أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - ثلاث قصص قصيرة ومتن














المزيد.....

ثلاث قصص قصيرة ومتن


كواكب الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 13:12
المحور: الادب والفن
    



1 –

ما جدوى الحياة بدون حُلُم يتراءى لك عندما تفتح أول صفحاتُ يومك .
لطالما كانَ الحلمُ يمدّ الحياةَ بالديمومةِ, ويعطي كلّ لحظةٍ منَ لحظاتها معنىً, ويضخّ الشرايينَ بالدماءِ الصافيةِ فيُشرِع القلبَ نوافذُه لبوّباتِ الأمل .
أنا اليوم كأنّي( سانتياغو ) بطل رواية الخيميائيّ, الفتى راعي الغنمِ الذي باعَ قطيعهِ وقطعَ الطريق من إسبانيا إلى أصقاعٍ بعيدة, حتى وصل إلى الأهرامات تابعاً حلمه الذي رآه بالمنامِ وعانى الأهوال
من أجل أن يراه حقيقة .
أنا اليوم أقطف ثمار حلمي الذي انتظرته طويلاً ذهبت إلى المَطبعة استلم النسخة ( النموذج ) لديوانِي الشعريّ الأول حاملاً نسيمَ الزهو في خطواتي وكأنّ السماءَ بادلتني أنخابَ الفرحِ عندما نثت قطرات مشُوبةٍ بترابِ الارضِ كم عاكستني الظروف أيّما معاكسة لإصداره وها هو صديقٌ يتقشّفُ معيَ بالسّعر لطباعتهِ, ناولني إيّاه وكأنّما ناولني إكسيرَ الحياة, ضممتهُ إلى صدري بكلّ تَوْق العالم ,إنها لحظةٌ الأجدى أن تُسَجّل في سِفر حياتي. ما إن تركتُ السوقَ الطاعنُ بالقِدَمْ حتّى تلقّفني السّور الكونكريتيّ الذي حال لونه إلى لا لون, كنت أرُوحُ وهو يغدو؛ ولمّا أتى على كل خطواتي سلّمني إلى المدينةِ الضاجّة بالحركة, تسلمتني منه بكلّ حميميّة ,تداخلتْ أصوات أبواقِ السيّارات, بأصوات السّابلة, بأصوات الباعة المدللّون على بضاعتهم بكلّ ألوان الاحتيال البريء فشاع لديّ أحاسيس ألِيفةٍ جيّاشة اختلط فيها الفرح الشخصيّ بالجوّ العامْ سَرّب الاسترخاء لكلِّ أعضائي, فجأة ! هدأ كلّ شيْء. واستحالت الأصوات إلى هَمْسٍ, هدرتْ الطائرات في السماء. على حين غرّة, انخلع قلبي هلعاً, ضممتُ ديواني بقوّة فأنا أكره أصواتهنّ حدّ الموْت. خاصمتهنّ خصومة الحياةِ للموت. رأيتها في الحروبَ التي خضتها, وحوش من حديد تقذف الحمم بلا رحمة ولكنّي هالني ما رأيت فقد نزَفتْ من بطونها هذة المرّة أطواق من الياسمين غطّت أديم الارض وغصّت بها الشُرفات. صار الكون كله أبيض وفاح أريجها فصاغت لحناً مُضمخّاً بالانتشاء, و جوّاً أسطوريّاً عابقاً بالسحراحترتُ بحلّ الأُحجية. كان يدانيني بالسير فتىً لاحظ التساؤل على وجهي ابتسم بشفقة وأجابني :
- هذا اليوم هو الذكرى الرابعة لوفاة شاعر الحبّ نزار قباني وهذه طريقتنا لتأبينه كل عام .
زالت علامات التعجب من محياي ابتسمتُ وواصلتُ طريقي محتضناً ديواني ديواني العزيز بقوة .

