معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 9 – 10

ضياء السورملي

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 22:09
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

في هذه الحلقة ساتناول أهم أسباب رفض طلبات اللجوء ، وسأوضح متطلبات لمَ وجمع شمل الأسرة في البلدان التي تمنح حق اللجوء بشكل عام .
توجد ثلاثة اسباب مهمة ورئيسة يتم الإستناد عليها من قبل دوائر الهجرة بشكل عام وعلى أساس أرضيتها القانونية يتم رفض طلبات اللجوء باعتبارها غير مشمولة باي نوع من انواع الحماية وهي :

1. رفض طلب اللجوء بعد دراسة مستفيضة لحالة مقدم الطلب -. بسبب هذه الحجة القانونية رفضت بريطانيا 18,965 طلبا اي حوالي 69% من طلبات اللجوء المقدمة اليها في سنة 2005 .

وهذا يعني ان طلب اللجوء قد رفض بعد ان تبين بشكل واضح ولا لبس فيه بان طالب اللجوء ليس بحاجة الى اي نوع من انواع الحماية التي تم ذكرها في مقالتنا السابقة وقد كان عدد طلبات لجوء العراقيين المرفوضين بالاقامة الدائمية والاقامة الاستثنائية من هذا العدد هو 1,375 من المجموع الاجمالي لعدد العراقيين والبالغ 1,835 بعد ان درست طلبات لجوءهم بشكل مستفيض في مراحلها الاولية . ومن ملاحظة نسبة المرفوضين بشكل عام نجد ان نسبتهم تمثل حوالي 75% من العدد الاجمالي لعدد اللاجئين العراقيين المرفوضين في المرحلة الابتدائية من دراسة طلبات اللاجئين العراقيين لسنة 2005 ، وهذا ما اشارت اليه احصائيات دائرة الهجرة البريطانية الرسمية .

2. رفض طلب اللجوء بسبب الاقامة في بلد ثالث آمن – . ان نسبة 8% من العدد الاجمالي تمثل عدد رفض اللاجئين على اساس كونهم قدموا من دولة ثالثة آمنة . علما بان الاحصائيات المذكورة لم تشتمل على أعداد القاصرين .

عندما يرفض الطلب لهذا السبب معناه ان مقدم الطلب قد وصل من دولة او بلد آمن ويعتبر البلد آمنا إستنادا الى تقديرات الدولة التي يلجأ اليها مقدم طلب اللجوء ، وعلى هذا الاساس رفض طلب اللجوء بشكل اعتيادي . على سبيل المثال اذا وصل شخص عراقي وقد طلب الحصول على لجوء في بريطانيا وبنفس الوقت كان هذا الشخص قد مكث لمدة معينة في اليونان او في ايطاليا او في فرنسا ، ان بريطانيا سوف ترفض طلب لجوءه بشكل اعتيادي باعتباره قد مكث لمدة من الزمن في احدى الدول الآمنة وكان عليه ان يتقدم بطلب اللجوء اي من تلك البلدان التي مر او مكث بها . ان تلك البلدان تعتبر بلدان ثالثة آمنة بالنسبة الى بريطانيا . في سنة 2005 تم رفض 150 طلبا لعراقيين تقدموا بطلبات اللجوء وتم رفضهم في المراحل الاولى من تقديمهم للطلب مستندين على اساس كونهم مروا او مكثوا في بلدان ثالثة آمنة

3. رفض طلب اللجوء بسبب عدم التوافق او التجاوب مع التعليمات والقوانين المرعية – بلغت نسبة المرفوضين 7% من عدد اللاجئين الكلي الذين رفضت معاملات طلب لجوءهم بسبب عدم تجاوبهم مع التعليمات المرعية .

في هذه الحالة يتوجب على مقدم اللجوء ان يتجاوب بسرعة مع التعليمات والارشادات المرعية في بلد اللجوء وفي حالة مخالفته لتلك التعليمات يتم رفضه بسبب عدم ايفاءه بالشروط ، فمثلا في بريطانيا يجب ان يكمل طالب اللجوء استمارة الادلاء بافادته او شهادته في فترة محددة ، وفي حالة عدم تقديمها في موعدها او عدم اكمال جميع الاسئلة الواردة فيها وباللغة الانكليزية فان مقدم طلب اللجوء سيرفض طلبه بحجة او بسبب عدم توافقه مع تعليمات دائرة الهجرة . ومن المحتمل ايضا ان يتم رفض طلب اللجوء في حالة عدم الحضور الى موعد المقابلة في وقتها المحدد . في سنة 2005 تم رفض طلبات لجوء 150 عراقي بسبب عدم توافقهم مع تعليمات دائرة الهجرة البريطانية وهذه النسبة تمثل 8% من مجموع المرفوضين بسبب هذه الحالة

