أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - مرتجاهنّ الحرية في حدائق النور !














المزيد.....

تأملات - مرتجاهنّ الحرية في حدائق النور !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في آخر تقرير أصدرته (يونامي) أواخر الشهر الماضي أشارت الى أن العنف القائم على نوع الجنس سائد لدى العديد من المجتمعات المحلية العراقية، باعتباره شأناً عائلياً، ونادراً ما يتم ابلاغ السلطات عنه.
وبوسعنا أن نرى الدلالة المزدوجة لتقرير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق. فهو يكشف، من جانب، عن انتهاك خطير يتمثل في استمرار العنف ضد النساء، ولكنه يفتقر، من جانب آخر، الى كثير من الحقائق المروعة عن مآسي النساء العراقيات. ويجد المرء نفسه أمام حيرة في تفسير هذا النمط من التعامل مع قضية شائكة مثل قضية معاناة النساء، التي تتطلب، من بين أمور أخرى، الكشف عن كل الحقائق الصادمة، وتحديد الجهات المسؤولة عن هذه المعاناة، والسعي الى اتخاذ اجراءات لوقف العنف ومصادرة الحقوق.
لقد باتت مآسي النساء جلية للقاصي والداني. ولعل مكونات هذه اللوحة التراجيدية تمتد من إشاعة أجواء العنف والخوف في المجتمع، وتفاقم العوز المادي والخراب الروحي، وغياب الخدمات الأساسية، ومصاعب الحياة المعيشية، وتفشي الأمية والبطالة، الى فرض الاجراءات الجائرة التي تستهين بانسانية المرأة وكرامتها، لتصل الى قتل المرأة غسلاً للعار !
ولعل من بين الحقائق الصارخة أنه اذا كان ربع أعضاء المجالس المحلية من النساء، وهو مؤشر ايجابي بالطبع، فان أكثر من ربع النساء ممن هن فوق سن العاشرة يعانين من الأمية حسب احصاءات الأمم المتحدة، بينما تشكل النساء حوالي 17 في المائة من القوى العاملة. وفيما أهدرت عشرات المليارات من الدولارات على "خرافة" إعادة البناء، يفتقر أكثر من ربع "الضحايا المنسيات" الى الماء الصالح للشرب.
ومما يفزع المرء حقيقة أن هناك جيشاً يضم الملايين من الأرامل والمطلقات حسب احصاءات الأمم المتحدة، بينما تكشف تقارير عن استمرار عجز شبكات الرعاية الاجتماعية، والاستهانة بوزارة شؤون المرأة التي تثير ميزانيتها السخرية والأسى، في حكومة لا تعد قضية النصف الأعظم من المجتمع من أولوياتها.
ولا ريب أن أكثر الفظائع ترويعاً يتمثل في بيع آلاف النساء، وبينهن فتيات قاصرات، في سوق عبودية الجنس داخل العراق وخارجه. ولا غرابة في أن يرغم العوز ضحاياه على الانحدار الى المستنقع من أجل البقاء على قيد الحياة في مجتمع ينبذهن بعد أن حوّلهن تجار الدعارة الى سلع بخسة الثمن في ظل انحدار عام يصمت عنه "سياسيون" و"برلمانيون" يخشون على فقدان امتيازاتهم أكثر من خشيتهم على أي شيء آخر. فقد بات من المعلوم، اليوم، أنه ما أن يصل الأمر الى النصف الأعظم من الشعب، حتى تتفاقم الاشكالية ويتعقد الحل، والأسباب جلية. فالذين يستند نفوذهم الى تأبيد الراهن يخشون أصوات النساء، وينظرون اليها باعتبارها تهديداً لنفوذهم. وهذا هو السبب الجوهري لديمومة بل وتعاظم مآسي النساء في بلادنا.
وعلى الرغم من الكشف عن جرائم العنف ضد المرأة على نطاق واسع، فان المستور مازال واسعاً. وتستمر أطراف عديدة على ممارسة هذا العنف ممتدة من متطرفي مليشيات، وعصابات جريمة منظمة، مروراً بمسؤولين عن تنفيذ القوانين، وليس انتهاء بالتشريعات الجائرة التي تكرس هذا العنف، وبينها تخفيف العقوبات عن جرائم غسل العار، بينما تضطر نساء ضحايا الى "السكوت" عن الجرائم المقترفة بحقهن، خشية تحولهن الى منبوذات اجتماعياً أو تعرضهن الى القتل على يد عوائلهم، خصوصاً في ظل غياب حماية الدولة لحياتهن.
وبينما يبدو "حق تأديب" الرجل لزوجته نوعاً من "التسلية" بالمقارنة مع أعمال عنف شنيعة، تتسع ظاهرة القتل حرقاً والانتحار والختان في بعض مناطق كردستان، لتشكل جزءاً من لوحة العنف الجسدي والنفسي، الذي تشير تقارير الى أن ثلث العراقيات يعانين منه، فيما يجري التستر على منفذي الجرائم ضد النساء ومن يقف وراءهم.
واذ يتواصل التمييز والتهميش والاقصاء، يجري إبعاد النساء عن فرص المشاركة في صنع القرار، وتحويل "قيادات" بينهن الى "ديكور" لأغراض التضليل. أما التسييس فيدفع، من بين عواقب وخيمة أخرى، بـ "سياسيات" و"برلمانيات" الى اتخاذ مواقف واطلاق تصريحات، تتزيا بذرائع تكشف عن ولع "البعض" منهن بمهمة تلطيف اضطهاد وإذلال بناتت جنسهن، فتصب، فعلياً، في طاحونة الفكر البطرياركي المقيت.
* * *
بات "سياسيون" و"ممثلو شعب"، ممن يرفلون بنعيم ينسيهم حتى أنفسهم، موضع سخط وارتياب وتندّر، فهم في "شغل" بامتيازات عن ملايين الأرامل وأيتامهن .. وراحت "ممثلات" محليات "يفضحن" بعضاً من المسكوت عنه حين طلبن محارم لحمايتهن ..
غير أن العنف لن يكسر الارادة الحقيقية، ولن يوقف الينابيع عن أن تتفجر، فتصب روافد في المجرى العظيم .. وحقوق النساء، المكتوبة على الورق اليوم، لن تبقى على حالها في الغد ..
فالأصوات تتعالى بالهتاف من أجل الحق المشروع، و"نساء الفردوس" وأربعاء الرماد وكل الساعيات الى اكتشاف الحقيقة ينهضن في مسير اقتحامي حتى نجتاز معهن متاريس الظلم ونهزّ عروش الصمت ..
مجدهن في مقاومة تأبيد الراهن وثقافة الظلام المهيمنة .. ومرتجاهنّ الحرية في حدائق النور !



