أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد بشارة - نقد فيلم - إنمساخ أو تحول المنسوخ AVATAR-















المزيد.....

نقد فيلم - إنمساخ أو تحول المنسوخ AVATAR-


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 12:54
المحور: الادب والفن
    



من بين عدد كبير من النقاد والصحافيين الفرنسيين والأجانب، أتيحت لي فرصة مشاهدة العرض الأول ما قبل العرض الجماهيري التجاري ، المخصص للنقاد والصحافيين ، لفيلم جيمس كاميرون James Cameron الأخير " آفاتار AVATAR أي الممسوخ أو المتحول". المخرج غني عن التعريف فهو صاحب الأفلام الشهيرة في تاريخ السينما التجارية التي حققت أكبر الأرباح وهي ترميناتورTerminator أو المستأصل، الذي أخرجه سنة 1984 ، وهو من نوع أفلام الخيال العلمي ، وكانت ميزانيته متواضعة آنذاك لم تتجاوز 6 ملايين دولار وحقق عائدات تجاوزت الـ 80 مليون دولار مما ساعد المخرج على إخراج جزء ثاني للفيلم سنة 1991 بميزانية أكبر بكثير، ويتحدث عن مجيء كائن آلي بهيئة إنسان من المستقبل لكي يقتل أو يستأصل سارة كونور الخادمة في إحدى البارات، لأنها ستنجب صبي سيكون له شأن في المستقبل بعد دمار البشرية إثر ثورة الآلات ومحاولة استئصالها للبشر حيث يقود إبنها جون كونور المقاومة البشرية لهيمنة الرجال الآليين على الأرض. وفي سنة 1989 أخرج جيمس كامرون فيلمه الجميل من نوع الخيال العلمي أيضاً بعنوان آبيس ABYSS أو حضارة أعماق المحيط، الذي كرس المخرج باعتباره العبقرية الجديدة لهوليود والذي استخدم فيه تقنية الكاميرا الثورية القادرة على التصوير تحت الماء ويتحدث الفيلم عن مغامرة بحارة للوصول إلى أعمق نقطة ممكنة في عمق المحيط يمكن أن تتحمل الضغط ويكتشفون وجود حضارة عاقلة وذكية لكائنات شفافة تعيش تحت الماء تساعدهم على إخراج غواصتهم الغارقة في أعماق لا يتخيلها عقل بشر. وفي سنة 1998 أخرج جيمس كاميرون أغلى فيلم في تاريخ السينما آنذاك وهو الفيلم الرومانتيكي الشهير تيتانيك Titanic والذي بلغت ميزانيته 200 مليون دولار وحقق أرباحاً تجاوزت الـ 1.8 مليار دولار، ويتحدث عن غرق الباخرة السياحية الضخمة تيتانيك وغرق المئات من ركابها بينهم شابين يروي الفيلم قصة حبهما. وبعد إثني عشر عاماً من الانتظار يعود جيمس كاميرون للشاشة بفيلم سيحدث بلا شك انعطافة كبيرة في تاريخ السينما على كل الصعد خاصة على صعيد التكنولوجيا والخدع السينمائية وتقنيات سينما الأبعاد الثلاثة والتقنيات الرقمية والصور التركيبية الصناعية المعمولة بواسطة الكومبيوترات أو الحواسيب ذات التقنيات الفائقة، ألا وهو فيلم آفاتارAVATAR أي الممسوخ أو المتحول ، وهو من نوع أفلام الخيال العلمي أيضاً، وتدور أحداثه سنة 2154 على سطح كوكب باندورا Pandora الغني بالمعادن النادرة التي يحتاجها البشر سكان الأرض بعد أن نفذت الطاقة في كوكبهم وباتوا بحاجة لمصادر طاقة بديلة للبقاء على قيد الحياة وإنقاذ الحياة على كوكب الأرض فعمدوا إلى أسلوب القرصنة والاستعمار الفضائي لكواكب أخرى من بينها كوكب باندورا المأهول بالسكان المسمون قبائل الـ نا في Na’vi، الذين أعلنوا المقاومة ضد الغازي البشري لكوكبهم مما يرغم البشر على استخدام حيلة التسلل إلى أوساط النا في Na’vi بواسطة أحد البحارة السابقين الذي يتغلغل في أوساط سكان كوكب باندورا بفضل نسخته اللابشرية Clone extraterrestre التي يقودها ويوجهها عن بعد، إلا أن هذا الأخير يفتتن بإحدى نساء النا في Na’vi الثائرات ويقع تحت سحرها ، مما يجعله يتفهم ويتعاطف مع قضية الثوار المقاومين للغزو البشري في عالم آخاذ ومذهل . مما لاجدال فيه أن هذا الفيلم سيدمغ تاريخ السينما ببصماته كما فعلت قبله ثلاثية فيلم المصفوفة ماتريكسMatrix وهي تحفة سينمائي لا مثيل لها قبل خروج آفاتر AVATAR ، استغرق إنتاج الفيلم أربع سنوات كانت ضرورية لاستكمال وتوفير الوسائل الفنية والتقنية التي احتاجها إخراج هذا الفيلم الخارق الذي يتحدى به المخرج الكندي مرة أخرى عالم السينما حيث تجاوزت ميزانيته 300 مليون دولار ليقدم من خلاله لوحد فنية نادرة الجمال والاتقان والرونق عن مواجهة مصيرية بين البشر وقبائل النا في Na’vi من سكان باندورا وفي وسط هذه المواجهة العنيفة تنمو قصة حب غير متوقعة، والصراع على معدن نادر لا يوجد إلا على سطح هذا الكوكب المنكوب. لجأ المخرج جيمس كاميرون في هذا الفيلم، كعادته في كل فيلم، إلى تقنية سينمائية ثورية جديدة تسمى performance captur ، وهي تقنية تصوير تسجل بدقة لا متناهية التعابير الظاهرية للممثلين ثم إعادة بنائها بواسطة تقنية الأبعاد الثلاثة دون الحاجة للجوء إلى التقنية القديمة عبر المكياج والمتمثلة بعمليات الترميم بالتعويض بأعضاء أو بأجزاء صناعية مصنوعة من مادة اللاتكس النباتية المستخرجة من عصارة بعض النباتات على شكل حلباب لوضعها على وجوه الممثلين لتحويلهم إلى كائنات لا أرضية، وبفضل التقنية الحديثة باتت التعبيرات في الوجوه أكثر دقة ومصداقية وتأثيراً والأكثر اتقاناً في مجال المؤثرات البصرية الخاصة. كما استخدم المخرج تقنيات عالية ومتقدمة جداً وذلك باستخدام كاميرات رقمية خاصة صنعت خصيصاً لهذا الفيلم من نوع fusion 3D الثلاثية الأبعاد ومع ذلك فهي خفيفة وقابلة للاستخدام والحركة والتنقل بخفة حيث صور المخرج بها مشاهد ثلاثية الأبعاد مباشرة وبنفس الحرية التي يتمتع بها المخرج في الأفلام الكلاسيكية التقليدية وهي تقنية لم تكن معروفة قبل سنوات وكان المخرج ينتظرها منذ خمسة عشر عاماً. بيد أن هذا الأمر يتطلب ظروف عرض خاصة أيضاً حيث سيتوجب على المشاهد التزود بنظارة ثلاثية الأبعاد أيضاً تعطى له على مدخل صالات العرض لكي يتمتع بالدمج الفائق الاتقان بين المشاهد الطبيعية المصورة كلاسيكياً والمشاهد الرقمية المصنوعة كومبيوترياً والمجسمة والتي لم يتمكن من تحقيقها أي مخرج قبل جيمس كاميرون عدا مخرجي فيلم ماتريكس Matrix ومخرج فيلم قراصنة الكاراييبpirates des Caraibes ، ومخرج فيلم سيد الخواتم le seigneur des anneaux، حيث يسعى جيمس كاميرون دائماً إلى تجاوز حدود الممكن. وسوف تجهز 400 صالة عرض في فرنسا لهذه الغاية من مجموع 780 صالة ستقوم بعرض الفيلم .
قبل خمسة عشر عاماً كتب جيمس كاميرون سيناريو هذا الفيلم وأعد مشروعه إلا أنه وضعه في أحد أدراج مكتبه وتناساه لأنه أدرك آنذاك أنه مشروع غير قابل للتنفيذ وفق الوسائل والإمكانات التقنية التي كانت متوفرة في ذلك الوقت، لكنه غير رأيه بعد أن شاهد هذه الأفلام الثلاثة، وهي ثلاثيات طويلة وذات تقنيات عالية وميزانيات ضخمة أيضاً، وقرر تنفيذ مشروعه بعد التقدم والتطور الكبير الذي حققته تقنية الخدع السينمائية والمؤثرات السمعية والبصرية الخاصة والتقنية الرقمية مما يتيح له إمكانية تنفيذ حلمه وتحقيق رؤيته الإخراجية للفيلم. فقام بتكوين فريق عمل عالمي من ألف شخص من أجل خلق العالم الذي تخيله للفيلم وحلم بمنحه الحياة على الشاشة، وأبرم اتفاق أو عقد مع شركة بيتر جاكسون للمؤثرات السينمائية الخاصة Weta Digital ، التي قامت بتنفيذ المؤثرات والخدع الخاصة لفيلم سيد الخواتم، خاصة شخصية غولم Gollum الرائعة، وهي شركة مقرها في نيوزلندة ، وقد نجحت بالفعل في تصميم وتنفيذ عالم كوكب باندورا ومساكن قبائل النا في Na’vi سكان هذا الكوكب، ومعهم كافة أنواع الموجودات والكائنات والديكورات من حيوانات ونباتات وطبيعة خاصة بهذا الكوكب الذي يطمع البشر بسرقة معدنه الثمين والنادر لتعويض نضوب الطاقة على الأرض، ونجح فريق الشركة المتخصصة بالخدع والمؤثرات الصورية بتقديم صور تركيبية images de synthèse غاية في الدقة والبراعة، كما عمل المخرج مع عالم لغويات بغية ابتكار لغة خاصة بسكان كوكب باندورا والتي يتحدث بها النا في Na’vi. وأخيراً حصر المخرج رسالة الفيلم بثلاث تيمات رئيسية تتلخص أولاً : بالتلاعب بالجينات أي عالم الهندسة الوراثية لأن الآفاتار AVATAR هو عبارة عن كائن مستنسخ مخلوق بفعل التلاعب بالحامض النووي لكائن بشري ADN والحامض النووي لكائن نا في Na’vi مما سيتيح لهذا الكائن المختلق hybrid الهجين أو الخلاسي أن يعيش ويتأقلم مع مناخ هذا الكوكب الذي لايمكن للبشر العيش فيه لأنه مسمم. ثانياً موضوع المواجهة مع المجهول وهي التيمة الأثيرة والمفضلة لدى المخرج في جميع أفلامه حيث يضع الإنسان في مواجهة المجهول سواء أكان روبوت أو آلة أو كائن لا أرضي أو فضائي وفي هذا الفيلم يكون الآخر المجهول بالنسبة للإنسان هو كائن النا في Na’vi الذي يبلغ طوله أكثر من مترين ونصف المتر والذي يمثل جزء منا نحن البشر فالغرابة تدفعنا نحن البشر للنظر في أعماقنا نحن . ثالثاً تيمة الدفاع عن البيئة حيث يحمل الفيلم رسالة تحذير للبشر عما يمكن أن يصيبهم في المستقبل إذا ما أصروا على استهلاك مصادر الطاقة بشراهة على الأرض وتبذيرها وتبديدها بحماقة ، وهذا ما نراه اليوم في مسألة الاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الكوكب والغازات العادمة وتشقق طبقة الآزون والنفايات والتلوث الأعمى الخ.. أي إن الاستهلاك المبالغ به للثروات الطبيعية يمكن أن يقود البشرية إلى كارثة محتومة، خاصة في مجال انحسار الغابات والخضرة على سطح الأرض.





