أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة














المزيد.....

مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


( الله شماعة تعلقون عليها خطاياكم ).
نيتشه .



لعلّها لم تكن (انفلونزا) ..هذه هي الجملة التي ضحكت بها على نفسي ، ساحبة إيّاها من سرير المرض لحضور عشاء دعيت إليه من قبل بعض الأصدقاء .

لم أكن أدرك أنني سأضحك ، و سأشفى تماما برؤيتي له ..بوجهه الأبيض (الطمطومي ) المدوّر ، أنفه الأحمر المدوّر ، عينيه الخضراوين المدوّرتين أيضا، و ابتسامته التي لا تفارق شفتيه.


لم أكن أقدّر أنه بقامته القصيرة ،و بكرشه المدوّر سيكون قادرا على قلب عشاء ممل و صامت ، إلى جلسة سمر ممتعة.

بينما كان ينفخ وسادة هوائية حول رقبته عرفني عن نفسه :
-"جميل أبو رقبة "…طبيب أسنان .

كدت اعتقده اسمه ، إلى أن ضحك و أضاف :
-"أبو رقبة " هذه جاءت من الوسادة الهوائية التي تشاهدينها ، و التي استخدمها لتخفيف آلام انقراص الفقرات الرقبية التي داهمتني شابا بسبب المهنة . أما لقبي الحقيقي فهو" فائق " و هذا نابع من الجمال الرباني الذي يضعه الله في وجوه البعض .

ابتسمت ، و قبل أن أضيف ، تابع :
- لا داع لتعرفيني عن نفسك ، أعرفك من خلال كتاباتك ، و لست أخجل من كوني جئت هنا (بواسطة) حتى أرى صاحبة الأسرار الجنسيّة .طبعا ليس من باب الإعجاب بصورتك كما يعلق بعض المهرجين ،بل إعجابا بكل فكرة تطرحين.


قلت بصوت الانفلونزا المبحوح :
-تشرفت يا أستاذ جميل أبو رقبة ، أهلا و سهلا.

بعدها قام "جميل " و بجدارة بدور الموسيقى التصويرية للعشاء، متحدثا عن إدمان الانترنت و الذي يشكل ظاهرة عند الجالية العربيّة التي تنخرط في مجتمعات تتعامل مع شبكة الانترنت كمادة يوميّة ، و ليس لديها وقت للعلاقات الاجتماعية العربية .
و برّر إدمانه هو بعزوبيته و وحدته ، كما أشاد في المواقع التي يرتادها ، و أعلن بفخر :

-أرتاد جميع مواقع الانترنت المحجوبة في معظم أراضينا الأبيّة ، هل تستطيعون إخباري لم تمنع غالبية المواقع اليسارية و العلمانية في الوطن العربي؟

و أجابته "ريتا" :
- (يخرب ديار أهلك ، ضروري تفضح حالك )؟

-هذا بالنسبة لجدي الذي عاش منذ مئة سنة فضيحة ، لكن بالنسبة لكائن (مش ضروري إنسان حتى ) في القرن الحادي و العشرين محو أميّة ...

و عندما طلب الحضور تعريف بعض المواقع ، قال "جميل" :
-مكان للحرية ، فيه جميع الناس باختلاف معتقداتهم ، دياناتهم و توجهاتهم يعيشون بسلام ، يطالعون ، يكتبون ،وقد يعلقون و يظهرون بوجوههم الحقيقية تحت أسماء وهميّة .

ثم نفخ وسادته الرقبية ، و أضاف :
-نحن العرب من أيام جدي (الله يرحمو بقا ) و الذي كان أبو رقبة أيضا لكن بدون هذه الوسادة لا نعتني إلا بالقشور و الأسماء ، مثلا هل تتوقعون أن اسمي "جميل "...وضحك متابعا:

-تسمع حكومة عربيّة مسمى موقع يساري أو علماني ،ينتابها الرعب من دون أن تقرأ فيه صفحة واحدة ، و تقوم بحجبه حرصا على الأمن العام!

مع أن " سمير " كان معتادا على الصمت في جميع السهرات، لكنه رفع رأسه الحزين بهدوء :

-لقد اعتدنا محاكمة النوايا نحن العرب . اعتدنا القوالب الجاهزة ، و حفظنا كيف نبقى ضمن إطار لا يمس الثالوث المحرم ..يقولون لك لا نريد إغضاب الله ...
بالله عليكم هل يرفض الله التفكير و التحليل ؟ هل يعتقد الله بتوريث القناعات الشخصيّة، الاتجاهات السياسية و الطائفية و القومية و الدينية و ..و.. ؟أم أنه يريد خلاصة ما قام كل عقل مستقل بالتوصل إليه!

ثم نظر إليّ و قال:
-هل تستطيعين يا دكتورة إخبارهم كيف تعامل بعض( العربان ) حتى في البلدان الغربيّة مع سلسلة الأسرار الجنسيّة ، و كم من مهرج أدلى بتعليق، و أرسل (ايميلا ) كلفتني أنا بالاشارة إليها كمهملات (جنك ).

ضحكت ، و أجبت :
-لا تعليق ...


بينما هي ترفع صحون العشاء ، قالت " جمان " :

-جميل ألن (تدبك ) معنا على أغاني "علي الديك ".

نفخ طوقه الرقبي و أجاب :

- (دبكة) ..تمزحين ! أنا جدي لم يكن يعرف كيف يصفق . و التفت إليّ :

دكتورة لمى ، إذا حاولت الكتابة عني ، استخدمي اسم "جميل" ، فالأسماء قلّما تشير إلى أصحابها.


يتبع ...




#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فراش حب (2) : بحر
- فراش حب : (غدي)
- أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)
- أسرار جنسيّة : (أطفال أنابيب!)
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (2)-حقوق الإنسان-
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (1)-دين الحب-
- مذكرات - قط - في بلد عربي(4)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)
- مذكرات - قط - في بلد عربي(3)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...
- مذكرات - قط - في بلد عربي(2)
- أسرار جنسيّة : قوس قزح
- مذكرات -قط-في بلد عربي
- أسرار جنسية: ثالوث
- أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...
- أسرار جنسيّة :(حريم!!)
- أسرار جنسيّة :(صور ليست للذكرى!!)
- أسرار جنسية : سر (الحب والحزب الأول)
- أسرار جنسية: السر الرابع عشر (عماد)
- أسرار جنسية: السر الثالث عشر(رامي)


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة