أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - قاعديون وحدويون ، ولكن ...















المزيد.....



قاعديون وحدويون ، ولكن ...


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 18:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


-1- تحية عالية للرفيق أرنستو، الذي تفهم بكل روح رفاقية ملاحظاتي النقدية لمقاله.. أحييك على تقديرك لوجه نظري المخالفة لما صرحت به من مواقف، وهو تقدم ملموس في اتجاه تعميق النقاش والحوار بين المناضلين الماركسيين اللينينيين المغاربة بطريقة رفاقية وديمقراطية.
وسأبدأ بالسؤال الأخير الذي طرحته ضمن تعليقك على مقالي، لأجيبك صراحة، بأننا فعلا عاجزون عن المراكمة الكمية والنوعية في اتجاه حل أزمة القيادة الثورية بالمغرب.. بل، وعاجزون عن التقييم الموضوعي لتجاربنا النضالية، وبالتالي عن تصحيح وتقويم أخطائنا، بعد الاعتراف بها.

-2- فهل سنظل مرهونين لمدة فاقت الثلاثين سنة، بادعاءات لا أساس لها من الصحة والوجود، تعيقنا في التقدم بنضالاتنا وفي مراكماتنا الكمية والنوعية إلى الأمام ؟
هل في اعتقادك، أن هناك من ضرورة بأن يجيب أحد قياديي منظمة "إلى الأمام"، بوجود فعلي لعلاقة تبعية أو توجيه أو انتساب .. ما بين "الطلبة القاعديين" و "منظمة إلى الأمام - ولو بنية المزايدة و الاستقطاب - ستحل مشاكل الحركة الطلابية و الحركة القاعدية ، و كل مشاكل الحركة الماركسية اللينينية المغربية ؟

-3- لقد حاولت جهدي بأن أبحث عن المزيد من الوثائق التي تثبت ما طرحت به من مواقف و تقديرات اعتبرتها دائما نسبية و أرجو التعامل معها بجدية و على هذا الأساس ، نتجاوز التقاييم العاطفية لحركة مناضلة غير محتاجة للتمجيد و تضخيم الذات .
فالحركة كما أسلفت جمعت بين تيارات و حساسيات يسارية اشتراكية جذرية مختلفة... عملت من أجل النهوض بالحركة الطلابية لإنجاز مهماتها و صد مخططات النظام و سياساته التعليمية الطبقية ... عملت كذلك على إعادة بناء اتحاد طلابي منسجم مع مبادئه التاريخية المعلنة ، الديمقراطية ، الجماهيرية ، التقدمية و الاستقلالية.
تجمعت الحركة و تأطرت و تفاعلت من داخل "النهج الديمقراطي القاعدي" ، الذي حاول و منذ نشوءه بناء تصوره للعمل ارتكازا على أرضيات طلابية توجيهية و برامج نضالية ، أجابت إلى هذا الحد أو ذاك عن مهام الحركة الطلابية خلال محطات مختلفة .. دون أن يتجاوز مجال نشاطه الطلابي و الجامعي ، و دون أن يتقوقع عن نفسه منعزلا عن النضالات الجماهيرية التي مازالت تلقى لها صدى قويا داخل الجامعة ، والتي خاضتها و تخوضها الطبقات و الفئات الشعبية المتضررة من سياسة النظام القائم بالمغرب ، كنظام سياسي اقتصادي قائم على القمع و الاستبداد و الاستغلال ...

-4- ما العيب إذن ، إذا تكلمنا عن الوحدة الهلامية ؟ خصوصا و أنني وضحت منذ البداية على أنني اعتمدت في تقييمي على تجربتي الشخصية التي دامت من 77 إلى 1984 ، تدرجت خلالها بمختلف مستويات المسؤولية داخل هياكل أوطم و هياكل الطلبة القاعديين .. و عاينت حينها عمق و حجم الاختلافات بين مختلف الحساسيات و التيارات القاعدية ، و عايشت الصراعات الداخلية ضد" التروتسكيين"و" البنيويين" و " البنيسيين " و "الكراسيين"... و كلها مجموعات و تيارات أنجبتها الحركة القاعدية!
فما الحاجة بعد هذه المدة، وهذه التجربة النضالية الغنية بعطاءاتها واختلافاتها .. لتزوير التاريخ، والحالة أنني عشت هذه الصراعات، حيث سهرت الليالي لأفهم وأستوعب هذه الخلافات، ولأصطف حينها لجانب وجهة النظر هذه أو تلك!؟
بماذا سأفيد الرفاق من الأجيال الجديدة، الذين ألفوا المعطيات الشفوية المغلوطة، وحفظوا التاريخ المزور عن ظهر قلب..؟ بماذا سأفيدهم، إذا قلت لهم بأن الأمور كانت جيدة على صيغة " قولو العام زين " مدعيا توفر الوضوح والإنسجام السياسي والفكري في صفوف الطلبة القاعديين، وادعاء الإرتباط التنظيمي بين القاعديين ومنظمة " إلى الأمام " ؟
فإذا كان هذا الأسلوب وهذه المنهجية تريح البعض فأنا أرفضها وأعاديها صراحة، ولن أعتبرها إسهاما في التقييم من أجل التقويم لتجربة نضالية مازلت أحترمها.

