أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمة - كرنفال الكربلائيين















المزيد.....

كرنفال الكربلائيين


رشيد كرمة

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 23:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


" عاشوراء الحسين " من وحي كرنفال الكربلائيين
في سماء العباسية الشرقية سحرٌلازال يغطي كل أرصفتها وأزقتها الفقيرة وكأنما يراد لها ان تبقى هكذا آثاراً خالدة تغور دون أن تفصح بأسرار الناس من كل الأجناس. بعض (الدرابين) في هذه المحلة التي "كان" يطلق عليها يوما ما موسكو الصغيرة أضحت أكثر ضيقاً,وكأنما توحي بضيق حلمنا الإشتراكي الذي إرتبط بشكل وآخر بواقع حال تجربة اكتوبر الروسية. لاشك ان البيوت في كل أنحاء هذه المدينة رممت من جانب ساكنيها الجدد، ألا أنها تحمل بشكل وآخر بصمات مالكيها القدماء,الجيل الجديد أبناء الريف والأطراف البعيدة الذين حلوا محل أبناء المدينة لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة الإنفلات من الماضي عبر البناء العمراني " تقارب السطوح والجيرة الحتمية ,,, العباسية الشرقية _ الكربلائية الإنتماء_ والملتزمةُ بقضايا الظلم في كل أنحاء العالم فضاء يستوعب الجميع.مابين بستان عبد الواحد وشارع الكمرك القديمين يقع زقاق أممي دون أن يعي أحدا ذلك عرب وإيرانيون وأتراك وأفغان وهنود من السند يهود ومسيحيون ومسلمون سنة وشيعة وما بينهما من فرق وجماعات وقلة من الملحدين, خمسون بيتاً بين صريفة من أشجاروسعف النخيل(بيت ام نجم*) وبيوت أنيقة من طابوق فاخر وبيت إقتسمه أهله للسكن والصناعة والتجارة (بيت "العمو" وزينب أم إبراهيم ورضية الجميلة) و (بيت البَرّام), أنتجَ هذا الزقاق نسوة رائعات تقدمن المسيرات والتظاهرت تعاطفاً مع الجزائريين والفلسطينيين،شيوخ وفقهاء وروزخونية أشهرهم ( عبد الزهرة الكعبي **)المشتهربصوته ولحنه وأدائه كقارئٍ وراوية لمقتل الإمام الثالث للشيعة الحسين بن علي بن ابي طالب شهيد الحرية في واقعة تأريخية صنعها الإنسان ولم تأتي من غيب!كما أنتج الزقاق أساتذة في العلوم,والهندسة ومناضلون وطنيون و شيوعيون ورياضيون,وعمال كسوا أغلب شوارع مدينة كربلاء بالقير ومنحوا لقب بيت (الكَيار)كان الزقاق ملاذا لعوائل نجيبة فرقتهم عن أحبتهم معتقلات البعث الفاشي مثل(نقرة السلمان)، هو زقاق (العمة عليا) كانت بمثابة مختار الطرف و(سعدية) شقاوة الطرف,لا أنسى لحظة هزؤها بمدير شرطة كربلاء حيث بصقت عليه بعد أن قبضت على (خصيتيه) أمام إستغراب وضحك صبية ونسوة الحارة وشرطته عندما جاء ليلقي القبض على أحد أبنائها، هوزقاق الحاج عيسى وشاكر المضمد حاملي لقب (اطباء وجراحي ) الحارة,في هذا الزقاق تزوج ابن الناصرية(كامل) من الأيرانية (خيرية),وعشقت(عُبيسة العمارية إبن الأصفهاني )وتزوجت التركية من السندي, وتحابب إبن الجيران الرياضي مع بنت الجيران (ف)وتبادل الجميع اوراق وعهود الوفاء سراً ومن نظرات العيون ومن تحت العباءة العراقية مر السلام ورُميت القُبلة وإن ثمة فرصة سنحت فلا بأس أن تكشف الصدر المكتنز والمتلهف.زقاق أُضافت له (المُله مدينة***) شيئا من وقار،دون خشية الأطفال من ممارسة لعبهم الكرة حيث ينصب أحد الأهداف قبالة بابها في حين يكون الهدف الثاني أمام بيت "أبو الهريم "_ كان الرجل إيرانياً ولا يحسن لفظ حرف الحاء وكان يمنعنا من اللعب ويقول هذا بيت الحريم ، هذا الطرف النائي من مصادر المياه الوحيدة في كربلاء (نهر الحسينية)الذي يقع في (باب بغداد )نشأ وترعرع (عبد الزهرة عبد الحسين السعدي**** ), كان من ضمن الطلبة المتفوقين في أخريات المرحلة الإعدادية بداية ستينات القرن المنصرم,ولظروف إجتما_سيا_إقتصادية غادر مقاعد الدراسة..نشأتُ في بيت لم يبعد عن دار سكنه إلا أمتار,دارهم الذي يضم شقيقتان***** وأم خجولة لم تشأ الإختلاط كثيراً بالجيران وأب كادح ٌيعاني من ضعف البصرلايشبه دار أحد,بابٌ خشبية ضيقة******, تفضي إلى ممر مظلم ضيق طوله أكثر من عشرة أمتار,زاده ضيقاً حديد سكراب السيارات،رغم أن الزقاق قلما يشهد سيارة أو مركبة ميكانيكية يعكر او يخترق أحلام المراهقات والمراهقين وذويهم وجلهم من ذوي النية الحسنة (إلا) شرطي المكافحة والإجرام(مُحَمّدْ)ذو الوجه المجدر******* زرعته الشرطة العراقية في منتصف الزقاق الذي إستضاف (علي ) زوج أول شهيدة قتلت برصاص ( الحرس القومي) في بغداد عام 1963.بعض بيوت الزقاق تًخلى تماما من ساكينها كي تستقبل (الأنصار) من الأعظمية والرميثة وطوز خورماتو,وكرنفال المحلة جزء لايتجزء من كرنفال الكربلائيين،حيت تعلق إعلانات ضوئية حمراء اللون على واجهة البيوت خطت بالكوفي(ياحسين ياشهيد).
الهوامش :
* نجم عامل الفرن ساكن الصريفة والوحيد بين شقيقاته أعدمته سلطة البعث الهمجية .
** عبد الزهرة الكعبي قارئ مقتل الحسين المشهور أعدمته السلطة البعثية الهمجية بسم الثاليوم , وكان رجلاً عراقياً شهماً وقومياً ناصرياً أكثر من رجل دين.
*** الملة مدينة( اسمها مدينة وهي قارئة تعازي وأفراح ومواليد)نقصدها في اي حاجة لنا نحن صبية وصبايا الزقاق.
**** عبد الزهرة عبد الحسين السعدي (كان والده يناديه جنجون) وعبد، غلب عليه لقب عبد الزهرة الشرطي لأنه خدم في الشرطة العراقية في سراي كربلاء, متعدد المواهب والقراءات ,أقام معرضاً للرسم في ممر دارهم الضيق , إداري رياضي , ورادود حسيني في عزاء سوق النجارين, وشاعر عزاء العباسية الشرقية المعروف, أعدمته السلطة الهمجية البعثية في الثمانينات.
***** توفى ابو عبد الزهرة كمداً على إبنه الوحيد وكما رحلت أمه بالسبب نفسه وفارقت الحياة ( الشقيقة عليا) في إنفجار الإرهابيين البعثيين والأسلاميين في أول إنتخابات عراقية بعد عام 2003 أتمنى للأخت (خديجة السعدي) أم يشار ، الشاعرة العراقية الجادة والصحفية وألأخت الكبيرة للراحل الشهيد عبد الزهرة الصحة ,وأملي اللقاء في الزقاق نفسه.
****** بعد مضي ثلاثون عاما بالتمام والكمال أتاح لي رحيل الهمج بزيارة الزقاق , ووجدت باب بيت العائلة المذكورة مقفل بسلاسل وكأنما بيت ملئ بالأسرار !!!
******* شرطي أمن ,من مكتب أو شعبة مكافحة الشيوعية ، كنا صبية نتحاشى النظر اليه لقبحه وخشية أن نصاب بعدوى الجدري , واجزم أنه الوحيد الشاذ في الزقاق.
الجزء الثاني قادم رشيد كَرمة السويد 23_12_2009





#رشيد_كرمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأريخ زاهر رسالة الى - كريم العراقي -


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمة - كرنفال الكربلائيين