أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد غريب - عام 2010 والأمنيات الملحة















المزيد.....

عام 2010 والأمنيات الملحة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 22:50
المحور: المجتمع المدني
    


كل عام والجميع بخير كلمات بسيطة في الشكل لكنها عميقة في المعنى ونحن العراقيون نحتاج أكثر ليكون العام الجديد عاماً يعم فيه الخير، والخير بمعناه الواسع والمتعدد الجوانب يعني، الديمقراطية والاستقلال الحقيقي والتخلص من المحاصصة والاستئثار والفساد المالي والإداري الاستقرار والسلام والأمان أما الأمنيات الملحة فهي كثيرة تبدأ من الشخصي الذاتي إلى العام وأول ما فيها أن يخرج المواطن من بيته وأن ينتهي هاجسه بعدم العودة إليه ولعائلته وهي أمنية تعني تمسكه بالحياة الطبيعية والأمنية الثانية الخفية أن تكون لقمة العيش الكريمة عدلاً قائماً وحقوقاً إلزامية تقع على عاتق الدولة توفيرها ففي عراق النفط والنخيل والموارد الطبيعية لا يجوز أن يجوع العراقيون أو يبقوا تحت طائلة الفقر وكأن بلدهم لا يختلف عن الدول الفقيرة جداً، لا يجوز أن تبقى المزابل وأوساخها ونفاياتها مكانا للبحث عن لقمة العيش عند البعض من العراقيين، ولا يجوز أن يبقى مئات الآلاف من العراقيين هاربين من وطنهم بسبب الخوف وعدم ضمان المستقبل، ولا يجوز، ولا يجوز والكثير من لا يجوز، عام جديد لا تختلف أسماء شهوره ولا أيامه لكنه يختلف رقمياً عن سابقه وتختلف المكونات بالعمر وتكون الآمال والتمنيات لبني البشر مختلفة لكنها تصب في مجرى التفاؤل بالخير والسعادة والتخلص من ثقل المرارات التي حدثت ومنها اليأس بسبب مجريات الظلم والحرمان وتكرر المأساة وان اختلفت بالشكل لكنها اشتركت في الجوهر مما زاد عذاب الكثير من الناس وعند رحيل سنة قديمة ومع كل اشراقة لسنة جديدة يتأمل العراقيون أو أكثريتهم أن تكون السنة الجديدة سنة يتحقق فيها ولو النزر القليل من الأمنيات الملحة لكن العراق والعراقيون ومنذ 8 شباط 1963 المعروف بالشهر الدموي لم تتحقق أمانيهم بل العكس فقد أصبحت أمانيهم الطبيعية في غرف النسيان وخلف أسوار فولاذية وهلامية في الوقت نفسه ولما كان يوم 17 تموز 1968 هو النقطة الحاسمة في تحقيق أمنيات العنف الدموي والحيلة الإجرامية فقد أصبح الوضع معقداً وازدادت تعقيداته يوماً بعد آخر بعدما أصبح القائد العظيم والمقيم والفهيم فوق جميع المعتقدات الدينية والأيدلوجية وأصبح حزبه ثم فكر العشيرة الأمنية التي يجب أن يتبناها أكثرية العراقيين ومرت 35 سنة، وسنة بعد أخرى يزداد الخراب الروحي فضلاً عن الخراب ألآخر وبقيت الأمنية الملحة عبارة عن فقاعات هوائية فإذا تسنى لها الطيران ولو لبضع سنتمترات انفجرت وتلاشت في الهواء وبدلها فرضت أمنيات مشفرة ومحنطة في قالب الدمج القسري ما بين الرؤيا والعقيدة وأصبحت أجزاؤها كالرماد البركاني يوسخ ويحرق يشوه ويطمر العقل المعرفي العلمي ما بين العلم واللاهوت ففي الدمج القسري تتكون عناصر مشوهة تعتمد المقولة الغائبة بدلاً من الواقع الراهن والذي حصل سقوط هذا الهيكل المتآكل لمجرد صرخة خارجية أفقدته توازنه ولم يقف إلى جانبه كما كان يصور له عقله ومعتقداته الهشة الأكثرية بل العكس كانت قمة الهزيمة في الموقف السلبي المنتظر حتى الإحساس بالوطنية انحسر لفترة زمنية وأدى كل ذلك إلى خسارة البلاد فأصبح قانون الاحتلال هو السائد وكانت البيادق هي التي احتلت المقدمة تحرك حسب الرغبات والمصالح مع التطابق ما بين المصلحة الذاتية ومصلحة البقاء وانبثقت من جديد الأمنيات الملحة لتحتل حيزاً واسعاً من إحساس الناس ولعل اعز أمنية هي التخلص من ذلك الكابوس الذي خيم على النفوس فأصبح وكأن الطريق فتح على مصراعيه لعملية النهضة بعد الكبوة الطويلة نسبياً وتوسعت الأمنيات فطالت الرؤيا نحو المستقبل بالتخلص من الإرث المتعفن وأذرعه الملوثة بالعنف وبإلغاء الآخر تحت يافطة الوطنية الذي عطل التواصل ما بين الماضي والحاضر والمستقبل إلا أن المفاجأة القاسية التي تفاجأت منها الأكثرية صدمها النكوص الذي برز تحت حاجة أحزاب الإسلام الطائفي إلى مكونات جديدة تريدها إلزاماً وقسراً لتكرار الظاهرة لكن على شكل اللاهوت المطلق لخلق مستلزمات لتزاوج ما بين فترة القادم من الغيب وبحجة التخلص من الظلم الذي أصبح قانوناً يهدف إلى ترسيخ مفهوم الطاعة بعدما تفشى الجهل والاستهتار والتخلف في الدائرة التي تدير عمليات التربية الموجهة للأجيال ورسم صورة للثقافة الرجعية وكأنها منقذة للتقاليد والعادات والأعراف الاجتماعية وممن ؟ من العلم والتقدم والتطور، من يتصور أن التدهور المعرفي يصل إلى درجة اعتبار الجاهل بالمعرفة عالم وتبني مقولات تقول إن " الأرض واقفة على قرن ثور ، والطنطل له خصيتان كبيرتان تخنقان من يمر تحتهما والسعلوة تسرق الصغار في المهد وفريج الأقرع يسكن على شواطئ الأنهار؟ من كان يعتقد أن القتل الجماعي سيصبح أداة للمعرفة المشرعة وتطهيراً للروح من الرجس بينما هو الرجس نفسه؟ كيف الإقناع بان عشرات الآلاف من الأبرياء سوف يذهبون إلى الجنّة مع القاتل الذي يشرب الدم بكلتي راحتيه بدون أي وخز ضمير بل يعتبرها عبادة وتقوى لا بد منها ؟ هكذا أصبح الأمر مع تدني القيم وتصاعد الذبح كقربان للآلهة القديمة كتزكية على مدى التقوى والورع "والتطبير والزناجيل" والأكف والزحف وهي تأكل الأجساد وكأنها أسس لمعرفة الإخلاص والتفاني، لقد تحولت المعرفة من أداة علمية لتطوير الوعي الفردي والاجتماعي إلى صورة ظلامية تشجع العودة إلى العصر الجاهلي " ووأد النساء" وعصر الانفلات الوحشي بحلة مطعمة بالشعارات البراقة أما دينية أو طائفية أو قومية شوفينية لكي يُخضعوا المجموع كقطيع يوجهونه حسبما يريدون ويسعون إليه لبقائهم فوق قمة الهرم وإطلاق أيديهم لنزع ما ليس لهم به حق من قوت ولقمة الناس.. ومع كل ذلك وغيرها من الترهات والأوهام والتفسيرات والخداع ومحاولات إضعاف الأمل ليكون اليأس بديلاً وتغيب الأمنيات الملحة للعقل الإنساني يبقى الخير نبراساً لهذا العقل وتبقى الأمنية الإنسانية أن يعم الخير ويكون الهدف الذي يسعى له العقل الإنساني من اجل الجميع بدون استثناء من كل الأديان والقوميات والأعراق لكل شعوب الأرض بما فيها الشعب العراقي الذي ابتلى بهذا القسم المتوحش والوحشي الزائل حتما بالتوحيد والتضامن، كل عام وشعب عراق الخير تتحقق أمنياته الملحة بالسلام والأمان وتساوي الحقوق وتحقيق المساواة للمرأة الإنسان ولقمة العيش الكريمة بالرغم من الأفكار الظلامية والمتوحشة السلفية والأصولية والعقول المتعفنة بالمعرفة الرجعية المتخلفة...



