أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - الاحتفاء بالشخصية الوطنية البارزة ميرزا الخنيزي














المزيد.....

الاحتفاء بالشخصية الوطنية البارزة ميرزا الخنيزي


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 19:04
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، جرى تنظيم حفل تكريمي خاص لأحد رواد ورموز العمل الوطني في بلادنا ‘’السعودية’’ الأستاذ ميرزا الخنيزي ‘’أبو نضال’’. وقد حضر حفل التكريم العشرات من أصدقائه وعلى وجه الخصوص الكثير من مجايليه الذين رافقوه في المسيرة النضالية المشرفة منذ الخمسينات وحتى السبعينات على اختلاف مشاربهم الفكرية، أذكر من بينهم عبد الرزاق البريكي ومنصور الشيخ وعبدالرزاق اليوشع وعبدالغني الشماسي وجعفر النصر وسعد الكنهل وعقل الباهلي وغيرهم. كان الحفل بهيجا لوجود المكرم بيننا، حيث العادة الشائعة ‘’غير الحميدة’’ أن يجري تكريم المبرزين الذين قدموا اجل الأعمال والتضحيات لوطنهم بعد رحيلهم. بالرغم من ظروفه الصحية الصعبة التي ألمت به إثر تعرضه لجلطة منذ سنوات وأثرت على مقدرته في الحركة غير أنه كعادته كان حاضر الذهن والذاكرة، بشوشا ومتفائلا بمستقبل مشرق وواعد لبلادنا بالرغم من كل المعيقات المعروفة. لقد عبر الحضور في كلماتهم المكتوبة أو المرتجلة عن اعتزازهم واحترامهم الكبير للدور الوطني الريادي والبارز للشخصية المكرمة، ولكل مجايليه من الحضور أو ممن لم تسمح ظروفهم الصحية أو الشخصية بالحضور وخصوصا ممن رحلوا منهم، الذين مثلوا بحق جيل الرواد الأوائل، الذين اشتقوا طريقا غير مطروق وحفروا الصخر بصبر وإصرار وعزيمة بأيديهم العارية أو بأدوات وعدة بسيطة، مقتحمين فيافي الصحراء الموحشة بزاد قليل، وغالبا من دون مرشد موثوق، وسعوا ما في وسعهم لأن يكونوا شموعا تحترق لاختراق دياجير الظلام المدلهم وإنارة الطريق من اجل غد أجمل، تنبلج فيه شمس الحرية والعدالة والمساواة والتقدم الاجتماعي في سماء بلادنا، وأن يتجاوز وطننا أفات وعثرات التخلف والجهل والظلم. ومن أجل ذلك الهدف النبيل ضحوا بحريتهم، مقدمين عصارة فكرهم، وزهرة شبابهم، قابضين على جمر مبادئهم الوطنية والاجتماعية والإنسانية، ومتجاوزين لكل أشكال الانتماءات والتشطير ‘’المناطقية، القبلية، الطائفية، العشائرية’’ الفرعية التي ابتلى بها مجتمعنا، كبقية المجتمعات العربية في العقود الأخيرة لأسباب وعوامل مختلفة، يأتي في مقدمتها فشل بناء الدولة الوطنية العصرية الحديثة، ووصول الخيارات والمشاريع المطروحة ‘’قومية ويسارية وليبرالية وإسلامية’’ جميعا إلى طريق مسدود على الرغم من النوايا الصادقة، والتضحيات الجسام التي بذلتها الشعوب العربية ونخبها السياسية والاجتماعية والفكرية على مدى عشرات السنين من أجل الحرية والاستقلال والتنمية والعدالة والوحدة وإعادة بناء الإنسان والمجتمع. لقد دفع ميرزا الخنيزي ‘’ورفاقه’’ ومعه عائلته الصغيرة وخصوصا زوجته ‘’أم نضال’’ ضريبة موقفه الوطني والمبدئي الشجاع، حيث جرى اعتقاله للمرة الأولى إثر الحراك العمالي الكبير في ,1956 حيث قضى حوالي العام ونصف العام مع العشرات من نشطاء الحركة العمالية والمثقفين في سجن العبيد سيء الصيت في الإحساء، وفي العام 1958 شارك مع بعض رفاقه إثر خروجهم من السجن في تأسيس منظمة ‘’أحرار الجزيرة’’ التي مثلت نواة لحزب ‘’البعث العربي الاشتراكي’’، حيث أصبح أحد قيادييها البارزين، وفي العام 1964 وعلى اثر الانشقاق الواسع في حزب البعث الذي أعقب انعقاد المؤتمر السادس للحزب في دمشق شكل مع آخرين منظمة جديدة ذات توجه يساري ‘’ماركسي’’ تحت مسمى ‘’الجبهة الديمقراطية الشعبية’’ وكان تركيزها منصبا على القضية الوطنية باعتبارها المحور والركيزة الأساس لعملها ونشاطها. وكان ميرزا الخنيزي أحد قياديها البارزين، حيث احتل منصب أمين سر القيادة. تلك المنظمة حظيت في ذلك الوقت بانتشار شعبي مهم في العديد من المناطق في السعودية. وفي يونيو/ حزيران العام 1967 وعلى إثر العدوان الإسرائيلي على الدول العربية شارك ميرزا الخنيزي بفعالية في المظاهرات العارمة التي اجتاحت مناطق النفط وبقية المدن الرئيسية، للتنديد بإسرائيل والصهيونية والانحياز الأميركي للعدوان، وللتعبير عن تضامنها مع ضحايا العدوان، ومطالبة بوقف ضخ البترول عن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى واعتقل على أثرها، حيث مكث في المعتقل قرابة العام وثمانية أشهر، ولم يمكث طويلا إثر خروجه من السجن، حيث جرى اعتقاله مجددا في موجة الاعتقالات الواسعة في العام 1969 حيث قضى في السجن حوالي ست سنوات إلى أن أفرج عنه إثر صدور عفو ملكي عام في سنة 1975 إثر تولي الملك الراحل ‘’رحمه الله’’ خالد بن عبد العزيز مقاليد الحكم. وفقا لما ذكره رفيق دربه وأخ زوجته الأستاذ عبد المحسن الخنيزي وهو ما يعرفه جميع من احتك به وتعامل معه أنه كان يتصف بطول النفس والاستمرارية والدآبة اليومية على العمل والتسامح مع المختلفين، كما اتسم بالبساطة والتواضع والقدرة الفائقة على التأثير في محيطه الاجتماعي. التقيت مع المحتفى به قبل اعتقاله الأخير بيومين، وكنت آنذاك في السابعة عشرة من العمر، شعرت بأنه كان يريد استمالتي إلى الانضواء في تنظيمه، غير أني كنت قد حسمت موقفي الفكري والسياسي آنذاك مع تنظيم ‘’جبهة التحرر الوطني’’ يساري آخر، رغم الأرضية الفكرية المشتركة بين التنظيمين. أخبرني في ذلك اللقاء بأنه يتوقع الاعتقال في أية لحظة. بعد اعتقاله زرته في سجن المباحث بمكة مع بعض أفراد العائلة التي ضمت زوجته المخلصة والشجاعة والمضحية بدرية الخنيزي ‘’أم نضال’’ التي يجمعني بها وبزوجها ميرزا الخنيزي قرابة قوية جدا فوالدهما معا أشقاء لوالدي.
نتمنى لأبي نضال موفور الصحة والعافية والعمر المديد، ومتمنين أن يبادر رغم ظروفه الصحية القاهرة بالكتابة عن تلك المرحلة التاريخية الحافلة التي عاشها ومن معه من مجايليه واستخلاص عبرها ودروسها باعتبارها جزءا مهما من ذاكرتنا التاريخية والوطنية بما لها أو عليها.