- 5 – كل المعطيات الآن، تؤكد على وجود تيارات ومجموعات طلابية متنوعة، تعلن انتماءها للحركة القاعدية.. وهذا في نظري طبيعي، لكن ما أراه غير طبيعي هو عدم اعتراف أي تيار أو مجموعة بالتيارات والمجموعات القاعدية الأخرى المخالفة.
لا يؤمن أي تيار بالخلاف و الاختلاف والتنوع داخل الحركة نفسها، بل تتجه غالبيتها لممارسات استئصالية في حق المخالفين لها، أو المعارضين لخططها وشعاراتها.. وهو ما يشكل في نظرنا هذه الرغبة الدائمة في التزوير والتأويل، والنفخ في الذات وتمجيدها، وتقزيم وتشطيب المخالفين من الذاكرة.. مما يضفي نوعا من الذاتية على التقاييم .
فالمنهجية المستعملة في الغالب، تقول بما أنني " منسجم " فكريا وسياسيا وتنظيميا داخل مجموعتي أو التيار الذي أنتمي إليه ـ وهو تقدير نسبي على أية حال ـ إذن أنا هو" النهج" وغيري لا علاقة له بالطلبة القاعديين، هم فقط انتهازيون وتحريفيون... يحاولون اختراق قلعة " النهج الديمقراطي القاعدي " الصامدة والمحصّنة ليس إلا ّ!!
وفق هذا، تعلن جميع المجموعات، وتقر صراحة بانعدام الوضوح الفكري والسياسي، وباتساع رقعة الضبابية الفكرية.. مما ينعكس في الميدان بالشتات والتشرذم والعدائية بين " رفاق الميدان والطريق " القاعديين.. السؤال للرفيق أرنستو ولجميع المناضلين حول الوضعية هذه ، هي نتيجة ماذا؟ هل هي نتيجة الوحدة الحديدية والأرضية الصلبة، والثبات النظري والسياسي..الخ؟ أم نتيجة الوحدة الهلامية، التي نعمل بصدق على تغيير سمتها هذه؟

ـ 6 ـ أجبت من خلال المقال الأخير ردا على الرفيق أرنستو، بأن الماركسيين اللينينيين المغاربة سيعملون ما في جهدهم على تأسيس أنوية تنشر الفكر الاشتراكي على أوسع نطاق، في صفوف التلاميذ والطلبة و المعطلين وصغار الحرفيين، والكادحين والمهمشين من سكان الأحياء البئيسة بالمدن والأرياف.. لكنهم لن يراهنوا على تيار ماركسي لينيني من داخل أية فئة من هذه الفئات لقيادة العمل الثوري بالمغرب.
فالتيار الماركسي اللينيني يتأسس من المثقفين الثوريين ـ ولن يكونوا بالضرورة طلابا أو مدرسين ـ والعضويين، المرتبطين أشد الارتباط بطلائع الطبقة العاملة من المناضلين الذين تمرسوا على قيادة النضالات والاحتجاجات، وعلى استقطاب العمال وتنظيمهم وتأطيرهم خدمة لهذه النضالات . فتيارنا الماركسي اللينيني، أو ما نسميه بالخط البروليتاري، لإيمانه باستقلالية البروليتاريا الفكرية والسياسية والتنظيمية، وبرسالتها التاريخية في القدرة والأهلية لقيادة جمهور الكادحين بالمدن والأرياف،نحو الثورة والتغيير الاشتراكيين.. تأسس بعد جهد جهيد من خارج الجامعة، و "التوجه القاعدي" هو لسان حاله وممثله من داخل الجامعة وليس العكس.

ـ 7 ـ بمعنى آخر أنه من حق، بل ومن واجب أي تيار ماركسي لينيني أن تكون له تمثيلية داخل الحركة الطلابية.. لأن الجامعات العمومية لابد أن تعكس بشكل أو آخر، واقع ومحتوى المجتمع في تشكيلته الطبقية، ولابد إذن، والحالة هذه،أن يشكل أبناء العمال وفقراء الفلاحين وعموم الكادحين والمهمشين غالبية الطلبة الجامعيين، على الرغم من كل العراقيل التي تضعها السياسات التعليمية الطبقية في وجههم.
فمنهجية العمل الثوري السديدة تقتضي تشكيل التيار من قلب المجتمع وارتباطا بالطبقة العاملة وطلائعها من النقابيين والمحرضين.. أولا ، ليتم بعدها الانتشار وسط الجماهير الكادحة وحلفاء الطبقة العاملة، من طلبة وتلاميذ ومعطلين وحرفيين وبسطاء الموظفين والمستخدمين، وفلاحين فقراء مالكين أو معدمين.. وفق خطة ما العمل؟ اللينينية :" انتشروا.. " . وليس العكس أي تأسيس تيار طلابي " ماركسي لينيني" محكوم عليه بالانفراط أو تجديد قياداته وقواعده باستمرار، بالنظر لمرحليته وطبيعته الانتقالية المرتبطة بمدة الدراسة المحدودة... لنكلفه بتأسيس حزب طبقي منظم للطبقة العاملة، وهي الطبقة الغريبة عنهم من حيث ظروف الاستغلال والبؤس التي تعيشها، ومن حيث أساليبها النضالية وقدرتها على تعطيل وإيقاف الإنتاج، ومن حيث ثقافتها التنظيمية التي تتمرس عليها إبان عملية الإنتاج.

