أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - نادية عيلبوني - إنهم يعهرون الشريعة!!














المزيد.....

إنهم يعهرون الشريعة!!


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 13:14
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


لا أحد أستطاع أن يحط من قدر الإسلام بمقدار ما فعله أهله به،فلا الغرب، ولا المعاديين المفترضين للإسلام، ولا حتى صاحب الرسوم الكاريكاتورية الدانمركي ، استطاعوا الإساءة للإسلام والنزول به إلى الحضيض بمقدار ما فعلته طائفة كبيرة من المعتوهين من شيوخنا ومريدينا في هذا الزمن الأغبر.
لا نستطيع إلا أن نتهم كل أولئك الشيوخ والمريدين ومن لف لفهم ،من الذين دخلوا من باب الإفتاء ليعطوا لأمراضهم وعقدهم النفسية وميولهم الجنسية الشاذة ورغباتهم الداعرة ،طابعا شرعيا. أمثال هؤلاء هم من ينبغي فضحهم وتعرية دورهم الحقيقي والمباشر ليس في الإساءة إلى العقيدة الإسلامية فحسب ، بل بسبب دورهم التحقيري وإساءاتهم البالغة إلى الكثير من القيم الإنسانية النبيلة التي تعارفت عليها البشرية والأديان كافة .
لقد حط هؤلاء من قدر الزواج والأسرة ، بمقدار ما حطوا من دور المرأة والطفل والرجل ، وكل ما يمت للحياة السليمة والقويمة في مجتمعاتنا بصلة .
وربما كان الأجدى بنا قبل أن نطالب الآخرين بإزالة القذى من أعينهم، أن ننزع نحن تلك الخشبة الكبيرة التي تعمي أعيننا ، وربما كان من المستحسن قبل توجيه أصابع الاتهام للغرب بالإساءة إلى معتقداتنا، أن نحاول أن نقف مع أنفسنا وقفة ضمير لتنقية صفحتنا وتنظيف بيتنا من تلك الأفكار والمعتقدات التي بث سمومها بعض الشيوخ المعتوهين في بلادنا وقاموا بإخراجها على شكل فتاوى ادعت لنفسها ، النطق باسم الشرع والشريعة.
ونحن لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نقبل أو نتفهم، أو نبرر اعتداء أمثال هؤلاء على مؤسسة الزواج بما هي مؤسسة مقدسة ، وبما هي خلية أولى للمجتمعات القابلة للحياة، وبما تعنيه من مودة ورحمة بين الأزواج ، وبما تعنيه من أبوة وأمومة ومسؤولية تربوية وتعليمية اتجاه الأبناء ، وتحويلها بخفة واستخفاف إلى مكان للدعارة.

