أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جمال محمد تقي - الدور التأمري للتحالف الكردستاني على وحدة العراق واستقراره !















المزيد.....

الدور التأمري للتحالف الكردستاني على وحدة العراق واستقراره !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 23:14
المحور: القضية الكردية
    


عندما يذكر التحالف الكردستاني ـ حزبي البارزاني والطالباني وبعض الواجهات التابعة لهما ـ والذين هما بالاصل ورثة للحركة العشائرية التي قادها البارزاني الاب من اجل توسيع نفوذه القبلي ليشمل مناطق القبائل السورانية والبادينية المستوطنة شمال العراق ، يتذكر العراقيون التاريخ المخزي والمناهض للوطنية العراقية ، فمن التجند لخدمة السافاك الشاهنشاهي بالضد من حكومة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم الى وضع انفسهم تحت تصرف شركات النفط الاحتكارية العاملة في العراق لتنفيذ اجندتها التامرية بالضد من اي توجهات عراقية لتقليم اظفار هذه الشركات التي كان لها دور فاعل في صنع الحياة السياسية في البلاد ومن وراء الكواليس ، الى بناء اوثق العلاقات التخادمية ومنذ وقت مبكر مع الموساد الاسرائيلي ـ منذ عقد الستينات من القرن الماضي ـ للتامر والتجسس واشغال القوة العراقية عن اداء دورها في التصدي للعربدة الاسرائيلية في المنطقة !
الملفت الان ومع تغير الاحوال وحصول هذا التحالف على ما لم يكن يخطر بباله ولا حتى في الاحلام ، وخاصة بعد احتلال العراق واعادة صياغته بطريقة تنسجم مع العقليات الطائفية والعنصرية التي وجدت في العراق المحتل مرتعا خصبا لها ولتطلعاتها التقسيمية ، وتحديدا بعد ان عمل الاحتلال وبالتعاون معها على تدمير الدولة العراقية وبنيتها التحتية ـ اي لم يكن الهدف من الاحتلال هو اسقاط النظام السابق ـ حيث يحكم التحالف الكردستاني كل شمال العراق وبدون منازع ، ويشارك وبفيتو قوي بالحكم التحاصصي في بغداد ، حتى اصبح الشمال ملكية خاصة للحزبين المتحالفين ، لهم دستورهم المفصل على مقاييسهم ولهم حكومتهم وبرلمانهم وجيشهم وخزينتهم بل ولهم نفطهم الذي يستثمر وبشكل مباشر ومع الشركات اياها لتخليد حكمهم لمناطق الشمال وتقرير مصير اهاليه ، لهم رئيس وسفراء واعلام وتشريفات وشعار ونشيد جمهوري ، ولم يكتفوا بكل هذا حتى راحوا يستخدمون اسلوب الهجوم كافضل وسائل الدفاع في علاقاتهم مع بغداد التي يفترض ان تكون علاقاتهم بها علاقة شراكة ابدية ، فراحوا يساهمون باشغال الوسط والجنوب بالمشاكل الامنية والعمليات الانتقامية ، وبنفس الوقت ونتيجة لفراغ القوة وتماهيهم مع اجندات قوات الاحتلال راحوا يوسعون من مناطق حكمهم بحيث تطاولوا على المحافظات المجاورة للمناطق التي يسيطرون عليها ، متذرعين بحجة الهوية القومية لسكان هذه المناطق وبالمبالغة القصوى بحجم عمليات التهجير القسري الذي جرى في بعض المناطق بابعاد امنية ايام النظام السابق ، وكانت النية المسبقة لاحتواء هذه المناطق باعداد كبيرة من ميليشياتهم المدعومة والمسلحة اسرئيليا خاصة وان غياب الجيش العراقي نتيجة قرار حله قد جعلها مفتوحة امام عربدات عصاباتهم في نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين ، التمدد متواصل رغم عدم وجود توافق عليه مع شركائهم في الحكم ، حتى انهم عملوا على الضغط ومحاولات تكريد واحتواء بعض جماعات من الاقليات الاصيلة والتي تقطن هذه المناطق حتى قبل هجرة الاكراد اليها كالاثوريين والتركيف والشبك واليزيديين والكلدان ، وقد اشارت التقارير الدولية الى هذه الحقائق وكان اخرها تقرير منظمة الدفاع عن حقوق الانسان حول العالم الامريكية والتي اوردت بالنص ان الاحزاب الكردية تقوم بمضايقة ابناء الاقليات بالترهيب والترغيب لاجل احتوائهم او تهجيرهم !
الاكثر اثارة هنا ان التحالف الكردستاني ورغم انتقاله من صفة المعارضة الى صفة الحكم فانه مازال يمارس وبكثافة ذات الممارسات اياها والتي وصفناها بالتاريخ المخزي بالتامر على وحدة العراق وسيادته واستقراره ، والادهى انه يتعامل ويتخادم مع نفس الجهات التي كان يتخادم معها ايام الاب البارزاني ، الموساد والسي اي اية واطلاعات الايراني ـ بديل السافاك المنحل ـ وشركات النفط الاحتكارية والتي مازال لعابها يسيل على ذكر النفط العراقي الشمالي والجنوبي على حد سواء ، وما يميز المرحلة الجديدة هو التنسيقات السرية مع المخابرات الكويتية في التعاون لادامة حالة الفوضى في وسط وجنوب العراق !
نشرت مؤخرا صحيفة فايننشال تايمز الصادرة في لندن تقريرا يحتوي على اعترافات ـ بيتر غالبرث ـ الدبلوماسي الامريكي السابق والمخابرتي المتمرس بالاعمال التجارية بعد ان اعفي من الخدمة الرسمية كسفير في كرواتيا ، والذي عمل بعدها كمستشار لدى قادة التحالف الكردستاني منذ فترة ما قبل احتلال العراق ، قال غالبرث انه نصح الاكراد على ضرورة انتزاعهم لحق دستوري يعطيهم القدرة على التحكم المباشر بعمليات الاستثمار النفطي في مناطقهم وابرام العقود ـ استخراج وتصدير النفط من الحقول الجديدة ـ ليكون هذا النص حجر الزاوية في عملية الاستقلال الاقتصادي عن بغداد واقامة علاقات اقتصادية وبالتالي سياسية مع العالم الخارجي كخطوة مهمة باتجاه اعلان الدولة الكردية واستقلالها !
علما هناك مستشارون اخرون من الموساد وشركات نفطية كبرى متواجدون في شمال العراق يساهمون في ترتيب الاجندة الكردستانية وبما يجعلها متهيئة ميدانيا وعسكريا واقتصاديا وسياسيا ونفسيا نحو اعلان الدولة وتامين الاعتراف بها خاصة اذا قامت نتيجة لنزاع عرقي على اثره يتم الفصل كامر واقع بالترافق مع السيطرة المحكمة على مايسمى بالمناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك ، لان الصدام الاولي سيستدعي حضور قوات بين الاطراف المتنازعة وابقاء الحال على ماهو عليه حتى تتدخل لجان تحكيم من الامم المتحدة ، وحتى ذلك الحين تكون القوات الكردية قد سيطرت على كركوك وجرى استحصال قرار وقف لاطلاق النار !
يبدو ان قادة التحالف الكردستاني سائرين لتطبيق هذا السيناريو وكل الدلائل تسير بهذا الاتجاه ، حتى زمن التنفيذ سيكون مترافقا مع المرحلة ما قبل الاخيرة للانسحابات الامريكية المعلنة ، وعليه فان ضم كركوك تحديدا سيكون هو الاعلان الرسمي عن قيام الدولة الكردية شمال العراق كأمر واقع لا تستطيع الحكومة الطائفية المتخادمة مع المحتل الامريكي حتى لو ارادت تغييره ، لانها لاتملك ادوات التغيير واهمها الارادة الوطنية الجامعة والجيش الوطني القوي القادر على حماية حدود البلاد ووحدتها من تجاوزات عصابات التقسيم المدعومة من الطامعين بالعراق وخيراته !





