أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صاحب الربيعي - آلية صناعة وإتخاذ القرار السياسي‏














المزيد.....

آلية صناعة وإتخاذ القرار السياسي‏


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 18:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بالرغم من أهمية الموارد المالية والخبرات التخصصية لنجاح مؤسسات الدولة، تتطلب ‏رفدها بسياسات عقلانية قادرة على توظيفها لإدارة العملية الإنتاجية والخدمية لتحقيق ‏الرفاهية للمجتمع. لكن عند عدم وجود نخب سياسية متعقلة بالمعرفة تتعرقل العملية ‏الإنتاجية والخدمية حيث إن القرار السياسي يعد آلية لتدوير عجلة المال والخبرة، فعلى ‏سبيل المثال العراق يتوفر على المال والخبرة لكنه يعاني من ضحالة ثقافة نخبه السياسية. ‏
أن النخب السياسية المتعقلة قادرة على تعويض النقص في الموارد المالية والخبرات ‏التخصصية من خلال الإستدانة المتوازنة وشراء الخبرات التخصصية لإدارة العملية ‏الإنتاجية والخدمية، فهناك العديد من دول العالم لا تتوفر على موارد طبيعية تدر عليها ‏الأموال وتعاني من ضعف خبراتها التخصصية لكنها تمتلك نخباً سياسية متعقلة تمكنت من ‏رفع مستوى رفاهية مجتمعاتها.‏
إن عجز النخب السياسية عن إدارة موارد الدولة بصورة عقلانية أدى لخلق أزمات أعاقة ‏عمل وتطور مؤسسات الدولة، وتعقدت سُبل الحل مما أدى لتنامي الشعور بالعجز ‏والإحباط لدى فئات المجتمع.‏
يعتقد (( توماس كوهين )) " أن الثورات الاجتماعية تتفجر بسبب تنامي حالة اليأس ‏والإحباط من المؤسسات السياسية القائمة والتي تعدها المعارضة مصدراً للمشاكل ‏والأزمات وعاجزة عن تقديم الحلول المناسبة ".‏
أن تعارض الأطر المؤسسية للدولة مع الأطر المافوية للكيانات الحزبية الحاكمة يولد حالة ‏من الخلل بآليات العمل، نتيجة أختلاف وجهات النظر التخصصية ووجهات النظر ‏السياسية التي تهيمن على مصدر القرار السياسي. وبغياب التشريعات الدستورية المُلزمة، ‏يستغل السياسي الجاهل الفرص لتوظيف آليات السلطة المتعددة لفرض هيمنته على كافة ‏العاملين في مؤسسات الدولة، وبذلك تغيب الحدود الفاصلة بين السلطات الرئيسية الثلاث ‏ويصبح الجميع رهن أوامر السياسي الجاهل فينعكس سلباً على العملية الإنتاجية والخدمية.‏
لذلك من الأهمية القصوى أن تتوافق آليات مؤسسات الدولة والأحزاب المؤسسية، وتكون ‏نخبها السياسية مدركة لمهامها وحدود سلطتها وأوجه تدخلها في الشؤون التخصصية ‏لمؤسسات الدولة. وإن تتخذ قراراتها السياسية إستناداً لقاعدة معلوماتية – تخصصية من ‏الجهات ذات الشأن عملاً بقاعدة ( وحدة إتخاذ القرار ) بحيث لا تتعارض توجهات ‏أصحاب إتخاذ القرار مع صناع القرار.‏
لا يعود الفشل الذي يطال معظم مؤسسات الدولة في الدول المتخلفة للنخب التخصصية، ‏وإنما لأصحاب إتخاذ القرار من السياسيين الذين يفرضون توجهاتهم الحزبية على شأن ‏تخصصي لا يحتمل الاجتهاد الشخصي. حيث إن السياسي الجاهل لا يميز بين آلية ‏صناعة القرار وآلية إتخاذ القرار فالذي يصنع القرار لجان متخصصة ترتبط بها قنوات ‏متعددة التخصصات لكل منها مهامها في توفير العناصر الأساسية لصناعة القرار. لكن ‏إتخاذ القرار يقع على عاتق النخب السياسية، فكلما كانت آلية عملها ( مؤسسية ) منسجمة ‏مع آليات صنع القرار، كلما كان القرار صائباً وعلى خلافه كلما كانت الآليات متعارضة ‏‏( غير مؤسسية ) كلما كان القرار خاطئاً.‏
يقول (( جورج تنيت )) " إن عملنا ليس إتخاذ القرار وإنما صناعته، نقدم ما نعرفه وما ‏نعتقده ويرجع إليهم ( السياسيين ) إتخاذ القرار المناسب ".‏
تعد السياسة الناجحة، السياسة القادرة على استثمار كافة الجهود لإتخاذ القرار الصائب، ‏والساعية لإشراك كافة الجهات ذات العلاقة في إتخاذ القرار لتقاسم المسؤولية معها وحثها ‏على التنفيذ. أما حين تجد مؤسسة صناعة القرار أن القرار السياسي جاء متعارضاً مع ‏مصالحها كمؤسسة، تعمل جاهدةً على إعاقة تنفيذه تمهيداً لإفشاله خاصة أنها لا تمتلك ‏الحق القانوني برفضه عملاً بالآليات البيرقراطية المعمول بها في مؤسسات الدولة. وأما ‏حين تؤخذ وجهات نظرها التخصصية، ويتم إشراكها في إتخاذ القرار تعمل جاهدةً على ‏تنفيذه لتحصد لنفسها نتائجه الإيجابية.‏
لذلك فإن فهم آليات العمل السياسي ودراسة السياسة كعلم قائم بذاته، يمنح النخب السياسية ‏قدراً من المعرفة للنهوض بواقع كياناتها الحزبية لمستوى مؤسسات سياسية ليصبح عملها ‏منسجم مع مؤسسات الدولة.‏
يرى (( بول ولفويتز )) " إذا لم تكن تفهم ماهية السياسة، لن تكون في موقف يمكنك جمع ‏المعلومات اللازمة لتحقيق نجاحها ".‏
إن السياسي الناجح، هو القادر على توظيف جهود الآخرين لصناعة القرار وإشراكهم في ‏إتخاذ القرار لتشجيعيهم على تنفيذه وإخضاعهم للمساءلة عند فشله عملاً بنظرية ( القارب ‏الواحد والرّبان الواحد ) التي تُلزم الجميع الخضوع للقواعد والإنصياع لأوامر الرّبان ‏حفاظاً على حياتهم والنجاة من الغرق. ‏
الموقع الشخصي للكاتب : ‏http://www.watersexpert.se‏/‏






