أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - تكمن المشكلة في استقلالية العمل او عدمها















المزيد.....

تكمن المشكلة في استقلالية العمل او عدمها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 16:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما نرى الانواع و الاشكال المختلفة المتنوعة من الاتجهات و التيارات و الاحزاب المنتشرة في العراق بطوله و عرضه، حاملين مختلف الافكار و العقائد و الايديولوجيا ، بحيث لا يمكن التمييز في اكثر الاحيان بين اغلبيتهم من حيث البناء الفكري و التركيبي و الخطاب و المواقف و الاراء الصادرة من قناعاتهم حول المواضيع الاستراتيجية و حتى اليومية في العراق . و يمكن ان يوصف الوضع الحالي بالتخبط و الفوضى في التنظيم السياسي العام او العملية السياسية في البلد باكملها، و ربما تكون الحالة خلاقة كما يدعي البعض و يعتقد بان يستقر الوضع العام على ما تترسب من الحال وفق التصنيفات المعلومة في تعريف الجهات و ما يحملون. اي يمكننا ان نصنفهم من اليسار الى اليمين و ما بينهما من الوسط والليبرالي و ما يدور حولهم، هذه ما نتلمسها و كيفما وقعت و طالت ليس بمشكلة، لا بل التعددية هي الحالة الطبيعية و يستند التقدم المنشود على وجود شرط التنافس و الصراع السلمي العلمي المستقيم بينهم ، و المطلوب التوضيح لما نريده من الاستقلالية لهم حسب ما يدعون و ما يتصفون انفسهم به وما يمتلكون في حقيقة تركيبتهم و جوهرهم ، و المحدد و المقياس الصحيح هو قناعة الشعب بهم و بالذي يعتقدون انه الحقيقة و ما يقدمون عليه و يعملون به و يثبتون للجميع مدى فرض انفسهم على الارض و يقتنع المجتمع بضرورة وجودهم، و يجب ان يكونوا قدوة خلاقة في دفع المجتمع نحو الامام و ان يكونوا في طليعة المضحين في مسيرة التطور و التنمية المتعددة الجوانب لابناء الشعب ان كانوا صادقين غير تابعين و مستقلينبمعنى الكلمة.
العامل الرئيسي الهام و الركيزة الاساسية و الجذرية في نجاح اية جهة هو استقلاليتها بكل معنى الكلمة من حيث ظروف انبثاقها و كيفية تاسيسها و ما تحملها من مقومات العمل و النجاح و الحيوية و القدرة على اصدار القرارات و بيان المواقف تجاه القضيا الاستراتيجية و ما تفرزها الساحة يوميا ، نظرا لتسارع الاحداث المتكررة و سرعة الانتقال للمراحل و ظهور المتغيرات في كافة المجالات و جوانب الوضع السياسي الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي العام في العراق . هنا لا اريد اقحام كافة المقاهيم في الموضوع بقدر توضيح ما اقصده و ما اعنيه بالاستقلالية بحد ذاتها في كافة الاوقات و لجميع الجهات و ما تتطلبها المراحل المختلفة من الاعتماد على الذات و الاصالة في العمل و سلك الطرق المختلفة لتحقيق الاهداف العامة و ما يتطلع اليه الشعب العراقي اعتمادا على النفس .
لو دققنا اكثر في تركيبة الجهات فاننا نلاحظ ان سيطرة اليمين لازالت طاغية على الوضع السياسي العام و لاسبابها المعلومة من حيث الوضع الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي القائم، و لاي فرد مهما كان موقعه او صفته في المجتمع له الحق في ان يشكك في ادعائاتهم و صفاتهم و ما يفرضه الواجب الصحيح على شكل عملهم و تعاملهم و علاقاتهم و صراعاتهم و نظرتهم الى الحياة و المجتمع ،و هم الاكثر حجما و ثقلا ، و لذلك الدخول في عملية كشف الاستقلالية هؤلاء سيجرنا الى المتاهات غير المنتهية، و يحتاج العمل في هذا الجانب الى جهد مضني كبير و لابد ان يبدا و بمتابعتهم و بتلمس ما يقدمون عليه على الارض الواقع، و لحد الان لم يتاكد اي مواطن من صحة ادعائات العديد منهم استنادا على ما يصرحون به حول الشؤون العامة بمختلف جوانبها.
اما الوسطيين او الليبراليين، فهم من التيارات الجديدة على الساحة و لا يمكن التعويل على ما يطرحون في الجوانب الفكرية و هم في بداية الطريق و يحتاجون الى تثبيت الذات و يعتمدون على المثاليات في خطاباتهم، لانهم يعتمدون على ما يسير عليه اقرانهم في الدول الاخرى و دول المنشا، هذا ان لم يكونوا اصلا مقلدين لهم او انبثقوا من اجل تكرار تجاربهم و ما يحدث في ارضيتهم الاصلية و يريدون تطبيق الافكار و الاطروحات بمناهج اكثريتها معلبة و مستوردة دون النظر الى الواقع الذاتي و ما يتطلبه و ما فيه من الخصوصية في الصفات و السمات ، و كما فعل اليساريون من قبل. و كذلك لقصر مدة ظهورهم و تاسيسهم و عملهم لا يمكن الحكم عليهم و على استقلاليتهم بشكل نهائي و خصوصا لازالت المرحلة التي نمر بها متنقلة و الدول التي تؤمن بالمباديء الاساسية التي يحملونها متواصلة في علاقاتها و لها اليد الطولى في المسيرة السياسية لبلدان المنطقة .
