أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الحرية والعلمانية، سورية نموذجا.















المزيد.....

الحرية والعلمانية، سورية نموذجا.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إن إشكالية الحرية، التي تعرضنا لها في عدة، دراسات ومقالات، لاتنفك، تحضر بوصفها، المدخل الحقيقي لفعل معارض، يعي ذاته على الأقل، في قضية لها بعد أنطولوجي في حياة الفرد، حتى قبل أن يتحول إلى مواطن، في دولة، هي دولة القانون والحرية، إننا في الفكر السياسي السوري المعارض ندور في حلقة مفرغة، لغياب التأسيس النظري لإشكالية الحرية، وهذا ما يجعلنا نتوه في بحر من الأيديولوجيات، غير الخصبة، والتي أطلت منها علينا أيديولوجية جهادية رمزيا، أسميناها في وقت سابق العلمانية الجهادية، اشتقاقا من فهما، دوغمائيا لمفكرنا الكبير جورج طرابيشي، وأطلت من ثقب كان مغفلا، وهو ثقب المسالة الطائفية، والدينية، وخطرها على المجتمع السوري- هذا إن أبقى النظام الحالي، في سورية ما يمكن أن نسميه مجتمعا، وان أسميناه، فهو مجتمع لا يشبه بأي حال من الأحوال، أيا من المجتمعات، لا على المستوى النظري ولا على المستوى التجريبي. كنا ناقشنا من قبل، الخلل الفكري وانعكاسه على المستوى السياسي، لدى النخب القومية، والماركسية، وماتبقى منهما مجموعا، ومرفوعا لإس علماني مزيف. الحرية هي الهدف، وهي تاليا الوسيلة، لنضالات علمانية، وغير علمانية.
لا افهم في الحقيقة، كيف يفكر أصحابنا العلمانيين في سورية، إذا كانت السلطة قابضة على المستوى الثقافي والتعليمي" الأهلي منه والحكومي، فكيف لهم أن ينشروا ثقافتهم العلمانية هذه؟
وهل تسمح السلطة بتجاوزها، في هذه المساحة، إذا كانت هي نفسها تزايد على الجميع بعلمانيتها المنخورة طائفيا؟!
وقبل أن نتابع نسأل" لماذا نركز نحن على هذا الجانب؟ والسبب واضح إن العلمانيين في سورية هم أعداء للحرية، بلا تردد هم موالون للنظام مباشرة او مناورة، مداورة أم مصارحة، كالتيارين القومي والإسلامي العربيين. ولهذا نحاول منذ زمن أن نخوض في الحقل الخطر، بالنسبة لنا الأمر نزعم انه واضح" الحرية هي نقطة الخلاف الأصيلة مع السلطة، ومع الإسلاميين من كل نوع، هنا مأزق المعارضة السورية في الحقيقة، الإسلاميون يخافون الحرية معتقدا، ويخافون أن تأتي، دون أن يكونوا في المقدمة، والسلطة بنيويا هي عدوة للحرية، وعداءها للحرية هو سبب استمرارها، وستبقى.كذلك لعدة أسباب لسنا بوارد التحدث عنها الآن، ولكن الحرية التي تعيد للمواطن حقه في المشاركة بمصيره العام والخاص. وتعيد له حصانته القانونية تجاه غول السلطة، الذي يبتلع نصيبه كمواطن في الثروة القومية، قمعا، وعلى عينك يا تاجر. هنا تكمن لب المشكلة، في مشروع البرنامج المقدم لحزب الشعب الديمقراطي إلى مؤتمره السابع المزمع عقده قريبا، هنالك هاجس للحرية واضح المعالم عندما يتطرق الرفاق والأصدقاء إلى انسداد الأفق السوري جراء استمرار الاستبداد. رغم ملاحظاتنا الكثيرة على الوثائق المقدمة، لكنها أنضج وثيقة سياسية حزبية معارضة أنتجت منذ عقدين واكثر..أقصد منذ انهيار السوفييت. سنحاول بالتأكيد مشاركة الرفاق في حزب الشعب بمناقشة الوثائق، في وقت لاحق.
استطاعت الوثيقة البرنامجية: ان تضع مشكلة الحرية في مكانها الصحيح. رغم ما حاولت أن تبعثر خطابها قوميا، وماركسيا، والتركيز أيضا على نقطة مهمة، أن غياب الحرية، هو السبب في تكريس نظام سياسي استبدادي، ونظام ثقافي فيه من السوس ما نخر جسد المجتمع السوري الوليد، حتى أصابه الاعتلال.
