أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جريس الهامس - الحشود والتهديدات التركية بين الأمس واليوم 1957-1998















المزيد.....

الحشود والتهديدات التركية بين الأمس واليوم 1957-1998


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 871 - 2004 / 6 / 21 - 08:22
المحور: القضية الكردية
    


لن نذهب بعيداً لإعادة المآسي والنكبات التي حلت بالوطن العربي أبان أربعة قرون من الاحتلال التركي التي انتهت بسياسة التتريك وإلغاء كياننا القومي وإعدام أحرار الأمة في السادس من أيار عام 1916 في سورية ولبنان وفلسطين ..
إنما اكتفي بهذه العجالة بتسجيل بعض السياسات المعادية للعرب بعد الحرب العالمية والدور الذي ارتضاه النظام العسكري لنفسه في تنفيذ مخططات الاستعمار القديم والحديث ضد الأمة العربية ونضالها المشروع في سبيل الاستقلال الوطني وتقرير المصير وتحرير أرضنا المغتصبة في فلسطين ولواء إسكندرون وغيرها .
إبان عهد الاحتلال الفرنسي اغتصب تركيا لواء إسكندرون أجمل وأخصب بقاع الوطن العربي بالاتفاق مع الاستعمار الفرنسي عام 1939 وداست بالأقدام قرار عصبة الأمم ولجنة ) كراين ( التي أشرفت على الاستفتاء الشعبي في إسكندرون الذي كانت نتيجتة بقاء اللواء جزءاً من سورية بنسبة 80 % من الأصوات بشهادة عصبة الأمم .
وفي عام 1942 وما بعدها قطعت تركيا نهر قويق الذي كان يخترق مدينة جلب السورية وحولته بكامله إلى أراضيها ولا يزال مجراها قائماً في حلب حتى الآن . كما قطعت نهر الذهب الذي كان يمر قرب مدينة الباب ويصب في بحيرة (المطخ ) جنوب حلب .
وفي عام 1945 قطعت نهر جغجغ الذي كان بخترق مدينة القامشلي وكانت هذه الأنهار تروي مساحات شاسعة في شمال وشرق سورية يعيش فيها ملايين الناس .
ضربت تركيا عرض الحائط بكل الاحتجاجات السورية مستأسدة بعد أن رهنت نفسها لأمريكا الصهيونية العالمية وسلمت أرضها لقواعد حلف الناتو الأمريكية على وجه الخصوص.
أما علاقة النظام الاتاتوركي بالصهيونبة العالمية تحتاج لبحث طويل مستقل منذ نشأة جمعية الاتحاد والترقي (تركيا الفتاة ) قي المحفل الماسوني قي سالونيك إلى انقلاب 1909 إلى اليوم .
في عام 1955 شكلت بريطانيا والولايات المتحدة حلف بغداد الذي ضم كلاً من تركيا والعراق وإيران وباكستان لأغراض استعمارية صهيونية معروفة في محاولة لجر الوطن العربي عموماً وسورية البرلمانية الديمقراطية خصوصاً خلف عربة هذا الحلف دون جدوى . كما فشلت جميع المشاريع الاستعمارية في المنطقة بدءاً من مشروع سورية الكبرى والبيان الثلاثي إلى مشروع ( فراغ) أيزنهاور وحلف شرق المتوسط والنفطة الرابعة الأمريكية . والاتحاد السوري العراقي 1950 إلى حلف بعداد . وبقيت سورية البرلمانية الديمقراطية بحق قلعة الصمود العربية في الستينات بفضل الوحدة الوطنية الحقيقية بين صفوف الشعب . والوحدة الراسخة بين الجيش والشعب كان الجيش لايتحاوز وزارة في الدفاع عن خيارات الشعب الديمقراطية في نظام جمهوري مبني مبني وفق مبدأ فصل السلطات ودولة القانون .
-رغم كل سلبيات ذلك العهد -وحماية حدود الوطن . إلى جانب النهوض العربي آنذاك الشامل نحو الوحدة العربية والتضامن العربي الذي كان سائداً في الشارع العربي عموماً في مواجهة الاستعمار والصهيونية …
وتوالت المؤامرات من كل جانب لإسقاط النظام الوطني الديمقراطي في سورية وقصم عرى الوحدة الوطنية . بدءاً من اغتيال الشهيد العقيد عدنان المالكي في نيسان 1955 إلى المؤامرة الكبرى على سورية في عام 1956 لإسقاط النطام الوطني الديمقراطي بواسطة انقلاب عسكري لحكم الجزمة العسكرية الأنكلوأمريكية .لعب حلف بعداد وفي طليعته تركيا –مندريس –وعراق –نوري السعيد –الدور الأول فيها . وكانت الحشود التركية والتهديدات أداة سافرة في هذه المؤامرة التي كشفت جميع أدواتها ومخططاتها أمام القضاء السوري .
وتواصلت المؤامرات ضد الديمقراطية السورية باسم مكافحة الخطر الشيوعي المزعوم .
وفي عام 1957 تواصل التآمر على استقلال سورية كانت أنقرة مركزاً رئيسياً له وكان أبرز مؤامرات هذا العام مؤامرة (ستون – أديب الشيشكلي )
وكانت أمريكا تعتبر هوارد ستون من أمهر خبرائها في صنع الانقلابات العسكرية في العالم انطلاقاً من أنقرة إلى دمشق – ثم مؤامرة اندرسون وكيل وزارة الخارجية الأمريكية –مندريس رئيس وزراء تركيا وعبدالإله ولي عهد العراق والملك حسين –والرئيس كميل شمعون حيث التقى هؤلاء في أنقرة حول طاولة مستديرة لحبك أخطر مؤامرة على سورية الوطنية الديمقراطية في مطلع أيلول 57 ويتاريخ 9 أيلول من نفس العام أعلن اندرسون مايلي .
(( إن الوضع في سورية خطير جداً والولايات المتحدة مهتمة جداً بما يجري في سورية ومصر اللتين أصبحتا فريسة للشيوعية الدولية ولقد رفعت تقريري إلى السيد وزير الخارجية (دالس) في إطار هذه الروح)) –نشر في الواشنطن بوست بتاريخ 10/9/1957 .وبتاريخ 10/9/1957 أيضا نشرت صحيفة النجم الأحمر السوفيتية مقررات مؤامرة أنقرة الآنف الذكر على مايلي .
1-اتفق المؤتمرون أو المتآمرون على مايلي .
1-قيام إسرائيل بمناوشات واستفزازات على الجبهة السورية .
2-حشد القوات التركية على الحدود الشمالية بحجة المناورات العسكرية .
3-حشد القوات العراقية على الحدود الشرقية بحجة صد العدوان الإسرائيلي .
4-البدء بغارات جوية عراقية –تركية على قرى الحدود بحجة اعتداءات سورية على حدود البلدين .
5-زحف الجيشين التركي والعراقي على سورية بحجة حمايتها من الخطر الشيوعي
6-مناشدة الولايات المتحدة التدخل لصد التدخل السوفياتي والحظر الشيوعي في سورية .
وهذا ما اعترف به فاضل الجبالي رئيس وزراء العراق وقائد جيشه الفريق رفيق عارف أثناء محاكمتها بعد انقلاب 14 تموز 58 في العراق وما كشف في وثائق حلف بعداد آنذاك .
إلى جانب ذلك انزل الأسطول السادس آلاف الجنود في لبنان كما أنزلت بريطانيا آلاف المظليين إلى الأردن ……
هذا غيض من فيض مما تعرضت له سورية من مخاطر ومؤامرات كانت تركيا إحدى أدواتها في العهد الوطني الديمقراطي بين عامي 1954 –1958 وهو ما يقتضي الإجابة على السؤال التالي . كيف تحطمت كل هذه المؤامرات أمام القلعة السورية التي كانت عصبية على معتد وطامع آنذاك وما هو الوضع الداخلي والعربي والدولي يومها :
في الداخل
بفضل نضال شعبنا بجميع شرائحه واتجاهاته أسقطت دكتاتورية أديب الشيشكلي العسكرية المدعومة بحراب أمريكا وحل محلها نظام وطني ديمقراطي حصيلة انتخابات برلمانية حرة ونزيهة وتحققت الوحدة الوطنية في التجمع الوطني الديمقراطي على صعيد الدولة والمجتمع في دولة القانون والحريات العامة التي وحدت جميع الناس وصانت كرامة الإنسان –رغم كل السلبيات التي لابد منها – ورسخت دور الشارع الوطني في صنع القرار السياسي واحترام الرأي والرأي الآخر .
أصبحت سورية كلها ساحة للتدريب على السلاح والانتظام في المقاومة الشعبية لحماية الوطن والدفاع عنه . كان السلاح في كل منزل في الريف والمدن بيد المتطوعات والمتطوعين في المقاومة دون أن تسجل حادثة إخلال بالأمن واحدة . وكان جميع المسؤولين يعيشون مع الشعب دون أي حراسة أو امتياز وأذكر كيف كان المرحوم الرئيس شكري القوتلي يتحول في المدينة دون حراسة .وكانت حرية الصحافة والأحزاب والنقابات وسائر الحريات العامة مصونة .
كما كان الجيش السوري يضم خيرة الكوادر الوطنية المجربة دون أي امتياز أو تجاوز عن دور الجيش في حماية الوطن والشعب وخياراته الديمقراطية فقط …
وكان الاقتصاد الوطني السوري في نمو وتطور مستمر نحو الأفضل وفق الاستقلال الاقتصادي أساس الاستقلال الوطني إلى جانب التكامل مع الاقتصاد العربي أساس الوحدة العربية الديمقراطية .
كما كانت سورية طليعة الأمة العربية في سبيل تحقيق جميع طموحاتها في التحرر الوطني والوحدة الديمقراطية وتحرير الأرض المغتصبة .
في الوطن العربي
موجة شعبية عارمة للتضامن مع سورية ضد المؤامرات والحشود دفاعاً عن استقلالها الوطني .في نفس الوقت حشدت مصر جيشها وأسطولها للدفاع عن سورية وأعلن الرئيس عبد الناصر ( إن أي عدوان على سورية هو عدوان على مصر) .
كما التقى ولي العهد السعودي (فيصل) يومها بالرئيس الأمريكي أيزنهاور في واشنطن بتاريخ 23 أيلول 57 وصرح بعد اللقاء . ((إن سورية بلد شقيق وهي دولة مستقلة ومتحررة من أية سيطرة أجنبية )) .
وفي 27 أيلول وصل الملك سعود إلى دمشق ليعلن استنكاره لأي عدوان على وتضامنه مع سورية …….
كما عممت التظاهرات الشعبية معظم العواصم العربية (رغم القمع في الكثير منها) تأييداً لسورية .
في العالم
تظاهرات واحتجاجات ضد العدوان على سورية في معظم العواصم الأوربية . كما وجهت دول عدم الانحياز مذكرة عنيفة ضد العدوان . إلى جانب ذلك جاء إنذار الرئيس السوفياتي بولغانين بتاريخ 12/9 ليسقط الغطرسة الأمريكية ومخططاتها و( يفرك إذن) تركيا أداة التنفيذ وقد جاء فيه .(( ان أي اعتداء على سورية لن يقتصر على المنطقة فقط وعلى المتآمرين سحب حشودهم العسكرية… …))
كما وجهت الصين الشعبية إنذارا مماثلاً شديداً اللهجة لأمريكا وحلف بغداد … كل هذا أسقط المؤامرة وأعاد كيد المتآمرين إلى نحورهم وخرجت سورية ظافرة بفضل تلاحم الحاكم والشعب فيها ووحدة شعبها وجيشها تحت ظل نظام وطني ديمقراطي شرعي أولاً إلى جانب التأييد والدعم العربي والعالمي ثانياً الأمر الذي أرغم الرئيس الأمريكي أيزنهاور للتصريح في مؤتمر صحفي بتاريخ 3 تشرين الأول 1957 . إن الوضع السوري آخذ بالاستقرار .
وبدأ يخف الخطر الشيوعي الذي شعرت به دول عربية مثل العراق ولبنان والأردن .. نيويورك تايمز بتاريخ 4 تشرين أول 1957 هذا ما حدث عام 1957 ليكون عبرة لنا ونحن في محنة وتردٍ لم تشهده أمتنا العربية الصابرة المناضلة في تاريخها الحديث .
فأين نحن اليوم من الأمس بعد الحشود والتهديدات التركية السورية بحجة واهية معلنة وما هي الدوافع والأغراض الحقيقية خلف هذه الزوبعة وكيف انتهت .؟ بل هل انتهت ؟ وهل الواقع الموضوعي المر داخلياً وعربياً ودولياً يسمح بنتيجة لصالح وطننا وشعبنا بكرامة وعزة وطنية وقومية . أم برضوخ وذل واستخذاء وزحف خلف مخططات الأمريكان والصهاينة القابعين خلف اللافتة التركية المهترئه .؟ وما هي الشروط الأساسية والحياتية لأي شعب في العالم لصيانة كيانه القومي ومصالحه وتحرره وتقدمه في حقبة الهيمنة الدولية وشريعة الغاب السائدة في عالم اليوم
وهل السبب الرئيسي الذي دفع العسكرية التركية لإثارة هذه الزوبعة المفاجئة هو قضية حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبدالله أوجلان المكافح في سبيل حق الشعب الكردي في تركية المشروع في تقرير مصيره ؟
أم هناك مطالب أخطر وأدهى أسدل عليها ستار السرية والباطنية تتعلق بمخطط الاستخذاء والذل الأمريكي الصهيوني سلام الاستسلام نترك ذلك للأيام القريبة القادمة .



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية وحق الثورة
- رأيي في الحوار المتمدن.... الحوار المتمدن ( سلماس ) الصحراء ...
- في ذ كرى كارثة إغتصاب جولاننا عام 1967
- كلمةعلى جرح الردّة في سورية الضحية
- جذور القضية الكردية في سورية
- نداء الى اصحاب الضمائر الحرّة في العالم لإنقاذ حياة أقدم معت ...
- في ذكرى الجلاء :أين أضحى إستقلال سورية ولبنان ؟


المزيد.....




- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جريس الهامس - الحشود والتهديدات التركية بين الأمس واليوم 1957-1998