أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالخالق حسين - الإرهاب في العراق.. الأسباب والإجراءات المقترحة لمواجهته















المزيد.....

الإرهاب في العراق.. الأسباب والإجراءات المقترحة لمواجهته


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مع اقتراب تسليم السلطة السيادية للحكومة العراقية في 30 حزيران الجاري، تصاعد عنف الإرهاب في قتل العراقيين وتدمير اقتصادهم حتى بلغ حداً فاق تصورات أشد المتشائمين. وهذه الأعمال لا تترك أي مجال للمدعين بأنها مقاومة يريدون بها تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي. فعملهم هذا موجه أولاً وأخيراً ضد العراقيين ويهدف إلى فشل استقلال العراق واستتباب الأمن فيه وإعاقة إعماره وبالتالي إطالة بقاء قوات التحالف. فما ذنب الشباب العراقيين الذين يذهبون إلى مراكز التجنيد للانخراط في القوات المسلحة بغية الدفاع عن وطنهم وتدبير معيشة عائلاتهم وإذا بهم يُقتلون بدم بارد أو ينتهون بأضرار جسدية ونفسية تحيلهم إلى عالة على عائلاتهم والمجتمع مدى الحياة.

مصادر الإرهاب
لقد باتت مصادر الإرهاب معروفة للجميع ولكن نذكرها هنا بإيجاز لإكمال الصورة.
1- فلول النظام البعثي الساقط من أيتام صدام حسين، وهذا ناتج عن حالة ساكولوجية معروفة في علم النفس مفادها أن الذي نشأ على العبودية يبقى مدمناً عليها ويمقت الحرية، أشبه بالخفافيش التي لا تقوى على رؤية الضوء. وسبب تركز الإرهاب في الفلوجة هو كون 30 بالمائة من رجالها كانوا منخرطين في الأجهزة القمعية والحرس الجمهوري وغيره، يكسبون معيشتهم وامتيازاتهم عن طريق اضطهاد الشعب ونشر المقابر الجماعية والأنفال وغيرها من الجرائم. ولذلك صارت مدينة الفلوجة وكراً لإيواء القتلة من الإنتحاريين الشباب من أنصار القاعدة الذين تعرضوا لغسيل الدماغ بغية دخول الجنة ولقاء الحوريات بأقصر الطرق عن طريق قتل الأبرياء.
2- الإرهابيون العرب من المنظمات الإسلامية الإرهابية التابعة للقاعدة وفروعها وهم بضيافة فلول النظام الساقط في الفلوجة حيث صار واضحاً أن التفجيرات والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية قد توقفت أيام محاصرة المدينة وعادت ثانية بعد رفع الحصار عنها.
3- ( جيش المهدي) بقيادة مقتدى الصدر وهو صناعة إيرانية مفضوحة. ويتكون هذا الجيش من المخدوعين المضللين من فقراء الشيعة المراهقين ومن بقايا فدائيي صدام حسين والمجرمين العاديين الذين يتحينون الفرص للنهب والسلب وكذلك الإرهابيين الذين تبعثهم إيران بالجملة، سواء من المسلحين أو الإعلاميين أو الاستخبارات الإيرانية التي غزت العراق بعشرات الألوف. كما أفادت الأنباء أن القوات الأوكرانية ألقت القبض على 40 مسلح إيراني على الحدود قبل أسبوعين. كذلك أعلنت إيران عن فتح التطوع للانتحاريين للقيام بأعمال القتل والتخريب في العراق حيث تقدم ألفان لهذا العمل التخريبي باسم الدفاع عن الإسلام والعتبات المقدسة. (للمزيد عن الدور الإيراني التخريبي اضغط على الرابط أدناه رجاءً) [1].
4- الدعم المالي واللوجستيكي الذي تقدمه كل من سوريا وإيران وبعض المنظمات العربية للإرهابيين. وقال أحد العربان صراحة أنهم يتمنون أن يغرق العراق في هذه الفوضى كثمن لتحرير فلسطين. (راجع مقالة يوهان هاري في الإنديبندنت اللندنية يوم 18/6/2004). وهذا يمثل رأي قطاع واسع من العرب.

