أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - جوله مع الاسماء ....















المزيد.....

جوله مع الاسماء ....


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تأتي الأسماء من فراغ، هي دائما إنعكاس لواقع حي معاش، لها علاقه بالمحيط والطبيعه والوضع الإجتماعي والسياسي، لكل عصر أسماءه الخاصه به كما لكل بيئة جغرافيه أسماءها، ويوحد الدين والطائفه أسماء أتباعهم على إختلاف مناطق إنتشارهم، بل أن للشهور والأيام دور في إختيار الأسماء . هناك جمعه وخميس وهناك شعبان ورمضان ولا يوجد ذو القعده ولا ثلاثاء دون أن أعلم لماذا !!!

قالوا : خير الأسماء ما عُبّد وحُمّد ، والمقصود بالطبع أن يحمل الذكور من المسلمين أسماء معبده بأسماء الله الحسنى كما يحملون إسم نبيهم محمد أيضا، الدين عندهم يتدخل حتى في إختيار الأسماء، ولأنه دين ذكوري يضع المرأه في مرتبه متأخره عن الرجل، لا نجد مثيلا لهذا القول في أسماء النساء، لكن الذاكره الجمعيه للمتدينين لا تهمل التشبه ببنات ونساء محمد، يطلقون على بناتهم أسماء عائشه وخديجه وزينب ورقيه وآمنه إسم والدة محمد وغيره من الأسماء، بل وايضا أسماء لنساء وردت قصصهم في القرآن مثل مريم وساره وبلقيس، أكاد أجزم، دون أن أملك أية إحصائيه أن إسم محمد يطغى على كل الأسماء داخل المجتمع العربي المسلم، ولربما لا تخلوا عائله مسلمه متدينه من شخص يحمل هذا الإسم أو من أحد مشتفاته إلا ما ندر، أو من إسم عبد مقرونا بأحد أسماء الله الحسنى، هنا سيطفوا للسطح بعض المشاكل فيما لو ألغيت بعضا من أسماء الله، على من يحمل إسم عبد الجليل وعبد الواحد وعبد الهادي وعبد الصبور أن يسعى فورا لتبديل إسمه وإلا إعتبره الفقه الإسلامي مارقا ( ماذا عن الأموات منهم !! )، البعض من الآباء يلجأ للكذب والتمويه، هو يقر دينيا بضرورة أن يحمل أحد أبناءه إسم محمد، وفي قرارة نفسه لا يرغب به، يختار هنا إسما مركبا لإبنه، محمد جمال أو محمد عصام أو محمد صادق، ويبقى الإبن طيلة حياته لا يُخاطب إلا بإسمه الثاني، في منزل أبويه وخارجه، إسمه الكامل فقط في أوراقه الثبوتيه، بالطبع دون أن يعلموا أن هذا ليس هو الإسم الحقيقي لنبيهم . عند أهل السنه نجد أسماء لا نجدها عند الشيعه، أسماء عمر وعثمان وأبو بكر ومعاويه ويزيد ومروان وما شاكلها محذوفه من قاموس الأسماء الشيعيه، حيدر وهو أحد ألقاب إبن أبي طالب وأسماء وألقاب أئمتهم وأهل بيتهم تكثر عندهم، حسن وحسين وكاظم وعباس، أضافة إلى إسم نبيهم ووصيهم، وهم يعبّدون الأشخاص أيضا فيسمون عبد الحسين وعبد الحسن وعبد الزهره، السنه يحرمون شرعا تعبيد أسماء غير أسماء الله، كما يحرمون التسميه بأسماء غير إسلاميه . في مصر هناك حسنين ومحمدين، الأول هو الجمع بين إسمي الحسن والحسين، الثاني يجمع إسمي النبي محمد ومحمد بن أبي بكر الصديق ربيب علي إبن أبي طالب الذي قتله معاويه وأحرقه في جوف حمار، كان من شيعة عليّ، توارثت الأجيال المصريه هذين الإسمين عن الدوله الفاطميه الشيعيه التي حكمت مصر لمدة مائتان وستون عاما، ولم أتوصل لمعنى إسم عوضين في مصر وسالمين في اليمن، الشيعه لا يعترفون بأبوة محمد لبناته عدى فاطمه زوجة وصيهم ووالدة أئمتهم، يسمون فاطمه وزهراء لقبها كما ويسمون زينب، ليس على إسم بنت النبي، بل على إسم إبنة فاطمه وأخت الحسن والحسين المدفونه في حي السيده زينب من دمشق، يسمون خديجه أما عائشه فلن تجده أبدا مهما فتشت، في بلاد الشام حيث حكمت الدوله الأمويه لمدة واحد وسبعون عاما وقبلها ولاية معاويه لمدة عشرون عاما، مازلت تسمع للآن أسماء معاويه ويزيد ومروان ووليد وباقي أسماء قادة الدوله الأمويه، وفي العراق تتوزع أسماء الناس ما بين شيعه وسُنه كل حسب موالاته لقادة مذهبه .

العرب قبل الإسلام، عاشوا في بيئه صحراويه قاسيه، أسماءهم إرتبطت ببيئتهم وبأديانهم، تماما كما فعل المسلمون لاحقا، والد النبي اسمه عبد اللات وهناك عبد مناف وعبد العزى وعبد هبل وعبد يغوث وعبد ود وعبد شمس، وهي تعبيد كما لا يخفي لآلهه عُرفت في مكه ومحيطها، وقد شاع في أوساط عرب ما قبل الإسلام الأسماء المركبه مع إسم ألإلآه فسموا سعد مناة وعوذ مناة وتيم اللات وجد أيل، وهو ما جرى تقليده لاحقا مع أسماء إلآه المسلمين التسع وتسعون، كما ارتبطت أسماءهم بالبيئه الصحراويه وصفاء سماءها ليلا، معاويه ماهي إلا كلبة عوت، واسم أبي سفيان صخر، وهناك حجر وجبل وسهل وسهيل وأسد، ولبنى التي هي نوع من الشجر،
لكن لماذا بدّل محمد إسمه وإسم أبيه ؟ وقع قثم على الأذن أجمل ويحمل نغمه أرق، التبديل حصل في المدينه ، وليس في مكه، هناك كان اسمه قثم على اسم أحد أبناء جده عبد المطلب الذي مات صغيرا، آيات القرآن المدنيه هي التي اوردت إسمه الجديد محمد وهي الكلمه السريانيه التي تعني الأشهر والأمجد، ولم يكن بالطبع من الملائم له أن يُعبّد إسم أبيه لللات بدلا عن الله الذي جاء به، الآيات المكيه لم تشر إلى إسمه أبدا، ولم يكن هناك ليجرؤ وهو المستضعف على تبديل إسمه وإلا لزاد إستهزاء الناس به ويكفيه ما كان هو فيه من ورطه وعدم تصديق . في مدينته الجديده إشتد ساعده ولم يبدل من أسمه فقط، بل ومن أسماء العديد من صحابته، إمتلك السلطه الآن وله أن يفعل ما يشاء .

الأسماء تتأثر بكل منعطف تاريخي هام، انتشر إسم جمال وناصر بعد العدوان الثلاثي عام 1956، كما إنتشر أسم قاسم في العراق بعد ثورة تموز 1958 ومع إنطلاق الثوره الفلسطينيه على نطاق واسع بعد معركة الكرامه آذار 1968 إنتشر عند الفلسطينيين إسم ياسر وعمار، والبُلهاء من قوم العرب أسموا صدام وعدي مأخوذين بوهم إنتصاراته وحروبه، وكل مولود في يوم ذكرى مولد الطاغيه له هديه ماليه من القصر فيما لو حمل إسمه .

في جنوب العراق تعمد النساء من اللواتي لا يعشن لهن أطفال من الذكور الى تسمية المولود الجديد بإسم غريب عله يُنفّر عزرائيل منه ولا يختطفه مبكرا، تجد أسماء مثل دعبول وشخاطه ( علبة الثقاب ) وأحيانا يطلق على الذكر إسم أنثوي لنفس الهدف ( المذيع القديم سعاد الهرمزي مثلا ) وفي بلاد الشام ولنفس الغايه يطلق الأبوين المسلمين إسما مسيحيا على مولودهم الجديد رغم تحريم فقهاء الدين، الذين عملوا بالسياسه والأحزاب لهم أسام خاصه بهم، كفاح وحريه ونضال، وتيمنا بالراحل الكبير المقتول على يد بعثيي العراق بعد تعذيب شديد " سلام عادل " اطلق بعض شيوعيي العراق والتقدميين منهم إسم سلام على مواليدهم، كما هناك في قطاع غزه " شهدي " على أسم الشيوعي المصري البارز المقتول في سجن أبو زعبل لصاحبه جمال عبد الناصر " شهدي عطيه الشافعي " ، والد الكاتب المسرحي لينين الرملي كان أحد قادة الحركه الديموقراطيه للتحرر الوطني ( حدتو – شيوعيين ) وله أخ إسمه ستاين، إحدى المذيعات في قناة فضائيه مكروهه إسمها جيفارا البديري .

للمسيحيين أيضا أسماؤهم الخاصه بهم والمستمده من تراثهم الديني والتاريخي، في زمن الطاغيه والطائفي بإمتياز " عبد السلام عارف " وعندما كان المسيحي لا يُعين في دوائر الدوله عمد مسيحيي العراق الى إطلاق أسماء على مواليدهم لا تنم عن إنتماءهم الديني هروبا بأولادهم من التفرقه والإضطهاد القادم ....... .





#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي المسلوب ...
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 5 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 4 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )
- إيران تستعجل قدرها .
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (1)
- فضاءات رحبه وأمينه في - الحوار المتمدن -
- حديث المئذنه ....
- أضواء على الأزهر ... غير الشريف .
- هل جاع - محمد - ومات فقيرا ؟
- هل قتل النبي محمد إبنه وابن عمه ؟
- قادة صغار ومهمات جسيمه . 2من2
- قادة صغار ومهمات جسيمه . 1من2
- ايران وما تعدنا به من تدمير .....
- مذكرات خليل الدليمي المهزله ... 2 من 2
- مذكرات خليل الدليمي المهزله...1 من 2
- وانتهت رحلة حماس ...
- لا إتفاق فلسطيني ... فما الحل ؟
- سوريا والتزاماتها مع دول الجوار .


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - جوله مع الاسماء ....