أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/ 21 الشبيهة














المزيد.....

قشرة البرتقال/ 21 الشبيهة


حامد مرساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 00:56
المحور: الادب والفن
    



معاناتك عشر مرات ما عنيت. ذكاؤك مساٍو لذكائي، مع حذف وزن التعبئة الأنانية في التعبير. سخاؤك في التعبير الحنون كالوجه الخفي لما يشاع عن مسلمي الرباط، وجه ممتد من زعير إلى دكالة. مناف للبوليميك الشهير...فكأنما الناس يثأرون لما ارتسم عنهم زمن المجدوب، فتكون "الحنية" ملمحا من ملامحهم. بل من ملاحمهم. طبعا حد "الإباحية" كما ترسم في الكتب والحكي.
كثيرا ما ردد أحمد الكلام عن الصوفية والفوضوية والزهد. له ملامح من التخلي عن مقومات الفئات الاجتماعية "الكتبية" التي ينتمي إليها من حرص على تنظيم مقومات الحداثة التكنولوجية. الحرص على الترقية المهنية ومكاسبها المادية والوسائل التقنية وما تتطلبه من مهام وانشغالات التكوين المستمر وانضباطات إدارية وهرمية وبرتوكولات حسن السيرة بما يكفي من الذكاء النضالي المتحايل.
لم يندم على التراكم الحاصل في ظل مؤسسة الزواج. ولم يقف يوما عند خط وصولي مستقيم ضمن "كاريير" مهنية ما. بقي مخلصا للموجهات التي أملت عليه علاقاته الحميمة والعامة. لم يراكم ما يكفي من العداوات ليتشاءم في الاتجاه العام للحياة. لكن لكل توجه ثمنه. وهو لم ينزل من فوق جدار الذاكرة لوحة عنوانها الاستيلاب. على طرف نقيض مع الاستيلاب أو هكذا يتصور نفسه. نكران الذات مع الحنو على نفس الذات إذا ما تقمصت ما لا يشبهها من أطماع بل الطموحات المنسجة مع هلاميات أحلامه التعيسة تارة والحالمة أخرى.
جاءت سعاد لتعيده إلى الصفر. لا حرص لها على أي شيء. سقط "الحك" فوجد "غطاه". حكت سعاد لأحمد عن شبيهة لها، من صديقاتها. تحمل اسم خديجة.
سعاد، حب أحمد، تحكي عن صديقتها الشبيهة لها سعاد بما يظهر بها الافتتان. تقول عنها " تحب الحياة فقط. تناقش. تصوب معاني الكلمات. ثم تستدرك أنها تستسمح "حيت ما قرياش". ليس من باب نقص الثقة في النفس. بل بمثابة العودة إلى "صندوق السرعة" لضبط إيقاع المناقشة ولتثبيت خلاصات الفقرة السابقة المنتهية. صوتها وحضور بديهتها وحميميتها و"حنيتها" تلتف على المخاطب. ما الفرق بينها وبين أية "مثقفة" أو لنقل منشغلة بالشأن العام. من حيث الإلمام بالقضايا وبالمنهجيات وبتقنيات المحاورة بل وبالقواميس الموسوعية. قارئة نهمة كما لم تكن ربة بيت من قبل. لا بل جيل اليوم. أعني الجيل الإعلامي وليس بمعنى الانتماء لفئة عمرية معينة. فأحمد معجب بجدة بنتيه التي كنست الأمية من دماغها، فاستقلت بنفسها في قراءة الأوراق الإدارية وهي فوق سن الستين. أليست سعاد ذات حق بالاعتراف بنفس الإعجاب على الأقل!
أصل الثقافة المكتسبة يدخل ضمن الطابو حتى عند الحركة النسائية، لكن فقط في الحالة التي تنتصب سعاد فيها حبيبة أولى في حياة أحمد. فالكرامة الفردية تصبح أولى من أوليات الحركة. ولو أن تلك الأوليات تنتصب دائما في وجه من أصبح فجأة موضوع حرب مدمرة من أجل التملك به ك"ـزوج واجهة"، رغم المعاناة المشتركة، بل رغم حالات من الحب القاسي من جانبه. تنتصب من فوق ملح الطعام، وتنتصب قبل وبعد أي انتصاب آخر تحت الغطاء أو فوق بحر المودة الزوجية الحميمة.