كيف نواجه الإرهاب ؟
لقد عانى الشعب العراقي لمدة 35 عاماً من النظام الساقط، من الظلم والقهر والاستلاب والحروب العبثية إضافة إلى تدمير النسيج الإجتماعي والإنهيار الفكري الذي عادة يرافق الإنهيار السياسي حيث صار الجيل الذي تربى خلال ذلك العهد الأسود والذي يشكل حوالي 70 بالمائة من الشعب، معظمهم لا يعرف حقوق المواطنة وتلاشى عنده الشعور بالانتماء للوطن ليحل محله العداء له وإبداء الولاء للانتماءات الثانوية مثل العشيرة والطائفة..الخ وقد عبر عن ذلك بعد سقوط النظام البعثي بتدمير مؤسسات الدولة ونهبها وحرقها كانتقام من السلطة الساقطة. وهذا الوضع الاجتماعي المتردي يحتاج إلى وقت طويل لمعالجته.
وعليه أرى أن نكون واقعيين في معالجة هذه المشكلة الكبيرة التي تهدد العراق والمنطقة والعالم. فعملية تحرير العراق ودمقرطته لا تقبل المساومة ولا الفشل، لأن الفشل معناه نهاية العراق وتحويله إلى جمهورية طالبانية يحكمها بن لادن ومنها سينطلق الإرهاب على دول المنطقة والعالم كله. لذلك يجب أن نكون موضوعيين في تناولنا لهذه المشكلة والتعامل معها بموضوعية، بعيداً عن العواطف والمزايدات الرخيصة والمثاليات والبلاغات الإنشائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
إن الشغل الشاغل للمواطن العراقي اليوم هو توفير الأمن ولقمة العيش والكرامة قبل أي شيء آخر وقبل الحديث عن الديمقراطية، إذ لا يمكن تطبيق الديمقراطية في بلد تحول إلى غابة للوحوش الآدمية، سيطر عليها الزرقاوي وأتباعه من القتلة. يجب أن يعلم المثاليون الطوبائيون أنه لا يمكن تطبيق الديمقراطية في بلد يحترق ولم يعرف الديمقراطية طيلة تاريخه. فهناك بعض المثقفين يريدون معاملة العراق كما لو كان سويسرا.
لا يمكن الإنتقال من نظام صدام حسين الدموي إلى نظام توماس جيفرسنون الديمقراطي مباشرة دون تحضير. وقد أكد ذلك مايكل فوكوياما، أستاذ التاريخ في جامعة هارفرد، أن ما يحتاجه العراق اليوم هو قيام حكومة حازمة للتخلص من الإرهاب وفرض الأمن والإستقرار أولاً وقبل كل شيء ومن ثم الانتقال إلى الديمقراطية. وهذا لا يعني التخلي عن دمقرطة العراق، ولكن لا يمكن تحقيق هذا الهدف النبيل بدون استتباب الأمن وضمان معيشة الناس ومن ثم تهيئة الظروف للديمقراطية خطوة خطوة وفق مبدأ الأولويات. إن أهم عمل تحقق لحد الآن هو إسقاط النظام الفاشي الذي كان يشكل العائق الأكبر أمام الديمقراطية. والمجرمون الآن هم وحدهم المستفيدون من الحرية بعد سقوط نظام البعثفاشي بسبب الإنفلات الأمني، أما الغالبية العظمى من الشعب فيعيشون حالة الرعب والخوف ومطلبهم الأول هو الأمن قبل كل شيء آخر.

لذلك أطرح أدناه بعض الاقتراحات لمعالجة الموقف المتأزم، مع تأكيدي على أنني ذكرت البعض منها في مقالات سابقة، وعليه فلا ضير من إعادتها كبرنامج متكامل:

