أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - العراق يعبر الشارع الخطر















المزيد.....

العراق يعبر الشارع الخطر


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 06:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


امس كان علي ان اقوم بالترجمة بين العربية والهولندية في امسية مناقشة " الشعب العراقي, حاضره ومستقبله القريب" اقامها كل من البلاتفورم العراقي في هولندا والنادي الثقافي المندائي وبلاتفورم دنهاخ للسلام ممثلا بمجموعة من الهولنديين.

في البداية قدم الدبلوماسي والكاتب الاثيوبي المتخصص في الشؤون العربية الافريقية محمد حسن, , قدم عرضا تأريخيا لموضوع الاحتلال مقارنا بين الاحتلال الامريكي للعراق وايطاليا الفاشية لاثيوبيا عام 1938 حيث ان اثيوبيا بلد متعدد القوميات والاديان ايضا وكان يحكمها دكتاتور اقطاعي. تساءل ان كان ممكنا نقل السلطة بعد الاغتصاب الذي تم من قبل دولتين عظميين على دولة عضو في مختلف المنظمات الدولية. قال ايضا ان الحجج للاستعمارين كانت متشابهة وان من الطبيعي ان ينتج عن الاستعمار مقاومة. اضاف ان من بدأ الحرب عليه ان يتحمل نتائج النهضة القومية العربية, وان 98% من العراقيين اليوم يرون الاحتلال مشكلتهم.

اعترض على هذا التشبيه جاسم المطير قائلا ان صدام هو اكبر اسلحة دمار شامل ضد العراقيين, وشاركه الرأي بعض الحاضرين, وكان الاعتراض على اشده لتسمية "اعمال العنف الارهابية" كما اسموها, ب "المقاومة". كان النقاش حادا لم يسمح فيه للمحاضر ان يكمل كلامه بشكل مريح. وردا على سؤال عفيفة لعيبي عن اشكال المقاومة اجاب ان المقاومة والعصابات شيئان مختلفان. فرغم ان كليهما يحتاج الى التنظيم الا ان العصابات تفتقر الى الرؤية الاجتماعية والبرنامج السياسي وكذلك حد ادنى من التأييد الشعبي وهي شروط اساسية للمقاومة.

فيصل نصر, رئيس البلاتفورم العراقي, قال ان 30 حزيران خطوة كبيرة باتجاه السيادة, وان الامريكان ارتكبوا اخطاء كبيرة ساعدت الارهاب مثل ترك الحدود مفتوحة. العراقيون بين نارين: الارهاب والاحتلال. وقال انه لايسمي هذه مقاومة لان المقاومة يجب ان تكون سياسية, والطريقة الارهابية لن يكون لها نتيجة, وان التركيز يجب ان يكون الان على توفير الامن ومستلزمات الحياة الاساسية. ثم اضاف ان القرار الاقتصادي الان بيد الامريكان.

روبرت سوتريك, عضو رابطة بحوث الشرق الاوسط (MERA), قال ان ما سينتقل هو سيادة شكلية. ان اجندة الاستعمار فيما يتعلق بالاطماع النفطية والاساليب التي اتبعتها اميركا ساهمت كثيرا في تأزيم الوضع في العراق. المقاومة في العراق تتكون من بقايا النظام السابق واعضاء القاعدة اضافة الى من اثيرت مشاعرهم القومية بسبب التصرف الامريكي. اما بالنسبة للامم المتحدة فالكثير من العراقيين يرونها امتداد لاميركا ولايثقون بها لهذا السبب, اضافة الى دورها سئ الصيت في فرض الحصار على العراقيين. الا انه وبسبب عدم وجود بديل افضل, فيجب ان تلعب الامم المتحدة دورا هاما في العراق ومستقبله. اما من الناحية الاقتصادية فرأى ان فتح الاسواق بهذا الشكل انتج مستفيدين قليلين اثروا على حساب غالبية الشعب. لا اتحدث عن الحكومة العراقية الحالية كمجموعة عملاء للامريكان بل احاول ان اجد التحليل المتوازن للنقاط الايجابية والسلبية فيها. المناقشة الحالية يجب ان تهدف الى مساعدة بناءة لتطوير الاختيارات المحدودة للشعب العراقي.

قاد الجلسة الاولى مهند كمر من النادي الثقافي المندائي, بينما قاد جلسة المناقشة ويل فان در كليف من بلاتفورم دنهاخ للسلام. قاد مجموعة من اعضاء البيت العراقي توجها في النقاش يركز على ان المشكلة العراقية حاليا هي الارهاب وليس الامريكان, وعاتبوا اليسار الهولندي على موقفه ضد الحرب, وطالبوهم بمساندة الحكومة العراقية الحالية بلا تردد. كانت طريقة الكلام لاتخلوا من الحدة والتوتر ولم تخل من الخروج على اصول النقاش احيانا, فخرج المحاضرون غير مرتاحين خاصة محمد حسن الذي القى المكرفون من يده على اثر تعليق غير لائق من قبل احد الحاضرين, اعفوني من ذكر اسمه. رفضت هذه المجموعة بحدة اعتبار انه حتى بعض اعمال العنف المسلح يرجع الى مقاومة للاستعمار, واصرت على انه ارهاب يتكون اعضاؤه حصرا من بقايا النظام السابق اضافة الى القاعدة والاجانب, وانه يجب الثقة بالامريكان الذين حررونا من صدام والتعاون معهم بلا تردد.

لا اكتمكم اني شعرت بالضيق من هذا الطرح واسلوبه الهجومي. فمتى كان الامريكان محل ثقة الشعب العراقي؟ بل متى كانوا محل ثقة اي شعب في العالم خارج المجموعة الاوربية الغربية؟ واي تأريخ يتيح لهم مثل هذا الموقع في قلوب البعض؟ وكيف تصرفوا ليحصلوا على مثل تلك الثقة خلال السنة ونيف من عمر احتلالهم؟ وهؤلاء الذين يلقون كل اللوم على الارهاب وصدام ويبرئونهم, الا يعلمون انهم هم الذين جاءوا بالبعث في 1963 ومعه اول مذبحة عراقية في العصر الحديث, وهم الذين ساندوا صدام الذين يتفقون على اجرامه اكبر مساندة بعد المساندة الاسرائيلية في الثمانينات, حيث ارتكب افضع جرائمه من مهاجمة ايران الى الانفال الى قصف حلبجة؟ كيف خلق الامريكان الملائكة شياطين صدام والقاعدة وساندوهم؟ هذا التناقض الساذج لايعبر الاعن الاغراق في تفكير الاماني, اي ان تصدق ما تتمناه وان كان غير معقول. فاية امنية كبيرة واية سعادة هي ان تهدف اعظم دولة في العالم الى منحك الديمقراطية والحرية؟ اي حظ عظيم ان نتواجد في غفلة من الزمن حين تنطبق مصالح القوة العالمية الوحيدة مع بناء بلدك وسعادة شعبك انطباقا تاما فلا تحتاج الى التفكير والحذر وسؤ الضن والقلق الذي يسبب القرحة؟ اليس هذا حلم نتوق الى تصديقه ولو صرخت بوجهنا كل حجج المنطق وحقائق التاريخ ومشاهد الحاضر؟

قبيل انتهاء الوقت زاحمت الاخرين على حق الكلام وحين سمح لي قلت:
" لقد زرت العراق مؤخرا, واؤكد لكم ان غالبية عظمى من العراقيين لا ترى الامور هكذا. انهم يضعون معظم اللوم على تصرف الامريكان. هذا يشمل العديد ممن تضرر من النظام اشد الضرر ممن رأيتهم, حتى انني كنت اضطر الى الدفاع عن موقف الحكومة والامريكان احيانا من اجل بعض التوازن في الكلام, ولم تكن مهمة سهلة, فالكراهية للامريكان شديدة وتشتد مع الوقت. وانتبهوا الى ان ما رأيت كان قبل اكتشاف صور ابو غريب"

" يبدو لي اننا منقسمون بشدة الى قسمين, قسم يرى الخطر هو الارهاب وحده, والثاني يرى الاستعمار وحده. ويريد كل قسم ان يقنع الجميع ان ينظروا الى حيث يرى هو الخطر. عندما ذهبنا الى المدرسة لاول مرة, علمونا ان يجب علينا قبل عبور الشارع, ان ننظر يمينا ويسارا. العراق يعبر اليوم شارعا شديد الخطورة, ويحدق به خطران مخيفان: الارهاب والاستعمار. علينا ان نبقى يقضين لكليهما."



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة ايها الملائكة
- الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعد ...
- الهدية الرئاسية
- منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - العراق يعبر الشارع الخطر