عندما تتنطع بصفتك ناشطا جمعويا، لتزود خديجة بفوائد الفيتامينات الجمعوية، تشتم مناعة التوجس من خديجة تجاه القضية والموضوع! فتحسب أنها جاهلة بجنة هذا العالم المدني المنتمي للحداثة بجدارة. أو تحسبها مندمجة ذهنيا في شبكة الثقافة السائدة المتشككة في التنظيم الاجتماعي الحديث المستقل عن العلاقات العائلية التقليدية.
قد تكون مندمجة في بنية فكرية متشككة في التنظيم الاجتماعي الحديث. لكن الزوايا التي ربطتها بالعالم المدني، شاءت الظروف العينية أن تخوض حملة انتخابية أو تجربة جمعوية، ضمن السائد في محيطها الاجتماعي. محيط حيث الارتباط العائلي والقـبَـلي شرط ملزم قـبـْلي للمشاركة. كما شاءت الظروف أن تخوض التجربة الجمعوية من زاوية المعاناة المباشرة بتشخيص ذات الضحية نفسها، ومن زاوية الهشاشة الشديدة حد الإقصاء الاجتماعي للحالة التي قادتها للاستعانة بالعمل الجمعوي.
عندما تستمع إليها، تجدها ارتبطت بصديقات متنوعة المشارب والوظائف. وهي المتزوجة الأم، كانت محل الأم عند حيوية حفظ الأسرار وشد حبال التوازن لحفظ حمل المسؤولية من السقوط في الطريق قبل الوقت والمكان المناسبين.
تحكي عن كل الأجواء التي تجمع الناس، في مختلف الساعات ما بين الليل والنهار. حاربت في أكثر من عشر معارك كبرى مصيرية، حد التوقف في متاريس بها جرحى على حافة الموت. في النفاس أو قبله أو بعده. خاضت معارك إدارية ضارية بنتيجة وبدونها. تمكنت من استثمار كل حالات العلاقات البشرية. حــوّلت حالات الخطيئة إلى علاقات صلبة.
كانت متدمرة من الزواج ومن الزوج. لها ما يربو عن خمسين علاقة صداقة مع الرجال. في أكثر من محطة جغرافية. ومن مختلف الفئات المهنية والاجتماعية، سواء من حيث الوجاهة أو الثقافة أو الخبرة التقنية في المهن الحرة والجماعات المنتخبة.
في الحقيقة، تحكي سعاد عن صديقتها خديجة بكثير من الاعتزاز ومن المرارة أيضا. لذلك تجدها تتصرف بناء على خلاصات خديجة في الحياة. خديجة الخبيرة بكل ساعات اليقظة، بكل الألوان، الشمسية والحمراء والبيضاء. فكل الليالي والأيام عند خديجة تحت محك التجربة العينية وليس بالحكي والمثاقفة.
لذلك تجد سعاد المعجبة بها، تحكي وكأنها عن نفسها تحكي من فرط تقمصها شخصيتها وإعجابها بها.



#حامد_مرساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرة البرتقال/ 18 بارد وسخون آمولاي يعقوب
- قشرة البرتقال/ 19 طعم المرارة اللذيذ
- قشرة البرتقال/ 20 عجينة البؤس وخميرة الحب
- قشرة البرتقال/17 توازنات ما بعد 7 دجنبر
- شرة البرتقال/ 16-3، الرسائل
- قشرة البرتقال/ 15 1, رسائل
- قشرة البرتقال/ 14 شعاع الجسد
- قشرة البرتقال/ 13 صور باللون الرمادي
- قشرة البرتقال/ 12- كما في الحلم، في الحياة
- قشرة البرتقال/ 10 شرنقة وعذابات
- قشرة البرتقال/ 11 حالة حب في المشرحة
- قشرة البرتقال/ 9 الإقبال على الحياة
- قشرة البرتقال/ 5 تسميم الحلم
- قشرة البرتقال/-4 -موت- كالذبح الخاطف
- قشرة البرتقال/ 3 - -الخلوة- بسعاد
- قشرة البرتقال/2-الخرجة- مع سعاد
- قشرة البرتقال/ 1- السفر الحزين


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/ 21 الشبيهة