#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم بين فيزياء الأمس والغد ) 2 )
- العالم بين فيزياء الأمس والغد ( 1 )
- الحوار المتمدن شمعة مضيئة في دروب المعرفة
- العالم يلتهم البترول رغم الأزمة الاقتصادية
- من العالم الكلاسيكي إلى العالم الكوانتي أو الكمومي
- المستقبل السحيق : رحلة نحو عوالم أخرى
- الكون المرئي : هل من جديد ؟
- الكون المرئي : هل من جديد ؟
- المادة والمادة المضادة تحديات العلم الحديث في القرن الواحد و ...
- تحديات العلم الحديث في القرن الواحد والعشرين وما بعده ( 2 )ا ...
- المتاهة العراقية
- تحديات العلم الحديث في القرن الواحد والعشرين وما بعده
- إيران على مفترق طرق
- العراق: هل حان وقت الاختيارات الصحيحة
- شهود اللحظات الأولى للوجود
- الفيزياء الكمية والفيزياء الكونية وحكايات الأجداد
- حقيقة الكون بين الوهم والواقع
- ولادة المجهول في الكون والخافي أعظم
- هل سيعثر العلماء يوماً ما على المادة المضادة في الكون؟
- عناق المجرات


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد بشارة - نقد فيلم - إنمساخ أو تحول المنسوخ AVATAR-