أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - الحياة العامة في الأردن3















المزيد.....



الحياة العامة في الأردن3


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 21:57
المحور: سيرة ذاتية
    


مازال الرجال كبار السن يقولون لي من أن أبي كان يصدرفي شبابه مجلة يعلقها في فناء الدار ينشر عليها مواضيع سياسية ومواضيع للحب وللعشق وكان الشباب الصغار في السن يأتون إليه لكي ينشر لهم على مجلة الحائط مواضيع أدبية وسياسية وثقافية وما كان أحد يخاف من النشر أو من العمل الثقافي وكانت توجهات أهل بلدتنا عبارة عن توجهات بعثية وشيوعية وقومية وأبي الوحيد الذي كان علمانياً ليبراليا ولم يكن ببلدتنا اسلامياً واحداً ما عدى امام المسجد وخادم المسجد وراهب الكنيسة الكاثوليكية, وكان الراهب يشرف على مركز أو مستشفى صحي بنته الكنيسة على حسابها الخاص ً.

واليوم يوجد في قريتنا أكثر من 23 مسجداً وأكثرُ من 15الف اسلاميٍ كلهم لديهم تصورات سيئة عن الثقافة ومجلة الحائط ومجلات غير الحائط.
أيام زمان كان في حارتنا على ما أذكر أكثر من ثلاثة أو أربعة بيوت مبنية من الطين وكان آخرها مضافة جدي التي هدمتها أنا بيدي وبنيتُ مكانها غرفة نوم لي مع حمام (ماستر) وكانت المرافق الصحية تبعد عن بيتنا والمضافة ما يقرب من 40مترا فغرفة النوم التي كنا ننامُ بها ومضافة جدي في الجهة الغربية من الأرض بينما الحمامات في الجهة الشرقية أربعةُ حمامات تصطف بجانب بعضهن البعض مبنيات من الحجر القديم (قرطيان) ووسط فناء الدار كانت تصطف سيارة نقل متوسطة الحجم وكان أبي رحمه الله أول شاب يحملُ رخصة قيادة سيارة في منطقة اللواء الذي نقطن به ,تلك كانت ملامحي الأولى عن منزلنا أو ذكرياتي الأولى وكنا نشربُ الماء بكوب مصنوع من الألمنيوم والذي يشعرُ بالعطش كان يذهب تحت الدالية حيث ترقد جرة ماء كبيرة فخارية أحضرها جدي معه من أربيل في العراق أثناء سفرياته التجارية وكنا أيضاً ننام تحت الدالية وكانت جدتي تصنع لنا تحتها شاياً نشربه حتى نثمل وطوال النهار في فصل الصيف كنا نجلس تحت الدالية , وكان الماء من الجرة بارداً جداً ولم نكن نعرف الثلاجة وطعامنا كان طازجاً يوماً بيوم , فالتين كنا نأكله صباحاً من الشجرة مباشرة وكذلك العنب كنا نأكله من الدالية مساءً وكُنا نشتري البندورة البعلية من باعة دواجة منتشرة هنا وهناك تركب الحمير والبغال وغالباً ما يأتون من قرى قريبة , وكانت كل الناس تنام أيام أو طوال فصل الصيف خارج غرفهم فقد كانوا ينامون في فناء الدار أو على سطوح (أسطح) المنازل طلباً للهواء فيتلحفون الفضاء ويستيقظون باكراً مع العصافير وما زلتُ أنا أنام على سطح الدار تقريباً حتى سنة 2001م.


وبعد فترة أصبحت الناس تشربُ الماء بأكواب من الشمع البلاستيك وذلك سنة 1980م وبعد هذا التاريخ أصبح من العيب أن تسقي ضيفك بكوب من البلاستيك فكنا نحتفظ بكوب مصنوع من الستان إستيل لكي نسقي منه الضيف أما نحن فقد بقينا نشرب الماء بكوب من البلاستيك , وبعد هذا التاريخ سنة 1984 ظهرت موضة شرب الماء بكاسات من الزجاج , وكانت العروس(العاروس) ترسل للناس كاسات من الزجاج كتعبير ٍ عن احترامها لضيوفها مع بطاقات الدعوة لحضور الفرح أو حفلة الوداع يسمونها الناس (مطبقانيات) وتكون المطبقانية أحياناً مكته سجائر أو متكة سجائر على حسب اللفظ لها وما زالت أمي تحتفظ بمطبخها بمطبقانيات بعض العرائس من 25 سنة تقريباً طبعاً هذا ترافق مع انتشار ظاهرة الدعوة للفرح من خلال (بطاقات ) يسمونها الناس (اكروت عرس) كانت الحياة العامة عبارة عن ذكريات جميلة يحتفظ بها كبار السن والقلوب الكبيرة وكان الذي يحضر حفلة زفاف يرسل قبل حضوره 2 كيلو من الرز أو كيلو أو كيس كبير كلاً على حسب مقدرته وأصحاب الفرح يحفظون الذي أرسل الرز ويسجلونه على ورقة خارجية حتى إذا تزوج هو أو ابنه يقومون بإرسال نفس الكمية له ويدعونه لتناول طعام الغداء والذي لا يسد دين العرس والناقوط(النُقطه) يعتبرُ بنظر الناس ساقطاً ونذلاً وقد شاع مثلاً كنت أسمعه من كبار السن (أكل ْالرجالْ على الرجال دينْ وعلى الأنذالْ صدقة)>

وكان أسلوب تناول الأرز (المنسف) بالأيدي والضيف الذي يطلب ملعقة (معلقة) كان أهل الدار يتضايقون منه ويعتبرون تناول الأرز بالملعقة نوعاً من التكبر والترفع الاجتماعي, فكانت الناس تأكل (الرز-الأرز-)بالأيدي والذي يتبقى من الوليمة يوضع للنساء وللأطفال بعد أن يضع الرجال أصابعهم وأياديهم فيه وكانت وما زالت ظاهرة التربع على البُسط على الأرض نوعاً أيضاً من الاحترام لأسلوب الحياة القديمة وحتى هذه اللحظة نادراً ما تستعمل الناس في بلدتنا طاولة السُفرة ما عدى بعض العائلات, وحتى هذه اللحظة يعتبر الذي يأكل الرز بالأيدي نوعا من احترامه لتراثه وللناس وللعادات والتقاليد ولكن الغالبية اليوم تأكل الطعام بملاعق مصنوعة من المعدن المصقول وقد انتشرت لفترة المعالق البلاستيكية ولكن لم يرغب بها أحد فانقرضت وكان المطبخ عبارة عن ببور(بابور) يعمل على الكاز وكان اقتناءه عبارة عن ترف عائلي كبير وقد غنت الناس للببور :

ولّع ببور الجيروه الله ايجيره


وسمعنا قراقيعه من قاع الواد


الله إيخلي ابو محمد


ذبّاح الجاجه العُتقيه.


ثم انقرض الببور ودخل الغاز مطبخنا وكان مرغوباً نظراً لأنه لا يعمل بصوت مزعج كما يعمل البابور وكانت مهنة (السمكري) سمكري البوابير تعتبر ُ مهنة عصرية كمهنة الإلكترونيات حالياً وكانت طاولة خشبية بجانب البابور يوضع عليها مرتبانات (مرطبانات) من زجاج ومن حديد تضع بها أمي حبوب الفاصوليا والباميا كانت توضع في كيس كبير يُعلق بمسمار بجدار المطبخ مثل مسمار جحا وكانت عندنا مطحنة قهوة يدوية نطحن بها القهوة ومطحنة نطحن فيها الفلفل (حوايج) وغيرها أما القهوة العربية فكانت جدتي هي الصانع الوحيد لها فكانت كل يوم تدق حبوب القهوة بالمهباش , لقد كانت جدتي معتادة على القهوة العربية من أيام جدي الذي مات وتركها أرملة وحيدة ولم تكن تنسى عادة بكاريج القهوة وكانت القهوة توضع بدلال (دلة) من النحاس وبعد فترة تركت جدتي دلال النحاس واحضر لها عمي من السعودية دلال مصنوعة من الزجاج(برّاد) وتركت وهجرت جدتي الدلال القديمة واتجهت للدلال الزجاجية الحافظة للسخونة وقد حلت تلك الدلال الزجاجية محل النحاسية نظراً لقدرتها على الاحتفاظ بالحرارة أكثر وقتٍ ممكنٍ وبعد فترة ماتت جدتي وتركت وراءها كل أنواع الدلال وحتى اليوم من النادر أن نصنع قهوة عربية إلا في الأعياد ومناسبات الفرح والموت , اما المصريون فإنهم مختلفون عنا بهذه العادة انهم لا يشربون القهوة العربية السادى إلا في مواسم الحزن في بيوت العزاء.

