أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه (1)















المزيد.....

مذكرات أنثى لاجئه (1)


رباب العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 19:31
المحور: الادب والفن
    


محاولة إهداء...

لـ من وثق بقلمي يوماً ...
لـ من أهداني ثوب العيد وأنا بقمة حزني فأرتديه فرحاً ...
لـ من نزع الشوك الذي آلمني سنوات عديدة وضمد قطرات الدم بقطعة أسفنج ناعمة جداً كأنها الحرير وأكثر...
لـ من أحب طفولتي الشقيه وعيناي السوداء...
أضع بين يديه مذكراتي التي طالما كان يتوق إلى معرفة أسرارها ...
أقول له اليوم : هذه هي الأسرار بين يديك
وحدك من سيفك شيفرات كلماتها
والبقية من الناس سيجدونها عادية جداً...
" مازلت بقلبي "...

تحياتي وأشواقي...


مقدمة...

هنا جزء من حياتي...
هنا جزء من خيباتي...
هنا الألم الذي غاص بإعماقي وأستباح أيام شبابي...
هنا الفرح الضئيل الذي أتمسك به بقوة وعنفوان ...
هنا جزء من خيال قد أحببته يوماً وجزءً من حقيقة باتت تحزم حقائبها معلنة الرحيل
معلنة تركي وحيدة بمكان أشبه بصحراء مقفرة إلا من رياح صفراء تؤذي عيناي !..
هنا أنا مستسلمة ,,, قوية ,,, ضعيفة ,,, جبارة ,,, ظالمة وربما مظلومة...
" صدقوني أنني لا أحب الأدوار الضعيفة والمظلومة "...

سـ أبقى بخير مادام حياً...
تحياتي وأشواقي...

* * *

-1-

البعد يغتالني ولا يغتالني
أنني مصابة بحالة الوعي واللاوعي أمام سترتك الرمادية وجواربك السوداء !
تلسعني سياط الشوق , لا أحتملها ولا أحتمل بقايا ثمار التوت التي زرعتها بـ آخر لقاء بيننا !...

أشعر بزخات رقيقة , تنبت منها بتلات شوق تعانق عنقي وتبللني....
وأبحث عن مظلاتك السوداء , أصاب بقشعريرة , أصاب بشك يقتلني تارة ويمزقني إلى اشلاء تارة اخرى !...

أصرار غريب يقودني إلى عنقود ضوء , حرثته أنت جيداً...
ولكن ...
ثلاث عصافير أكلت حرثك !..

ولم يتبقى من العشب الأخضر سوى مروج ممدة فوق صدري...
ولكن ...
حقل انتظاري أحترق.. أحترق...
24 فبراير - 2009 م

* * *
-2-

لا أعشق المثالية المفرطة...
ولا السوقية المفرطة...
منفاي هكذا ,,, مثالي مفرط ,,, وسوقي مفرط...

تناقض شرس يحيط بي...
وأنا لاجئه ,,, لا أملك فتات خبز يشبعني في هذه الليلة الحالكة !...
أتذمر كالأطفال...
أصرخ بمن أعرف وبمن لا أعرف...
أجهل جميع الوجوه رغم أنني تقاسمت معها يوماً ما فطيرة شهية !...
أهذا جحود أم تمرد أصابني ؟
أم هو حقد يتضاعف بمرور الساعات اللعينة التي تغتالني هنا !...

أتذكر رجلاً صافح قلبي وقبلني قبلة بيضاء..
أصاب بوهن شديد ,,, أهذي كـ عجوز شمطاء فارقت أطفالها رغماً عن أنفها...
وأقول :
نعم ,,, لقد أفسدتُ متعة الحب بأعترافاتي لهُ...
وطقوس قلبي ألم يشعر بها !
وأغرق ... أغرق ... بهذيان لا فائدة منه !
فـ ليذهب إلى الجحيم ,,, جميع الرجال...

25 فبراير - 2009م
* * *

-3-

صباح الأغتراب - الأقتلاع يا وطن...
صباح الخيبة الحقيرة التي تتشبث بنا فتحصل لنا بشكل روتيني ممل - مفجع...
صباح الشوك المغروس بمساماتنا...
صباح الوطن الذي تقيأنا رغم أننا نحبه ,,, ولكن خذلنا ...
نعم خذلنا لأننا نحبه !
لأننا لم نستبدله كما تستبدل الأنثى أحذيتها فتختار ما يناسب حجم قدمها...

صباح فيروز النائمة فوق سريرها وداخل وطنها...
كم أحسدك يا فيروز ,,, فأنا لا أنام فوق سريري ,,, ولستُ داخل وطني !...
يااااه ,,, ليتك تعرفين يا فيروز كم أنتي محسودة !...