مما لاشك فيه ان هناك حالات خاصة يتم فيها رفض طلبات اللاجئين لاسباب عديدة غير ما تم ذكره اعلاه . حيث تقوم دوائر الهجرة بدراسة كل طلب بشكل مستفيض ومستقل عن بقية الطلبات من قبل ضباط الهجرة المتخصصين في هذا الشأن .
واهم الامور التي يبحث عنها ضابط الهجرة لرفض طلب اللجوء هو تناقض المعلومات وعدم صحتها او عدم دقتها او ان تكون المعلومات المقدمة مشوشة وغير سليمة من حيث دقة الاحداث وتواريخها او ان تكون الادلة غير سليمة كان تكون الوثائق المقدمة مستنسخة وغير أصلية او ان تكون مزورة وغير اصلية . وايضا ترفض طلبات اللجوء بسبب الاحتيال وتغيير الهوية والقومية والعمر او بسبب الانحراف السلوكي او بسبب تعدد الصفات الجرمية لمقدم الطلب .

تم رفض العديد من حالات طلب اللجوء لاشخاص غير عراقيين ادعوا فيها انهم عراقيون ، وكذلك ترفض العديد من حالات طلب اللجوء لعدد كبير من الاكراد الذين ادعوا انهم اكراد ايرانيون بينما تبين لدوائر الهجرة انهم اكراد عراقيون. ان حالات الرفض احيانا تكون قاسية وغير منصفة بسبب مصداقية مقدم اللجوء حيث تكون قضيته بيضاء وغير مستندة على ادلة واضحة تساعده على تقديم اللجوء حسب التعليمات المرعية ولكن بسبب عدم معرفة وقلة ثقافة مقدم اللجوء في هذا المجال فانه لن يوفق في طلبه ويتم رفضه .

فيما يلي سوف اتناول موضوع في غاية الاهمية وهو لمَ شمل الأسرة والاسباب الموجبة لجمع شمل الاسرة والاشخاص المشمولين بذلك ولأهمية هذه الموضوع للعديد من الاشخاص الذين انقطعت بهم السبل عن عوائلهم .

المقصود بالاسرة اوالعائلة المشمولة بجمع او لمَ الشمل هي الأسرة او العائلة بجميع افرادها وكانت موجودة أصلا في وقت تقديم طلب اللجوء وتتكون من شريك الزوجية الرسمي حسب القانون المدني (Civil Partner) والمعني بهما الزوج او الزوجة والاطفال القاصرين سواء كانوا ذكورا او إناث دون سن الثامنة عشرة . اما بقية اعضاء الأسرة مثل الجد والجدة المتقدمين بالسن او البنات او الاولاد غير القاصرين وغير المتزوجين والذين كانوا يسكنون مع الاسرة في وقت تقديم طلب اللجوء فيمكن النظر بامكانية السماح بضمهم الى جمع الشمل مع بقية افراد الاسرة في حالة توفر اسباب وشروط مقنعة تستدعي وجوب جمع ولم شمل الاسرة خارج قواعد وقوانين اللجوء .

ان والدي واشقاء الطفل القاصر الذي تم منحه الموافقة بصفة لاجئ لا يحق لهم لم الشمل بابنهم القاصر ، وانما يتم دراسة طلب لم الشمل مع الاسرة ويتوجب توفر الشروط المقنعة والظروف العاطفية الملائمة ويعالج الموضوع خارج قواعد وقوانين اللجوء .

ان من تتم الموافقة عليهم لكي يلتئموا مع اسرهم يجب ان يستوفوا بعض الشروط المتعلقة بمعاهدة الامم المتحدة لسنة 1951 ومنها عدم ارتكاب جرائم ضد السلم وعدم ارتكاب جرائم خطرة غيرسياسية وان لا يكونوا مدانين باعمال تتعارض مع اهداف ومبادئ الامم المتحدة .
في حالة ان يكون الشخص قد حصل على صفة لاجئ ، يحق لافراد اسرته المشمولين بجمع الشمل ان يلتئموا مع صاحب الدعوة ، ومع ذلك فهناك حالات ترفض فيها العائلة اعتبارهم لاجئين او ان تكون الزوجة او الزوج يحملان جنسيات مختلفة ، في حالة الموافقة على لم الشمل يجب ان تبين العائلة وافرادها الرغبة في المعيشة الدائمة مع طالب الدعوة. كما يتحمل طالب الدعوة مسؤولية اعالة العائلة وافرادها في حالة قبول دعوتهم وعليه ان لا يتوقع ان تقوم دائرة الهجرة بتقديم متطلبات الاقامة من تكاليف السكن والمعيشة .