وكان مطبخنا في الجهة الشمالية من أرض دارنا وسقفه من القصيب أو من رماح القصيب (القصب) وتوجد به نملية (خزانة) والنملية هي الخزانة والسكملة هي الطاولة الصغيرة المستديرة وفي الأرضية لا يوجد أنابيب صرف صحية كاليوم فقد كان هنالك مصرف صغير يخرج منه الماء خلف المطبخ للحواكير (حاكورة) وهي كلمة سريانية مازالت مستعملة إلى اليوم وتعني الجنينة أو قطعة لأرض الصغيرة وبعد ظهور الخرسانة المسلحة (الإسمنت) تغيرت الأوضاع وأصبح المطبخ الحديث مكون من مجلى وخزائن من الرخام والجرانيت والأرضية اليوم من السيراميك والجدران من البلاط(الملاط) الصيني وتبلغ تكلفة بناء المطبخ ما يعادل المنزل كاملاً هو وباقي المرافق الصحية , ولم يكن أحد من الأولاد يذهب للمخبز (الفران) لكي يشتري خبزاً كانت النساء تخبز في البيت وبعضهن كنا يذهبن بالعجنة كاملة إلى الفران لكي يخبزها على فرن التنور ,. أما نحن فقد كان بمنزلنا فرنٌ كبير جداً كل نساء الحارة والحارات المجاورة يأتين إليه لكي يخبزن خبزهن على فرن جدتي وقد أزاله عمي سنة 1985م وبنى مكانه ومكان المرافق الصحية منزلاً له وكنا من النادر أن نشاهد الباعوض في منزلنا نظرأ لأن الفرن يبعث الدخان الأسود والأبيض فيقتل ليس الباعوض بل كل أنواع الحشرات حتى أن حارتنا كانت خالية من الباعوض بسبب وجود الفرن, وكان هنالك بئراً من الماء عُمقه 11متراً يمتلأ بالماء في فصل الشتاء وكنا ننشل منه الماء في أيام (القيض) أيام الحر حيث كان الماء بارداً يخرج بدلو من الكاوشوك أو الحديد أحياناً وكان طعمه لذيذا وما زال البئرُ في منزلنا حتى هذه الساعة, وأذكرُ أن بعض النسوة كن يقمن بأعمال صيانة البيوت القديمة وتحصينها في مطلع شهر أيلول تحسباً لوقوع الأمطار , وكانت النساء أو البنات اللواتي يسكن بيوت الطين يلبسن ألبسة (ميني جُب) وهي عبارة عن تنورة قصيرة فوق الركبة أو لمستوى الرُكبتين ومن أعلى الصدر شيال حفر يتدلى من فوق الكتفين إلى أسفل الظهر, طبعاً أنا كاتب هذه السطور لم أر النساء بتلك الملابس ولكنني على الأقل شاهدتُ صورهن في حفلات قديمة في بعض القرى وسمعتُ من كبار السن عن الألبسة القديمة للنساء أما بخصوص الخمارات والنقاب فلم أراهما وأنا صغير بل حين أصبحت بسن العشرين سنة من عمري, وقد قال لي مرة أحد كبار السن :
"أيام زمان ما كان في عندنا دين أو عقيدة كنا نتعايش مع بعضنا على طبيعتنا وما كان في عندنا قائمة محرمات ولا قائمة محللات , كنا نعيش هكذا بدون تعقيدات , أما اليوم فإننا بفضل انتشار الإعلام العربي والمساجد فإننا أصبحنا نعرف الحلال والحرام."
وذات مرة سألت ُ أمي وجدتي فقلن لي :زمان الناس كانت قليلة دين ".

من الواضح أن التنشيط الذهني للإخوان المسلمين وللحركات الإسلامية أفسدت العقول ودخلوا معترك الحياة العامة , وهذا النوع من الإسلام كان مدعوماً من الاتجاه الليبرالي الحر , من أجل مواجهة زحف المعسكر الاشتراكي, وها هو المعسكر الاشتراكي ينسحب ويبقى الفكر الإسلامي المؤدلج عقبة في سبيل عدم تحقيق الحريات العامة والتنمية الشاملة.


