أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أكوراي سلوى - الواقع المغري














المزيد.....

الواقع المغري


أكوراي سلوى

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 16:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الموضوع ليس بالهين فأغلبية المغاربة فقراء، إما معدومين أو فقراء مستورين أو فقراء منافقين يظهرون عكس حقيقتهم. وأغلبية المغاربة بالكاد يستطيعون توفير ضروريات الحياة، من مأكل ومشرب وتسديد فواتير الماء والكهرباء، فحقيقة الأمر أننا لازلنا نقاوم غلاء المعيشة المتزايد. أناس يجتهدون في التكنولوجيا الحديثة والابتكارات الخارقة ...ونحن لازلنا نقاوم كل من السلع المهربة، النفايات، الفيضانات، حوادث السير، المتسولون، الهذر المدرسي، إنفلوانزا الطيور، إنفلوانزا الخنازير، ومواد انتهت صلاحيتها ومازالت تلبي حاجة ذوي الدخل المحدود.
فالفقير محروم من العيش الكريم، حالته متدهورة، لا ينظر إليه سوى فترة الانتخابات.
ولا ننسى المساعدات التي تأتي لتعطى للفقراء والمساكين أصبحت الآن تعطي فقط للمقربين والمرضى عنهم، فأغلب المغاربة هم رهائن هذه الدوامة التي لا تمكنهم من الحصول على المال، وحتى إذا حصلوا عليه تسترجعه المستحقات الضريبية وغلاء المعيشة بأسرع ما يكون.
وبين كل هذا ظهرت نخبة متخصصة في نهب جيوب العباد بالدجل والاحتيال والميسر والعروض عبر وسائل الإعلام، المسكين تائه بين ما يسمع ويشاهد من خلال الإشهار الكاذب. غير أن الملفت هو أو لا شك الباعة في الأسواق كل واحد ينادي أن منتوجه يشفي كل الأمراض، أمر لا يصدقه العقل. إذا كان كذلك فما الداعي لزيارة الطبيب، وبهذا فالفقير دائم البحث عن الشفاء، أيذهب عند الطبيب الذي لا يرحم مصاريفه والأدوية مرتفعة التكاليف وتقتصر على الأغنياء فقط، أم يذهب عند العطار ويشتري أعشاب طبيعية مثل "المخايتزة" "الزعتر" "الحبة السوداء" إلخ. كلها مظاهر فقر تبدو واضحة على بقاع مغربنا العتيق. فإلى ماذا يعزى هذا؟ أهي مسؤولية الدولة؟ أم دوامة جهل لازال يتخبط فيها المغاربة يتخبطون فيها؟
يبدو أن المغرب هو بلد مهم من حيث موقعه وثرواته الطبيعية والبحرية، لكن المشكل المطروح هو أين تشغل هذه الخيرات؟ لا بد أن المسؤول أعني من يملكون زمام الأمور بهذا البلد هم من يخالفون الأوامر الملكية، ليكتفوا بحصة الميزانيات لصالح أسرتهم مما يتولد عنه تصنيف على باقي أفراد الشعب المهضومة حقوقهم، فإذا بنا نرى عدم الاهتمام بالتنمية البشرية على جميع مستوياتها، مما يساهم في خلق فوارق يمكن اعتبارها طبقاتية داخل المجتمع المغربي، فالدولة المغربية دولة وفية لشعبها، لكن هل هذا الشعب يبادلها نفس الشعور؟ وبتحويل وجهة نظرنا إلى المواطنين يتضح لنا جهل معظم هذه الفئة، هذا الجهل الذي لا يخول لهم التمس بحقوقه. ومثال ذلك هو عملية الانتخابات، حيث نرى أن معظم الناس يهتفون ويذكرون محاسن مرشح ما، رغبة في فوزه، لكن هل هم متيقنون أن ذلك الشخص لن يخون ثقتهم؟ هذا ما يبدو غريبا وغير واضح. فكيف أصوت على احد رغم أنني اعلم أنه سيستفيد لوحده إن تم نجاحه واشتغاله في منصب ما.
ولا ننس أيضا أن المواطن المغري هو مواطن مستهلك بالدرجة الأولى، أي أن الإبداع أو الابتكار لا مجال له في عقل هذا المواطن، فمثلا لنفترض أن الغرب قد توقف عن تصدير مستلزمات ما، فكيف سيتمكن الشعب من توفيرها أو إذا ما اعتبرنا طوماس أديسون مخترع الكهرباء قد احتفظ بمصابيحه داخل جدران غرفته فهل بإمكاننا أن نضير على أنفسنا، وهل بإمكاننا أن نستعمل التكنولوجيا الحديثة، فلولا الغيرية لما وصلنا إلى هاته المكانة داخل العالم.
فحالت الواقع المغربي هو خطأ مشترك يجب التسليم به، ليبقى سؤالنا النقدي مفتوحا على بوابة كل مسؤول وكل مواطن. فهل سيظل وضعنا الراهن على هذا الحال؟ ألن نرقى إلى المستوى المطلوب داخل هذا الكوكب الأزرق؟
بقلم: الطالبة الباحثة، أكواري سلوى



#أكوراي_سلوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع المغربي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أكوراي سلوى - الواقع المغري