أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرا القيسي - نزق الحب














المزيد.....

نزق الحب


يسرا القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


قالت له سأنتحر أن تخليت عني فأنت حبي الاول...واللهفة الاولى وخفقة القلب الحقيقية ....؛ سأنتحر ...سأنتحرليس تهديدآ أعرف أن الأنتحارتفكير ساذج لأنسانة فاشلة في الحياة...؛ وأدرك تمامآ أنه حرام في الشرع والدين ... لكن أهون عليّ من عذابي لفراقك ... سأشتاق وسأحن اليك...؛ عندما غادرها حبيبها سامر ...حاولت قمر أن تحتال على الزمن ليمر بسرعة وتسحق ساعاته الثقيلة التي تزحف ببطئ السلحفاة..؛ بذلت جهدآ كي تحرق أيامها كما يحرق عقب سيكارة غابات بأكملها. ... بكته كثيرآ ...أحبته أكثر ... حبه أوجع قلبها ... عصف بوجدانها ...أحبته حبآ يفوق الوصف ... كانت قمر تتوقف عند قوة مشاعرها الجارفة ..؛ أنهارت كطفلة رحلت عنها أمها .. لأن القدر كان أسرع من كلمات وداع أمها ...؛ كان رحيل سامر عنها فيه شئُ من السادية وكأن عذابها يريحه ويرضي غروره ... هل كان عليها أن تمسك بأطراف قميصه وتتوسله ؟ أكان عليها أن تستجديه وتذل كرامتها لتستبقيه الى جانبها أهذه الرجولة بمفهومه ؟ يعلم سامر بأنها ستكون من بعده جسدآ بلا روح ... ولن تتذوق طعم الاشياء بدونه ...؛ تحدثت اليه بالساعات...بعثت له عشرات الرسائل كي تقنعه بالتراجع عن قراره وأنها لا تطيق العيش بدونه ؛ الزمن من بعده سيتوقف ؛ وعقارب الزمن ستتمرد ... ستحتج ... لعدم وفائه لأيامهما وليالي سمرهما ... ولساعات حبهما الطويلة ...؛ حلمت كثيرآ في قصر حبهما ... شاركها حلمها ... ثم تركها تتمرغ بتراب القصر....؛ كثيرآ ما سمعتها تهاتفه وتعترف له بصراحة ووضوح أنساني وببراءة طفلة مولعة بلعبتها الوحيدة ...؛ يا حبيب عمري أدمنتك ؛ أدمنت سماع صوتك الرخيم ؛ فكيف كان عليها أن تقنعه وهو لا يسمع صوتآ غير صوته ..؛ لقد بُح صوتها وهي تحاوره .. مرات ومرات .... نادته بأعلى صوتها ليبقى جنبها ومعها ... ؛ أصبحت قمر عبدةً لصوته ... حين تسمعه.... تنسى العالم وتنسى كل من حولها وتضيع خلف صوته ... وتغيب ... وتُغيّب عقلها ... لقد أدمنت كل تناقضاته ... لا... بل أحبت حتى أخطائه ...؛ كم من مرة غفرت له خياناته الهاتفية ونظراته للصبايا ... همست في أذنه كثيرآ أفتقدك حين يغيب القمر وأُقبل صورك ولأ أحب من بعدك بشر ... ؛ أصبحت أسيرة لعاصمة هو فيها الذكرى والذاكرة ... ذكرى لكل شئ لمسته وعاشته معه ... ذاكرة أسقطت كل ما هو دونه ...؛ ذهلت ... صعقت ... لسفره المفاجئ الذي نزل على رأسها كالصاعقة فخيم الحزن على حياتها ...؛ سافر سامر .... تركها لوحدتها ... تعاني من شتائها بلياليه الباردة الطويلة ...؛ قالتها بألم ومرارة ... هي حيرى ... ولا تعرف حقيقة حيرتها !!...؛ التبست عندها المشاعر ؛ قالت بكثير من الشجن والاسى ؛ انا سعيدة رغم مرارة هجره ؛ سعيدة لانه ترك حقيبته وكتب أُهديت له ... وبعض صور وأوراق تحمل أفكاره ولمسات أصابعه الرشيقة ...؛ سعيدة لوجود ملابسه .. بتُ أعطرهم ... أبخرهم .. أقبلهم ... وأمزقهم ...؛ بقاء أشياءه عندي مشروع عودة ...؛ تعودت قمر على وجوده معها .. رغم عبثيته وفوضويته ؛ رغم القلق الدائم من الاستمرار معه ..؛ فهو لا يعرف ولا يعي مفهوم الحب وقيمه السامية ؛ فالحب عند سامر حالة مزاجية ... الحب عنده نزوة ...؛ والحب عند قمر مبدأ.....




#يسرا_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدآ / أحتواء
- 1/2 المثقفين
- الصمت
- صرخة امرأة
- دراسة نفسية
- القسم الثقافي / قصة / ذلك المساء
- المرأة العراقية في البرلمان
- المرأة العربية أستهلاك أم أستغلال


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرا القيسي - نزق الحب