ـ 8 ـ بالنسبة للمسمى " محمد عقا " الذي أقحم نفسه في نقاشات على ما يبدو، غير مؤهل لها.. فسأحاول مرغما، إرضاء بعض نزواته ل "إشفاء غليله" حتى لا يبقى في نفسه شيء من حتى.! فعلى ما أعتقد، " فالرفيق" ولحد الآن، لم يفصح عماّ يتبناه ويستند إليه من مرجعية مكتفيا بالمنزلة ما بين المنزلتين والانتقاد الشكلي الحقير.. إذ لم يسبق له، وبعد عشرين سنة من مغادرة الجامعة، أن قدم أي تقييم للتجربة القاعدية، أو غيرها، لكي تتضح منطلقاته وأهدافه.
سأبدأ بالعنوان، حيث قدمه " الرفيق القس" على الشكل التالي ناعتا إيانا ب "المدافعين عن الحريات الجنسية".! و هي ليست في نظرنا، سبة، بقدر ما هي تأكيد لأحد مبادئنا المشرفة، التي يمكنك أن تحاسب عليها المسؤولين على صياغة "البيان الشيوعي" وغالبية التيارات الاشتراكية والتقدمية والديمقراطية..الخ " فالشتيمة" تذكرنا بما قاله ماركس/ انجلز عن " ذعر برجوازيتنا الأخلاقي" الذين لا يرون في المرأة سوى " دورها" كآلة إنتاج و إشباع .. يخافون الحرية الجنسية من منطلقاتهم الذكورية البئيسة ويدعون الزهد والطهرانية فقط لتبرير كل أشكال الاضطهاد الجنسي في حق المرأة.
فليس من طبيعتنا أو شيمنا، نحن الشيوعيون، إخفاء أفكارنا وأهدافنا ومبادئنا.. خصوصا في أوساط " المثقفين والمتعلمين" و أشباههم .

- 9 – فالمسمى "عقا" قدم "إهانته" وكأنه اكتشف الخطيئة الدينية، والدنس المؤدي لجهنم .. حين عبرنا له بصدق وبدون تزوير، عن معطى حقيقي، تجسد في تواجد بعض الحساسيات التي كان لها وزن قيادي ومؤثر في صفوف الطلبة القاعديين أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، حيث عملت على نشر ثقافة " الثورة الجنسية" و أدبياتها وسط الحركة الطلابية والحركة القاعدية.. لتثور ثائرته ضدنا باعتبارنا من "أنصار الحرية الجنسية".
فهل نضعك بالمثل في خانة وخندق " أنصار القمع والكبت الجنسي " ؟ كلا ، سنعمل فقط على استقطابك لنادي" الملمين بالماركسية اللينينية " وهذه بغض توجيهاته " إن أكبر خطأ نرتكبه هو أن نعظ الشبيبة بزهد الأديرة و بقداسة القذارة البرجوازية .. "

10- فحين ندعو كشيوعيين للحرية الجنسية ، فلا تلصقوا بظهورنا الميوعة و التحلل الجنسي ، فاهتماماتنا وسط العمال و العاملات و الكادحين و الكادحات .. تبعد بكثير عن هذه المشاكل التي اعتبرتها الماركسية دائما ثانوية ، " فالبروليتاريا كطبقة صاعدة ... ليست بحاجة تسكر و تدوخ و تثار ...إنها لا تطلب الثمل ولا الإفراط في الجنس و الكحول .. " لذا اعتبر لينين مطالب السماح بالزنا وعدم الوفاء الزوجي في ظل النظام الرأسمالي ، مطالب برجوازية وليست بروليتارية. لكنه بالمقابل اعتبرها مطالب التحرر من 1 الآراء المسبقة الدينية و المجتمعية 2 من البيئة الخسيسة ( الفلاحية ، البرجوازية الصغيرة و المثقفة البرجوازية ) 3 من عراقيل القانون و المحاكم و الشرطة ... هي الأهم بالنسبة للبروليتاريا و النساء العاملات في هذا المجال .
فإذا كانت البرجوازية هي أقل الناس حقا في لوم الطبقة العاملة على " فظاظتها الجنسية " كما صرح بذلك انجلز ... فكذلك الشأن بالنسبة لبعض المثقفين الغارقين فظاظتهم الجنسية ، المتخفية وراء زهد زائف ، معادين بمواعظهم المنافقة ، الحرية الجنسية أو حتى الكلام عنها ...
فليست الحربة الجنسية هي تعميم البغاء كما يتخيله المثقفون ضيقو الأفق ، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال حصر هذه الحرية في إطار النظرة الذكورية المعادية للمساواة ، التي تحتقر المرأة و تضعها في أدنى المستويات .

11- كنا نود أن يقدم المسمى "عقا" رأيه ووجهة نظره في ما كتب من طرف شيوعيين آخرين في مجال الحريات الجنسية مثل زتكبن ، رايش ، كولونتاي ، بابي و فريغيل ... الخ حتى تتضح الرؤيا التي لن توفق بحجبها عبر عنوانك الغارق في الرجعية ، فنحن نعرف و نصادف العديد من "المثقفين" الذين يضعون أنفسهم في صفوف التقدميين ، و يرفضون في نفس الوقت الخوض في هذا الموضوع ، مفضلين ممارسة " حرياتهم " في الخفاء .. أي في أرخص المواخير و دور البغاء ، حيث الاستغلال الجنسي البشع و الحيواني للمرأة ... حفاظا على "التقاليد العريقة" وعلى مؤسسات الزواج البرجوازية "المقدسة" .

12- فعلى الرغم من أن موضوعنا ليس هو الجنس ، لاحظنا نوعا من الحساسية الزائدة تجاه هذا الموضوع في صفوف بعض الأصوات المحسوبة على الماركسيين ، حيث يقحم الموضوع بسبب و بدون سبب ، في نقاشات ذات موضوعات أهم من الهوس الجنسي و فتاويه الرجعية ... لكن مع ذلك ، فما زلت أؤكد على تواجد هده الحساسيات داخل التجربة القاعدية كحقيقة و ليس تزييفا للتاريخ .
صحيح أن بعض المعطيات لا يمكن استساغتها من طرف المناضلين من جيل الألفين و التسعينات أو الثمانينات حتى ... فقط مناضلو السبعينات من هم على دراية و احتكاك بحركة "اليسار الجديد" وما احتوته من تيارات و حساسيات ، عبرت عن نفسها في مجال الأدب و المسرح و السينما و الموسيقى ، وفي أشكال الاحتجاج و النضال النقابي و السياسي .... يصعب على العديد ممن لم يعش هده المرحلة تحديد صورة مقربة عنها .
فلم نطلع على كتابات فادون ،ماكيوز ، ورايش ، د وبري و ألتوسير .... إلا داخل التجربة القاعدية .. ومن باب التزييف أن ننكر بأن موضوعات "الثورة الجنسية" و "الثورة الطلابية " و"الإنسان ذو البعد الواحد" و "ثورات المعذبين في الأرض" و "من أجل ماركس" و " قراءة في رأس المال" ... لم تأخذ حيزها بقوة في نقاشات و حافات التكوين الطلابي والتي دامت أسابيع و ليالي خلال اعتصامات الطلابية بالكليات و الأحياء الجامعية و المقر المركزي لأوطم .

13- أذكر أنه خلال سنوات 79 – 80 – 81 ، استغل الطلبة بجامعة الرباط بهو كلية الآداب و حولوه لفضاء ثقافي سموه ب "سوق عكاظ الثقافي" و هو عبارة عن جامعة موازية في شكل حلقات نقاش دائمة في الفلسفة و السياسة و التاريخ ، و في كل مجالات الفكر و المعرفة.
كانت هذه هي الأساليب من صميم التأطير القاعدي ومن صلب تصوره الديمقراطي الذي لم يكن ينفي أو يعطل الطاقات المناضلة التي كانت تزخر بها التجربة أنذاك .
أمام التراجعات التي عرفتها الحركة الطلابية ومكونتها اليسارية و التقدمية ، بعد حملة القمع الشرسة التي سادت في فترة الثمانينات ، طبيعي جدا في ظل نقص التكوين و التأطير ... أن نجد "شيوعيين" ينتقدون الحريات الجنسية ، ليدافعوا في نفس الوقت عن حق الملكية الفردية ،و حقوق الإنسان المجرد عن واقعه وعن طبقته .
فحين نرفع مثلا شعار "الحريات السياسية و الديمقراطية" فلا يعني ذلك أننا سنتفق مع آراء جميع المقموعين في حرياتهم ، في التعبير والصحافة والاحتجاج، وحرياتهم في بناء تنظيماتهم السياسية والنقابية والجمعوية ...الخ . كذلك الشأن بالنسبة للعقيدة الدينية ، إذ لا تعني أننا كشيوعيين سنناصر عقيدة ضد الأخرى أو نعادي الأقليات الدينية ومن لا عقيدة لهم .
بالنسبة لمسالة "اللجن الانتقالية" التي يتم تشكيلها أواخر الثمانينات بغالبية الجامعات ، كنت أعرف مسبقا أنني ساجد معارضين وليس معارضا واحد لتصريحي بانخراط بعض الرفاق من أنصار "البرنامج المرحلي " في هذه التجربة .
لم تكن جميعها "انتقالية" بالمعنى والمضمون المتعارف عليه الآن إلا في تجربة فاس ...أما التجارب الأخرى فكانت على شكل "لجن حوار" أو "لجن أوطامية " ذات مهام متعددة، وقد أريد لها أن تتحول إلى "لجن انتقالية " وفق نموذج فاس ابتدء من تجربة الأسابيع الثقافية لمدينة مراكش و فاس سنة 90/91 وبتوجيه من منظميه ومؤطريه .
وإذا تكلمت عن نموذج وتجربة مراكش ، فلأنني حضرت اسبوعه الثقافي حينها ، وتقدمت بوجهة نظري من خلال مشاركتي في حلقات النقاش ،مطالبا الرفاق من "أنصار البرنامج المرحلي" بالانسحاب من هذه اللجن التي لا تجسد في شيء تصور القاعديين لإعادة بناء أوطم بما يضمن ويصور مبادئ الاتحاد .
ولم تكن حينها مراكش – أساسا العلوم و الآداب - الوحيدة التي انخرط مناضلوها في هذه التجربة البيروقراطية ، بل كان الشأن نفسه بكليات أخرى بالجديدة ومكناس وتطوان و وجدة والرباط... إلخ

-15- وعن الوحدة كمفهوم وكمبدأ وكممارسة لاحظوا التصور البئيس الذي يعتقد فيه "عقا " ،ولاحظوا كذلك الطريقة التي قدم بها سؤاله الذي بقي بدون جواب !!"على ماذا تقام الوحدة ،على الاستيلاء على تجربة والتواطئ معك على محوها ؟ ".
فما المطلوب إذن من "الملمين بالماركسية" ؟ أن ينشدوا الوحدة مع من يتقاربون معهم في المنطلقات والأفكار والتطلعات ... أم يشجعوا على التدرير؟ أن يقدموا الحقائق التي يعلمها الجميع بمن فيهم الأعداء والخصوم،أم يزيفوا وقائع التاريخ ؟ ألا تعترف كما يعترف الجميع وكل من له ارتباط حقيقي بميادين بالنضال ،أن هناك تيار أو مجموعة تنسب نفسها للحركة الماركسية اللينينية وتضيف لها في التعريف الستالينية ؟ وأخرى تضيف الماوية ،وأخرى تكتفي بدون إضافات ؟ ألا تعترف بوجود "ماركسيين لينينيين" يعادون العمل و الإنخراط في النقابات وجمعيات المعطلين والتنسيقيات المناهضة للغلاء ؟ ألا يستوجب في نظرك، هذا الواقع الذي ينبأ بالمزيد من التشذرم والشتات، صرخة توحيدية جريئة ، تراعي وتقدر تضحيات جميع مناضلي الحملم !؟

-16- غريبة هذه "الماركسية" التي تدافعون عنها، وغريب هذا التصور الذي تفهمون به الوحدة ،دون نقد أو انتقاد لمكونات الوحدة .. ولا أريد في هذا الصدد تكرار ما قلناه وما تعلمناه في تجربة ماركس/انجلز داخل الحركة الديموقراطية البرجوازية الألمانية ، وداخل الحركة الشيوعية ،وداخل التنظيم العمالي الأممي .. كذلك الشأن بالنسبة لمجهودات لينين في هذا الباب ،داخل الحركة الاشتراكية الروسية و العالمية قبل مأثرة 1917 ،وداخل الحركة الشيوعية الأممية بعد هذا التاريخ .

-17- فحين تجد أصواتا مثل المسمى "عقا" ما زالت تنظر لتجارب الحركات المناضلة ودعواتها الوحدوية ، من زاوية "الاستيلاء " و"المحو" و"المزاحمة " ..فلن نرد عنها سوى بالمزيد من التشبث أكثر بخطنا الوحدوي الذي فرض نفسه ميدانيا داخل الحركة الديمقراطية المناضلة و داخل الحركة اليسارية الاشتراكية ، وكذا داخل الحملم.
فضيقو الأفق فقط من يخافون "الاستيلاء" و"الابتلاع" و"الاندماج" ..الخ أما من لهم ثقة في عطاءاتهم الفكرية والسياسية والميدانية .. فلا يخافون الوحدة والتنسيق، وجبهات النضال المختلفة والمتنوعة و المتعددة .. إذ " لا يمكن أن يخاف من التحالفات المؤقتة –ولو مع أناس لا يركن إليهم - إلا الذين لا يثقون بأنفسهم ... "، "فالوحدة شيء عظيم وشعار عظيم! ولكن القضية العمالية بحاجة إلى وحدة الماركسيين وليس إلى وحدة ماركسيين مع خصوم الماركسية ومشوهيها " لينين . فالرفاق الماركسيين الميدانيين وحدتهم الممارسة ومازالت توحدهم الحرقة وصعوبة الأداء من أجل تجاوز هذا الوضع المأزوم الذي لا نفتخر به ،ولا نعززه ،ولا نعمل على تكريسه كواقع أبدي لا مفر منه .. فمن الطبيعي جدا ، وأنت خارج الميدان متربصا بما يكتب ويقال، أن تدلي بهذه الآراء السخيفة، منتظرا مرور عشرين سنة على مغادرتك الساحة الطلابية لتنبهنا أخيرا، وبعد الصمت الطويل والسبات العميق ،بأنك مازلت على قيد الحياة !

-18- فلم يمضي كثيرا من الوقت، حين انتقدنا الرفيق أرنستو ومنظوره لمنظومة العمل داخل إطارات وحركات التنوع والاختلاف .. أي ما نعنيه كماركسيين لينينيين ،بمنظومة وحدة –نقد –وجدة . فدفاعنا عن "التوجه القاعدي" هو من صميم انتمائنا لتيار الخط البروليتاري الذي يتميز بأفكاره وأطروحاته عن باقي التيارات التي أعلنت انتمائها للحملم ... ولولا اختلافاتنا لما انتقدنا أحد.
فلا وجود لماركسية بدون نقد، وإذا أردت أراء الإطراء والتملق والتمجيد ،فابحث عنها في جهات أخرى خارج صفوف الماركسيين.
فالرفاق جميعا يعرفون تجربتي وأفكاري ومواقفي المناهضة والمنتقدة لأي تصور يدافع عن الأوضاع المأزومة ... ونقدر جميعا ،مجهود المناضلين الميدانيين الذين أثبتوا تواجدهم ومبدئيتهم في مجالات الفكر والرأي السياسي ،وفي مجال الممارسة عبر تأطير وتنظيم الجماهير الكادحة وإطاراتها المكافحة .. أما قيادات "وراء الستار" الذين تأخروا عشرين سنة للإعلان عن زلاتهم ... فمن الأكيد أنها قيادات مزيفة ،تحترف التزوير والزعيق ضد الانتقادات التي تبتغي التصحيح وتقديم الفعل النضالي إلى الأمام .

19- أحيانا نستحي حين يحصر النقاش في مجال التعريف ببعض المصطلحات والمفاهيم وتبيان الفروقات بينها .. كمثلا ما نعنيه بالنهج أو الفصيل من جهة، ومن جهة أخرى التيارات التي يمكن أن تعمل داخل الفصيل الطلابي الواحد... ودون القفز على معطيات الواقع المغربي وواقع الحركة الطلابية المغربية ، اعتمادا على التحليل الملموس للواقع الملموس ،نؤكد للمرة الألف بأن التجربة القاعدية كانت ومازالت تجربة حركة وليست تجربة تيار ..والدليل أمامنا منذ عشرين سنة من مغادرة المسمى "عقا" للجامعة، الذي عاش أو على الأقل عاين صراعات التيارات القاعدية دفاعا عن تصوراتها المختلفة والمتباينة - "الكراس" ،"الممانعون" ،"البرنامج المرحلي" ـ ولا يريد الاعتراف بالحركة والوحدة من داخل الاختلاف . لا يريد المسمى"عقا" الاعتراف بأن الرفاق "أنصار البرنامج المرحلي" يعيشون الآن ولأزيد من عشر سنوات ،اختلافات وصراعات عميقة بين مختلف مجموعاتهم .. إذ لم يعد من السديد نعتهم "بالتيار"، بل هي الحركة التي تجمع بين تيارات ومجموعات وحساسيات .. مناضلة ومكافحة ، لكنها متباعدة ولا يجمعها في شيء "برنامجها" الأصلي الشهير بثلاث نقط ...

-20- فالكرة في ملعبكم الآن ، ومسؤوليتكم كمناضلين سابقين في تجربة أنصار"البرنامج المرحلي" ،تقتضي إنجاز التقاييم الفردية والجماعية لهذه التجربة قبل التقادم وفوات الأوان ، لتقديمها لعموم الطلبة وكافة المناضلين والمتتبعين والمهتمين ...لأنها صراحة تستحق أكثر مما يكتب بشأنها ،تستحق الاحترام والتقدير ، رغم كل خلافاتنا مع أنصارها ، لما قدمته من تضحيات لا يشكك في صدقها سوى عملاء النظام القائم وأعداء التغيير والتحرر بهذا الوطن .

21- يقول المسمى "عقا" في خطاطته التي ربما سماها مقالا نقديا: " مقالك تتحكم فيه أفكارك القديمة والتي يمكن إجمالها في ما يلي: العداء لتجربة ما تسميه البرنامج المرحلي " لاحظوا معي مستوى "القيادات النظرية" ، لاحظوا ركاكة الأسلوب والتعبير... والموقف السياسي .
ربما أخطأ التعبير، لأنه على ما يبدو يريد أن يقول "مواقفك القديمة" عوض "أفكارك القديمة " ... إلا أنني لم أفهم قصده بصيغة "ما تسميه البرنامج المرحلي" ، فقد يفهم بأنه لا وجود "للبرنامج المرحلي" لتصبح الحالة كارثية وليست تزييف على تزييف ، أو أنني قدمت للقراء والمناضلين "برنامجا" آخر غير "البرنامج المرحلي " المتداول والمتعارف عليه ... والحالة مستبعدة جدا .
على أي ، أقول "للرفيق" الذي فتح على نفسه هذا الباب .. أن العيب ليس في قدم الأفكار ،لأن أفكار ماركس/انجلز قديمة بأزيد من قرن ونصف، وأفكار لينين عاشت لأزيد من قرن ... ومع ذلك نعتبرها مرجعية ومنهج عمل وخبرة أكدت الأحداث و المتغيرات على نجاعتها ... العيب أيها "الرفيق " هو أن يستند المرء، نظريا للفكر العلمي ليعارضه ميدانيا وفق ممارسات عصابية قبلية لا تمت للنضال الماركسي العمالي بصلة،والتي عبرت على إحدى نماذجها بصيغة "محاولة إقحام" وأقحمت ....إلخ
فليس أنا ، ولا العشرات من أمثالي ، من يقحم ... فمجال النضال وأبوابه مفتوحة لجميع الطاقات المناضلة ، بغض النظر عن من يوزع "بطائق" الإنخراط في حركة الطلبة القاعديين، وعن من يملك " خاتم النهج الديموقراطي القاعدي".
فعشرات الطلبة المناضلين، الطلبة الديموقراطيين والتقدميين، بكل من أكادير ، مراكش، وجدة،فاس ، تازة، الناضور ، الراشدية، مكناس، الرباط ، قنيطرة ، طنجة ، تطوان ...إلخ انجذبوا بقوة لتجربة " النهج" معلنين تعاطفهم وانتمائهم لحركة الطلبة القاعديين بإعتبارها حركة مناضلة بكل ما في الكلمة من أبعاد ديموقراطية وجماهرية... دون انتظار الإشارة أو الترخيص من أي كان ، وهذا هو الواقع الذي يجاهد البعض لإنكاره.

-22- تكلم " عقا" عن "العداء للبرنامج المرحلي" ، فهل فعلا أكن العداء لتجربة الرفاق في تيارات ومجموعات" البرنامج المرحلي" ؟ هل أعادي التجربة أم أعادي بعض المواقف والممارسات ؟ الإجابة متروكة للمناضلين، برغم من أنني سأبدي ببعض الملاحظات والتوضيحات .
حين سجلت ملاحظاتي عن انخراط بعض الرفاق من أنصار " البرنامج المرحلي" في تجربة " اللجن" التسعينية ، فلأنني انخرطت حينها ، كما ذكرت أعلاه ، عبر علاقاتي الخاصة ببعض المناضلين بكل من مراكش ، الجديدة ،الرباط، وجدة... في نقاش حاد حول هذه الخطوة ، وتمكنت من إقناع البعض منهم بتحويلها للجنة حوار أوطامية مؤقتة، مع توسيع قاعدتها وتطوير أساليب عملها لكي تتماشى مع التصور القاعدي والديمقراطي للعمل ... لم أكن حينها مزايد معرقلا، أو متفرجا ينتظر التوجيهات من وراء الستار ، بل دافعت بكل ما أتيت من امكانيات وعلاقات، عن وجهة نظري، وانتقدت " البرنامج المرحلي" في حينه ، ومن وسط قواعده بكل من مراكش، فاس و وجدة ، دون أن أبدي أو يسجل علي أي شكل من أشكال العداء ضد الرفاق من أنصاره، الذين شاركتهم العديد من النقاشات والمحطات النضالية العديدة والمتنوعة.
فما زلت ولحد الآن تجمعني مع الرفاق خريجي تجربة" البرنامج المرحلي" علاقات رفاقية عالية يسودها الاحترام المتبادل والنقد الرفاقي والديمقراطي المتبادل ... وطبيعي إذا كان المرء بعيدا عن الميدان ، وخارج التغطية... بألا يلاحظ أو يستوعب مستوى العلاقات بين مناضلي اليسار الجذري و مناضلي الحملم ، الميدانيين... طبيعي ألا يقدر المسافة التي قطعها الرفاق تنسيقا لمبادراتهم واشتغالاتهم الميدانية، بالرغم من كل الصراعات السياسية والفكرية التي تعيشها مكوناتهم وتياراتهم وحساسياتهم المختلفة .

-23- اعلم جيدا ، أمام التحدي الذي تقدمت به ، بأنك مزايد ومراوغ مبتدئ ... تتجنب النقاش لتخوض في الشكليات متهربا من إشكاليات الموضوع/ اللجن ومحتميا بجبن بفخ الأسماء .
وأنت تعلم جيدا بأنني لن ادخل هذا التحدي /المزايدة لاعتبارات معينة ، منها أولا ، عدم استعدادي لتقديم أسماء يسهل عليك نكران انتمائها للطلبة القاعديين وبالأحرى الدفاع عن " البرنامج المرحلي"... وسنحتاج بالتالي للدليل و"الشهود" و"الاعترافات" ..الخ . وهو ما عبرت عنه بالفخ .
ثانيها ،إنني سبق وذكرت بأن بعض "اللجن " لم تكن "انتقالية" في بدايتها، بما يعني أنها لم تبنى وفق التصور الذي تقدمت به وصاغته "القيادات القاعدية" ... فما تشكل من لجن في بعض المواقع الجامعية، عملت القيادات على قولبتها وفق نموذج فاس المعتمد على الكوطا السياسية وبث الروح في النهج البيروقراطي كأسلوب عمل لقيادة النضال الطلابي ولإعادة هيكلة أوطم .
ثم الانطلاق من الأسبوع الثقافي المنظم بمراكش ثم فاس 90/91... وطبيعي مرة أخرى ، بأنك سترد وتنفي الصبغة "الانتقالية" المعلومة،عن التجارب التي انخرط فيها الرفاق من أنصار "البرنامج المرحلي" .. وستخلص بالتالي بأن الرفاق منزهون من الأخطاء والمنزلقات ، وكفى الرفاق حرقة النقاش ...!
للتذكير، فإن أحد المنظرين الرئيسيين لأطروحة "العمل الوحدوي" إعادة هيكلة أوطم وفق تصور وخطة " اللجن الانتقالية" كان نفسه أحد مهندسي تجربة "البرنامج المرحلي" ، وبقي عقلها المدبر إلى آخر نفس ، أي قبل انفجار الأوضاع وانتشار موجة الرفض ليتحول لداعية ليبرالي داخل أحد الأحزاب البرجوازية الأكثر قربا والتصاقا بالنظام القائم - التجمع الوطني للأحرار - .

-24- تناول الرفيق أرنستو خلال تقييمه للتجربة القاعدية موضوعات مهمة تستحق الرأي والنقاش ، مثلا " الامتداد النوعي" ، " المرجعية الفكرية " ، " مطلب الهيكلة " ، " العمل الوحدوي" ، " النضال الديمقراطي الجماهيري" ... وهي مواضيع كان من المفترض أن تحرك حماسة "الرفيق" ليدلي بالرأي فيها عوض الاختباء وراء المزايدة وأحكام القيمة الرجعية التي تثير الشفقة ، بتصوره واعتقاده على أن نعتنا بأنصار "الحريات الجنسية" شتيمة ستخرجنا بلا مردة من ملة الشيوعيين الأحرار... أساليب تذكرنا بأساليب القوى الظلامية والرجعية، حين تعجز عن النقاش فتنعتنا بالشيوعية ، والإلحاد والتفسخ الأخلاقي...إلخ .

-25- بعض"الرفاق" لا يقدرون المستوى المتقدم الذي تعرفه نقاشات في صفوفنا كماركسيين ، ولا الجهود المبذولة لتطوير المبادرات التي أشرفنا عليها أو شاركنا في تأطيرها وتنظيمها ميدانيا... لا اعرف لماذا لا يقدرون هذه التراكمات الايجابية التي فرضت على خصوم الحركة تقدير قياداتنا والسياسية والفكرية والميدانية التي أفرزتها التجربة ... ولا أفهم لماذا تستمر بعض التيارات والمجموعات في عزل نفسها عن حركة اليسار الماركسي، مكتفية بوضع الحلقة الضعيفة في جسم الحملم ، ومستخفة بجميع النقاشات الجدية الدائرة في صفوف الماركسيين ... معتمدة على أساليب محبطة ومتجنية ، بل ومنحطة في غالب الأحيان ..
ونتمنى صادقين أن ينخرط المناضلون ، بقوة ، من جميع التيارات والمجموعات في هذا النهج ، وأن يصدوا بقوة كل الزعامات الكارتونية المتآكلة التي تزرع اليأس والإحباط في وسط الشباب المناضل ، بتخريجاتها و فتاويها الانهزامية والانتظارية...

