أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - حتى لا يصبح الانسحاب من غزة كابوساً في نفق مظلم ...!!!















المزيد.....

حتى لا يصبح الانسحاب من غزة كابوساً في نفق مظلم ...!!!


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 873 - 2004 / 6 / 23 - 05:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن معالم خطة شارون للانسحاب من غزة ، التى بدأت تشرف عليها مصر والولايات المتحدة، توشك أن تجد النور قريبا، وهذه الخطة تعتبر فى التحليل الأخير مكسبا لرئيس الوزراء الإسرائيلى آرائيل شارون، لأنها ستوفر له التهدئة من الجانب الفلسطيني، ووقف العمليات إلى حد كبير، ومكسبا للرئيس الأمريكي، لأنه سيزعم أنه أحل السلام بين الطرفين، وأعاد غزة محررة للفلسطينيين قبل موسم انتخابات الرئاسة، الذى يدخله صفر اليدين، ومكسبا لمصر أيضا لأنه سيخفف حدة الاحتقان على حدودها الشمالية مع فلسطين، بعدما اشتعلت بفعل العمليات الإسرائيلية الأخيرة فى رفح ، وتوسع عمليات الاغتيال، التى طالت كبار قادة المقاومة، وهو ما سينعكس على الوضع الداخلي، ويحد من المظاهرات، ويخفف بالتالى الضغط على الحكومة داخليا. ويبدو أن هذه الخطة، التى نشرت صحف مصرية وإسرائيلية وفلسطينية معالم كثيرة لها، وجرت لقاءات فى تل أبيب ورام الله والقاهرة بشأنها، تدور بشكل أساسى حول الانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة، بما فيه محور صلاح الدين الذى يسميه الإسرائيليون محور "فيلادلفي" الملاصق للحدود مع مصر، واقتلاع مستوطنات موجودة هناك، وربما رفع الحصار عن الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، بموافقة وضمانة أمريكية، بمقابل تحويل منصبه إلى منصب رمزى كرئيس شرفي وغير فعّال، ليتحرك بحرية.
ومن معالم هذه الخطة أيضا أن يوقف الإسرائيليون عمليات هدم المنازل واغتيال كوادر المقاومة الفلسطينية، مقابل أن تتولى السلطة الفلسطينية ومصر إقناع فصائل المقاومة، عبر لقاءات فى فلسطين والقاهرة بوقف دائم ومستمر للعمليات، وليس مجرد هدنة. وضمن هذه الخطة أيضا السعى لإجهاض أى خطط للمقاومة الفلسطينية لضرب أهداف إسرائيلية انطلاقا من غزة، عبر تدريب قوى الأمن والاستخبارات الفلسطينية، ومدعم بقرابة 200 من الكوادر المصرية فى هذا الصدد للتدريب، ومنع من تصفهم الخطة المصرية بـ"المتشددين" من الخروج على هذا الاتفاق. مصر تحل العقدة! ويقول خبراء إن الدور المصرى المباشر فى قطاع غزة سيكون بمثابة حل للعقدة التى يضعها الإسرائيليون فى عجلة الانسحاب من غزة، وأنه سيطمئن الولايات المتحدة وأوروبا والإسرائيليون، فيتم التعجيل فى الانسحاب، وأن الولايات المتحدة من جهتها تجد فى إعطاء مصر دورا أمنيا مميزا فى قطاع غزة، أمرا إيجابيا، و"مساهمة عربية حيوية فى عملية السلام". أما الأوروبيون، فإنهم يرون هذا الدور المصرى حلا للعقدة التى تطرحها إسرائيل، بسبب عجز أجهزة الأمن الفلسطينية عن مكافحة العنف، إذ إن مصر، بحكم علاقاتها الجيدة مع السلطة الفلسطينية ومع فصائل المعارضة على اختلافها، تستطيع ضمان الهدوء. ويقولون إن السعى الإسرائيلى لتوريط مصر فى حماية الشريط الحدودى كله، ومنه عمليات تهريب السلاح، فشل بعدما رفضت مصر تحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المنطقة، ومنع التهريب تماما، وإن أحد أهداف تل أبيب من العمليات الحربية الشرسة الأخيرة فى رفح هو الضغط على مصر لكى تقبل، ولهذا قال قادة إسرائيليون فى تبريريهم لما فعلوه فى رفح: "إسرائيل مضطرة لفرض الأمن هناك، وقطع دابر تهريب الأسلحة ، بعد أن رفضت مصر القيام بهذه المهمة". ويرى مراقبون أن هناك ظروفا قاهرة تفرض على الطرف الفلسطينى ومصر تقديم تنازلات كبيرة للجانب الإسرائيلى والموافقة على خطة الانسحاب من غزة، مع تجميلها بالقول إنها جزء من الانسحاب الشامل، بعدما نجح الإسرائيليون، لأسباب كثيرة، فى ضرب قوى المقاومة الفلسطينية، واغتيال كبار قادتها بضوء أخضر أمريكى مباشر، بزعم أن هذه ضمن حرب الإرهاب العالمية. كما أن ظروف السلطة الفلسطينية الصعبة وتحللها وضعفها هى وجهازها الأمني، وحصار رئيسها فى بضع حجرات ضيقة، تحاصرها الدبابات الإسرائيلية فى رام الله وفى ظل العلو الصهيونى والأمريكى دفعها للقبول بأى حل، ولو مرحليا لحين تغير الظروف، والقبول بعودة غزة أولا. ويضاف لهذا الطغيان والتخبط الأمريكى فى ظل حكومة الرئيس جورج بوش اليمينية المتطرفة، الضغط على الحكومات العربية، خصوصا مصر، بسلاح التغيير وخطة الشرق الأوسط الكبير والإصلاحات، واتهامها بعدم التعاون مع أمريكا فى خطط تهدئة الأوضاع فى المنطقة.. وهى أمور شكلت ضغوطا على مصر، ودفعتها للتدخل بخطة للتسوية المؤقتة فى غزة، ولا شك أن قبول شارون لهذه الخطة بشرط واحد هو منع العمليات والتفجيرات الاستشهادية، يعد مكسبا كبيرا له، فى ظل حالة الهجوم والمعارضة، التى يواجهها من خصومه فى حزب الليكود، والاتهامات الموجهة له بالفساد، وفرصه لإعادة الظهور بمظهر الزعيم القوي، الذى لجم الفلسطينيين وهزم انتفاضتهم، وحمل مصر مسؤولية حماية الحدود مع فلسطين .
لا أدري ما الذي فعله شارون ليتحول الي رجل صانع سلام ، خاصة وان الاداء السياسي/العسكري لشارون لا زال يلقي بظلاله علي أرض الواقع ، ولازالت أثار دباباته محفورة في شوارع قطاع غزة ، ودماء اطفال ونساء شعبنا ما زالت تغطي بقايا البيوت المهدمة في رفح وحي الزيتون ،في الوقت ذاته تمارس وحدات القتل الاسرائيلية مجازرها في مخيم جنين ونابلس بالضفة الغربية ، والذي يؤكد حقيقة أن الطبيعة الدموية الوحشية التي يتسم بها هذا الشاروني المجرم لم ولن تتغير .
وما يستدعي التوقف عنده في هذه خطة الانسحاب المعلنة وماهية الرؤية المصرية لهذه الخطة ،خاصة ما يتعلق بالتفاهمات المفترضة بين السلطة والفصائل الوطنية والإسلامية وأجنحتها العسكرية ، لاسيما وأن هناك ثمة حديث عن ترتيبات للشروع بإجراءات أمنية زجرية لضبط الأوضاع في غزة ومنع تنفيذ أي هجمات فلسطينية علي مواقع إسرائيلية ، وهذا يضطر بنا للوقوف عند هذه التفاهمات والاجراءات التي ستجد الكثير داخل الحركة السياسية الوطنية والاسلامية للاعتراض عليها ، وهنا يجب أن نقف قليلاً وأن نعيد النظر في تلك التفاهمات والرؤية المطروحة بين السلطة والقيادة المصرية ، لأنه لا يمكن علي الاطلاق أن يقرر أو يتعهد أي طرف بضمانات من قبل الفلسطينين باختلاف أطيافهم السياسية دون الرجوع اليهم والتحاور معهم في كافة المسائل المتعلقة بأبعاد وماهية هذه التفاهمات والاجراءات المقترحة لضبط الاوضاع الامنية في غزة.
ذلك يعني أن جميع القضايا والاسئلة التي يسعى شارون لتركها معلقة دونما اتفاق مع الجانب الفلسطيني في قطاع غزة يجب ان تتولاها السلطة الفلسطينية بالتنسيق والتعاون مع القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، الامر هنا لا ينحصر بالجوانب الامنية والنظام وسيادة القانون وحسب بل وتقديم الاجابات عن عديد الاسئلة التي يطرحها مشروع الانسحاب ومشروع فك الارتباط من جانب واحد .