1- أتفق مع مجلس أمانة العاصمة في بغداد في فرض حكم الطوارئ أو الحكم العرفي و حتى فرض منع التجول إثناء الليل بدون أي تردد. وأناشد المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي عدم الاهتمام للناقدين لهذه الخطوة الحيوية.
2- القيام بتطهير أجهزة الشرطة من العناصر المتخاذلة والمتعاطفة مع المخربين وبذل جهد أكبر في حسن اختيار الراغبين بالعمل في سلك الشرطة وقوات الدفاع المدني وذلك بإعطاء الأولوية لأبناء ضحايا النظام الساقط على أن يكونوا غير مؤدلجين أو حزبيين.
3- تجهيز الشرطة بكافة الأجهزة الدفاعية والوقائية وتربيتهم على الانضباط وتطبيق حكم القانون لحماية أرواح الناس وممتلكاتهم.
4- تحديد يوم معين لفرض منع التجول لمدة 24 ساعة في كافة أنحاء العاصمة بغداد الكبرى وإجراء تفتيش البيوت والمؤسسات والأوكار وتمشيطها للبحث عن الأسلحة والمجرمين، بالضبط كما عمل صدام حسين في أوائل السبعينات أيام أبو الطبر. ففي العراق الآن الألوف من المجرمين الإرهابيين بحيث يبدو أبو الطبر ملاكاً بالمقارنة معهم. وإعادة العملية في جميع المدن العراقية دون استثناء.
5- تحرير سكان مدينة الفلوجة من الإرهابيين وذلك بمساعدة قوات التحالف وإجراء التفتيش بيتاً بيتاً عن السلاح والإرهابيين، ومحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم بحق الشعب وفرضوا حكم الطالبان على المدينة. وعدم فرض الضغوط على القوات الأمريكية بإيقاف العملية وإجهاض النصر كما حصل في المرة السابقة. فأهالي الفلوجة اليوم أشبه بركاب طائرة تم اختطافهم من قبل عصابات الإرهاب، يستصرخون الضمير العالمي لتحريرهم من الجناة وأخر هذه الصرخات رسالة من أرملة فلوجية إلى الشاعر العراقي داود الحسيني، قتلوا زوجها لأنه رفض تأييد الإرهابيين الذين خططوا لتحويل العراق إلى بركة من الدماء في الأيام القادمة، على حد قول السيدة. (للإطلاع على الرسالة أضغط على الرابط في نهاية المقال رجاءاً) [2].
6- غلق الحدود مع سوريا وإيران خاصة وتشديد الحراسة عليها.
7- إعادة حكم الإعدام لمن يستحقه وإعلان معاقبة المجرمين والتشهير بهم في وسائل الإعلام لأن الغرض من العقاب ليس فقط معاقبة الجناة بل وكوسيلة ردع للآخرين وهذا الأسلوب متبع في الدول الديمقراطية الغربية Name and shame.
8- طرد مراسلي الفضائيات العربية التي تحرض على الإرهاب في العراق والعمل على منع وصول بث هذه الفضائيات للعراق إن كان ذلك ممكناً من الناحية التقنية.
9- الاهتمام بالإعلام العراقي وتحسينه لنشر الثقافة الوطنية والديمقراطية والإنسانية وروح التسامح مع المختلف في الرأي والمعتقد الديني والسياسي والفكري وإعادة ثقة المواطن العراقي بنفسه ووطنه وشعوره بالانتماء إلى العراق والحرص على سلامته.
10- مشاركة المواطنين في مسؤولية محاربة الإرهاب ومحاربة اللا أبالية المتفشية بين الناس وتشجيعهم على التعاون مع المسؤولين في الأجهزة الأمنية للقبض على المجرمين وعدم إيوائهم.
11- مطالبة رجال الدين من جميع الأديان والطوائف بإصدار الفتاوى ضد الإرهابيين واعتبار أي عمل تخريبي ضد الشعب والوطن مدان دينياً.
12- لا شك أن هناك وسائل أخرى يمكن اعتمادها بهذا الخصوص فعلى المسؤولين الاستفادة من جميع الآراء البناءة المخلصة عدم التهاون في هذه المسألة الأمنية الخطيرة ولا تأخذهم في الحق لومة لائم.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمات الإنسانية.. بين حقوق الضحايا وحقوق المجرمين؟؟
- هل تحول اليسار إلى حركة رجعية ؟؟
- هل حقا حتى الزهور محرمة في الإسلام؟
- أي نظام رئاسي يصلح للعراق
- أي نظام انتخابي يلائم للعراق؟
- مقترحات حول الإحصاء السكاني القادم في العراق
- مؤتمر باريس للتضامن مع -المقاومة- العراقية
- لا لتدمير سجن -أبو غريب-!!
- حبل الكذب قصير
- سجن -أبو غريب- فضيحة عربية أكثر منها أمريكية
- الإبراهيمي على خطى ساطع الحصري
- الساكت عن الحق شيطان أخرس
- اقتراح حول العلم الجديد
- حول إعادة البعثيين السابقين إلى وظائفهم
- لمواجهة الإرهاب.. الأمن أولاً والديمقراطية ثانياً
- أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة
- هل مقتدى الصدر مخيَّر أم مسيَّر؟
- فدائيو مقتدى- صدام، يفرضون الإضرابات بالقوة
- بعد عام على سقوط الفاشية..التداعيات وأسبابها!!
- شكراً مقتدى!... على نفسها جنت براقش


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالخالق حسين - الإرهاب في العراق.. الأسباب والإجراءات المقترحة لمواجهته