تمنح العائلة التي جمع شملها مع طالب الدعوة مدة اقامة محدودة لمدة خمسة سنوات وتعتمد على مدة صلاحية اقامة اللاجئ مقدم طلب دعوة لم الشمل . وهناك تعليمات تفصيلية يجب مراعاتها بعد مراجعة دائرة الهجرة في بلد اللجوء لمعرفة التفاصيل المتعلقة بذلك ومنها مدة الاقامة وشروطها وتاريخ صلاحيتها ونفاذها .

هناك ملاحظة مهمة بالنسبة للاشخاص الذين حصلوا على جنسية البلد المقيمين فيه بعد ان كانوا لاجئين او مشمولين بالحماية الانسانية او حصلوا على الاقامة بشرط او الاقامة الاستثنائية . ان هؤلاء الاشخاص والذين اصبحوا مواطنين يحملون جنسية تلك الدولة ، لا تنطبق عليهم شروط لمَ الشمل الخاص باللاجئين . وانما تنطبق عليهم شروط اخرى تخص الاستيطان والمواطنة وهي تعتمد على شروط وقوانين الدولة التي منحتهم اللجوء والتي حصلوا فيها على جنسية تلك الدولة.

بالنسبة للاشخاص الذين حصلوا على السماح بالاقامة المؤقتة (في بريطانيا على سبيل المثال) قبل فترة شهر نيسان 2003 فان بامكانهم التقدم بطلب جمع شمل الاسرة مباشرة بعد حصولهم على الاقامة الدائمية ولا داعي الانتظار لحين حصولهم على الجنسية لان شروط لمَ الشمل في حالة اللجوء تختلف عنها في حالة الحصول على الجنسية وخصوصا من ناحية شرط العمل والاعالة واجور التأشيرة والاقامة .

اما في حالة عدم حصول مقدم الطلب على الإقامة الدائمة في البلد لأي سبب كان فان بامكان اللاجئ ان يتقدم بطلب جمع الشمل لظروف واسباب انسانية خارج قواعد وقوانين دائرة الهجرة ويتم النظر بها حسب كل حالة وحسب ظروف العائلة وتوفر الشروط المناسبة فيها . وهنا يتطلب من مقدم الطلب ان يكون قد عاش في بلد اللجوء مدة لا تقل عن اربعة سنوات ، وان يكون زواجه صحيحا ومسجل قانونيا وموثقا بادلة ورغبة الطرفين في المعيشة الدائمة مع بعض ، وان يتمكن صاحب الدعوة من توفير السكن والمعيشة لجميع افراد الاسرة المدعوين من دون الاعتماد على الدولة او طلب الاعانة الاجتماعية التي توفرها الدولة وجميع الشروط المذكورة يجب ان تكون مسندة بادلة وقرائن تثبت ذلك ، مثل عقد العمل والحساب المصرفي وعقد السكن وعقد الزواج واثباتات مراسيم الزواج وبيانات الولادة للاطفال وما شابه ذلك من ادلة واثباتات.

مما تقدم فان بامكان اي شخص مقيم ان يتقدم بطلب لم الشمل بعد ان يستوفي شروطا معينه في البلد الذي يقيم فيه ، وان المحاولة ليس فيها ضرر ، ولكن يجب دراسة الموقف وتفهم الشروط ومحاولة تحقيقها ستعمل بكل سهولة على جمع ولمَ شمل افراد الاسرة الواحدة مع بعض .
ان عوائل اللاجئين الذين رفضت طلبات لجوءهم لا يحق لهم جمع أو لم شمل الاسرة . ومع ذلك باماكانهم التقديم بطلبات لمَ الشمل خارج قانون وتعليمات دائرة الهجرة ، رغم ان الفرصة في الموافقة ضعيفة وصعبة جدا ولكن في حالة توفر ظروف مناسبة معينة من الممكن ان توافق الدوائرالمعنية على طلب جمع شمل الاسرة .

ان عملية جمع شمل الأسر فيه مصلحة وفائدة كبيرة للاسرة ، تساعدها على اعادة تكوينها وتبعد عنهم كوابيس مرعبة من القلق والتوتر اليومي وتعيد البسمة على وجوه الابناء وافراد العائلة وتنهي مرحلة صعبة من المعاناة اليومية .

ادناه الحلقات الثمانية السابقة للاطلاع رجاء
http://www.kadhem.net/ar/node/150
http://www.kadhem.net/ar/node/154
http://www.kadhem.net/ar/node/157
http://www.kadhem.net/ar/node/159
http://www.kadhem.net/ar/node/160
http://www.kadhem.net/ar/node/162
http://www.kadhem.net/ar/node/165
http://www.kadhem.net/ar/node/169

#ضياء_السورملي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات