أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - معطوب يا ولدي معطوب!!!















المزيد.....

معطوب يا ولدي معطوب!!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلتم يا دكتور مبارك في ردكم التهكمي الذي تناولني، وتعففتم فيه وترفعتم وحوقلتم واستغفرتم لأنكم أصبحتم على قائمتي البريدية، وتدنس بريدكم الناجي من النار ببريدنا الضال، ( فعلا من المستغرب كيف أصبحتم على قائمتي البريدية مشكلة عويصة ولاشك، المهم ما علينا)، قلتم بأن الإسلام يعامل بالمثل، وقبل الولوج في الموضوع لا بد من إيضاح قضية البريد، فقد أخذت من الصديق الحيوي الرائع، ورائد المدرسة الحيوية الفيلسوف الدكتور رائق النقري، قائمته البريدية، واستأذنته بإرسال رسائلي إليها، وفقط لظني، وإن كل الظن إثم ها هنا فقط، أن كل من في القائمة هم بقامة الدكتور النقري ومستوى ثقافته ورجاحة عقله وسعة معرفته، وقلت علني أصل لتلك القمم العالية والهامات الباسقة، ولكن أقدم اعتذاري الشديد لك بسبب ارتكابي جناية وضعك بجانبه، التي لا تغتفر، وهو الذي يستقبل رسائلي وبريدي على "ضحالته وتناقضاته"، بكل اهتمام ورحابة صدر واحترام، وعهداً، أنني لن أكرر هذه المهزلة الصبيانية مرة أخرى، وأعبث ببريدك المقدس ، وبالعودة للموضوع فقد قلتم أن الإسلام مع مبدأ المعاملة بالمثل، ونحن نقول جازمين، ومع إيماننا بإسلام ديناميكي حيوي متطور عقلاني متجدد، وليس الإسلام الجامد المتصادم المتجمد القاتل لنفسه وللآخر، ومع إيماننا المطلق بتطور المفاهيم وتغيرها وتبدلها وتجددها وتطورها، فالإسلام ذاته لم يكن في إحدى وجوهه، سوى تطويراً وتجديداً للكثير من المفاهيم والقيم والسلوكيات، وحتى الطقوس الدينية التي كانت سائدة في الجاهلية، وأعتقد أن الأمثلة أكثر من أن تذكر وتحصى هنا، نقول بأن الإسلام لن ينحدر إلى مثل هذا الكلام وليس البتة، مع مبدأ المعاملة بالمثل، وهو بالقطع، مع الحيوية والديناميكية المحمدية الذرائعية الواقعية التسامحية الوسطية المعهودة، وفي هذه المناخات العولمية الانفتاحية، كان "سيد الخلق"، سيسقط ذلك المبدأ الموغل والمغرق في عصبويته كما في عصابيته، لأن في إسقاطه، وبكل بساطة، مصلحة جمعية كبرى، وللمسلم، نفسه، قبل أي إنسان آخر. وتأكيداً لذلك، فالإسلام الأصيل، وليس الإسلام الأشعري الحالي، لم يعامل بالمثل، قط، كلا وحاشاه، فالرسول (صلعم)، نفسه، صاحب الرسالة والأمانة المنزّلة، نفسه، لم يعامل الناس بالمثل، ولن أعيد لك حادثة فتح مكة، الأشهر، التي تعرفها جيداً، وكيف عامل الرسول الكفار الذين عذبوه، وكانوا وراء هجرته للمدينة في حادثة الفراش الشهيرة، وقال لهم اذهبوا وأنتم الطلقاء، وما أدراكم ما الطلقاء يا دكتور؟ ألم يفعل رسول الإسلام هذا أم أنني أقول تناقضات؟ كما أجزم، لو كان "حبيب الله"، حياً، وبين ظهرانينا اليوم، لما غالظ، وضيق على ذمي ونصراني، وعلى عكس العهدة العمرية الأشعرية، وهو القائل "من آذى ذمياً فقد آذاني، وهو الذي عاد اليهودي بمرضه وهنأه بسلامته واطمئن عليه، فهل تعتقد أن من يعيد مريضاً، ويشاركه آلامه، سيحرّم تهنئته بأفراحه وأتراحه كما تطالب أنت وشيخنا الجليل، أطال الله في أعماركما؟ هل أنا، العبد الفقير، في موقع أن ألقي عليك بعضاً من مواعظ تراث الدين الإسلامي وسلوكه القويم والأخلاقي الرفيع يا دكتوري الفاضل، كلا وحاشاني وحاشاك، من هذا وذاك؟

اقتباس من مقال الدكتور: (بلادنا العربية تحوي المسلمين والمسيحيين وغيرهم ولكن مما لا شك فيه أن الطابع العام هو الطابع الإسلامي الذي يعطي للأديان الأخرى حرية ممارسة أديانهم وإقامة شعائرهم والاحتفال بمناسباتهم دون أن تطغى تلك الممارسات والاحتفالات على صورة الدولة العامة . ونحن كعرب مسلمين نفتخر أن أقدم كنائس الأرض هي في بلادنا وأننا نعيش في وئام مع إخواننا المسيحيين وتربطنا بهم وشائج المواطنة والوطنية وأذكر أن والدي رحمه الله كان صديقا حميما لفارس الخوري الذي كان محبوبا من كل الشعب السوري على السواء وكان هو من دافع عن المسلمين في المحافل الدولية). انتهى اقتباس الدكتور

ولن أقول لك بأنك اعترفت وبعظمة لسانك في قولك، بأن المسيحيين سباقون في هذه البلاد، وهي بلادهم الأصلية، فمن أين أتى الإسلام وأين ذهب أولئك "النصارى"، ولماذا تناقص عددهم؟ ألا تعتقد يا سيدي، أنه وفي ظل تسامح الإسلام، كان من الأولى والمنطق، والمفترض، أن تكون أعداهم متزايدة، وألا تتناقص، أو بنسب نصفية ومتساوية على الأقل، وليس كما حصل، وكما يحصل لهم اليوم في العراق وغيرها؟ أعتقد أن المجال هنا للاعتذار من المسيحيين، أصحاب الأرض الأصليين، وليس للافتخار بأن المسلمين سمحوا لهم بالبقاء في بلادهم الأصلية بعد احتلالها، وإلغاء ديانتهم ومنعهم من ممارستها والاحتفال بها؟ والحق أن المسيحيين هم من يجب أن يشكروا لأنهم أفسحوا بالمجال للمسلمين باحتلال أراضيهم، وإقامة شعائرهم وطقوسهم وليس العكس، إن كنت تريد المنطق السليم؟ أم أنك تقصد أن مجرد بقائهم على قيد الحياة في الدول الإسلامية هو مكسب وصيد ثمين، ولم تقطع رؤوسهم وينكل بهم، وكان يجب إفنائهم عن بكرة أبيهم؟ هل حياة الناس ملك لأي كان يتحكم بها، ويتفضل و"يمننهم" بها؟ هل هانت حياة ومصائر الآخرين لهذا الحد؟ هل تقصد هذا فعلاً يا دكتور؟ هل تقصد أن تقول أن هذه البلاد أصبحت ملكاً للإسلاميين لأنهم احتلوها من المسيحيين وأقاموا دولتهم عليها؟ هل يذكرك هذا بمنطق الإسرائيليين في فلسطين؟ لا أعتقد أنك تقصد هذا البتة، فالمسلمون لم يحتلوا بلاد المسيحيين على الإطلاق، وهو الأرجح الصحيح!!!! ثم إذا كنت متسامحاً وطيباً ، وحنوناً، كما تقول، ونحن نتكلم من منظور الدكتور الديني، لم لا تعيد لهم بلادهم ودولهم وآثارهم وكنائسهم الموجودة قبل الإسلام بكثير، وتسمح لهم بممارسة شعائرهم فيها، وترتاح وتعود إلى المكان الذي أتيت منه، في الصحراء، هناك، حيث لا يوجد مسيحيون هناك؟ وكلامنا هنا كله وفقا ًلمنطق الدكتور طالما أنه اعترف بحقوق وأسبقيات فلم لا تعود الأمور لنصابها؟ هل احتلال أرض يضفي شرعية على هذا الاحتلال؟ وكله من منطق الدكتور الديني وليس الوطني؟ ماذا لو أصبح المسيحيون قوة كبرى، وطردوا المسلمين، يوماً ما، من هذه البلاد، ومارسوا على البقية "العنصرية والاضطها"، كما فعل السويسريون؟ هل يقبل أحد بهذا المنطق والكلام؟ وصحيح كما قلت، بأن والدك، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، بأن فارس الخوري دافع عن المسلمين، وهذا هو ديدين المواطن الصالح، والسلوك القويم والتفكير السليم، فلم لا تقوم برد الجميل، وإكراماً لروح المرحوم والدك، وتدافع عن المسيحيين كما فعل الخوري مع المسلمين، ودافع عنهم، وتسمح لهم أنت والشيخ القرضاوي بممارسة شعائرهم؟ أليس هذا وفاء للسيد الوالد رحمه الله أم أنك مصر على معاملتهم بالمثل، وأي مثل يا دكتور، فما الذي فعله معك مسيحيو سوريا؟ دعهم يمارسون طقوسهم، رجاااءًًً. (ومعليش، حرام، خطيّ)!!