#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران: بين ولاية الفقيه والدولة المدنية
- الديمقراطية على الطريقة الإيرانية
- كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.. ميثلوجيا الحزن والثورة
- كارثة سيول جدة.. هل تكون محركا لاجتثاث الفساد ؟
- تقرير منظمة الشفافية العالمية عن الفساد
- مبادئ حقوق الإنسان.. بين النظرية والتطبيق
- التجديد الديني والإصلاح الوطني.. ضرورة الراهن ( 13 )
- التجديد والإصلاح الديني.. ضرورة الراهن ( 12 )
- دور الأنظمة العربية والغرب في إعادة بعث -الأصولوية الإسلاموي ...
- التكفير والعنف منهجان متلازمان ( 10 )
- - الأصولوية الإسلاموية -.. بين التقية والعنف ( 9 )
- نشوء -الأصولوية الإسلاموية- ( 8 )
- من الأصولية إلى الأصولوية الإسلاموية ( 7 )
- نشأة الأصولية الإسلامية المعاصرة.. العوامل والمقدمات ( 6 )
- لماذا انتكس مشروع التنوير؟ ( 5 )
- الرافد الثاني في مشروع النهضة ( 4 )
- الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )
- فكر النهضة يقتحم الدوائر المحرمة ( 2 )
- الدين والفكر الديني.. الثابت والمتغير ( 1 )
- معوقات الإصلاح والتغيير في العالم العربي


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - الاحتفاء بالشخصية الوطنية البارزة ميرزا الخنيزي