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبّك يا روعة الإحساس
- هل الحل في حرب جديدة مع إيران وفق -وامعتصماه -؟
- جريمة تفجير الكنائس واغتيال المواطنين المسيحيين
- المعارضة الإيرانية الواسعة واتهامات السيد خامنئي
- بيان عن تفجيرات الثلاثاء لدولة العراق الإسلامية البعثية
- تعديل قانون الانتخابات - تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي-!
- الحوار المتمدن نقلة نوعية لتطوير الوعي العلماني
- لماذا يسعى حكام طهران لامتلاك السلاح النووي؟
- قرار مجلس محافظة الكوت يحط من قدر وقيمة المرأة العراقية
- بكتريا الحليب في ذي قار وأنفلونزا الخنازير H1N1 في كل مكان . ...
- الفساد المالي والإداري والانتخابي الذي ينخر جسد العراق
- ماذا بَعْدَ أن ادخلوها في مأزق هل سيؤجل موعد الانتخابات؟
- همٌ علمني شراكة الأسى
- القائمة المفتوحة وترقيع القانون رقم 16 لسنة 2005
- كذبة الحي الميتْ ديدنهم لتشويه الحقائق والوقائع والتاريخ
- إلى متى يستمر مسلسل الانتقام من الشعب العراقي ....؟
- اتفاقية الجزائر 1975 التي أضاعت حقوق العراق
- خطيئة جرحي..!
- رُحِّل قانون الانتخابات إلى المجلس السياسي بحجة -واكركوكاه-
- رُحِل قانون الأحزاب إلى الدورة القادمة بوجود الأحزاب


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يوضح لـCNN سبب الغارة على مخيم المغازي للاج ...
- نتنياهو يخشى إصدار مذكرات اعتقال بحقه ويطلب المساعدة من بريط ...
- قناة عبرية: نتنياهو يخشى إصدار مذكرات اعتقال بحقه ويطلب المس ...
- فيتو أميركي محتمل يواجه منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم ال ...
- مخاوف إسرائيلية من أوامر اعتقال دولية لنتنياهو
- مندوب روسيا: أقل ما يجب علينا القيام به، قبول عضوية فلسطين ب ...
- هذه مطالبهم.. عائلات الأسرى الإسرائيليين ومتضامنون معها يقوم ...
- مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: تضغط في كل الاتجاهات م ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر فبراير لعام 2024
- الصفدي: قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة انتصار للح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد غريب - عام 2010 والأمنيات الملحة