أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه















المزيد.....

مذكرات أنثى لاجئه


رباب العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 19:12
المحور: الادب والفن
    


-6-

مع سبق الأصرار " أكرهك "...
لن أفقد عقلي كـ جارتنا التي تزوج زوجها عليها ورحل مع زوجته الجديدة....
ولن أهذي بك كـ أختي التي تركها عشيقها وتزوج بـ امرأة أخرى...
بل سـ أضحك وسـ أجعل المطر يبللني...
يا مطر السماء فـ لتغسلي قلبي من حبه
يا مطر السماء فـ لتمحي بقايا رشفاته التي علقت فوق جسدي...

كيف لي أن أنسى ؟
وماذا أنسى ؟
ولماذا أنسى ؟
قصة الحب القديمة ,,,, المكررة - المملة...؟
أم جميع ابتساماتي لجميع رجال المحطة ...؟
أم بؤس الأغتراب ؟

أكرهُ أن أكون ضحية
وأكرهُ جميع الرجال لاسيما الرجال الذين يدعون الأحترام...
وأيضاً أكرهُ جميع النساء...
لا أعلم حقاً من يستحق أن أحبه من الكائنات الحية...
كيف لي أن أعبر عما بداخلي هنا وسط الأغتراب ,,, وسط الوجوه التي لا تعرف الابتسامة البيضاء...
مللت حقاً من معانقة خيباتي...

أعتذر,,, فـ قلة الدفء جعلني أهذي ,,, وهذه المرة هذيت بـ باولو كويللو حين قال :
" ليست جميع التفاحات بحالٍ جيدة "....
حالي ليس جيد
حالي ليس جيد
حالي ليس جيد...

2 مارس - 2009 م

* * *
-7-

أتذكر جيداً حين خاطبتني أمي يوماً ما بـ " الطفلة المتذمرة "...
ها أنا اليوم كبرتُ يا أمي ,,, مازلتُ طفلتك المتذمرة مع قليلاً من التغيرات الفسيولوجية...
لم أزل ارتدي حذاءً صغير الحجم...
ولم أزل أشكل ضفيرة بسنابل شعري الأشقر...
وكوب الحليب مازال ممتلئ فوق الطاولة ,,,, سأشربه...
تفاصيل كثيرة تحبيبنها مازلتُ أعمل بها لأجلك...

اليوم أنا الأنثى اللاجئة المتذمرة...
لا شي يروق لي ,,, ولا حتى شريط الذكريات الأحمر....
فـ تاريخ الأمس قد مات
وتاريخ اليوم أيضاُ يحضتر ,,, مجهز الكفن منذُ ساعة طول الشمس....
جميع التواريخ ميتة بالنسبة لي...

سـ أضحك ضحكتي العشوائية علني أهزمُ جيش الخيانة...
وعلني أنسى أنني لاجئه...

5 مارس - 2009 م

* * *
-8-

منذُ أعوام وأنا أكتب...
منذُ أعوام وأنا أتنفس الحبر ويتنفسني...
حبري الأزرق أصبح يمقتني ,,,, وأنا أعشقه... أعشقه... أعشقه...

ليتني أستطيع أن أغير شي من واقعي ,,, ولكنني ومنذُ أشهر تمرنت على اللا مبالاة...
أصبحت أنثى لا مبالية !...
أنثى فقدت جسد الفرح ,,, وأنكشفت عورة حزني....

وسطي " الأغبر" وسط يفتقر إلى الوفاء...
والرجل الوحيد الذي أحببته غادر قلبي ,,, تاركاً اشياءهُ الخاصة والعامة أمام عيني...
تبغهُ والمنفضة - جرائده التي تحمل بعض المقالات المهمه - وصندوق وضع به زجاجة عطر فارغة كنتُ قد أهديتها إياه ذات يوم...

كيف لي أن أقفز إليك وأعانقك ؟
أين أنت الآن ؟
وهل تعلم أين أنا ؟

الأفضل أن لا تعرف أين أنا ,,, أنا أصبحتُ لاجئه...
أمارس معصية الغياب رغماً عن أنفي ... رغماً عن أنفي...

أتذكر كيف كنتُ بجوارك ؟
نضحت ماءً حلوً ... حلوً..
والآن ,,, أنضح ماءً مالحاً ... مالحاً...
أتذكر مخدات فرعون وسيدة التناقض ؟...
أتذكر عام التلمود والجمود ؟....
أشعر أنك لا تذكر شي ... حتى أسمي !!...

