أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حصاد عام فلسطيني منصرم















المزيد.....

حصاد عام فلسطيني منصرم


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


........غزة حصار متواصل ،وأعمار مؤجل يستعاض عنه للمشردين والمهدومة بيوتهم بفعل العدوان الإسرائيلي، ببيوت من الطين المقوى،في خطوة يستشف منها تواطؤ وكالة الغوث مع الرباعية في إطالة أمد الحصار على شعبنا هناك،وغزة لا تعود فقط للعصر الطيني،بل مرجح عودتها الى المشاعية البدائية،في ظل جدار أو سور فولاذي يقام بعمق 30 متراً على حدود القطاع من الجهة المصرية،بحجج وذرائع حماية حدود مصر وأمنها،وحدود مصر وأمنها وأمن كل العرب،بل المنطقة بكاملها لا يهددها الفلسطينيين،بل مصر وكل العالم العربي،يعرفون جيداً من يهدد أمنهم وينهب خيراتهم وثرواتهم ويزرع الموت والدمار في بلدانهم،وغزة المثخنة بالجراح وشعبها يجترحون المعجزات من أجل استمرار البقاء والصمود والمقاومة،ويعلنون أنهم لن يستسلموا ولن يرفعوا الراية البيضاء لا بفعل العدوان ولا الحصار ولا الجدار،فالصمود والمقاومة كانت دائماً قاطرة الشعوب،وفي كل مراحل التاريخ نحو الحرية والاستقلال.
القدس مهد الديانات السماوية،قلب فلسطين النابض ومسرى الرسول(صلعم) وقبلة مسلمين الأولى،منذ احتلالها وضمها عام 196،لم تشهد هجمة إحتلالية إحلالية،إقصائية بهذه الشراسة والضخامة والشمولية،هجمة تطال وتستهدف بشرها ،شجرها وحجرها،وكل بقعة فيها،فالاحتلال لا يوفر لا زقاق ولا حارة ولا شارع ولا حي ولا بلدة فيها،بل استيطان في قلب أحيائها العربية،وأحزمة وأطواق استيطانية في الأطراف وفي الداخل وفي القلب منها،ونهب للأرض واستيلاء على المنازل،وهدم البيوت لم يعد فردياً،بل خطا خطوات كبيرة، نحو الطرد والترحيل القسري والهدم الجماعي لأحياء بأكملها،كما هو حال حي البستان في سلوان فأكثر من 88 منزلاً فلسطينياً يسكنها أكثر من 1500 مهددة بالهدم،وأوامر بالهدم بحجة البناء غير المرخص غير مسبوقة،أكثر من 1054 أمر هدم،وهدم فعلي ل 103 وحدات سكنية منها 33 هدم ذاتي،وتشريد ل 581 فلسطينياً هم مجموع ساكنيها،وسحب لهويات أكثر من 4577 فلسطينياً مقدسي،وبما يعادل 21 ضعفاً للمعدل السنوي لسحب هويات المقدسيين على مدار أربعين عاماً،والإغلاق يطال الكثير من المؤسسات المقدسية،بما فيها من تقدم خدمات إنسانية أو أنشطة اجتماعية،ولم يعد مسموحاً للفلسطيني أن يقيم أي نشاط في القدس حتى المخيمات الصيفية للأطفال أو الإفطارات الجماعية في رمضان وحتى بيوت العزاء،والأقصى يقترب الخطر منه بشكل غير مسبوق فالحفريات من حوله ومن تحته،وقطعان المستوطنين تواصل اقتحاماتها له بشكل شبه يومي،لكي تعربد وتقيم طقوسها التلمودية والتوراتية في ساحاته،وحتى حفلات المجون والفسق،تمهيداً لفرض أمر واقع فيه أقله تقسيمه كما هو حال الحرم الإبراهيمي في الخليل،أو هدمه من أجل إقامة هيكلهم المزعوم مكانه،
باختصار القدس تفقد طابعها العروبي،والعرب والمسلمين يواصلون "الجعجعات والهوبرات" الإعلامية والخطب الرنانة والشعارات الطنانة،والقيادات الدينية والوطنية والفعاليات الشعبية والوطنية،تمنع ليس من دخول الأقصى، بل وتبعد عن القدس كما هو الحال مع الشيخ رائد صلاح وغيره.والبلدة القديمة من القدس أكثر من سبعين بؤرة استيطانية تنتشر في قلبها وأكثر من 1300 عقار فيها استولى عليها المستوطنون هم وجمعياتهم المتطرفة والحبل على الجرار.
أما في الضفة الغربية،فقطعان المستوطنين، تستبيح الأرض الفلسطينية غير آبهة بتقسيماتها مناطق ألف أو باء أو جيم أوخطط الجنرال "دايتون"،فكلها عند المستوطنين سيان"أرض إسرائيل"،حيث نشهد حالة من الانفلات لهؤلاء المستوطنين غير مسبوقة،يقتحمون القرى الفلسطينية من أقصى جنوب الضفة إلى أقصى شمالها،يقتلون ويجرحون ويدمرون الممتلكات ويقتلعون الأشجار ويحرقون ويسرقون المحاصيل،بل ويقتلون أبناء شعبا بدم بارد كما حصل في الخليل وقرى نابلس،وجرائمهم هذه مغفورة بل ويباركها حاخاماتهم وجنرالاتهم وقياداتهم،ويصدرون الفتاوي التي تدعو لقتل الفلسطينيين وطردهم،ونحن كفلسطينيين نتلهى ونقتتل على سلطة وهمية،أصبح هم القائمين عليها المحافظة عليها كمشروع استثماري،وكذلك توفير الأمن ليس لأبناء شعبنا،بل للاحتلال ومستوطنيه،فهذه السلطة لم تحل دون اقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس قبل أسبوع،ولتعدم بدم بارد ثلاثة من خيرة أبناءها ،تحت حجج وذرائع قتل مستوطن صهيوني،ولكي تشكر أجهزة أمن الاحتلال السلطة وأجهزتها،على مواقفها الصارمة والجهود التي بذلتها لملاحقة المقاومين بعد عملية قتل المستوطن في طولكرم،وهم يريدون لهذه السلطة أن تتصادم مع أبناء شعبها لا حمايته وتوفير الأمن والأمان له من عربداتهم وزعرناتهم جيش ومستوطنين وحكومة,,الخ.
أما شعبنا في الداخل الفلسطيني،فيواجه هجمة أشرس وأخطر،وينظر إليه على أنه سرطان في قلب دولة الاحتلال،لا بد من طرده وتهجيره واقتلاعه بالطرق المشروعة وغير المشروعة،ومنع تبلور هويته القومية والثقافية، فنحن نشهد الكثير من القرارات العنصرية،المستهدفة وجوده وأرضه وتاريخه وهويته وثقافته وتراثه وذاكراته،حيث قوانين منع أحياء النكبة،وربط المواطنة بالولاء لدولة إسرائيل ورموزها،وسياسة تكميم الأفواه المغلفة بما يسمى بمنع التحريض،والتدخل في المناهج التعليمية العربية،وفرض مواضيع يهودية على تلك المناهج،تمجد دولة إسرائيل ورموزها،وتستعيض عن النكبة بالاستقلال والاحتلال بالتحرير، وتمجد التراث والهوية والتاريخ اليهودي وغيرها،وأيضاً هناك معارك شرسة يخوضها شعبنا هناك،دفاعاً عن أرضه ووجوده،حيث المشاريع الاستيطانية والتي تطال قلب القرى والمدن العربية،والتهويد الكامل للمدن المختلطة،من خلال طرد العرب منها ومنعهم من إقامة أبنية جديدة أو حتى ترميم الأبنية القائمة، وغيرها الكثير من إجراءات العنصرة والتهويد والطرد والاقتلاع.
أما شعبنا في أرض ومخيمات اللجوء والشتات،فرغم أنه ما زال مسكوناً بهاجس العودة،فهو يمارس بحقه الكثير من الظلم،بل وحتى الجرائم والمجازر،ففي العراق قتل الكثير من أبناء شعبنا،وطردوا وهجروا من بيوتهم لمجرد أنهم فلسطينيين،وهم يعيشون في ظروف غاية في المأساوية وانعدام الأمن،أما في لبنان فعدا أنهم محرمين من الكثير من الحقوق المدنية،فأهلنا وشعبنا في مخيم نهر البارد،من بعد ما تحصن فيه وهروب جنود عصابة ما يسمى بفتح الإسلام اليه،وتدمير الجيش اللبناني له،لم يعد له أبناء شعبنا وعمليات الأعمار لم تبدأ بعد،رغم سماعنا عن بدء دوران العجلة هناك نحو الأعمار.
هذا حصاد عام فلسطيني،يضاف اليه وضع فلسطيني في أسوء مراحله ومحطاته،حيث الانقسام والانفصال يتجهان نحو التعمق والتكريس،والوضع الداخلي الفلسطيني يزداد ضعفاً وتآكلاً،واٌحتلال يفرض الوقائع على الأرض،ونحن تغيب عنا المصالحة والوحدة والإستراتيجية الموحدة،ونجهد أنفسنا وحناجرنا في الاقتتال على سلطة وهمية،ليس لها أي مظهر من مظاهر السيادة الفعلية،فالجميع من الوزير وحتى الغفير،يحتاج الأذن والتصريح الإسرائيلي في الدخول والخروج والحركة والتنقل وغيرها،فهل نعيد حساباتنا ونجري عملية تقيم ومراجعة شاملة،تطال كل سياساتنا وبرامجنا ومواقفنا وآليات عملنا،حتى نخرج بحصاد أفضل في العام القادم،أم نستمر في السير نحو الهاوية وضياع الحقوق وتبديد المنجزات،وتدمير المشروع الوطني،كما فعل نيرون في روما.؟



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الأهمال الطبي في السجون/ الأسير محمد الريماوي نموذجاً ...
- بعد عام على العدوان/ العدوان والحصار مستمرين
- عودة الى محاكم التفتيش
- صفحات مشرقة من تاريخ الأسر/ الأسير المناضل علاء البازيان..
- غزة والعصر الطيني...
- تسيفي ليفني والبشير وجرائم الحرب ..
- المستوطنون ....عربدات .....وانفلات/ والعرب ....شجب .....استن ...
- حذاري من صفقة تبادا بدون أسرى 48 ...
- لماذا نحن مهزومون ...؟؟
- وثيقة الإتحاد الأوروبي خطوة الى الأمام ولكن ..؟؟
- هل تحتفل الجبهة الشعبية بإنطلاقتها بوجود أمينها العام ...؟؟
- العيد لم يحمل أي بجديد..
- في العيد نتنياهو مستمر في مناوراته ....وصفقة التبادل لم تنجز ...
- مباراة الجزائر ...مصر/ عصر ما بعد الإنحطاط
- القدس بحاجة الى استراتيجية ومرجعية موحدتين ..
- هل تبادر اسرائيل الى شن حرب محدودة ..؟؟
- عن الجهل والتخلف والأوطان والإنتصارات ..
- أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...
- هل تتكحل عيون عائلات أسرانا برؤيتهم قريباً ...؟؟
- من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حصاد عام فلسطيني منصرم