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فهناك، ولاشك، وفي الجانب الوضعي من الموضوع، و"خلينا" في الجد، فرق كبير بين الدولة الوطنية، والدولة الدينية سواء كانت إسلامية أم مسيحية أم يهودية أم بوذية أم شيطانية، وأرجو من الدكتور الفاضل المبارك، أن يدلني بسبب من حالة نقص بداهة مزمنة أعاني منها ومن تداعياتها لأنني أكتب متناقضات كثيرة، هل يعيش السيد الفاضل في دولة وطنية شعارها المواطنة والقانون والدستور، أم في إمارة دينية وطالبانية، على غرار إمارة طيب الذكر الملا عمر حفظه الله، وتمارس الاضطهاد والتفرقة الدينية والتمييز العنصري ضد الجميع؟ وأرجوه وأن يقول لنا بصراحة في أيهما يريد أن يعيش؟ في دولة المواطنة المتعددة الأعراق والمشارب والأديان، أم في دول الملالي والشيوخ والوعاظ والفقهاء وفي الإمارات الإسلامية، المسماة دولاً عربية، وبوجود تكفيريين، وتخوينيين، وعقائد وأفكار فاشية وعنصرية تزدري الآخر، وتضع نفسها في مواضع أرفع وأسمى وأنقى وأطهر من الآخر (لعله قد تواردت لذهنك الآن العهدة العمرية). أما إذا كان قد مر عليك أثناء دراساتك، مصطلح الدولة الوطنية، وماذا تعني في القاموس السياسي الحديث فلا أعتقد أنه يجوز لك أن تتبنى خطابك هذا، بأية حال. بل إن كنت تؤمن بالدولة الوطنية، وليس الدينية، لوقفت في صفي ضد تصريحات شيخنا الجليل الاستفزازية والتحريضية ضد مواطنين سوريين. وإذا كنت تريد العيش في دولة المواطنة، وهذا حقك الطبيعي، ومكفول لك في مواثيق حقوق الإنسان، فيجب عليك القبول بشروط وقوانين الدولة الوطنية، التي لا تفرق بين مواطن وآخر بناء على دين وعرق وتسمح للجميع بممارسة طقوسهم وشعائرهم بحرية متساوية. (هل سمعتم سيدي الفاضل، بشخص مسلم اسمه باراك حسين أوباما يحكم إمبراطورية البروتستانت الأعظم في التاريخ وأنت مواطن أمريكي أو تعيش في أمريكا على ما فهمت، و"سيبك من حكاية مسيحية أوباما")؟ أما .إذا كنت ترفض الدولة الوطنية فعليك أن تمتنع، فوراً، عن زيارة أمريكا وأن ترمي لهم جوازهم الأمريكي، وعليك العودة إلى أفغانستان أو قندهار والسعودية، أو إلى إمارة المحاكم الإسلامية الصومالية حيث يتبنون خطابك هذا ويطبقونه وبالحرف، وحيث لا يوجد أي "نصراني" يتجرأ أويفكر مجرد التفكير بالاحتفال بـ"بدعة" الكريسماس، والعياذ بالله، ولن تجد واحد "متناقض" مثل نضال نعيسة، يبعث برسائل إليكترونية "ضالة" ومتناقضة، للفرقة الناجية من النار، وعندها فقط سنصدق الدكتور الفاضل، في وحدة معاييره، أما ازدواجيتها فلا وألف لا، ولن يكون لأية كلمة مما قال، وزن على الإطلاق.

