أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - كان عامٌ حافلاً بقضايا المرأة















المزيد.....

كان عامٌ حافلاً بقضايا المرأة


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 19:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جردة حساب صغيرة لأجل المرأة في المناطق النائية.

حفل العام المنصرم/2009/ بالعديد من الأحداث والنشاطات والفعاليات ذات الصلة بحياة المرأة السورية كان أبرزها محاولة تمرير مسودتين مشوّهتين من قانون الأحوال الشخصية قوبلتا بالرفض والاستنكار من كافة الشرائح والجهات المعنية والناشطة في مجال المجتمع والمرأة في سورية.
كما صدر المرسوم التشريعي رقم 37 للعام 2009 المتضمّن إلغاء المادة (584) من قانون العقوبات على أن لا تقل العقوبة عن الحبس مدة سنتين في القتل.
وأيضاً قرار مجلس التعليم العالي القاضي بالسماح لأبناء المواطنات السوريات المقيمات في الجمهورية العربية السورية، المتزوجات من غير السوريين أو من في حكمهم، الحاصلين على الشهادة الثانوية العامة السورية عام/2009/التسجيل مباشرة في الجامعات والمعاهد للعام الدراسي 2009/ 2010
إضافة إلى عدّة فعاليات رسمية وأهلية من ندوات ومؤتمرات وورشات عمل ناقشت مواضيع ذات صلة وثيقة بحياة المرأة ومكانتها وتنمية قدراتها على كافة المستويات كان آخرها اجتماع منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية في دمشق منتصف كانون الأول.
ولا يمكننا أن نُغفل الفعاليات الدولية التي برزت أيضاً كداعم لقضية المرأة في العالم كان أبرزها:
- قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاقتراع الذي أعلن يوم الاثنين 14 سبتمبر 2009 على إنشاء وكالة جديدة للمرأة ذات صلاحيات أقوى ودمج المكاتب الأربعة الحالية للأمم المتحدة التي تتعامل مع شؤون المرأة في هيئة واحدة يرأسها وكيل للأمين العام.
- وأيضاً الاحتفال بالذكرى العاشرة لليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة الذي اتخذ شكل مسيرات تضامنية، وفي سورية انطلقت مسيرة شموع أضاءت الزوايا المعتمة من العنف الواقع على المرأة السورية بكافة أشكاله.
- وبهدف حشد الجهود في جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة أطلقت هذه المنظمة الدولية شعار "متحدون لإنهاء العنف ضد النساء" والتي تستمر حتى عام 2015
إن ما يتم على المستوى المحلي أم العالمي، يُعتبر نقطة انطلاق وتحوّل إيجابي بالنسبة للمرأة، حيث باتت قضيتها من أولويات السياسات العامة في معظم البلدان على اعتبار أنها لم تعد كماً مهملاً في منظور تلك السياسات، بل شريكاً أساسياً في عملية التطوّر والتنمية.
ولكن، وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة على المستوى الرسمي أو الأهلي، ما زالت الكثير من النساء يعانين الاضطهاد والتمييز على أساس النوع الاجتماعي، وما زلن يرزحن تحت وطأة قيود اجتماعية تمييزية عبر قناعات ومفاهيم موروثة تعزز بقاءهن في أسفل السلم لا يستطعن الانتقال لدرجة أعلى إلاّ بالكثير الكثير من المعاناة والتضحية.
وما تفعله أو تقوم به المنظمات والجهات المعنية- رسمية وأهلية- بقضايا وحقوق المرأة من أنشطة أو حملات لا يكاد يُرى أو يترك أثره الفعّال في تلك البيئات، بل قد لا يكون تناهى إلى سمع أحد أي صدى عنه، وهنا المعضلة الأساسية والجوهرية في تناول مشكلات المرأة، والتي تتطلب من تلك الجهات الوصول إلى أبعد مدى وأبعد نقطة يمكن أن تتواجد فيها المرأة، أي الوصول إليها بشكل فعّال وحقيقي ملموس، بحيث لا تبقى الجهود المبذولة محاصرة في فضاءات أمكنة بعيدة عن المكان الحقيقي وعبر قلّة نخبوية تنفّذ أجندتها المطلوبة.
فمن غير المعقول أن نجد في الألفية الثالثة فتيات غير متعلمات, يؤهلن فقط لخدمة الرجل بشكل عام والزوج بشكل خاص, ويتم إعدادهن من أجل الإنجاب دون التفكير بناتج هذه الذرية من الأبناء التي تفتقد لأم متعلمة تعرف أصول التربية الصحيحة والسليمة(قد تكون هي بحاجة للتربية).
ومن غير المقبول أيضاً رفض فكرة تحديد وتنظيم النسل في بيئات فقيرة ومعدمة، إذ ما تزال النساء تتباهى بقدرتها على الإنجاب حتى سنٍّ متأخرة رغم كل ما يحيط بهن من فقر واضطهاد، وكذلك من مخاطر صحية حقيقية تودي بحياتهن في كثير من الأحيان بسبب عدم التوعية الصحية والإنجابية.
فكيف لنا أن نتطور ونتقدم ونحن نحافظ على موروث تقليدي في إعداد الأسرة التي يتشكل منها المجتمع..؟! أسرة قوامها أب مازال محتفظاً بمعتقدات أبيه وجدّه من حيث تعامله مع المرأة( زوجة وابنة وأخت) وأم تكرّس هذه المعتقدات, بل وتعمّقها في كيان الأولاد.
ومن غير المعقول أن تبقى المرأة ضحية شرف مزعوم ومتوارٍ خلف ستار مزيف يخفي وراءه ما يخفيه من رفض للآخر( الزواج بإرادة منفردة للفتاة، الزواج من خارج الطائفة، مواضيع الإرث وسواها) رغم كل الحملات التي قامت لمناهضة جرائم الشرف.
من هنا نجد شرخاً واضحاً بين ما يُعقد من مؤتمرات ومنتديات, وبين الواقع الحي والمعاش بالنسبة للمرأة. لذا علينا البحث عن طرائق ووسائل للوصول إلى الآلية السليمة والصحيحة التي من الممكن أن تكون المرشد والمعالج بذات الوقت لما تعانيه المرأة في كافة جوانب حياتها وخصوصيتها, بحيث لا نبقى مجرد منظّرين ومحاضرين في تلك المسائل, وأن نعتمد أساليب تكون قريبة جداً في ملامسة هموم وشجون تلك الإنسانة التي مازالت تعاني اضطهاداً مركباً ومزدوجاً( اضطهاد الرجل والمجتمع, واضطهاد ذاتها من خلال تربية وموروث اجتماعي- قيمي تقليدي) وهذا لا يتم إلاّ إذا اعتمدنا الواقعية والجرأة في الطرح والمعالجة, وقبل كل هذا نكون نحن بدايةً مقتنعين كل القناعة بجديّة عملنا, متحررين ولو جزئياً من موروث علق بعمق كياننا وشخصيتنا الداخلية المختبئة وراء مظاهر التحرر والوعي الذي لا يلبث أن يطفو على ساحة الوعي عند أية قضية اجتماعية حساسة تواجهنا في مسيرتنا اليومية والتربوية.
والأهم من ذلك, أن نكون أكثر تواضعاً مع المرأة ونحن نقترب من همومها, ونبحث معها مباشرة القضايا التي تعاني منها مع ترتيب أولوياتها، لأن الخطابية والشعارات القادمة إليها من الفنادق والقاعات الفخمة, والمنابر العالية المذّهبة لا تعنيها في شيء, لأنها قد لا تسمع بها ولا تعرف عنها شيئاً, وحتى هذه الجمعيات والمنتديات التي باتت موضة سائدة, لم تتعرف إليها كما أكدت ذلك استطلاعات الرأي في بعض الصحف والمجلات.
والملاحظة الجديرة بالاهتمام أنه كلما كثرت هذه الجمعيات, كلما تعمقت الهوة بينها وبين المرأة. والسبب يعود في تقديري إلى أن الهدف من وراء معظم هذه الجمعيات إعلامي وإعلاني أكثر منه جمعيات تهتم وتعالج فعلاً قضايا مجتمعية تهمُّ النساء, لأننا نادراً ما نرى تواجداً ميدانياً لإحدى هذه الجمعيات من أجل رصد مشكلة ما من مشاكل المرأة والمجتمع والتصدي لها بكل جدية في المناطق والأحياء البعيدة عن مركز العاصمة والمدن الكبرى, اللهم إلاّ في اللقاءات الصحفية.
أيضاً, هناك مسألة هامة في إطار التعامل مع قضايا المرأة والتقرب منها, وهي أن يتصف هذا التعامل وتلك المشاركة بالتواضع والحميمية, لأن المرأة وبفعل رقتها وشفافيتها وإحساسها المرهف, لا تقبل أن يكون التعامل معها ومع قضاياها ومشاكلها بفوقية وتعالٍ, وترفض كل ما من شأنه أن يشعرها بذلك, بينما تكون من خلال التعاطي الذي يتصف بالتواضع والمرونة والإنسانية وتقدير إمكاناتها كالنسمة الرقيقة والأرض العطشى التي تشرب كل ما يقدم لها من أجل أن تخضّر وتورق, فتزهر و تثمر بأينع الثمار وأجودها.
ولا ننسى المتابعة الدائمة والحثيثة مع الجهات المعنية ( حكومية أو أهلية) لإنجاز تلك المهام المطروحة على أجندة العمل الاجتماعي بشكل عام والنسائي بشكل خاص لأجل أن نرتفع بواقع المرأة- خصوصاً في الأماكن النائية- مما هو عليه الآن بكل تجلياته وأبعاده.




#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح الغدر مكافأةً كبرى
- شموع أنارت ليل دمشق...فهل تنير دروب التائهات عن حقوقهن..؟
- مرّة أخرى الدعم لمستحقيه... ما عدا المطلّقات
- المشروع الجديد للأحوال الشخصية... تهميش للسورين عموماً وللجه ...
- هل تكفي الأيادي البيضاء لمعالجة الحالة...؟
- هل ما زال الاتحاد النسائي معني بحقوق المرأة بعد رفضه حكم قضا ...
- الجلد... أثمن هدية للمرأة العربية..!
- عيد بأي حال عدت يا عيد
- راتب الزوجة... استقلال أم إذلال..؟
- مخطوبة لأكثر من مرة...يعني أنك ستوك..!
- إلى متى تظلُّ فتياتنا قرابين على مذبح جرائم الشرف..؟ مشروع ا ...
- نساء العالم تقتحم حصون البرلمانات
- نظرات تربوية في العلاقة الزوجية
- تمثيل مصطنع... وفاعلية مزيفة
- عرض كتاب المدينة في ألف ليلة وليلة ملامحها الثقافية والاجتما ...
- سبايا القرن 21
- أغار من نسمة الجنوب
- كم مرة ضربك زوجك...!!!!؟؟؟؟
- ثمن الأنوثة البخس
- شباب اليوم.. وعنوسة مرغوبة


المزيد.....




- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - كان عامٌ حافلاً بقضايا المرأة