أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فيصل علوش - الثقافة لا تكون معزولة عن السياسة أبداً















المزيد.....

الثقافة لا تكون معزولة عن السياسة أبداً


فيصل علوش

الحوار المتمدن-العدد: 177 - 2002 / 7 / 2 - 06:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



 
   
  June 30, 2002  حوار فيصل علوش
 
 
 
الحكومات العربية تتمنى وقف الانتفاضة لأنها ضد مصالحها
تحول الحوار المفترض مع المفكر المصري المعروف د. عبد العظيم أنيس، إلى سرد لسيرته الشخصية. فبعد فشل المحاولات المتكررة «لإلزامه» بإجابات محددة على الأسئلة الموجهة إليه، ونظراً لحديثه الشيق، بوصفه شاهداً على تاريخ مصر المعاصر لأكثر من نصف قرن، لم يكن ثمة مناص من تركه يتحدث بحرية وكما يشاء. نقدم هنا أهم ما جاء في حديثه وإجاباته على أسئلتنا..

 
   
  سؤال البداية كان عن بطاقة التعريف به فقال أنا من مواليد 1923، خريج كلية العلوم 1944، وأبحاثه الأساسية هي في مجال اختصاصه ـ في الرياضيات، علم الاحتمالات ـ وهي تصل إلى 33 بحثاً منشوراً في مجلات علمية متخصصة في بـريطانيا، حيث درس، إضافة إلى أميركا وفرنسا وهولندا والنمسا وبولندا.
اعتقل مرتين، المرة الأولى في حزيران (يونيو) 1948 حتى (يناير) 1950، حين أطلق مع مجيء حكومة «وفديه». والمرة الثانية في كانون الثاني (يناير) 1959 وحتى نيسان (إبـريل) 1964، حين أطلق مع الكثير من اليساريين المعتقلين عندما زار خرتشوف مصر. وقبل ذلك، كان أنيس فصل من الجامعة سنة 1954 مع 42 أستاذاً جامعياً من الشيوعيين والليبـراليين، كانوا قدموا مذكرة إلى قيادة الضباط الأحرار، طالبوا فيها بالمحافظة على الديمقراطية، وعودة الجيش إلى ثكناته وعدم تدخله بالحياة السياسية على خلفية الأزمة التي نشبت في ذلك العام بين محمد نجيب وعبد الناصر. لكنه عاد إلى التدريس في الجامعة سنة 1965، ولا يزال فيها حتى الآن.
وعن كتابه الأشهر، «في الثقافة المصرية» الذي صدر في العام 1955 قال:
إنه عمل مشترك مع محمود أمين العالم، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات كان، أنيس والعالم، كتباها خلال السنوات التي سبقت، وتحمس كل من محمد دكروب وحسين مروة لجمع هذه المقالات وإصدارها في كتاب، خلال وجود أنيس في بيروت في تلك السنة.
وأحدث نشر الكتاب ضجة كبيرة، كما يقول أنيس، فاعتبـر «مانيفستو أدبي» لدى جيل الأدباء الشباب، «لتصديه لطروحات عمالقة الأدب أمثال طه حسين وعباس محمود العقاد ووضعه قضية الأدب في سياقها الاجتماعي، الأمر الذي لم يكن محل اهتمام أبداً في تلك الآونة، ولذلك لم يهتما بقضية الشكل الأدبي قدر اهتمامهما بقضية المضمون والإطار الاجتماعي ووظيفة الأدب».
عن العلاقة بين الثقافة والسياسة، كيف كانت قبل نصف قرن وكيف هي الآن، وعن أحوال اليسار المصري عموماً، الآن، قال أنيس:
أحوال اليسار في مصر ساءت كثيراً، وهذا ليس خاصاً بنا، بل يشمل عموم البلدان العربية، ففي أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات كان لدينا القدرة على تحريك العمال والطلاب، وكنا محل ثقة الناس، وهذا شيء مفتقد الآن، ولا يتوفر لدى أي طرف يساري، مصري أو عربي. فالحزب الشيوعي المصري، على سبيل المثال، ليس له، الآن، أي وجود أو نفوذ في مصر، بسبب الانقسامات والشرذمة. وكثير من الناس الذين كانوا ماركسيين فيما مضى، تخلوا عن ماركسيتهم أخيراً. وفي معرض انتقاد الذات، قال أنيس ـ كنا دوغمائيون في فهمنا للماركسية، لم ندرك نسبية القوانين، خاصة الاجتماعية والاقتصادية المحددة بمجموعة الظروف والشروط الموجودة فيها والتي تحكم عملها، كالعلاقة بين نظرية انيشتاين في النسبية وبين قوانين نيوتن، التي لم تلغها، ولكنها بينّت محدوديتها، ومع ذلك فهي لا زالت مهمة ويعمل بها في مواضيع كثيرة. ولكن أنيس، وفي كل كتاباته، كما يقول لا زال يدافع عن اليسار بوجه عام، وكان عضوا في حزب التجمع الوطني حتى عام 1985، حين اختلف معه حول الموقف من العلاقة مع قيادة م.ت.ف على خلفية الموقف من الاتفاق الأردني ـ الفلسطيني في حينه، فرفض الدخول مجدداً في عضوية اللجنة المركزية للتجمع.
وعلى العموم يرى أنيس أن الثقافة لا يمكن أن تكون معزولة عن السياسة أبداً، والطلاق مستحيل بينهما، فازدهار أحدهما يؤثر على الآخر، والعكس بالعكس، ففي المرحلة الناصرية، مثلاً، ازدهرت الثقافة في شتى المجالات.
عن طبيعة المشاكل الراهنة التي تعانيها الساحة الثقافية في مصر، وأوجه تقاربها أو اختلافها عن تلك التي كانت قائمة قبل نصف قرن.
أحالنا أنيس إلى مقال نشر في مجلة «وجهات نظر» عدد 38، لصاحبه جلال أمين، يقدم من خلاله رؤية شبيهة بتلك التي قدماها «هو والعالم» في كتابهما آنف الذكر.
في شأن العلاقة بين الثقافة والسياسة. ونوعية المشاكل المختلفة بين الماضي والحاضر. أضاف أنيس قائلاً:
بعد هزيمة حزيران 1967 ووفاة عبد الناصر، حصلت نكسة كبيرة في الثقافة داخل مصر، واشتدت هذه النكسة مع مجيء السادات، ومن خلفه الأميركان، وانتشار ظاهرة الجهاد ضد «الكفرة السوفييت»، فأول صفقة سلاح ذهبت إلى «المجاهدين» في أفغانستان خرجت من مصر. الأمر الذي أدى إلى اتساع التيار الإسلامي الشعبوي وهزيمة الخط الوطني، بما فيه خط اليسار، فالسادات المدعوم أميركياً بذل كل الجهود لإحياء هذا التيار، فأخرج رموزه وأعضاءه من السجون، لمواجهة التيار اليساري المتمثل في تحركات الطلاب (يناير 1977مثلاً). وساعد دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان في نجاح مسعاه، حيث خيضت المعركة تحت يافطة «تحرير أفغانستان من الكفار».
وبالعودة إلى مقال جلال أمين في «وجهات النظر» تحت عنوان ماذا حدث للثقافة المصرية في نصف قرن (1952 ـ 2002) نجده ينطلق، بداية، من كتاب «في الثقافة المصرية» ويعترف بأهمية هذا الكتاب وبالدوي الواسع النطاق الذي أحدثه ظهوره واهتمام المثقفين المصريين والعرب به اهتماماً شديداً، «ذلك أنه كان يعكس شعوراً قوياً لدى قطاع واسع من المثقفين المصريين بالسخط على سمة معينة من سمات المناخ الثقافي الذي كان سائداً وهي الانحياز الطبقي الغالب على الثقافة المصرية في ذلك الوقت، بما تضمنه من تجاهل وإغفال شبه تام لحاجات ومشاعر ومطامح الغالبية العظمى من الشعب المصري».
لكن، وحسب جلال أمين، فما تعانيه الثقافة المصرية، في الوقت الحاضر، «لا علاقة له البتة بما كان عليه الأمر قبل خمسين عاماً (...) فالمشاكل القديمة جرى حلها، ومشاكل جديدة أخطر وأفدح ظهرت على السطح» فالقضية الآن هي «قضية صراع محتدم بين ثقافة تخدم مصالح تجارية، تمثلها شركات أجنبية ومؤسسات دولية بالإضافة إلى شركات ومؤسسات مصرية، حكومية وخاصة، وبين ثقافة تخدم مصالح بقية المصريين المنتمين إلى طبقات اجتماعية مختلفة، الذين يبحثون بعناء شديد وشق الأنفس عن بعض ثمرات من الإنتاج الثقافي الرفيع، تحاول الصمود أمام هذا التيار الكاسح من الثقافة الرديئة».
عن موقف أنيس من العولمة وكيفية مواجهتها في عالمنا العربي قال:
ما يسمى بالعولمة هو في الحقيقة أمركة. وأميركا في ظل الحكم الجمهوري لديها نزعات عسكرية واضحة، تستهدف الاستيلاء على منطقة آسيا الوسطى واحتياطي النفط الكبير لديها، والوصول إلى «البطن الرخو» لروسيا، وهو ما يحصل الآن، حيث وصلت القوات الأميركية إلى جورجيا، وقبل ذلك إلى كازخستان، في وقت لا تبدو فيعهالسلطة الروسية قادرة على مقاومة هذا الأمر. والعولمة بمعنى الأمركة تحدث ولكن هناك قوى كثيرة غير مستعدة لتقبل هذا الأمر والقوى المرشحة في العالم العربي لمواجهتها هي القوى الوطنية الناصرية، وقوى اليسار، وتيار ضمن الحركة الإسلامية، من رموزه (فهمي هويدي، طارق البشري.. وآخرون) وهو مستعد للوصول إلى حد أدنى من التفاهم والنضال ضد الإمبـريالية الأميركية، ولا ينبغي قفل الباب في وجهه. ولكن لن تحصل نتائج باهرة قريباً، فالأمر سيأخذ وقتاً طويلاً ويحتاج إلى قيادات حزبية جيدة وهي غير متوفرة الآن.
وعن موقف الحكومات العربية من الانتفاضة الفلسطينية قال أنيس:
موقف الحكومات العربية سيء جداً، وهم يتمنون وقف الانتفاضة لأن استمرارها هو ضد مصالحهم، وينطبق هذا على معظم الحكومات العربية، ما خلا استثناءات قليلة، وأورد مثالاً على ذلك فقال: كان هناك 60 قافلة خرجت من المدن المصرية بمواد تموينية، كمساعدات للشعب الفلسطيني، وكل قافلة تضم 50 سيارة من الأغذية والأدوية، وحين وصلت القوافل إلى العريش أول مرة، خرج الأهالي هناك جميعهم في استقبالها. فيما بعد، لم يعد يسمح للقوافل بدخول العريش، بل بات يتم تسليم المواد إلى الضباط الأمنيين.
وعن التحركات التي يقوم بها مبارك، خاصة زياراته المتكررة إلى واشنطن قال أنيس:
من المؤكد أن مبارك ليس السادات، ولا يمكنه الطلب إلى عرفات أن يتنازل عن القدس الشرقية أو الحرم الإبـراهيمي والحدود، ولكنه له حدود لا يستطيع تخطيها فهو مربوط بقيود أميركية كثيرة، (المعونة الاقتصادية والعسكرية فهناك 600 مليون دولار تقدم سنوياً إلى مصر).
مؤلفاته
مؤلفات عبد العظيم أنيس، إضافة إلى أبحاثه في مجال تخصصه في الرياضيات التي ذكرت سابقاً:
1 ـ في الثقافة المصرية: (1955) كتاب مشترك مع محمود أمين العالم.
2 ـ بنوك وباشوات (1965): وهو كتاب مترجم لمؤلفه ديفيد لانسن، ترجم بتكليف من الرئيس عبد الناصر بواسطة محمد حسنين هيكل. ويحتوي رسائل بين اثنين من الممولين الفرنسيين ويتحدث عن الديون المصرية.
3 ـ العلم والحضارة: (1967) كان يفترض أن يكون من جزأين، صدر منه جزء واحد عن الحضارات القديمة واليونانية، على أمل أن يكتب جزء ثاني عن الحضارة العربية والإسلامية.
4 ـ رسائل الحب والحزن والثورة: (1976)، رسائل متبادلة مع زوجته خلال وجوده في السجن، وصدر الكتاب بمناسبة وفاتها.
5 ـ قراءة نقدية في كتابات ناصرية (1986) سجال مع محمد حسنين هيكل وآخرين.
6 ـ التعليم في زمن الانفتاح (1992).
7 ـ مقدمة في تاريخ الرياضيات (1998).
8 ـ ذكريات من حياتي (2002) 
 



#فيصل_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فيصل علوش - الثقافة لا تكون معزولة عن السياسة أبداً