هنالك إذن إشكالية رئيسية تتمحور حولها كل إشكالات المجتمع الأخرى، وهي إشكالية الحرية، أما العلمانية، وقضية الإصلاح الديني، فكلها مهام تنجز في ظل دولة القانون والحرية او بالتساوق مع تاسيس دولة الحرية. هكذا علمتنا على الأقل التجربة التاريخية في المجتمعات البشرية، ولم تتقدم العلمانية بوصفها إشكالية مركزية، إلا في سورية وليبيا والسعودية، لكي يتم تغييب مشكلة النظم مع الحرية. الآن يستطيع الرئيس بشار الأسد بتعديل الدستور وإلغاء المادة الثالثة، والتي تنص على أن الإسلام دين رئيس الجمهورية! لكن من الصعب إن لم يكن من المستحيل إلغاء المادة الثامنة التي تنص على أن البعث قائدا للدولة والمجتمع، لأنها الغطاء القانوني، ذو منبت شرعيا ثوريا! تتيح استمرار عمملية الاستفتاء بدل الانتخاب على منصب رئاسة الجمهورية. أين العلمانيين من هاتين المادتين؟ لانسمع لهم فيهما صوتا، ولاحتى الإسلاميين نسمع لهم صوتا في قضية المادة الثالثة...ربما هذا الطابع السجالي، لما يدور الآن، يؤشر، على أن الجميع مدرك..بما فيها النظام، أن سورية غير بقية البلدان، وقد أصبحت الآن، امام معضلة، لاتستطيع تغطيتها، وتتمحور حول سؤال" وماذا بعد؟
مفهوم أنه في زمن ما كان السياق ثوريا واقتضى وجود المادة الثامنة من الدستور؟ ولكن الآن.كيف سيبرر البعث نفسه، بعد ان سقطت شرعيته الثورية، منذ زمن بعيد؟ كيف سيجد مادة دستورية، تحل محل ما بعد شرعيته الثورية؟ أم أنه يريد اجتراح حل من أثنين: إما قذافي جديد قائدا لثورة مدى الحياة؟ أو ملك جديد. ويصبح أسمه حزب البعث الملكي الأشتراكي؟
السياسية محورها الحقيقي في عالمنا العربي عموما وفي سورية خصوصا" الفساد- القمع- الدولة، ثلاثية السلطة المستخدمة أبدا...لا تحلها العلمانية..بل تحلها الحرية، ولهذا العداء مطلق ومستحكم للحرية من قبل السلطة" هنالك من ينظر في سورية من العلمانيين، ذو اللاشعور الطائفي، وأحيانا ذو الشعور الطائفي، إلى أن الأمور أفضل من زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد، ونحن نقول هل مقياس القمع هو بالكم أم بالكيف؟ ثم هل الفساد تراجع أم تقدم؟ وهل الهامش الموجود فعلا لنخب متشظية تكتب، دون أن تصل للشارع، مقونن أم هو عبارة عن لغم، ومتنفس، ولعبة يمارسها النظام تجاه الغرب؟ من هذه الأسئلة نستنتج أن الحرية هي المحور.
الحرية تعني تداول السلطة، وتعني توزع مراكز القوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، تنافسيا داخل الحقل السياسي والمدني، وليس تمركزا فاسدا للقرار.
الحرية تعني: إحساس الفرد بأن لصوته قيمة ووجود في معادلته اليومية.
الحرية تعني: مشاركة المجموع عبر تمثيلاتهم التي يختارونها بطريقة حرة ومصلحية تماما، في تقرير مصير الأمة- الدولة، أو الدولة- الأمة..
الحرية تعني: حرية التعبير والتظاهر والمعتقد...
الحرية في حقل السلطة- الًملكية، هو العدو رقم واحد..






#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب والمعلقين عن زيارة الحريري إلى دمشق.
- فيلم داوود الشريان عن زيارة الحريري لدمشق
- الجزء الثاني- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي.
- إعلان دمشق في ذكراه الرابعة
- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي
- العلمانية كبدعة إسلامية عربية!
- العراق وفلسطين...رجل منهك وإمرأة ضائعة.
- ساركوزي وطني فرنسي- زيارة متخيلة لفرع فلسطين!
- لماذا يعتقل الصحفي معن عاقل؟
- الحوار المتمدن قضية حرية.
- حول المآذن السويسرية مرة أخرى.
- البيان الوزاري لحكومة الشيخ سعد الحريري.
- منع المآذن في سويسرا وقوننة التواجد الإسلامي.
- العرب ليسوا غائبين.
- تعميقا للحوار بخصوص مسودة قانون الأحوال الشخصية.
- مرة أخرى قانون مدني سوري للأحوال الشخصية.
- الحلف الإيراني- السوري أسبابه داخلية 2-2
- الحلف السوري- الإيراني، أسبابه داخلية.
- حكومة وحدة وطنية، يعني وصاية الرئيس الأسد.
- دمشق لازالت تنتظر.


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الحرية والعلمانية، سورية نموذجا.