مصادرنا عن مثل تلك الأمور والأيام كانت قليلة جداً ونادرة نظراً لأن الصور كانت قليلة جداً وأذكر فيما أذكر أننا قبل يوم أو يومين من موعد تصويرنا كنا نستعد ونعد الساعات لأننا سنظهر في الكاميره , وكانت الحرية للمرأة أكثر من اليوم فقد كانت النساء تظهر صورهن وهن غير محجبات, وكنّ نحنُ والنساء نذهب لصالات الأعراس وتكون الحفلات مختلطة بين الرجال وبين النساء ولم تكن تحدث أي مشاكل , أما اليوم فإن النساء في صالة لوحدهن مع العروس والعريس والرجال في صالة أخرى وحين ندخل صالة العرس نتخيل أنفسنا وكأننا في بيت عرب النساء في (الشق) والرجال في المضافة و80% من حفلات الأعراس غير المختلطة اليوم تحدث بها مشاكل كثيرة بسبب رغبة الغالبية بالاختلاط, وكانت فرحتنا بالكاميرة وظهورنا بها لا تقل فرحة عن ظهور (لوري وهاردي ) في أفلام جاك اليتيم المنتج الأمريكي السينمائي الذي انشق عن (توماس أدسون ) وأسس لوحده شركة إنتاج أفلام أمريكية سينمائية مصورة.

على العموم ماكانت الحياة أفضل من حياتنا اليوم من ناحية التقدم ولكنها كانت من ناحية البساطة والحرية أكثر قيمة ربما أو من المؤكد أن غياب الإسلام كان هو السبب فقد كانت النساء أيام زمان في القرى ينزلن للعمل وزواج ألخطفة بالحب وبالتراضي كان شائعاً كنوعٍ من جنون مجنون ليلى أو غرام( باريس) ب (أوروبا)ابنة الملك الفينيقي حين اختطفها إلى غرب أوروبا والتي مازالت إلى اليوم قارة أوروبا باسمها وباريس باسم الأمير.
وكانت النساء تخالط الرجال أما اليوم فإن التمييز واضح وظاهر بين الجنسين.

وفي محافظة إربد التي أسكن فيها أنا كانت الناس في 1980-1989تذهب إلى السينما بكثرة وكنتُ أنا من المغرمين بحضور ومشاهدة الأفلام الهندية والصينية , وكانت أزمة احتشاد الجمهور أمام سينما الفردوس أو سينما الزهراء في إربد أو سينما الجميل لا تقلًُ حجماً عن احتشاد جماهير كرة القدم في الملعب البلدي, وما زالت أسماء الشوارع بأسماء السينمات المنتشرة في كل شارع.


أما من 20سنة عشرين سنة والحياة والحريات العامة في تراجع مستمر , فإذا أردت أن تدخل سينما فإنك ستخرج منها وأنت مخنوق ويكاد أن يغمى عليك من الروائح الكريهة , هذا طبعاً إذا وجدت في محافظة مثل إربد داراً للسينما , والنساء اليوم يتدثرن من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين ونادراً ما يظهر الكف للعين المجردة أما باقي أعضاء الجسم فإننا بحاجة إلى مجهرٍ مُكبرٍ لكي نرى بعضه, والمشاكل العائلية وجرائم الشرف كانت نادرة وقليلة والعنف الأسري ضد الأطفال كان قليلاً , فكان من النادر أن يشكو الأبناء من الآباء أو الآباء من الأبناء, والمشاكل العشائرية كبيرة جداً وبلا حصر ونمط الحكم السائد في بلدتنا هو نمط عشائري كح وذلك لكي نبقى ضد التسييس والتأدلج والتحزب, وكانت الناس قبل 50 خمسين عامٍ تخرج للمظاهرات في الشوارع تضامناً مع أي قضية عربية من قضايا الرأي العام, أما اليوم فإن الناس تخاف من النظر في الشوارع المكتظة بالسكان ولا يستطيع أحد أن يخرج للمظاهرات السياسية أو الاحتجاجية .

كان المظهر العام للناس يدل على حقيقتها وسلوكياتها أما اليوم فإن المظهر العام للناس لا يدل على حقيقتها ولا على سلوكياتها بفضل انتشار الكذب والنفاق الاجتماعي فالذي يبلغ دخله الشهري 500دينار يتصرف وكأن دخله 1000دينار, والذي يعملُ موظفاً عادياً يقول أنني مدير الدائرة أو رئيس القسم, والمراسل والفراش يتصور أنه مراسل صحفي, كما قال الروائي المصري الكبير (أنا لا أكذب ولكنني أتجمل) والتجمل زيادةً عن الحجم الطبيعي يصبح نفاق اجتماعي كبير, كتنوين الفتح أو الضم في اللغة العربية حين يصبح تعويضاً عن جملةٍ مفقودة.

وكنا في المدرسة نتسابق على المباريات الشعرية وحفظ المعلقات العشرة أو السبعة وكنا نقرأ بصوت عالي أشعار مُظفر النواب وأحمد مطر وعرار مصطفى وهبي التل وكانت ثقافة العيب منتشرة بين الناس فالذي تعمل أنمه موظفة كان يخبي رأسه من الطلاب في المدرسة كما كنتُ أنا فقد كنت ُ أخجل من قول الطلاب لي أنت أمك بتشتغل؟ وكانت الغالبية المحترمة تقول : الشغل مش عيب , وهذه هي المصيبة فهذا الكلام كان نوعاً محترماً من جبر الخواطر أو لكي يشعرك أنه غير مخجل أن تعمل المرأة وهذا بحد ذاته تعبير من القائل أن عمل المرأة عيباً فكنتُ أخبي رأسي على درج المدرسة.
كانت حياة الناس قبل وجود الأحزاب الإسلامية المعارضة أفضل بكثير مما عليه الآن وكانت الحياة العامة في عمان والقاهرة ودمشق وكبرى عواصم بلاد الشام فيها نوع من عدم ألاكتراث لقضايا الحريات ألعامة , وكنا نجلس تحت الدالية الكبيرة في فناء دارنا (قاع الدار) ونأكل ُالعنب ويختلط البنات بالشباب بدون تعقيدات, أما اليوم بفضل انتشار الجماعات الإسلامية غير السياسية مثل رجال الدعوة والسلفية فقد أصبح الموضع خطيراً جدا.

كانت الناس تبتهج لرؤية الشارع والكهرباء والأعمدة التي تصطف على حواف (حافة) الشوارع المعلقة عليها اللمبات لكي تنير للناس وللسيارات الطريق وكانت الناس تبتهج لرؤية الإسفلت لأن الطرق القديمة كانت تُرابية في الصيف ترسل الغبار وغير مضاءة وفي الشتاء الطين يلتصق بأرجل المارة عليها ,ومنذ بدأت الطرق الإسفلتية تنتشر شعرت الناس بنظافة هندامها وأحذيتها وكانت الناس تخرج بالعريس (العريس) لوحده يزفونه في الشارع من دون عروسه ويقومون الدبكات الشعبية على نقاط التقاطع بين الحارات وحين فتحت الشوارع وعُبدت الطرق ووضعت أعمدة الكهرباء الخشبية في البداية ابتهجت الناس وفرحت لوصول الكهرباء والماء من خلال اتساع شبكات الطرق الخارجية وكانت الناس تسأل ضيفها : "نعملك شاي ولّا ناضيلك (نضيء) الكهربه؟" فمن عادة الشعب الأردني أن يقدم القهوة السادى للضيف ولكن بعد التطور أصبح الشاي رمزا ً للضيافة بدل القهوة العربية , والقهوة الفرنجية الحلوة هكذا يسمونها القهوة الحلوة فهذه يقدمونها للضيف عند إحساسهم بقرب انتهاء الزيارة والضيف الثقيل الدم يستعجلون له بتقديم القهوة , وحين وصلت الكهرباء لبعض المنازل كانت الناس تتندر على بعضها البعض فيقولون : إفلان إذا بيجيه ضيف بضيفه كهربه بدل الشاي يعني باضيله الكهربه , وفي ناس عندها خيارين إما إنهم بسقوك شاي وإما إنهم باضولك الكهربه وفي ناس باضولك الكهربه وبعملولك شاي , والشوارع فَتحت أمام الناس شبكات الماء والكهرباء وسرعة الإنتقال من الأرياف إلى المدن ومن المدن إلى العاصمة عمان .