#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلافل وهيكل اسرائيل !
- كلنا مع حملة ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين !
- من عجائب الواو !
- من الليبرالية الى الطائفية احمد الجلبي نموذجا !
- البارزاني والحكيم جسدين بروح واحدة !
- لماذا لا يتجرأ حشع على قول الحقيقة ؟
- هل سيجيب مؤتمر كوبنهاغن عن الاسئلة الصعبة ؟
- الا يكفي تطبيرا بهذا الشعب ايها الطائفيون القتلة !
- ليس من مصلحة الحكومة العراقية محاكمة بلير وبوش !
- الحوار المتمدن الى اين ؟
- مقاربات على هامش سيرة مجزرة بشتاشان !
- في العيد حفلات للانتقام والاعدام عند حكام العراق اللئام !
- الزميل العزيز علاء اللامي اليك حيثياتي !
- يا شيوعيو العراق ما العمل اذا دقت ساعة العمل ؟
- صلوات على محمد وال بيت محمد حكام العراق اكبر حرامية في العال ...
- صناعة الجوع صناعة الموت !
- طريق البصمة البنفسجية يوصل الى الشماعية في العراق !
- انتخابات مجيرة ليست من مصلحة الشعب تلويث اصابعه بجيرها!
- اكتوبر ليست اخر الثورات الكبرى !
- مواقفكم برغماتية وليست مبدئية يا جماعة حشع !


المزيد.....




- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جمال محمد تقي - الدور التأمري للتحالف الكردستاني على وحدة العراق واستقراره !