2 -



ما إن دلفت غرفتته لتعيد ما خرج عن التنسيق( هوسها المعهود) أشاحت بوجهها عن الأوراق المتوّسدة سطح مكتبه وكأنه عهدُ شرف أبت أن تخونه وتسبر أغوار خصوصيّاته, أتمّت مهمّتها وكأنها إنسان آليّ. أدمن مهمتمه, استدركت ورجعت على أعقابها تجمع ما علق في سلّة مهملاته؛ هالَها كميّة القصاصات الذي أُلقيَتْ فيها. قرأتها بتمّهل, كل قصاصة أدنتها من أختها لتَتِمّة معانيها كانت كلماتٌ تنبض رهافةً وشجن, أجمعتها ورتّقتها ببعضها بعد أنِ افترشت الأرض توّضحت معانيها, إنها بوْح شاعرومكابادات فتىً قد بلغَ الفطامَ وها هو جواد يرمح في حضرةِ الشعر وصهيله يملأ الآفاق سنابكه تقدح إبداعاً وفنّاً, عجباً ! فتى العولمةِ يهوى الشعرلم يتناهى يوماً لها إنه يقرض القوافي غادرت صومعته جَزلى منتظرة المزيد من قصاصاته كاتمةً سرّه عن الآخرين .
-3 -

عندما أمسى البلد بوْتقة للحصار, وغدى طريدة تتناهشه الوحوش عندما فرضوا الوصاية على حياة ابنائه, قنّنوا أبسط الحقوق الانسانية من غذاء ودواء وهو بلد الخير والنعمة التي حباه الله بها عن طيّب خاطر, كرامة للأنبياء الذين أناخوا بأرضه وأوغلوا بخنقه ولو كان بيدهم لقطعوا الهواء عنه . لقطعوه ! ولكنّ الريحَ مُرسلة من السماء اتجه الناس للاستعانة بمدخراتهم ثم ما تجود بيوتهم من نفائس وما أكثرها عندهم ومن أثاثهم ولمّا أُسقِط بيدهم وطال الحصار ابتدعوا طرقٌ أخرى لإدامة الحياة ألا وهي بيع أندر وأنفس الكتب وقلّما ترى بيتاً عراقي يخلو من مكتبةٍ. اكتضّ شارع المتنبّي بآلاف الكتب النفيسة التي تراها هناك مُسجّاة على الألواح منتظرة التأبين كان مَشهداً يُدمي القلب وكان شاعرُنا كغيره, عانى ما عانى من شظف العيش والعسر, ومع تَسرُّب كلّ كِتاب من كتبه يشعر كأنّ جزء من جسده يتشظّى ودائماً كان يدعو الله أن لا يصل به الحال لبيْع كتابه الأثير الذي خطّت له من خلاله اعترافاتها وإهدائها الرّشيق بخطّ يديْها الحبيبتيْن إنها المرأة التي أحبَّ وباعدتهم دروب النّصيب. نضبَ خزينه من كلّ شيْء, حملَ أثيره إلى البيْع لكنّه اقتطع ورقة اعترافاتها وطواها بتنسيق أخّاذ ووضعها قبالة قلبة الذي كان ينشجُ بصمتٍ .
4 – متن
إلى البعيد في عيد ميلاده


سأسفح ماء العيْن للظمآن قلبك
هاك الروح بوصلةٌ لدربك
سأسحن من نِياط القلب ترابا تحت رجلك
عيوني السّاهدات على فراقك قِنديلانْ أسرجها لليلِك
يا عقد اللؤلؤالمنضوم تيْهاً ميلاداً سعيد فدتك أمّك



كاتبة عراقيّة مقيمة في الإمارات
1-1-2010



#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطرق أخرى
- تراتيل للسيد المسيح في عيد ميلاده
- ليلة موغلة بعدم الفهم
- شئ ما باعدني عنهم ..
- أفعال غير معتادة
- أعني..
- الوقت مبكرا للتراجع
- أنسج لك مايقيك من الردى
- قصائد
- متحسسة صوره عبر بوكا


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - ثلاث قصص قصيرة ومتن