والأصل، والأصل، ثم الأصل أيضاً يا دكتورنا الفاضل أن تطلب أنت السماح منهم لك بممارسة طقوسك وشعائرك، وفقاُ للمنطق الديني، وإحقاقاً لحقه، طالما أن اعترفت بأن البلاد بلادهم، وأنهم هم الأصل وآثارهم سابقة وواضحة، وأنت الوافد والطارئ والقادم إلى هذه البلاد من عمق الصحراء بثقافتك المعروفة، لا أن تأتي أنت إلى أرض، وتحتلها، وتمنع الآخرين من ممارسة طقوسهم وشعائرهم؟ أنا لا أفهم كيف أن شخصاً يأتي لمكان ثم يمنع أصحاب هذا المكان من ممارسة حياتهم بالشكل الذي ألفوه وعرفوه أبا عن جد؟ "شفت التناقض بعينك"؟ هل هذا ما يحاول البعض فعله في سويسرا وغيرها في بلاد "المشركين"، والكفار؟ هل سيأتي يوم على الأوروبيين يطلبون من الشيخ القرضاوي السماح لهم بالاحتفال بالكريسماس؟

أعترف لك، وما شاء الله عليك، وأنت دكتور "قد الدنيا"، بأنني لن أستطيع أن أجاريك البتة دكتورياً، وفكرياً، فأنا لست دكتور مثل حضرتكم، وأرجو أن تتقبل وتتواضع بسماع هذه التناقضات من ناس غلابة ودراويش وعلى البركة ويتطفلون على بريد الآخرين. (هل تعلم لماذا لم أصبح دكتوراً مثل جنابكم؟ بسبب التناقضات نعم، ولأنني لم أكن محظياً ولا مرضياً، ولا مسيساً، ولا ابن "ذوات"، أو من "إياهم"، وبسبب ظلم دولة البعث "تبع رسالتكم الخالدة"، لي رغم أنني، وبكل تواضع، كنت من أوائل الخريجين من كلية الآداب اللغة الإنكليزية وبمعدل عام قدره 70%، وما أدراك ما يعني هذا المعدل المرعب، وفي الأدب الإنكليزي في العام 1980، في زمن عمالقة الأدب الإنكليزي الذين مروا على تاريخ جامعة دمشق، وأخص بالذكر منهم، ممن لا يفارقون قلبي ووجداني، وأتشرف بأنني تتلمذت ذات يوم على أياديهم المباركة، وهم مع لقب الدكتور أمام اسم كل منهم، ، ياسر الداغستاني، عادل عبد الله، غسان المالح، هاني الراهب، غسان المالح، زهير السمهوري، موسى الخوري، يوسف البجيرمي، تلك المنارات الباسقة التي لم يكن ليتخرج من "تحت يدها" إلا كل طويل عمر، كما يقول المثل، نظراً لمهنيتهم العالية، والتزامهم الأكاديمي الرفيع، ورحم الله من توفى منهم، وأطال بعمر من هو على قيد الحياة).

الأمر الأهم، لو أخذنا كلام شيخنا الجليل على محمل الجد، وفي دولة المواطنة السورية على وجه الخصوص، فهذا يعني ألا يكلم أي سوري أي سوري آخر، ويقاطع الجميع الجميع، نظراً للتنوع الفريد والغني الذي يملكه هذا الوطن العظيم، ولوجب على الجميع، وتطبيقاً للعهدة العمرية، أن يفسحوا بالمجال، في الطريق، للأشعري، والوهابي، والسلفي، بينما الآخرون، هم مجرد مواطنين درجة ثانية وربما رابعة وخامسة أمام عظمة، وتفرد البدوي العربي القادم من الصحراء، ويؤدون له فروض الطاعة فقط لأنه يدخل الحمام برجله اليمين. هل هذا ما قصدته يا دكتور مبارك، واعذرني بسبب حالة الانكماش الدماغي، المزمن التي أعانيها؟ هل تريد أن تحيا في دولة دينية وتمارس فوقية طقوسية وإيديولوجية على الآخرين، ولا تسمح لهم إلا بممارسة ما يحلو لك ويوافق مزاجك؟ إذا كان هذا قصدك وعلى الغالب هو كذلك، وتماشياً مع العقل الأشعري الرهيب، فلم تحزن إذن حين يصوت السويسريون في "إماراتهم الدينية العنصرية"، على منع بناء المآذن، ويجزع لذلك أيضاً شيخكم الجليل، ما الفرق بينك وبين السويسري في هذه الحال، أم أن عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي لك المساوئ؟

حين أتكلم أنا، وبكل صدق، ليس من منظور تناقض عقلي وفكري، بل لكي تصبح أوطاننا، يا دكتور، مثل أمريكا، ليس فيها أناس يهلعون ويرتعدون ويخطبون في المساجد احتجاجاً إذا احتفل أحد بعيد الميلاد. أمريكا هذه التي تشتمونها آناء الليل وأطراف النهار، أنت وربعك، وتحملون جوازاتها، والتي تذهب وتأتي أنت إليها، دون أن تمارس عليك فوقية دينية، وتمييز بناء على معتقد، نتكلم و"نقروش" نحن، بهذا الكلام الذي لا يعجبك، فقط لكي نصل لحالة يقطع فيها شيخ في المستقبل صلاته كي يدل يهودي، أو بوذي، أو مسيحي، على مكان صومعته، كي يمارس فيها حريته المعتقدية، وطقسه الديني، وكما فعل معك ذاك الكاهن النصراني، "الغريب"، وليس لأنني متناقض، وأتكلم "شروي غروي".

يعتقد ويقول كثيرون من المفكرين والمتتبعين لسيرة وتاريخ هذا الدين العظيم، أنه فقد حركيته وديناميته وتجدده مذ سيطر الأشعريون عليه واختطفوه من بين أيدي المعتزلة العقلانيين والتجديديين الذين أرادوا به الخير، وتوظيفه خدمة لشؤون العباد كما أراده النبي محمد (صلعم). نعم لقد سيطر عليه الأشعريون منذ ذلك الوقت ووضعوه في قوالبه الجامدة التي تأبى أن تتحرك وترفض الانزياح ولو بضعة مليميرات لتفسح للعقول المغلقة برؤية بصيص نور في نفق مظلم طويل وكئيب، والعبور نحو آفاق الانفتاح والتجديد والتطور والانعتاق، فمفاهيم الماضي السحيق، كما أطروحات دكتورنا الهمام أصبحت في خبر كان، ولا يمكن العودة إليها وإعادة إحياء "الرسالة الخالدة"، مرة أخرة كمن جديد لأننا أصبحنا في ظرف وشرط جديد، ينتج ما يتوافق مع راهينيته وما يلبي تطلعات شعوبه الحالية، لا تلبية متطلبات أزمنة آفلة وبائدة. ومن هنا عجز العقل الأشعري على مواكبة أي جديد، ولهذا لطالما رددت في سري وفي علني، ومحاكاة لقصيدة الرائع نزار، بأن العقل الأشعري معطوب، معطوب يا ولدي معطوب.

رابط الموضوع، ورد الدكتور صالح المبارك حول تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، رداً على مقالنا حول الدكتور القرضاوي:


http://damascusschool.wordpress.com/2009/12/26/%d8%af-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d9%81%d8%b8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%aa%d9%87-%d9%88%d8%a3%d9%84/






#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو طالب اليهود بحقوق تاريخية في السعودية؟
- لماذا لا يحاكم القرضاوي بتهمة التحريض على الكراهية والاعتداء ...
- إستراتيجية الجدران الفولاذية
- تهنئة لفضيلة الشيخ القرضاوي بأعياد الميلاد المجيد
- إلى زغلول النجار
- ماذا تبقى من ثورة الأرز؟
- الخليط الفارسي
- العلمانوفوبيا
- خليك ع النت
- كيف سيرد الخليجيون على طهران؟
- مكافأة البرادعي
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟
- الدين الكبير
- احذروا الاقتصادي الإسلامي
- يا ليتني كنت شاليطا


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - معطوب يا ولدي معطوب!!!