فارس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 871 - 2004 / 6 / 21 - 08:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مع اقتراب موعد ما يسمى بعملية "تسليم السلطة للعراقيين" والتي من المؤمل ان تتم في 30 حزيران، شهدنا تصاعد اصوات الحكومة الجديدة وعلى لسان الياور واياد علاوي والمطالبة بتسليم صدام حسين على وجه الخصوص وسائر قادة البعث الى الحكومة الانتقالية من جهة، فيما يتحدث ساسة الحكومة الامريكية، وعلى اعلى المستويات، وعبر تصريحات فضفاضة وغامضة، حول "تسليم صدام في الوقت المناسب"! ليس هذا وحسب، بل تحدث البعض من الان عن ضرورة اجراء عقوبة الاعدام بحق راس النظام!!
تحولت هذه القضية الى مادة للصراع والمناورات السياسية بين هذه الطرفين، يسعى كل طرف الى استغلالها من اجل مصالحه السياسية الخاصة. ليس هدف كلا الطرفين احقاق العدل وتامين سيلدة قيم العدالة في المجتمع. ان هدف امريكا من مماطلتها هذه هو اما الخوف من انفلات زمام امور المحاكمة من بين ايديها بحيث تنكشف رغم ارادتها الحقيقة كاملة واولها دور امريكا والغرب في دعم هذا النظام وبالتالي تدفع ضريبة سياسية باهضة تجاه ذلك او انها ليست مطمئنة الى توفر محكمة صورية بهدف الخلاص السريع من صدام وقادة البعث، وبالتالي خلاصها من قلق انفضاح دورها المشؤوم في العراق. انها وفي كلا الحالتين تسعى لانقاذ راسها من ان تطاله تهمة مد يد العون لصدام والبعث وادامة عمرهما المشؤوم بوجه جماهير العراق. اما الحكومة الانتقالية التي تتعكز على مطلب الجماهير العادل بمحاكمة صدام وقادة البعث فهي متعطشة لتبيان سلطتها الهشة وغير الشرعية اساساً من جهة والخلاص من هذه القضية والتظاهر عبر ذلك بكونها حكومة العدالة والقانون وحقوق الانسان.
ان حملتنا، حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي، تقف بشدة بوجه تسليم صدام وقادة البعث بيد الحكومة الانتقالية. ان هذه الحكومة غير شرعية اساساً ومرفوضة. انها لاتمثل جماهير العراق وليس لها ادنى حق في محاكمة صدام وزمرته. انها حكومة قرقوزية تابعة وحتى نخاع العظم لامريكا وسياسات امريكا واهدافها. لايمكن ان تكون من الاساس طرفاً في هذه القضية. ومن المؤكد ان وجود صدام بيد الحكومة الانتقالية، الحكومة الطائفية القومية والعشائرية المتخلفة، سيحرمه من التمتع بادنى الشروط الانسانية في المعتقل وسيداس وبابشع الاشكال على الحقوق الاساسية للمتهم ومبدأ احترام كرامته الانسانية. لا احد يتوقع من اطراف هذه الحكومة الذين يرسفون بكل القيم غير الانسانية والمتخلفة ان يوفروا اجواء انسانية ومتمدنة ومتحضرة للتعامل مع المتهم. وسيحرم صدام من ادنى فرصة لمحكمة عادلة وانسانية شفافة تتحقق فيها هدف الجماهير بتبيان كل الحقيقة.
اننا في الحملة نرى ان العراق، وفي ظل الاوضاع الراهنة والحكومة الراهنة، ليس هو المكان المناسب اطلاقا لا لاعتقال صدام وقادة النظام البعثي، ناهيك عن محاكمته!. يجب تسليم صدام وقادة البعث الى منظمة دولية تقر بالحقوق الاساسية للمتهمين وتضمن اجراء محكمة شفافة وسليمة يكون لجماهير العراق دور في مجمل مساراتها وتتوضح فيها مجمل حقيقة صدام والبعث.
فارس محمود
مسؤول حملة من اجل محاكمة صدام وقادة البعث
17-7-2004
يمكنكم الاتصال بالحملة على:
[email protected]
او رقم الهاتف:
0046 (0)73 619 46 21
كما يمكنكم الاطلاع على سايت الحملة:
http://www.geocities.com/saddamtrial2004/
#فارس_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