#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الاحتلال والدفاع عن الوطن‏
- من قواعد اللعبة السياسية.... الكذب، السرقة، والاختلاس !‏
- من قواعد اللعبة السياسية ... !.‏
- محاولة لتحليل بنية النظام السياسي العربي‏‎* ‎
- المؤسسات السياسية والكيانات الحزبية
- معايير التنافس الحر في النظام الديمقراطي
- مهزلة الديمقراطية الأمريكية في العراق
- بيع وشراء المياه ( تلبية المتطلبات والحد من الهدر )‏
- الإدارة اللا مركزية لمؤسسات المياه المناطقية
- أزمة المياه بين العراق ودول المنبع ( التدويل والتحكيم الدولي ...
- مقترحات لإنهاء أزمة المياه مع تركيا
- تلوث المياه الجوفية
- التلوث المائي في مجاري الأنهار والمسطحات المائية
- القدرات المهنية والتقنية في مؤسسات المياه
- التصحر والعواصف الترابية في العراق ( الأسباب والمعالجات )
- ظاهرة التصحر في العالم
- الإدارة المتكاملة للموارد المائية
- خصخصة قطاع المياه
- حرب السدود المائية بين العراق والدول المتشاطئة ( سد حديثة نم ...
- الاتفاقيات المائية بين العراق ودول حوض الفرات


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صاحب الربيعي - آلية صناعة وإتخاذ القرار السياسي‏