-26- لم أقل قط وفي أي مكان كان بأن "البرنامج المرحلي" هلامي ..إلا إذا كنت تعني بالبرنامج المرحلي التيارات الطلابية المدافعة عن أحد البرامج الطلابية والمقدمة للحركة الطلابية وإطارها أوطم ومجموع الجماهير الطلابية ، قواعد أوطم ... حينها سيشاركك جميع الماركسيين الرأي بالنظر لطبيعة التيارات ولكونها طلابية ، وموضوعيا لا يمكن أن تكون سوى " هلامية " إلى هذا الحد أو ذاك ، لأنها وببساطة ذات قاعدة " هلامية " هي ، الطلبة ، يعني فئة انتقالية شبابية ، محكومة بموقعها الاجتماعي الذي يصعب تحديده ، ويصعب الإجماع عليه داخل صفوف الماركسيين اللينينيين، إضافة إلى دورها المنعدم في الإنتاج .. مما يعدم أي انسجام في التطلعات والطموحات المحكومة في الغالب بالموقع الاجتماعي المفترض في المستقبل بعد التخرج .. لقاعدة هذه التيارات ،الأساسية والوحيدة – الطلبة - التي ترتكز عليها .

-25- أوضحنا أعلاه ، وبينا في مقالات أخرى موقفنا من العمل داخل الأوساط الطلابية ، وسعينا الدؤوب لتشكيل أنوية ماركسية داخل الحركة الطلابية ، تنشر الفكر الاشتراكي داخل الأوساط الطلابية ،وتعمل على استقطاب أبناء العمال و الكادحين وسائر الفقراء المعدومين للنضال إلى جانب الطبقة العاملة وحلفائها، من أجل المشروع الاشتراكي الثوري ...الخ
فمن الطبيعي جدا أن تنشد القوى الاشتراكية الثورية ، التحالف والوحدة مع جميع التيارات التقدمية والاشتراكية والماركسية.. من الطبيعي أن نسعى للوحدة مع تيارات لها نفس الأهداف ، وإن كنا نختلف معها في أشياء ونتفق معها في أشياء أخرى .. لكن ماهو غير طبيعي ،هو أن يصرح أحدهم – عقا - ومن موقع الأقدمية التي لن تؤهله بالضرورة للزعامة ، بآراء مصدرها التخوف والتحذير من "الابتلاع" و"التذويب" و"الاستيلاء " ممن "تسيل لعابهم " لالتهام التجربة المسكينة والمغلوبة على أمرها !!
فبعيدا عن هذا الإحراج الذي يضعنا فيه ،صراحة ، بعض"النقاد" فتقديري للرفاق أنصار "البرنامج المرحلي" وكافة المناضلين خريجي تياراته لا يحتاج إلى تذكير . ولم يمنعني هذا التقدير من توجيه النقد لبعض أفكارهم ومبادراتهم .. فليس هناك من ضرورة "لسيل اللعاب " ، فلو كان لدينا مرامي انتهازية واحتوائية لمارسنا الحربائية ، وشجعنا كل الممارسات التي نختلف معها وفق منظور "انصر أخاك " و لغضينا الطرف لكل الاختلافات النظرية ، ولقبلنا بكل التراهات والمواقف السياسية و "الأخلاقية" .. ولصحنا بملء أفواهنا بأننا من أنصار"البرنامج المرحلي " وأنصار" الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية " و "الماوية" و "الستالينية "... و "إلى الأمام " التي لم تخطئ قط .. وكفى الرفاق حرقة النقاش ووجع الدماغ .
مــــــــــــــــــــــــــاركسيون نقديون نبقى ،اشتراكيون وحدويون سنظل.. والميدان حكم بيننا ، دوما وأبدا ... حتى النصر والتحرير .

وديع السرغيني
26/11/2009





#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسبوع الإحتجاج بطنجة
- لماذا يخدع تجمع اليسار الديمقراطي الجماهير عبر هيمنته على تن ...
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- ا-الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- بين الشراكة و المعارضة
- تنسيقيات مناهضة الغلاء تحقق المسيرة و تمنع المنع
- دروس انتفاضة يناير
- حزب -النهج الديمقراطي- و السياسة بموقفين
- مهامنا في ظل العهد الجديد
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- قراءة أولية للأرضية التأسيسية لمنظمة -أ-
- عودة إلى سؤال، إلى أين يسير النهج الديمقراطي بطنجة
- حول ملابسات الصراعات الدموية بالجامعة
- جمعية المعطلين ينحروها ام تنتحر؟
- جورج حبش -شهيد- الجهل و الأمية
- كفاح و أساليب نضالية جديدة ...عمال حمل البضائع بميناء طنجة
- حول أحداث العنف الطلابي بمراكش و أكادير
- تخليد ذكرى يوم الأرض بطنجة غاب يسار ... و حضر يسار آخر
- رسالة إلى الرفاق الأوطميين
- عمال -ديوهرست- المطرودون ... من الاعتصام إلى الاحتجاج في الش ...
- مواصلة ديوهيرست لحربها الشرسة ضد العمل النقابي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - قاعديون وحدويون ، ولكن ...