اما اليسار ، و الذي له جذور و مرً بتاريخ طويل حامل للاحداث و في طريق مليء بالتعرجات و الاخفاقات من جهة اخرى، و النجاحات من حيث التحزب و مظاهره و اشكاله و كسب الجماهيرية و نشر الفكر و الايديولوجيا من جهة اخرى، الا ان التقليد و الاستيرادات و ما فرض من قبل المنشا او الام اثر بشكل سلبي على الاستقلالية التي تعنينا نحن في هذا الموضوع و حتى في الكثير من الاحيان فرضت التبعية دون ارادة الذات و لاسباب سياسية .
هناك من التعاريف العديدة المختلفة لليسار و بيان هويته و فلسفته ، الا انه يمكن ان نستدل عليه ،على ما يمكن ان نعتبره التنظيم الذي يمكن ان يتوائم مع كافة المواقع و المجتمعات و يتحمل الفكر و العقيدة و الفلسفة التي تتحمل التاويل و التفسير المتعدد و الذي يمكن ملائمته و تكييفه مع ما يمكن ان تكون فيه مجتمعات العالم . و ما يحمله اليسار من السمات وهو الجهة التي تعمل على كسر التحفظات و الغوص في حالات سياسية متعددة و هو الذي يستند دوما على الغيير و التقدم و الحركة المستمرة و لم يلتزم بالعادات و التقاليد القديمة المعيقة للتطور و التنمية، و هو الذي ينتقد باستمرار السلطة و النظام الموجود من اجل توسيع مساحة الحرية في التعبير و النشر و الانتخابات و العلاقات و العمل الديموقراطي و يعمل على دفع الشعب نحو العلمانية ، و من جانب اخر هو الرائد و القدوة في الدفاع عن حقوق المراة و المساواة و توفير الحياة الحرة الكريمة للفرد مهما كان تركيبته و افكاره و بالاخص الكادحين و الفقراء المعدومين ، فلا يمكن ان يستند على ما يامره الاخر في النضال من اجل تحقيق هذه الاهداف، و لابد ان يكون مستقلا في هذه المرحلة و غير ما كان يلتزم به من قبل و للظروف المعلومة من وجود المعسكرين، و لابد ان يكون مستقلا في قراراته لتنفيذ مهمامه حرا ، و هذا لا يعني الالتزام المطلق بالفلسفة اليسارية و ان لم يتلائم مع المستوى الثقافي او الوعي العام في كل زمان و مكان. و يمكن تطبيق الافكار و النظرات اجتماعيا بوجود الاستقلالية للقائمين على العمل في التغيير و التحرر من النمط المثالي المعين. و استنادا على ما سبق من الاتجاهات المتنوعة و مدى التاكدفي استقلاليتهم و نسبتها، فان الفرد غير المنتمي لاي كيان كان و الذي يفرض عليه العديد من المباديء المؤطرة و المحددة لتحركه من العقيدة و المباديء و الايديولوجيا بشكل عام، سيكون اكثر استقلالية في عمله سوى كان يساريا او يمينيا او من الوسط الواسع المتعدد الاتجاه.
اذن ليست المشكلة في تفسير مفهوم الاستقلالية، و انما عدم الامكان في ربطها باتجاه يساري او يميني و وسطي، وبينما الشكوك تحوم دائما حول الاكثرية لانهم هم المعرضون لفقدان استقلاليتهم و ما يحتاجون الى الساومة في السياسة ، و هم الان في بداياتهم في العراق و لم يثبتوا مصداقيتهم في هذا الجانب على ارض الواقع .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- هل المهرجانات تستنهض الثقافة العامة للمجتمع ؟
- هل التصويت في الانتخابات القادمة يكون عقلانيا ؟
- المحطة الحاسمة لتخطي الصعاب في العراق الجديد
- لم يخسر الكورد في كوردستان تركيا شيئا
- ما يحمله المتطرفون يزيحه العراق الجديد
- الديموقراطية التركية امام مفترق الطرق
- الحوار منبر لليسار الواقعي ايضا
- استئصال البعث بمحو فلسفته ومضمونه و اثاره و ليس باشخاصه
- الجهات السياسية بين الواقع و التغيير المطلوب
- المعارضة البديلة للحكومة الاصيلة
- من يستهدف الصحفيين في العراق ؟
- النظر الى قضية الحوثيين بعيون انسانية بحتة
- اعيد السؤال، لماذا أُرجيء التعداد العام لسكان العراق ؟!
- ماطبقت في اليابان و المانيا لا يمكن تكرارها في العراق
- لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم
- كيفية التعامل مع عقلية الاخر لتطبيق مادة 140 الدستورية
- ضرورة تجسيد التعددية الحزبية في العراق ولكن!
- هل تثبت تركيا مصداقية سياستها الجديدة للجميع
- المركزية لا تحل المشاكل الكبرى بل تعيد التاريخ الماساوي للعر ...


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - تكمن المشكلة في استقلالية العمل او عدمها