أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأمين السويد - القرضاوي الشيخ النووي















المزيد.....

القرضاوي الشيخ النووي


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 12:11
المحور: كتابات ساخرة
    


بدأت القصة في خبر نشرته دير شبيغل الألمانية قبل أسابيع مفاده أن إمام المسلمين وزعيمهم الروحي ولسان حالهم وما إلى هنالك من صفات تخطر على بالهم يوسف القرضاوي يفتي بحرمة وعدم جواز احتفال المسلمين بأعياد النصارى، فكانت شرارة تلقفها القاصي والداني، السلفي والعلماني وكأن القرضاوي صار آية الله الأولى أو ابن لادن أو ملك العرب أو ربما أمير المؤمنين. ودير شبيغل يا سادة ألمانية ولا يعرفها غير الألمان والألمان ليس لهم شأن غير الشأن المسلم.

طبعاً نستطيع أن نتفهم أن دير شبيغل تحاول التملّص من حالة ازدواجية المعايير التي تشعر بها نيابة عن شعبها وربما عن الشعوب الأوروبية جراء مرض التبجح بالديمقراطية وحرية الرأي بينما ينقض مواطنيها على بعضهم البعض أو على مستضيفيهم بسبب اللباس، أو بسبب العروق المتدنية الوافدة إلى الجنة الألمانية، وهم لا يخجلون من تسمية أنفسهم بالنازيين الجدد، وأشهر ضحاياهم السيدة شربيني التي قضت تحت أعين عدالة أوروبا، قضت نحبها فقط لأن عنزة جرباء تلتفح غطاءا تخبئ تحته قنبلة نووية اسمها حرية شخصية. فالحرية الشخصية خلقت فقط للسادة الأوربيين.

طبعاً نستطيع أن نتفهم أن دير شبيغل تحاول التملص من حالة ازدواجية المعايير التي تشعر بها هذه المجلة نيابة عن شعبها وربما عن الشعوب الأوروبية جراء تمرير القانون السويسري الذي قضى بمنع بناء مآذن لدور عبادة لأشخاص قاموا بإجراءات قانونية لبناء ماذن بلغ عددها أربعاً في سويسرا كلها، بينما تحوي دول الخليج التي ليس فيها غير الوهابيين الإرهابيين على رأي بعض أكابر فهلوية التحرر الحديث أكبر من هذا العدد من الكنائس التي أقيمت كرمى للوافدين إليها. إنها خطوة بلا شك يمكن تفهمها لأنها تدعوا إلى تبرير رأي بعض الفرنسيين برغبتهم بمنع بناء المساجد على أراضيها، و كأن الخمسة ملايين مسلم عندهم عبارة عن حشرات لا رأي لها.

طبعاً نستطيع أن نتفهم أن دير شبيغل تحاول التملص من حالة ازدواجية المعايير التي تشعر بها نيابة عن شعبها وربما عن الشعوب الأوروبية جراء الضحك على ذقن تركيا في قضية انضمامها للاتحاد الأوروبي، وهم يلعبون معها لعبة العظمتين والكلب، فان أحضر العظمة الأولى كان المطلوب في هذه المرحلة العظمة الثانية وهكذا هلم جرا. حسناً هذا شان ألمانيا ومجلتهم التي لها سوابق في تحريف كلام هذا المسكين المدعو القرضاوي الذي يعد لأن يكون على ما يبدوا حصان طروادة في تصفية حسابات منها القضاء على محطة الجزيرة وبالقانون والقانون المتمدن فقط.


ولكننا لا نستطيع أن نتفهم أن بعض فهلوية التحرر والتمدن من الكتاب العربان، وهم عربان بالمناسبة حتى لو انسلخوا من جلودهم سيبقون عربان، يحاولون أن يصنعوا لهم مكاناً تحت الشمس بأن يسعدون الغرباء قبل الأصدقاء ويتحفون حمير العربان، حسب اعتقادهم، بذكائهم وبعد نظرهم بسب وشتم هذا الشيخ النووي المدعو بالقرضاوي واسمحوا لي أن اسميه نووي لأن شهرته صارت مثل أسلحة الدمار الشامل العراقية. هيا نسب ونسب لنأخذ سدة الدرب، نسب ونلعن ونشتم حتى ولو كان سبب شتمنا أقاويل غير موثقة وتأويل من أناس غير متخصصين.
إن مراجعة بسيطة لموقف هذا الشيخ النووي المدمر تجد انه وبكل بساطة يواجه هجوماً اعنف من هجوم فهلوية التحضر والتمدن بقيادة المتشددين الإسلاميين الذين يتهمونه بالتفريط وتفريغ الدين من محتواه بفتاويه التي تميع الفرق بين المسلمين والكفار، فصار عندهم ضال مضل وإرهابي مخرب، ونووي متمرد، يجب الحجر عليه وعلى من والاه. موقف لا يحسد عليه هذا الرجل فهو بين فكي ضبع يضغطان بدون شهية لطعام تذكر وإنما لإبراز القوة والاحترام للسيد الأخر. فكلاً من الأصوليين المتشددين الذي لا يفهمون في الدين أكثر مما يفهم فهلوية التحرر المتمدن يعزفان على وتر صنعاه من تلقاء نفسيهما وراحا يشنفان أذاننا بنغم صاخب بلا لحن ولا وزن.