طريق الشعب - 5/1/ 2010






#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - ننحت في حجر .. هذا هو مجدنا !
- تأملات -ثقافات جديدة- بينها الترقيع !
- تأملات أأضحى الصمت أصدق أنباءً ... !؟
- تأملات - هوس الاستحواذ !
- تأملات - رايات المرتجى في أيادٍ بيضاء !
- تأملات - فأر البرلمان تحت خيمة الأميركان !
- تأملات - تلك الأبواب .. هذه المرايا !
- تأملات - ائتلاف السخط والأمل !
- تأملات - أصوات .. وأصوات !
- تأملات - هواجس العزوف ولحن الصراع !
- تأملات - أغلبية معوزين وحفنة متخمين !
- تأملات - أربعاء الرماد .. أربعاء الأمل !
- تأملات - بايدن يتذكر -الحرب المنسية- !
- تأملات - حماة الكلمة .. من يحميهم !؟
- تأملات - الحنّاء بعد النخيل واللحى طويلة !
- تأملات - رسالة -المتنبي- البليغة !
- تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟
- تأملات - بلاك ووتر .. بيت الدعارة والجريمة !
- تأملات - في ذمّ التسييس أيضاً !
- تأملات - كابوس السرطان !


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - مرتجاهنّ الحرية في حدائق النور !