أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - حينما راح جذع النخلة يئن لفراق النبي














المزيد.....

حينما راح جذع النخلة يئن لفراق النبي


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وانا احمل اثقالي وأوزار اختياري لأن أكون من أمة تصر على الاحتفاظ باحزانها ، وحينما كنت ، ورغما عني ، أستمع الى صوت مذياع سيارة الاجره وهو يطلق على الركاب رصاصات صوت نشاز ، ليعلمهم كيف هو السلوك مع البقال والزوجة وسبل مضغ الطعام ، ويتفقه على راحته ، وهو الشيخ الجليل ، في صدم عقول العباد كما يشاء وكيف يشاء ، حتى أنني كدت اتقيأ مما رماني به ذلك الصوت حينما أصر على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد غير مجلس خطابته المعتاد من جذع نخلة الى منبر صنعه له احد الصحابة ، فما كان من ذلك الجذع الا وان أطلق أناته وبصوت مسموع مشفقا على نفسه من ترك الرسول له .. و لم يكن بد لي إلا الاشتراك في صرخة ( اللهم صلي على نبينا الكريم ) مع بقية الركاب خشية من ان يكون مصيري الى ما لا يقيني شر العواقب .

لقد ذكرني ذلك الصوت المتشنج ، بما رواه للحضور أحد الشيوخ في احدى مجالس العزاء الحسينية في العراق وهو يقول عبر مكبرات الصوت ، بأن الامام علي بن ابي طالب عندما هم بضرب خصمه مرحب في معركة الخندق ، صاح الجليل ياجبرئيل إقبض على يد الامام مخافة ان تبلغ الضربة قرن الثور فتميل الارض بسكانها .. وتذكرت كيف هب الناس وأجسادهم ترتجف ووجوههم تكسوها ملامح الرعب وهم يصرخون .. الله أكبر .

ما يحيرني فعلا هو أن ردود الفعل المضادة لكل منطلق فكري يراد من خلاله تشذيب الحياة العربية من بواعث التخلف ، تبدو وعلى الدوام جاهزة للانقضاض وبلا رحمه ، لتعبث بالارض وما عليها بحجة حماية ماء الوجه والحفاظ على الكرامه .. فما إن يتجرأ المرء على أن يسلك سبيل الاستفهام فقط عن ماهية أن يفرض عليه مفهوم يأخذه قسرا للقناعة بغير المعقول ، حتى ينبري له الغيارى على سمعة الامة ودينها وأعرافها وحرصهم عليها من الردى ، فيكيلون له شتى مظالم التجني والقذف الرخيص وكيل التهم جزافا وبلا ادنى حياء ولا رويه .. وإلا فما معنى أن يفرض علي مثلا أن أصدق حكاية أنين جذع النخلة وبصوت مسموع ، كون أن النبي الكريم قد غير مجلسه الى مجلس آخر أكثر راحة ؟ ! .. وما فائدة أن يفرض أحد المفوضين بالحديث باسم الدين على الناس ، حقائق تقول بان الارض ترتكز على قرن ثور وستميل بسكانها جراء ضربة الامام علي لخصمه مرحب ؟ ! .. ثم .. ما جدوى أساسا أن يسمح لهؤلاء من حملة الادمغة المستنسخة عن أسفل درجة من درجات الكائنات المتحركه ، بأن يقتحموا حياة غيرهم من البشر وممن هم اعلى منهم مكانة في سلم الخلق ، ليكرروا على مسامعهم ليل نهار بأن النملة لا زالت تتحدث وان الهدهد ما زال بمقدوره أن يحمل الرسائل ؟! .