وهنالك بعض المدن التي كانت تقف رجالاتها ضد تعبيد الطرق وفي القرى أيضاً كانت تقف بعض الناس بالسلاح ترفض تعبيد الطرق ويقال من أن النظام الأردني الحاكم حالياً كانت لديه نوايا من أجل إقامة عاصمته في مدينة السلط فاعترض السلطيون على ذلك وقالوا " بُكره إذا اتزفتت الشوارع حميرنا ودوابنا وين بدها تتمرغ ؟!" فمن المعروف أن الدواب تحك جسمها بالتراب كحمام طبيعي من أجل طرد البعوض والميكروبات التي تحك جلدها فتلجأ على التمرغ والاحتكاك بالتراب كحمام شمسي .
وكانت الناس وما زالت تعترض على الشارع الذي يمر من داخل الأراضي الشعبية المملوكة للمواطنين فكانوا يذهبون ويسجلون اعتراضاتهم لكي تتحول الشوارع إلى أراضي غيرهم من الناس وهذا بسبب جهل المواطن فغالبية الشوارع قد رفعت من سعر الأراضي وأدخلتها داخل التنظيمات السكنية من (أ,ب,ج,د,) وقليل من الناس اليوم من لا يعترض على الشارع إذا اخترق أراضيهم, وكانت أراضي الناس في القرى قبل عام 1930م مشاعاً بينهم يحرثونها ويزرعونها وكانت الأرض رمزاً للشقاء وللتعاسة لذلك كانت الناس تبيع الأراضي من أجل الحصول على رأس مال يهاجرون فيها(بها) من القرية إلى عمان لفتح محلات تجارية أو لأي مصلحة أخرى, وهذا النوع من البيع هو الذي أدى في فلسطين لبيع الأراضي العربية لليهود , وبعد عام 1930م جاءت تسوية الأراضي فتم تقسيم الأراضي بين الناس إلا الزيتون فقد بقي مشاعا بين الأقرباء يقطفونه ويتقاسمونه فيما بينهم , وتم في تلك الفترة توزيع الأراضي الأميرية على الناس فكان الرجل الذي له معرفة عند الحكومة يأخذ أرضاً بعيدة ووعرة ومنحدرة لكي يبقى الحلال يرعى فيها ويلتقط الأعشاب طيلة فترة الصيف والشتاء وكان الرجل غير المدعوم من قبل الحكومة تعطيه أرضاً مستقيمة حمراء , وبعد خمسين عاماً من توزيع الأراضي بهذا الشكل ارتفعت أـسعار الأراضي المستقيمة ونزلت في الحضيض الأراضي الوعرة واستفاد مجتمع المساكين والدراويش من هذا الغلاء وباعوا جزءا من أراضيهم وأرسلوا أبناءهم للتعلم في الدول الأوروبية والذي لم يملك أرضاً كان النظام ألبعثي العراقي والسوري كفيلاً له بأن يتعلم في جامعاته .

كان طالب الجامعة يراعي مشيته في الشارع ويخشى على سمعته وكانت الناس من النادر أن ترفع صوتها على بعضها البعض في الشارع أما اليوم فإن الشوارع ممتلئة بزجاج الكولا والببسي المُكسر هنا وهناك وأصوات طلاب الجامعات ترتفع في الأعالي , ويسهر الأولاد والشباب في الشارع حتى الصباح وهنالك فئة من الشباب من المستحيل جداً أن تراها في النهار فهم لا يظهرون إلا ليلاً يجوبون الشوارع ويهدرون أصواتهم هدراً وتمشي البنات في الشارع دون أن يعترض طريقها ابن عمها أو ابن خالها أو أي أحد من أفراد العائلة , ويسهر طلاب المدارس مع أساتذتهم في الكوفي شوب وفي الشوارع وعلى حافة الطرق واحترام المعلم أصبح نادراً جداً وإذا رفع أستاذ المدرسة عصاه على طالب أو وبخه يرفع الطالب عليه في المحكمة قضية أو يشتكيه مباشرة لوزارة التربية والتعليم وكم من أستاذ سمعت عنه أنه تعرض للضرب وللإهانة من قبل الطلاب .

كان الشارع القديم يخجل من إساءة الأدب واليوم إساءة الأدب موضة ويعتقد الغالبية أنها حرية وديموقراطية وحياة خاصة.



