أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - جورج غالاوي يرد التحية للشيخ القرضاوي














المزيد.....

جورج غالاوي يرد التحية للشيخ القرضاوي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل كان من قبيل المصادفة البحتة أنه في ذات الوقت الذي كان فيه النائب البريطاني جورج غالاوي يعدّ العدّة للقيام بحملته التاريخية لنجدة أطفال غزة ونسائها من حصار مقيت والتخفيف عنهم، كان الشيخ الجليل يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يحرّض المصلين، في جامع عمر بن الخطاب في الدوحة، ومن ورائهم جميع المسلمين في العالم لمقاطعة احتفالات الميلاد وعدم تهنئة "النصارى" بها ومشاركتهم إياها، بأي شكل من الأشكال؟

وكم أتمنى ، وأدعو في سري وفي علني، ألا يكون النائب البريطاني، منسق حملة شريان الحياة3 إلى غزة، والتي تضم نشطاء من أكثر من عشرين دولة أوروبية، ويا للصدفة، فجلـّهم من "النصارى"، الذين ألب الشيخ عليهم في عيد الميلاد، قد سمع أو قرأ، أو "وشى" له أحد بالتصريحات التي أطلقها سماحته، حول تحريم مشاركة إخوتنا في الأوطان والإنسانية أفراحهم واحتفالاتهم بأعياد ميلاد رسول المحبة والسلام عيسى بن مريم عليه السلام، لأنه في هذه الحال، سنكون جميعاً في موقف محرج، وورطة غير محمودة، أمام غالاوي ونشطاء السلام، الآخرين، وفي الوقت الذي يتحدى فيه غالاوي حكومات الغرب المتواطئة مع إسرائيل، كما تحدى النظام المصري وأحرجه، ويمد يده مترئساً حملة إنسانية غير مسبوقة، وهي الأكبر، لمد يد العون لأطفال غزة ونسائها وشيوخها المحاصرين خلف الأسوار الفولاذية والقلاع ومتاريس السلاح. (يبلغ امتداد الجدار، وتحت الأرض فقط، ثلاثين متراً منعاً لبناء الأنفاق).

جورج غالاوي ينسف بنشاطه وحسه الإنساني المرهف اللا محدود كل ما أراد أن يخلقه البعض من حالة عداء مستحكم وافتراق بين الأخوة في الإنسانية، وحيال هؤلاء "النصارى"، بالذات، الذين يبدون غيرة ومحبة على مسلمي غزة أكثر من أنظمتنا المعتدلة، بوعاظها وشيوخها، والتي تلتزم الصمت المطبق حيال ما يجري من مذبحة جماعية لشعب غزة. ويبدو أن غالاوي لم يلق بالاًُ للتصريحات الأخيرة، حتى بافتراض سماعه لها، وما انهماكه في هذا الجهد الإنساني الكبير، ولاسيما بعد القرار المصري الغريب، وغير المسبوق، برفض دخول الحملة عن طريق ميناء نويبع المصري، وإعادتها أدراجها إلى ميناء اللاذقية السوري إلا تأكيد على بعد إنساني أعمق بكثير مما يتصوره خيالنا الجمعي.

يدرك غالاوي بحسه الإنساني أن كلام الشيخ عن "النصارى" لم يكن دقيقاً، فها هو يرد التحية، وبأجمل منها لسماحة الشيخ، ولم تثنه الفتوى الغريبة من إكمال مهمته الإنسانية غير عابئ بما أتى به الشيخ الجليل. و غالاوي يعلم تماماً، أنه لم يأت إلى غزة للنزهة، ولا للفرح أو لحضور حفلات الزار، والجلوس على موائد عرب الاعتدال العامرة بحب إسرائيل والوفاء لها ومشاركتها للحصار. رحلته محفوفة بشتى المخاطر والأهوال، وسيكابد الكثير من حلفاء إسرائيل في المنطقة، إنها رحلة للأسى والحزن و"الهمّ والغم"، والإذلال والتشفي والانتظار و"اللطع" على الحدود، وهو لم، ولن يستمع، بالطبع، لأية فتوى من أي قس كاهن كاثوليكي أو بروتستانتي بتحريم مشاركة المسلمين أحزانهم "الأبدية"، لأنه لم يعد لدينا أية أفراح نحتفل بها، وكل الحمد والشكر لله.

الحكومة المصرية، وعلى لسان وزير خارجيتها السيد أحمد أبو الغيط، تعلل قطع شرايين الحياة عن غزة باعتبارات الأمن القومي المصرية السرية، ( التي لم يحددها السيد الوزير)، وموقفها من حكومة إسماعيل هنية ، وللسيد أبو الغيط نقول: غزة وأطفالها وفقراؤها ليست حماس، وليست إسماعيل هنية، كما أن أمريكا ليست بوش، وبريطانيا ليست توني بلير، على الإطلاق، كما لا ندري أي أمن قومي يبنى على آلام الأطفال وتجويعهم وإذلالهم وحرمانهم من أبسط مقومات العيش الكريم وزجهم في أتون حصار؟

لاشك، هناك فرق كبير بين من يحاول أن يوصل شرايين الحياة للآخرين، ويمدها بالحب وبدماء الإنسانية وعوامل البقاء والحياة، وربين من يحاول أن يقطع ذاك الشريان وينشر التصحر والحقد والعقم والقحط والجفاف. فمتى يأتي ذاك اليوم الذي يتعظ، ويعي فيه البعض معنى الحياة وعظمة الحب وقيمة الإنسان؟

آه كم غالاوي نحتاج بين ظهرانينا، يـَصـِلـُون ما انقطع من شرايين في حياتنا لم يعد فيها لا روح ولا دماء؟ وألف تحية لهذا الرجل، ولا عزاء البتة لمن يريد لنا أن نقع في فخ الكراهية والتعصب والتحريض وقطع شرايين الحياة؟.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافةُ الموت أولاً
- بترول العرب للعرب: متى يصبح الخليج عربياً؟
- معطوب يا ولدي معطوب!!!
- ماذا لو طالب اليهود بحقوق تاريخية في السعودية؟
- لماذا لا يحاكم القرضاوي بتهمة التحريض على الكراهية والاعتداء ...
- إستراتيجية الجدران الفولاذية
- تهنئة لفضيلة الشيخ القرضاوي بأعياد الميلاد المجيد
- إلى زغلول النجار
- ماذا تبقى من ثورة الأرز؟
- الخليط الفارسي
- العلمانوفوبيا
- خليك ع النت
- كيف سيرد الخليجيون على طهران؟
- مكافأة البرادعي
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - جورج غالاوي يرد التحية للشيخ القرضاوي