لم تنتهي مظالمي مع صوت الشيخ في سيارة الاجرة عند هذا الحد ، بل كان قد حز رقبتي وهو يصرخ بكل ما لديه من قدرة على الزعيق .. ( اخي المؤمن .. اختي المؤمنه .. ارجوكم .. أتوسل اليكم .. بان لا تسلكوا سبيل الضلال وتحتفلوا باعياد العام الجديد ) .. وكان بودي ان أمد رقبتي في جهاز الراديو لامسك بخناق ذلك المدعي بالمعرفة لاستفهم منه عن سبب وجيه واحد لتحريم الاحتفال بنهاية عام وولادة عام آخر .. ما الضير في ان نخترق عنوة ركامات ما صنعناه لامتنا من أحزان لنفرح بعيد واحد فقط هو من صنع انفسنا ؟؟ .. لماذا لا نبتكر الاعياد مقابل ان نبتكر الاحزان ؟؟ .. الا يكفينا كل ذلك الكم المهول من العويل والحان المقابر وترانيم امهات اليتامى وحشرجة الاصوات المنطلقة من أعماق النفوس الجائعة لكل فرح حيث ضاع الفرح كله ؟؟ .. أين الحرام في ان نبتسم ونحب ونغني ونألف بعضنا بعضا في حدائق الارض ، بدلا من أن نهرول لنغازل اشباح الموتى في المقابر ؟؟ .. اليس في خلق الارض وما عليها من حياة حكمة كما يدعون ، وان ذلك لم يأتي عبثا بدليل ان الله لم يغفل ان يخلق الورد والندى وجمال الطبيعة وضفاف البحار وما فيها من مرجان ملون ليتحف بها الناظرين من خلقه ؟؟ .. أم أن ذلك كان للعرض فقط لا غير ؟؟

إنها مصيبة لا تقربها مصيبة تلك التي باتت تدك فينا ارواحنا في كل لحظه ، وعذابات لا تقربها عذابات تلك التي يسلطها علينا من أبيحت لهم وسائل الاعلام والمنابر العامة وحتى اسطح المنازل ، ليصرخوا فينا ليل نهار أن موتوا وانتم أحياء .. احفروا قبوركم واسلخوا جلودكم ودسوا رؤوسكم في تراب الارض ، لا تغنوا ولا تسفر نساؤكم ولا تسمعوا غير اصوات النحيب ، ولا تتحفكم غير الغربان السوداء ، تباكوا وتجهموا ولا تتحاوروا بغير انواع النكاح واصناف الطبيخ ، وليكن همكم الاعلى هو النبش في سير الماضين والتنكر لكل ماهو قادم ، إذ ليس من قادم الا بقدرة قدر محتوم لا يستحق التفكير وحتى التأمل .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معامل الطابوق في العراق تجسيد حي لعذاب البرزخ .
- تردي حالة البيئه في دول الشرق الاوسط وشمال افرقيا .. إلى أين ...
- متى يصار الى دعوة أفذاذ العراق وتكريمهم في بلدهم كما يستحقون ...
- قول في العيد الثامن لتأسيس الحوار المتمدن
- متى لهذا العراق أن يستريح ؟؟
- من بقايا الزمن الجميل .. عبد العزيز المعموري إنموذجا
- مهلا .. لقد إكتشفنا مؤخرا ما يحميكم من ( انفلونزا الخنازير ) ...
- من يحمي النساء المتزوجات من ( عرب ) في البلدان الاوروبيه ؟؟ ...
- عن أي مسرح نتحدث ، والمواطن في بلادنا تأكله أرضة الفقر ؟؟
- لتتوحد كافة الأصوات الوطنية والتقدمية في بلادنا من أجل نصرة ...
- بين هموم النخبة الثقافية ، ومعاناة الجماهير .. مسافات لا زال ...
- ألبغاء .. وحياء المجتمع .
- صوتها من داخل الطائره
- لتتوقف جميع دعاوى التصدي الرجعي للمفكر والكاتب التقدمي سيد ا ...
- حملة من أجل إطلاق سراح الملكين المحجوزين بأرض بابل
- ألقطيعة بين قمة الثقافة العربية وقاعدتها .. أزمة تبحث لها عن ...
- ترى .. من يحمي بناتي من أجلاف البشر ودعاة أعراف الموت ؟؟
- ما ألمانع من خلق جبهة تتوحد فيها قوى التحرر القومي والوطني ا ...
- هذيان اللحظة الأخيره
- صرخة ألم في فضاء عذابات المرأة العراقية .. بائعات الملح يبصق ...


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - حينما راح جذع النخلة يئن لفراق النبي