وكان أبو حبيب قد مضى عليه وهو يقود سيارة جدي 15 سنة وأكثر لم يحصل خلال كل تلك المدة على مخالفة سير واحدة لا هو ولا أبي وقال لي أبي ذات مرة : زمان بقينا انروح جاهة أو تجمع الناس مصاري على شان حمار عقط أحد الناس أو الأطفال وتسبب بوفاته , ففي مثل تلك الحالات كنا ندفع الدية ولم نسمع في شبابنا عن سيارة نقل عمومية أو خصوصية قامت بدهس أحد .
ولكن انتشار الشوارع وزيادة أعداد المركبات بمتواليات هندسية أدى إلى زيادة حوادث الطرق والموت بالدهس وأول مشهد شاهدته في حياتي من حوادث السير في الأردن كان عبارة عن مشهد من مشاهد الرعب في أفلام هوليود الأمريكية طفل يقود دراجته الهوائية (البسكليت )وتهرسه عجلات قلاب نقل تبلغ حمولته 4 متر مكعب , الطفل نقلوا مخه ووضعوه في كيس يقال له (شوال خيش) طبعاً هذه المشاهد هي الوحيدة التي لم تتغير ولم تتطور إلا للأسوأ وكان أهلي قبل هذا الحادث قد وعدوني بأن أتعلم ركوب البوسكليت –دراجة هوائية –ولكن بعد هذا الحادث حرموني حتى بلغت من العمر 17عاما سبع طعشر سنة (سبعة عشر عاما) والشوارع الرئيسية في بلدتنا كانت عبارة عن صايد واحد بعرض 8 أمتار ولا تزيد عن تسعة أو عشرة أمتار والطريقة التي كانت تفتح بها الشوارع ليست متطورة فقد اتبعت وزارة الأشغال والبلديات الحمير والدواب ومشوا على نهجهم بفتح الشوارع فمن المعروف أن الحمير والدواب كانت وسيلة نقل قبل دخول السيارات وحين دخلت السيارات إلى القرى والمدن مشت السيارات على درب الدواب والخيل والحمير والبغال وهذه الظاهرة كانت منتشرة في كافة أرجاء العالم والطرق المُعبدة في الأردن اليوم وخصوصاً في القرى تكثر بها الكوربات والكيرفات والإلتواءات الكثيرة وهذا بسبب إتباعها للدواب بدل الاستقامة الخطية في فتح الطرق , فغالبية الشوارع القديمة الموصلة بين المدن تكثر فيها الكيرفات واللفات والإلتواءات وعملت وزارة الأشغال الأردنية أخيرا على تعديل بعض هذه الطرق بسبب تزايد حوادث الطرق ومشاهد الرعب والتي تصلح لإنتاج أفلام سينمائية مرعبة.

وكانت طريقة تعبيد الطرق متينة ولا تقبل الشوارع الهبوط أثناء مرور المركبات فكانت توضع رصفة من الحجارة القاسية يأتون بها من المقالع القريبة من الأودية الرملية أما اليوم فالموضوع مختلف تماما فإن الطريقة غالباً ما تصنع الشوارع من البيس كوارس بارتفاع ستين سنتمتر ويدحل ويرش بالماء ومن ثم توضع عليها طبقات الزفت(الزفتة) .

وكانت الناس قليلة والشوارع أقل من عدد الناس ولم تكن الناس تحب الجلوس في الشوارع وكانت أساتذة المدرسة ونحن صغار إذا تضايقوا من قلة إحترامنا لهم يقولون لنا :"كُنا ونحن في عمركم وسنكم إذا شاهدنا أستاذ المدرسة ونحن نلعب في الشارع نترك اللعب ونختبأ بين الشجر وخلف السناسل حتى يذهب أستاذ المدرسة وإذا رأى أحداً منا ونحن غافلون كان في اليوم التالي يعاقب الطالب على سوء اللعب في الشارع وإزعاجه للناس " وسنسله هي كلمة سريانية مستعملة عندنا وتعني جدار من الحجارة كان يضعه الناس والجيران بين بعضهم البعض كحد فاصل بين البيوت وبين الأراضي الزراعية وتلاشت تلك السناسل حين دخل الإسمنت وصناعة الطوب فأصبحت السناسل من الأسمنت المسلح بعرض ثلاثين سنتمتر للجدار المُسور حول الأراضي ثم أصبحت الأسوار من الطوب المغلق المُسكر ومن ثم أصبح الطوب أقل وزناً بعد أن أصبحت له فتحات من الأسفل وكنت أشاهد في صغري السناسل المصنوعة من الحجارة والأتربة ومع مرور الزمن تلاشت نهائيا بفضل عوامل التطور العمراني وأساليب تعبيد الطرق.