فضلا عن ذلك يجب ان يتوحد الموقف الوطني الفلسطيني حول عدد من المسائل الجوهرية التي يحاول شارون فرضها كألغام تتفجر في وجه الجانب الفلسطيني، فكل انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة يترك خلفه قوات احتلال على الحدود مع مصر في محور فيلادلفي أو غيره، وكل اخلاء لمستوطنين يترك خلفه مستوطنات في شمال القطاع هو بمثابة لغم متفجر يجب ان تتوحد الجهود الوطنية على نزعه بكل السبل ومهما غلت التضحيات، محور فيلادلفي ومستوطنات شمال القطاع يجب التعامل معها تماما كما يتعامل اللبنانيون على المستويين الرسمي والشعبي مع مزارع شبعا المحتلة في الجنوب اللبناني.
إن الأسابيع القادمة ستحمل بدون شك إجابات واضحة على هذه التساؤلات ، والتي سيعيش خلالها الشارع الفلسطيني والعربي ساعات طويلة من الترقب والحذر . إن وحدة الموقف الوطني الفلسطيني " السلطة والقوى السياسية والأجنحة المقاتلة ومنظمات العمل الشعبي / الجماهيري " هي المطالبة الآن بضرورة صياغة الشروط الضرورية لحماية المجتمع من أية مخاطر تتهدد وحدته السياسية والإجتماعية في حال تطبيق الإنسحاب العسكري _ الإستعماري من القطاع ، فالحديث عن وجود فراغ مرتقب يتطلب من جميع الوطنيين العمل على ملئه ليس بالأجهزة الأمنية بل بالعمل السياسي ، الجماهيري الواسع ، لأن جوهر المسألة سياسي ، ولهذا لابد من جهد وطني منظم يتيح للجماهير وقواها السياسية المناضلة إمتلاك شروط وجودها ، بل ومساهمتها في قيادة مجتمعها.
لذلك أعتقد أنه لابد من اعادة النظر في كل ما يتعلق بهذه الخطة ،لاسيما التفاهمات والضمانات التي ستمنح من قبل القيادة الفلسطينية والاطراف الداعمة الاخري كمصر ، للجانب الاسرائيلي وما هي الضمانات الاسرائيلية التي سنحصل عليها مقابل الالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ، قبل أن نشرع بسبق الإعلان والقبول بضمانات تلزمنا دون التزام الطرف الاخر ، وتقديمها علي طبق من ذهب لرجل السلام شارون ، هذا الرجل الدموي والمراوغ الذي يحاول التعبير عن ذاته كرجل سلام بقدر ما يستطيع ارتكابه الجرائم الدموية علي الارض بحق الفلسطينين .
وحتي لا ينجح مخطط هذا الرجل لفريسته التي يصبوا إليها ، أي أن يذبح العرب ذاتهم في غزة
( الفلسطينيين والمصريين ) بتركهم يتدبرون أمرهم وحدهم بعيداً عن الدماء الاسرائيلية ، يجب علينا جمعياً أن نقطع علي هذا الرجل بلدوزر الإرهاب مخططه هذا ، فلسطينياً بصياغة مشروع وطني فلسطيني تشارك فيه وتتبناه كل القوي والفعاليات السياسية الوطنية والإسلامية وتعمل من خلاله في حال الانسحاب من غزة ، ومصرياً العمل مع الفلسطينين وليس العمل عليهم بمساعدتهم في بلورة تفاهم ورؤية واليات عمل مشتركة تجمع كل القوي السياسية والجماهيرية وحركات المقاومة للمشاركة في تنظيم الوضع الأمني والاستقرار المدني في غزة بعد الانسحاب منه .



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزو الثقافي الصهيوني...وثقافة المقاومة
- من رفح الشامخة إلى قمة الخجل والذل العربي!!!
- أزمة الثقافة العربية وتحدياتها في ظل الهيمنة الغربية
- إشكاليات الثقافة العربية المعاصرة وآفاق المستقبل
- من الجدار إلى الانسحاب من غزة ماذا يخطط شارون!!! كي لا نلدغ ...
- صفعة مزدوجة من الليكود لشارون وبوش !!!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - حتى لا يصبح الانسحاب من غزة كابوساً في نفق مظلم ...!!!