لكن هذا ما حصل ويحصل يوميا بقحة أمام أعيننا ، ودون أن يتجرأ إلا القليل القليل ، على نقد مثل هذا التفكير الشاذ وفضح أصحابه ، لقد تحول الزواج في الإسلام بما هو مؤسسة دائمة وواحدة لا تقبل القسمة ،وبما هو مودة ورحمة ورباط مقدس دائم بين الزوجين اللذان ينجبان الأبناء ويتحملان مسؤولية تربيتهما ،إلى أنواع لا حصر لها من زيجات كلها تقوم" على الماشي" ولا تخرج بأي حال من الأحوال،عن معنى الإمتاع الجنسي الذي توفره عادة علب الليل ومواخير الدعارة.
لقد أتحفنا هؤلاء الذين أرادوا تدنيس مؤسسة الزواج بفتاوى تنتهك حرمته بقحة نادرة لتحوله إلى زواج" متعة" وزواج "مسيار"و زواج "مصياف" وزواج "عرفي" وآخر" سري" وزواج "على بيتها"إلى آخر ما هنالك من تسميات ومعاني ما أنزل الله بها من سلطان ،وتفيد جميعها بالحط من قيمة وقداسة رباط الزوجية وتنزل بها إلى حضيض المواخير وعلب الليل.
لقد بتنا نسمع بأنواع بأسماء متعددة للزواج العابر والمشروط والمؤقت ،لم نكن نسمع بها مطلقا في الماضي ،ومن حقنا أن نتساءل إذا ما كانت إرادة الله تجيز أن يكون الزواج "على الماشي " أو عابرا أو ملتقطا على الطرقات كذاك الزواج المدعو ب"المسيار"؟. أي دين هذا الذي يبيح للرجل أن يتزوج زواجا لا تتجاوز مدته الإجازة الصيفية للرجل في الخارج،وأي إله هذا الذي يبارك رغبة رجال يريدون أن يستمتعوا بامرأة لفترة مؤقتة في إجازاتهم ثم يقومون بلفظها لدى عودتهم كذاك الزواج المدعو ب"المصياف"؟ أهكذا كرّم الله المرأة في الإسلام؟أهذه هي عظمة الإسلام ؟ أم هذا هو إعجاز القرآن الذي يتشدق به بعض المفترين عليه جهارا نهارا؟
ما طينة هذا الإله الذي يقبل أن بوجود مليون ونصف طفل في مصر وحدها غير محددي النسب بسبب ما يدعى بالزواج "العرفي "الذي أفتى به شيوخ الشهوات العابرة؟ أي شريعة تلك التي تهتم بمتعة الرجل الجنسية على حساب الأسرة وعلى حساب مصلحة الأبناء الذين يقذف بهم إلى مصير مجهول ، وإلى الشوارع مجردين من النسب ومن رعاية الأبوين وحمايتهما ، ومجردين من أبسط حقوقهم الاجتماعية والإنسانية ؟
نحن لا ندري حقيقة إذا كان من حق الشيوخ تصوير الله بصورة رذائلهم !!!ولا ندري من أين يستمدون الحق في الإعلان عن تلك الفتاوى التي تريد أن تقنعنا بأن الإرادة الإلهية تبارك كل ملذات الرجل الجنسية وشهواته وهلوساته وتضعها فوق كل تلك الاعتبارات الأخلاقية والأسرية والاجتماعية والإنسانية؟!!!!!!!

وهل يمكننا بعد كل تلك التصورات التي تقدم الإسلام في الصورة التي تحط من قيمة الإنسان الذي تحوّل على أيدي هؤلاء العابثين إلى مجرد حيوان متنقل وحامل للشهوات، أن نطالب الغرب باحترامنا واحترام عقيدتنا؟وهل يمكننا أن نطالب الآخرين باحترامنا ونحن لا نحترم أنفسنا ولا نحترم عائلاتنا ولا نحترم امرأة أو طفل؟
متى يكف بعض شيوخ الإسلام عن النظر إلى مؤسسة الزواج نظرتهم إلى علب الليل؟ومتى يكف هؤلاء عن النظر إلى نسائنا بمنظور بائعات الهوى وبائعات الحب الرخيص والعابر؟ متى يستطيع أمثال هؤلاء الشيوخ التمييز بين مؤسسة الزواج وبين المواخير؟
وهل بإمكان هؤلاء الذين لا يقيمون وزنا إلا لشهواتهم الجنسية ، أن يصلوا إلى النظرة الإنسانية في اعتبار الزواج مسؤولية كاملة وشراكة كاملة ودائمة ،وليست فقط مجرد مكان لإشباع الرغبات الجنسية؟
ومتى تصبح مجتمعاتنا قادرة على التصدي لأصحاب كل هذه الترهات؟
متى؟؟؟..متى؟



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين هي مقاومة حماس وحزب الله؟
- هل تحولت صدور نسائنا إلى ساحات للجهاد؟
- حماس وانفلونزا الخنازير
- مجرد أسئلة ، الفلسطيني وحقوق الإنسان
- أيضا منظر الملتحين وأصحاب - الدشاديش- القصيرة يجرح ذوقنا وهو ...
- هذا حق مشروع لنسائنا ملكة جمال لفلسطين ما الذي يمنع؟
- -كل الحق- على الرئيس عباس!!؟؟
- اللعب بقضايا الاندماج في النمسا
- المتوكل طه والدفاع عن ثقافة الاستبداد - نعم الثقافة العربية ...
- وقع القاص زياد خداش بورتريه لجديد الأدب الفلسطيني
- فيينا أم فينستان ؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - نادية عيلبوني - إنهم يعهرون الشريعة!!