وتزداد كرة الثلج حجماً و لا عجب من عظم حجمها أن يستصدر مجلس الأمن قريباً وبالإجماع حظرا على دولة قناة الجزيرة، وتطالبها بتسليم شيخها النووي السيد القرضاوي ومن ثم يصار إلى إعدامه في ليلة عيد الميلاد ويحتفل بعدها بالقضاء على نبراس التطرف العراق الصغير المتخفي تحت اسم القرضاوي.

كل ذلك والرجل لم يقل ما يستوجب أن يصبح نواة لشيء يذكر فصار الذي لم يقله كرة ثلج تتدحرج عبر البلدان العربية مدفوعة ليس بأيد ألمانية أو فرنسية أو سويسرية أو دانماركية وإنما بأيد برمائية عربية تستطيع كرمى للعيون الزرق والخضر وكواعب السويد وفرنسا أن تجوب البحار السبعة والقفار التسعة دون أن يصدروا صوت لهثة واحدة في سبيل أن تمر هذه الكرة إلى الهدف الذي رُسم لها وبأيد عربية.

خير إن شاء الله، أقال القرضاوي لا تهنئوا النصارى بأعيادهم (وهو لم يقل والرجل حي يرزق)؟ حسنا، فلنحاوره! أم أن فهلوية التحرر و التمدن يفتون بعدم جواز الحوار مع العجائز ذوي اللحى البيضاء؟ أم أن الحوار لا يصح مع من فقدوا عقولهم؟ حسنا كيف إذا نأخذ على من فقد عقله قولاً؟ ما هو أسهل؟ الحوار أم الشتائم والسب بدون دليل؟ أنا أقول لكم: الشتائم والتهكم والتبلي أسهل عند البعض لأنهم لا يمتلكون دليلاً أو لأنهم لا يريدون هذا الدليل أصلاً فيعلو صوتهم بالشتائم والسباب لإحراج الآخر ولجمع أكبر عدد ممن يفهم لغة السباب والشتائم في شوارعنا وما أكثرهم، والعجيب أن المقصود بأمطار الشتائم، القرضاوي، لا يدري بالشتاء هذا ولا يسمع رعده.

أما آن لنا أن نفرّق بين النظرية والتطبيق؟ في الحقيقة يحب بعضنا اللهث وراء النظري لأنه يعجز عن التطبيق، فحين يتوقف المسلمون عن قتل بعضهم البعض، وعن تسليم أوطانهم للمحتل، وعن الخيانة، وعن تلميع أحذية العم سام مجاناً وعن السرقة، وعن القتل، وعن الرشوة، وعن القفز على نساء بعضهم البعض وعن الكذب وعن الكبر وحين يتوافدون إلى المساجد ويدفعون الزكاة ويبرّون آبائهم وحين لا يبقى من الذنوب غير تهنئة النصارى، سيكون يومها للمسلمين أمير مؤمنين عتيد، فاسمحوا له بعد إذن حضراتكم أن يقطع لسان من يهنئ نصرانياً بعيد أليسوع عليه السلام. وقبل أن يأتي هذا اليوم الذي ربما يكون صباحاً، من يدري، وقبل أن يقطع لساني أقول كل عام وكل الشرفاء من النصارى واليهود والمسلمين والوثنيين والملحدين والشيطانيين بألف خير ونعمة و أدعو لهم من يستجيب الدعاء أن يكونوا حويين منطقيين وأن يشربوا الماء الزلال من رأس النبع ليس أدنى.




#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزهايمر الفكري عند الجلبي
- نظرة في -أضاحي منطق الجوهر*- للدكتور حمزة رستناوي
- رسائل وعناوين خاطئة (1)
- الإعجاز و الإفلاس
- يأخذ ويرد حتى من علي (ر)
- الراعي الجديد
- البهيمية! و ما أدراك ما البهيمية؟
- كيس خيار


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأمين السويد - القرضاوي الشيخ النووي