أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - عالم الصورة لا الكلمة














المزيد.....

عالم الصورة لا الكلمة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصورة هي اليوم عماد ما بات يطلق عليه المجتمع الإعلامي، فهي تقدم نفسها كمرجعية أولى وأخيرة، لا يقاس على سواها، بل انها توهم المشاهد أنها هي الواقع. والمذهل في تدفق الصور هو قدرتها الفائقة على تعطيل الحواس الأخرى، وتحفيز الغريزة والمتعة، لأن تلقيها لا يتطلب جهداً أو تركيزاً على خلاف ثقافة الكلمة، فهذه الأخيرة قائمة على توالي الكلمات الأمر الذي يتطلب تفكيك العلاقات العائمة بينها، وبينما الصورة تعطى دفعة واحدة. ولم يعد من السهل رؤية الفاصل بين الوطني والعالمي في الإعلام، هذا إذا كان ثمة من فاصل قد تبقى، فالبرامج التي تلتقطها عبر الأقمار الصناعية تعد لكل المجتمعات، ولكن بمعيار البلد المنتج، الذي ليس من شأنه أن يلتفت إلى أن القيم التي يقدمها تتعارض مع معايير اجتماعية وثقافية في البلدان المختلفة التي تتلقى هذه البرامج. إن التدفق الهائل للصور والرموز على قنوات البث يوقع الإعلام المحلي، في مختلف البلدان، في مأزق، فمع نقص وندرة الصور المنتجة محلياً وإقليمياً يضطر هذا الإعلام لتغطية ساعات البث الطويلة وتعدد قنوات البث لاستيراد المادة المعدة في الخارج، والتي صُنعت في ظروف أخرى، وفي مستوى من التطور الحضاري المختلف، والموجهة لجمهور ذي قيم هي نتاج قرون من التحول التراكمي بحيث لا تولد لديه الصدمة التي تنتابنا نحن حين مشاهدتنا لهذه البرامج. الباحثون في الإعلام يقولون إن المجتمعات الصناعية التي أنتجت الوسائل الإعلامية المتطورة قد دربت ردود فعل جمهورها على هذه الوسائل، ذلك أن ردود الفعل هذه قد مرت بمراحل ثلاث هي مرحلة الانبهار ومرحلة التعقل والرشد ثم مرحلة الإشباع، فيما مجتمعاتنا نحن التي تأخذ بوسائل ليست من إنتاجها وطارئة عليها ووافدة إليها من الخارج، لا تملك المقدرة على التحكم بها لا تقنيا ولا محتوى، لذا فإنها لاتزال حتى الآن في حالة الانبهار. إن الإعلام المحلي في بلداننا المحبط من تفوق الصور وعلامات الإثارة والإبهار، لا يفعل سوى الاستسلام لهذا التفوق، بل إنه تعبير عن عجزه يسعى للتماهي معه، فيبالغ هو الآخر في تقديم المواد الاستعراضية الخفيفة، أحياناً برداء محلي وأحياناً أخرى بشكل سافر. في إحدى دراساته يقول الدكتور فكتور سحاب إنه ليس من تناقض بين الترفيه والتثقيف إلا حين يبتذل الترفيه، فيهبط إلى درك التهريج، وليست هذه دعوة إلى الصرامة والتزمت، وإلى قصر البرامج التلفزيونية على الجاف والجدي منها، بل إنها دعوة إلى صيغة تجمع الترفيه إلى التثقيف والرقي، وهما ممكنان معاً، وإذا لم يجتمعا فلعجز معدي البرامج الترفيهية لا لتعذر جمعهما. وتدل تجربة بعض البلدان المتقدمة على حرصها على تدريس مواد تتعلق بوسائل الإعلام بهدف وضع التلاميذ على مسافة من تأثير الأجهزة الإعلامية، ففي السويد مثلاً هناك مادة باسم النقد الإعلامي، وفي بلدان أخرى يجري إدماج وسائل الإعلام في العملية التربوية بهدف تعويد الطلبة على التلقي الرشيد للمادة الإعلامية، وتشير الدراسات إلى ان ذلك ساعد على تكوين مسافة نقدية إزاء الإعلان مثلاً لدى الشبان، الذين يعون أهدافه وآثاره عليهم ولا يستسلمون طواعية لدلالاته.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفهم زمننا
- تسفيه التاريخ – 2
- تسفيه التاريخ - 1
- على صلة بيوم المرأة البحرينية -3
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية – 2
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية - 1
- من أجل إصلاح الحال
- ماذا يريد قطاع رجال الأعمال؟
- ما فعلته - نوبل-
- وجوه أحمد الشملان المتعددة
- الفخاخ الطائفية
- الحداثة العربية تراث أيضاً
- هل هو صراع للأجيال؟
- في الشرق ما يمكن تعلمه
- أشياء من علي الوردي
- أيام أحمد الشملان
- عن أي تمييز يدور الحديث
- نوبل: ما فعلته وما تفعله
- فقرات ختامية عن نور حسين
- هكذا تكلم جمال عبدالناصر


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - عالم الصورة لا الكلمة