أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الفتاح السرورى - قصيدة النثر والأدب















المزيد.....

قصيدة النثر والأدب


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 19:34
المحور: الادب والفن
    



هل تنتمى قصيد النثر الى الشعر ام الى الادب

كتب أحد النقاد يوما ما نصه ( كثيراً مايتراءى لى اننا نعانى من مراهقه فكريه فى الحياه الثقافيه العربيه يصعب التكهن بقرب إنتهائها واحيانا أجدنى مقتنعاً ان تللك المراهقه أصبحت سمه اساسيه نظراً لانها تدخل فى توصيف الحرص الذى لا يرجى شفاؤه ويكمل الاستاذ الناقد قوله وهنا تكمن خطورة تلك المراهقه لانها تتجاوز كونها مرحله فى تاريخ العقل العربى لتصبح تاريخ هذا العقل الذى مازال يرفض الايمان بلافكار الجوهريه للتقدم بإنعتاق هذا العقل من أسر الثنائيه وجعله يؤمن بأن التعدد والتراكم شرطان ضروريان للتطور على كل المستويات ويختم الكاتب هذه الفقره بقوله ان الساحه الابداعيه التى من المفترض ان تكون بقعه مضيئه فى هذا الليل العربى تحولت الى ساحة من ساحات الأحتراب والادعاء والتعريض والنفى والادانه وهكذا أصيب الوطن فى عيونه التى كان ينبغى ان يرى بها )

عفواً ........ ليسمح لى الاستاذ الناقد ان اختلف معه وأول خلافنا هو هذا المصطلح ( قصيدة النثر ) .... أننى واحداً من الذين يعتقدون بأنه لا يجوز ان يكون للنثر قصيدة ...... فالقصيدة لا تطلق الا على فن الشعر وليس مقام حديثنا هنا لشعر بل هو نثر إن جاز التعبير والنثر شىء والشعر شىء مختلف

ومن الجور ان نطلق على من ينظمون هذا اللون من الكتابه بأنهم شعراء لانهم بالفعل ليسوا كذلك ...... واذا إفترضنا كذبأً بأنهم شعراء فأنهم فى هذه الحاله لا يعدون من شعراء المعنى ولا ال ولكنهم لا يتعدون كونهم شعراء رص الكلمات انهم لا يفعلون اكثر من هذا رص الكلمات ومارص الكلمات بشعر ....

ان اكثر مايثير إستيائى هو إصرار كتاب هذا النوع من الفن النثرى على تسمية انفسهم بالشعراء .... وهذا شىء غير مفهوم فالفن الشعرى معروفه قواعده ومعلنه أسسه انا افهم ان تكون التجديد فى اغراض الشعر والفاظه فى انهم ألا يلتزم الشاعر مثلاً ( بالنسيب ) فى اول القصيده ...... كل ذلك مفهموم ولكن ان ترحل كون وكنهه القصيدة عن الاسس والقواعد المؤسسه لفن الشعر فهذا بالفعل لشىء عجيب

أننى اعتقد ان كثير ممن يطلقون على انفسهم شعراء قصيدة النثر لا يستطيعون ان ينظموا قصيدة واحدة صحيحه تلتزم فى بنيتها ببحر من بحور الشعر ولا بقافيه واحدة ..... طوال القصيدة ...... ان من يطلقون على هذا النثر اسم قسيدة أنما يظلمون هذا التراث الهائل والضخم الذى تركه لنا الاقدمون تحت اسم قصائد فلا يمكن بأى حال من الاحوال ان يندرج تحت إسم قصيدة هذا النوع السهل من الكتابه المعروف بهتاناً بأسم ( قصيدة النثر )

ولى برهان أخر على انه لا يمكن إعتبار ان مايكتب تحت مسمى قصيدة النثر بأنه شعر وبأى حال من الاحوال والبرهان الذى اقصده هو ( الترجمه ) ولنا ان نتصور مدى سهولة ترجمة قصيدة نثرية ويسر وصول معانيها باللغه المترجم إليها مقارنة بصعوبه او استحالة ترجمة قصيدة من القصائد منظومه بالنظم الاصلى لفن الشعر وإن دل هذا على شىء انما يدل على ان مايسمى بقصيدة النثر ماهو فى حقيقه امره إلا ( كلام منسق ) سهل الورود على الخاطر يسير التسطير على الورق فلا جهد ذهنى فيه وعناء فى البناء

يقول نفس الناقد عن العقل العربى انه مازال يرفض الايمان بالافكار الجوهريه للتقدم وانا اتفق معه فى هذه المقوله تمام الاتفاق فالعقل العربى بالفعل عقل ماضوى يحس الى ما سلف حنيناً مزمناً ولكن فات على الاستاذ الناقد ان ( الصدق ) هو أحد شروط التقدم وان صحه التشخيص هى الخطوة الاولى لعلاج العله وبما اننا متفقون على ان العقل العربى عقل فيجب علينا ان ننتبه الى اسباب هذه العله واحسب ان الاستاذ الناقد يتفق معى ان احد الاسباب هو غياب ( ثقافه الاعتراف ) عن بنية العقل العربى ..... وترجمة ذلك ما يسمى بقصيدة النثر التى يرفض ناظميها الاعتراف وبصدق انه لا يجوز تسميتها بالقصيدة لان فى ذلك على المصطلح واذا كان التعدد والتراكم شرطان ضروريان للتطور على كل المستويات كما يقول الناقد فى متن مقاله فاننا ها هنا ننبه ان مايسمى بقصيدة النثر ليست من قبيل التعدد فى اشكال نظم القصيدة ولا يمكن ان نعدها شكلاً من اشكال التراكم فيها لان لها تنبيه مختلفه فى جوهرها عن بنية القصيدة

ان موقف الكثيرين السلبى مما يسمى بقصيدة وشعراء النثر منبع من الاحساس بأن هذا الون من النظم فيه إدعاء بين وشعريه كاذبه كما انه يفتح المجال كما هو حادث الأن لكل من يريد ان نفسه بأنه شاعر ان يفعل وما أسهل ان يقوم هذا المدعى برص كلمات مبهمه أو حتى واضحه واياك ان تعترضه والا تكون ضد الحداثه وطن التراكم والتعدد

قضيه أخرى أود ان أثيرها ونحن الحديث عن هذا النوع من الفن النثرى ألا وهى قضية ( أغراض ) هذا النثر ( يصعب على القلم ان يكتب انه قصيدة ) واقصد بكلامى انه لم يكن من الصعب ان يصل القارىء الى غرض وهدف الشاعر الذى يكتب الشعر والقصيدة الحقيقيه مهما كانت درجة صعوبة القصيدة قد يكون هناك إستثناء هنا او هناك ولكن الاغلب الاعم هو وضوح رؤية الشاعر فيما يكتب المعنى لدى المتلقى وليس فى ذلك الامر تسطيحاً بل التسطيح هو هذا الغموض المميت فى غالبيه مايسمى بقصائد النثر ..... ولأن غالبيه مايكتبون هذا النوع لا يملكون ملكه الشعر فانهم دوما مايقعون أسرى الافتعا ليس هذا فحسب بل إن كثير من هذه القصائد المفتعله عندما تقراء لا تفهم منها شىء على الاطلاق وذلك لأن معظم كاتبيها وقعوا فى فخ الحديث الى امذات وليس الى الاخر انهم حتى والحديث الى الذات شىء والحديث عن الذات شىء أخر ......... فالحديث الى الذات مبهم لان الكلمه فيه لا تكون مفهومه الا لدى المرجعيه الذاتيه التى يتم التحدث اليها ولكن الحديث عن الذات مفهموم لان وان كان حديث عن الذات ولكنه على اى حال حديث الى الأخر ولكن عن الذات

كثيراً ما أقرأ هذا الفن الذى قصيدة النثر ويأخذنى العجب اى إفتعال هذا واى كذب واى إدعاء ..... لقد أنزل هذا اللون من الكتابه الشعر ..... عليائه الى سفوح الاستسهال وجر هذا اللون من الكتابه عظمة بناء قصيده إلى سذاجه بناء سطر قد يكون احيانا من كلمه واحدة ( ياله من ابداع )

الشعر الذى قيل عنه يوماً انه ديوان العرب يصل به الحال الى ان يصبح البيت فيه كلمه واحده ....... اننى ازعم ..... لا بل اننى اؤكد ان الغالبيه ممن لا يمتهنون مهنة الكتابه ولم يسطروا بيتاً فى الشعر فى حياتهم يسطيعون بحكم قواعد وأسس هذه النوعيه من الكتابه ان يبيضوا صفحات مما يسمى بقصيدة النثر وهل هناك أسهل من ان يضع المرء كلمات بجانب كلمات اى كان المعنى على ان تتولى خوزعبلات التقعر النقضى تبرير هذه الجريمه فى حق الشعر وبحوره الوقورة

إن من يسمون انفسهم بشعراء قصيدة النثر انما هم فى حقيقة الامر يقومون بعمليه إغتصاب لفن الشعر الحق ويهتكون بكاره هذا الفن الجميل بما ينفثونه من غموض مصطنع فى اغراض ومعانى ما يكتبون

كل كتابات نثريه او نثر مقفى او اى شىء ولكن لا تقل قصيدة فالمصطلح ( قصيدة ) أجل وأعلا من ان يطلق على هذا اللون من الكتابات السهله المفتعله والتى لا يرجو صانعيها الا التمتع بشعور انهم يكتبون شعرا ويسعون حثيثاً وراء اللقب ( شعر )

اسيميح جريدتنا الغراء عذرا ان تسمح لى ان اختم مقالى هذا بالكلمه العميه التى اظن انها تعبر عن غرض مقالى ومكنون نفسى تجاه هذا اللون هذه الكلمه البليغه التى اعنيها هى .......تماحيك



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول نظرية المؤامرة
- حول بيع أراضى مصانع النحاس
- ضد البرادعى
- الأقباط والقومية العربية
- نضال المرأة من أجل الكرامة
- الطلاق الفورى و الطلاق الغيابى
- فى نقد العقل العربى
- الصمت الذى صنع فقها
- الصحافة الدينية والمرأة
- دفاعا عن سيد القمنى
- تناقضات البخارى فى روايات ليلة القدر
- السلفيةالارثوذوكسية
- الحرية فى الاسر
- حول كتاب برهان غليون- محنة العقل العربى
- عرض رواية مزرعة الحيوانات
- نقد فكر النقل
- الاسلام و الحداثة
- المخيال العربي في الاحاديث المنسوبة الي الرسول
- النقيضان
- هذا ردنا - الرد على الدكتور محمد عمارة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الفتاح السرورى - قصيدة النثر والأدب