صباح الثقوب التي نسقط بداخلها ,,, رغم أنها ثقوب ولكن سقطنا !...
سأرتدي ثوباً مثقوباً - عارياً وسأجعل جارتنا العجوز تنظر بإزدراء إلى الثوب الفاضح...
صباح جميع العجائز المزدريه ,,, والتي تعيش تحت أضراس العادات والتقاليد...
وصباح جميع العجائز المتشببه ,,, والتي تعشق الحياة والرقص...
سأراقص جارنا العجوز...
زوجتهُ نائمة فوق قرميد الطاعون ,,, لا تهوى الحياة !...

صباح المدائن المسحورة ,,, التي تنتظر العشاق وبيدها وردة حمراء...
صباح الأمنيات الجميلة ,,, التي نعلق بها أمل الغد...
صباح جميع القرى المنحوسة ,,, التي تحتضن الأشرار وأروقة حزن ومصائب...
تباً لأرتعاشات الحزن ...
وتباً للماء المالح الذي غطى جميع مدن الفرح...
أين هي مدن الفرح ؟
أين غابات البنفسج ؟
أين نجد كاكاو الحنين ؟...

كيف لي أن أرتاح هذا الصباح وأنا لاجئه ؟
سأخلع قبعات الحزن ...
وسأعود للنوم من جديد ,,, علني أرى حلماً سعيداً ,,, ورجلاً ذو قامة طويلة ,,,,
ووطن يحتضنني - يعصرني فرحاً....

25 فبراير - 2009م
* * *

-4-

ألم ... غربة...
غربة... ألم...
لا فرق بين الأثنين....

أمنيتي كـ امرأة لاجئه لا عم ولا خال يعلم بي " أتمنى أن يموت جميع أقربائي دفعة واحدة "....
متأكدة أنني لن أحزن ,,,, ولن أبكي ,,,, ولن يتغير شي....
بل سأمارس يومي كالمعتاد....

عمتي ماتت قبل بضعة أشهر,,,, لم أبكي ,,, لم ألبس سواد...
الحقيقة أنني لم اتأثر كثيراً إلا عندما سمعتُ أبي يبكي...

ماتت ؟ وماذا يعني هذا...
جميعنا سوف نموت...
لا أريد أن يحزن علي بشر قط عندما أموت أنا...
لهذا ,,, قررت أن لا أحزن أبداً....

ربما ,,,, الغربة جعلتني امرأة قاسية ....
وربما ,,, جعلتني امرأة لا مبالية....
وما أجزمة أنها جعلتني أكثر عقلانية ,,, أفكر فقط بـ عقلي...
لا مجال لك يا قلبي...

27 فبراير - 2009 م
* * *

-5-

كذبة أنا صغيرة ,,, أم هو الكذبة الكبرى !...
رئتي الثالثة مغتصبة...
كيف لي أن أتنفس...
تباً لجميع الأراضي ,,, لم تحتضنني...

دخان السلطة لوثني ,,, وأنا أنثى لاجئه لا أملك سوى أن أقول " نعم - حسناً - حاضر "....
وأتساقط كـ حبات الزيتون الذابلة...
أحدق بـ النافذة المعتلة من تراكم غبار الطقس...
بشكل دائري أمسح ,,, ياااااااااه نسيتُ وجهك ياوطني ...

أقضم تفاحة سوداء ,,,, لا أستلذ شي ,,, سوداء أم حمراء سيان ياقلبي...
أحن لشجرتنا المشنوقة ,,, ودار جدي ...
أحن لـ اشياء لا وجود لها
أصبحت ذكرى ,,, تشبهني ...

سـ أخلع حذائي وأرقص على جثث الأمنيات..
سـ أبقى هكذا مجرد لاجئه لا رجل ,,, لا وطن ,,, لا شي أملك ...
يارب ,,, أريد أن أتنفس البراءة وأعانق الحلم الأبيض...
يارب ,,, فـ لتنفخ الروح بـ عصافير قلبي الميتة ...

لا أريد أن أكون كذبة صغيرة
ولا أريد أن يكون هو كذبة كبرى...
فـ لتبقى عذابي الذي يروق لي
آذار الحزين يقول لك أبقى حزني ... أبقى حزني...

1 مارس - 2009 م





#رباب_العبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات أنثى لاجئه
- مائة رسالة برجوازية (2)
- مائة رسالة برجوازية (1)
- يوميات غجرية (3)
- يوميات غجرية (4)
- إلى من أحب (2)
- إلى من أحب (1)
- يوميات غجرية (2)
- يوميات غجرية (1)
- أعترف
- محاولات عابثة
- الموطن والخريطة
- الخلخال
- فتاة العشق
- صدري عار!
- قهوة المساء
- أرحل.. لروح الشاعر محمود درويش
- امرأة تموز


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه (1)