وكان للشارع حرمة واحترام كبير عند كبار السن فلم يكن يسمح لنا بالجلوس على حافة الطريق لأن الكبار هم وحدهم من يجلس على جنبية(فرشة) أو مقعد خشبي صغير الحجم وكانت المرأة تتعرض للضرب في الشارع من قبل زوجها أو شقيقه إذا ثبت أنها أساءت الأدب أثناء المشي في الشارع ويقال أن السلف أي شقيق الزوج له على زوجة أخيه ما لأخيه على زوجته في المعاملة إلا في الجنس فكان شقيق الزوج يضرب زوجة أخيه ويعاقبها ويقال أيضاً أن ابن العم كان يضرب ابنة عمه أو أي بنت (فتاة) من الحمولة على حسب قرابة الدم فكان الشاب يضرب ابنة ابنة ابنة عم أبيه والتي تصل قرابتها له بالجد الرابع أو الثالث , فكانت البنات يختفين عن أعين أبناء العمومة وهن يمشين في الشوارع أو يضطررن لسلوك طرق أخرى غير مكشوفة.

وكانت بيوت العزاء تقام في مضافات أهل الميت نظراً لقلة الناس واليوم الموضوع مختلف فإن 75% من شوارع المملكة تستعمل كمضافات وبيوت عزاء فأهل الميت يغلقون الشارع من أوله إلى آخره بسبب موت أحد أفراد العائلة وينصبون بالشارع بيتاً من الشادر كبير للعزاء صيفاً وشتاء يستمر تسكير(إغلاق) الشارع من يوم إلى أربعة أيام حسب نوع المتوفى فإن كان رجلاً تكون المدة أطول وإن كانت امرأة تكون المدة أقصر , وهذه سُنة قديمة فقد كانت مدة تقديم العزاء ثلاثةُ أيام ٍللمرأة وسبعةُ أيامٍ للرجل , وكنا نذهب للسوق ونشتري السُكر من أجل تقديمه لأهل المتوفى فكان أهل الميت يحفظون من الذي أحضر لهم سكر حتى يبادلوه حين يموت هو أو أحد أفراد عائلته ,وأذكر حين مات أبي ناداني عم أبي وكان بيت العزاء في بيته وقال لي هذا السُكر كله إلكوا وأذكر بالتحديد أنه قد بلغ ما يقرب 800كيلو سُكر , باعته أمي لصاحب متجر قريبٍ من بيتنا وبنت لنا بثمنه غرفتين من الإسمنت والطوب وهذه كانت بداية انشقاقنا عن بيت جدي القديم .

يستذكر الأردنيون زمانهم وماضيهم على صوت المزراب وهو يشقع في فصل الشتاء ونادراً ما يتذكرون حكاياتهم الصيفية ففي الصيف تنتشر الناس ونادراً ما يتجمعون للأحاديث إلا أثناء الحصيده يتكلمون في كل شيء ويخوضون في كل شيء في الأكل والشرب والعِرض والشرف ويتهمون بعض البنات بالزنا وكل تلك الحكايات ليس لها عند قاضي العرب الأردني أي ُ قيمة فهو يعتبرها مثلما اعتبرها المثل الأردني (سوالف حصيده) أي أنها فقط للتسلية ولكسر ضوء الشمس الحارقة فوق رؤوس الفلاحين الحصادين فكانوا يهربون من الشقاء للاستمتاع بالأحاديث أما في الشتاء فيتجمعون للدفء على(فاكهة الشتاء) وفاكهة الشتاء هي جمرات ملتهبة في حضن الكانون فيبدؤون باجترار الحكايات على دفئها, والكانون تحيط به دلال نحاسية وراوي يروي لهم قصص الأبطال الشعبيين وخصوصاً الزير سالم وعنترة العبسي فكانت الناس تتأثر بمثل تلك الأخيلة فيتحول أفراد القبيلة إلى (عروة بن الورد) الصعلوك الذي يسرق ليأكل الناس الضعفا وكأنهم حرافيش نجيب محفوظ في رواية (الحرافيش ) , فكانت بذلك السرقة شطارة وبراعة ورجولة وأطلق على اللصوص مصطلح(طرادين الحرام) .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاج بالقرآن الكريم
- من نوادر البخلاء
- بيت الكرم1
- كيف أصبحت الأنثى امرأة؟
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 2
- مثقف أردني يحكي قصة اضطهاده2
- مثقف أردني يتحدث عن نفسه2
- ضك الجينز
- المرأة مصنع الرجال
- المخلوق العجيب
- تحديد النسل من وجهة نظر سياسية
- أسئلة الأطفال
- نقاش عام عن المرأة
- الملابس الإسلامية
- الشخصية المثقفة والشخصية العادية
- الاسلام لا يصلحُ لكل زمانٍ ومكان
- اعصابي هادئة
- طز يا حمد
- هيغل1
- ضمانات البنوك الإسلاميه


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - الحياة العامة في الأردن3