اسلحة الراسمالية لاطالة عمرها تتهاوى ...
- قمة المناخ في كوبنهاكن نقاشات وصرعات لتضليل البشرية والهائها ...
- جرائم لا تغتفرمن اجل نهب ملايين اطنان النفط العراقي, تدمير ش ...
- العراق يشهد افضع جرائم الراسمالية المحتضرة وابشع مهازل التار ...
- الشعب البريطاني ينجح في محاكمة بلير كمجرم حرب والمحتلون وادو ...
- العراق نموذج للديموقراطية الامريكية في الشرق الاوسط الاحتلال ...
- اعلان عالمي ومواثيق ومنظمات دولية وايام عالمية واطفال العراق ...
- دعم حقوق اللاجئين العراقيين مهمة انسانية عالمية في ظل تخلي ا ...
- مكتبتا الطفل في بغداد شعاع يخترق ظلمات الاحتلال توقده رابطة ...
- احتفال رابطة المرأة العراقية في بغداد بيوم السلام العالمي
- تصاعد النضال الجماهيري في العراق يعزز مواقع الاحزاب الوطنية ...
- قوات الاحتلال بادارة اوباما تنفذ مخططات ادارة بوش لادامة هيم ...
- اخطر اسلحة الراسمالية المحتضرة السلفية الايديولوجية
- في عصرنا المتأزم تفقد حتى الاحداث الكبرى اهميتها
- اهم تناقضات العصر التطور الهائل لقوى الانتاج والازمة المستعص ...
- تمر البشرية باعظم واخطر منعطفات تطورها
- مسرحية الانتخابات في ظل الاحتلال وادواته واول فصولها تفجيرات ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - خصخصة الحرب والاحتلال بواسطة الشركات الامنية آخر ادوات الراسمالية المحتضرة لاطالة عمرها