سـ أتغلف بالصمت قليلاً
علني أبقى بخير...

6 مارس - 2009 م

* * *
-9-

حياتي أشبه بالقمار ,,, لعبة لا يساهم بها الحظ ...
أجل " حياتي لعبة قمار " ,,, والأرقام تعاكسني دوماً...
فقد ضربتني ضرباً سياط الشوق فلجأت إلى سيجارة الحلم ودخنتها دفعة واحدة ولم يتبقى منها إلا الرماد...!

بائسة - ضائعة أنا...
أقلب التقويم يميناً وشمالاً ,,, وأقول : ماذا دهى هذه الأرقام والأيام ,,, جميعها شحيحة الوصل ,,, منعتني عن معانقة من أحب...
لا أريد أن أكون وحيدة...
ولا أريد أن يصبح يومي هزيلاً...
بل أريد أن - يحتل - هو زمني ,,, فـ احتلاله لذيذ ... لذيذ...
ولكن..
أين هو وأين أنا !...

أنا مغتالة - يا رجلي - الغائب...
أنا طفلة لم ينجبوها ,,, بل أنجبت والداها...

لا تحزن...
فـ أنا مازلتُ داخل اللعبة...
سأتقنها...
وسوف أقوم بتنفيذ ما قاله أحد الأجداد ,,,, حين قال :
لكي تصل إلى ما لا تعرف
اذهب من حيث لا تعرف
لكي تصل إلى ما لا تتذوق
اذهب من حيث لا تتذوق
لكي تصل إلى ما لا تملك
اذهب من حيث لا تملك شيئاً...

سـ اذهب من حيث لا اعرف - لا أتذوق - ولا أملك شيئاً ولن أفقد شيءً مني....
سـ أصبح بخير رغم أنني داخل لعبة القمار ,,, وسـ أحاول أن لا أهزم...
وأنت...
أجعل قلبك بالقرب من قلبي ,,, فـ أنا مازلتُ لاجئة - ضعيفة وبحاجة إليك....

8 مارس - 2009م

* * *
-10-

هنا في هذا المنفى ,,, لا أفكر أن أكون امرأة مثالية - دقيقة الوقت - منظمة ومنتظمة....
لا أفكر أن أبقى ورقة بيضاء - خرساء...
لا أفكر أن أبقيك - سيدي المصون - ضمون جدول مواعيدي...
صدقني ,,, لا أفكر أن أسئلك لماذا أتيت ... ولماذا رحلت ... ومع من أمضيت وقتك....

متعبة أنا حد الموت...
وكيف لا أكون متعبة ورائحتك متشبعة داخل غرفتي !....
كيف لي أن أنساك ,,,, أخبرني بالله عليك ,,,, كيف ؟...

قل ما تشاء عني ,,, مجنونة ,,, غبية ,,, حمقاء...
لا يهمني ماذا تقول وبماذا سوف تنعتني هذا المساء وغدا وبعد غد....

وحيدة أنا حد الأختناق...
وأنت بعيد جداً ,,, جسدك ,,, قلبك ,,, وحتى عقلك ,,, جميعهم بعيدون كل البعد عني...
وأنا ,,, لا أفكر أن أبقى هكذا ,,, أنثى لاجئه تكتبُ الرسائل لـ رجل الأسفار...
لا أريد أن أكوم الأوراق فوق مكتبي ,,, لا أريد أن أكتب كلاماً أحمقاء مطعم بالحب...
لا أريد أن أشنق حروف العشق....

مايجعلني حزينة جداً ,,, أنك لم تكتب لي يوماً رسالة ما...
تخبرني فيها بأنك تحبني أو حتى تمقتني...
مايحزنني أنك لم تقل لي يوماً عبارة جميلة تجعلني أشعرُ بأنوثتي...
مايحزنني أنك جمعت قصاصات الحب التي كتبتها إليك ورميت بها داخل سلة المهملات....

ربما سـ أكتب مجدداً....
وربما لن ترى حرفي من جديد....

15 مارس - 2009م



#رباب_العبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة رسالة برجوازية (2)
- مائة رسالة برجوازية (1)
- يوميات غجرية (3)
- يوميات غجرية (4)
- إلى من أحب (2)
- إلى من أحب (1)
- يوميات غجرية (2)
- يوميات غجرية (1)
- أعترف
- محاولات عابثة
- الموطن والخريطة
- الخلخال
- فتاة العشق
- صدري عار!
- قهوة المساء
- أرحل.. لروح الشاعر محمود درويش
- امرأة تموز


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه