أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - ماذا تبقى من ثورة الأرز؟














المزيد.....

ماذا تبقى من ثورة الأرز؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 13:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



قامت ما تسمى ثورة الأرز على قاعدة معارضة سورية، وفرضية تورطها بجريمة اغتيال رجل الأعمال السعودي رفيق الحريري، في أوج الحملة البوشية على المنطقة، والتي-الحملة- كانت تبحث عن ذرائع للتدخل في شؤون المنطقة، ووجدت في جريمة الاغتيال ضالتها المنشودة وخير سند وحامل، وذلك لتحميل سورية مسؤولية تلك الجريمة، التي بينت الأحداث والتطورات حجم التلفيق، والتزوير الذي اكتنف التحقيقات، ما أفضى لاحقاً لانهيار المحكمة كلياً، وكانت زيارة رئيس وزراء لبنان المنتخب سعد الحريري، اعترافاً، وإقراراً، وإن غير مباشر، بانهيار تلك المحكمة، ونهاية حقب التضليل، وطي صفحة الماضي المرير، في علاقات شابها التوتر بين الدولتين. ناهيكم عن التراجع الواضح بالاهتمام الأمريكي بالشأن اللبناني، في ظل وجود ملفات أسخن وأدسم، كالأفغاني، والعراقي.

لقد قامت تلك الثورة، إذن، على تحالف ضم فرقاء متباينين، وطامحين حدد، تجمعهم مصلحة واحدة وهي العداء لسوريا، والاعتقاد، في حينه، بأن أيام "النظام"، قد أصبحت معدودة، وبات كل من هؤلاء يحلم بحجز مكان مناسب له في مرحلة ما بعد السقوط. غير أن بقية القصة بات معروفاً للجميع.

ضم ذاك التحالف فيمن ضم، وشكـّل قوامه الأعرض تيار المستقبل الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي سعد الدين الحريري، واللقاء الديمقراطي الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط، مع تيار الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية التي يتزعمه السجين السابق في زنزانة اليرزة سمير جعجع، لمدة أحد عشر عاماً، وبعض الشخصيات السياسية الأخرى التي راهنت هي الأخرى على سقوط وشيك للنظام في سورية.

زيارة سعد الحريري، الأخيرة لدمشق، تذيب جبلاً من الجليد طبع علاقته في السنوات الخمس الماضية مع سورية، وكل ما تمخض عن الزيارة عكس أجواء إيجابية وتصالحية تتجاوز كل مرارات الماضي وبغض النظر، دائماً، عمن كان مسؤولاً إلى وصولها لـ"مواصيلها" تلك، وكان هناك رغبة في إظهار ذاك الشعور وتلك المناخات في كل تفاصيل الزيارة وحيثياتها والتصريحات التي أعقبتها. ومع زيارة الحريري إلى سوريا، التي تعني فيما تعنيه إقراراً غير مباشر، أيضاً، وصريحاً، بتهافت كل ذاك الخطاب والمزاعم التي قيلت في زمن ووقت ما، وانهيارها، وعدم الرغبة في الرجوع إليها. فها هو إذن تيار المستقبل يخرج، كلياً، من معادلة ما سمي بثورة الأرز، وطبعاً قد لا يعني هذا، بالضرورة، الانخراط في تحالف مع السوريين. لكن ربما كان نوعاً من إعادة اكتشاف للثقل الاستراتيجي السوري الإقليمي في المنطقة، والتسليم به، ليس إلا، كونه الضمانة الأولى لنجاح العملية السياسية التي تلكأت طويلاً في لبنان، إثر محاولتها القفز على حقائق التاريخ والجغرافية وتجاوزها، والتي حكمت العلاقة بين الطريفين، بطريقة لا يمكن الفكاك منها.

ومن الجدير ذكره، بصدد تلاشي وخفوت زخم ما يسمى بثورة الأرز، أن زعيم ما يسمى باللقاء الديمقراطي كان قد سبق الحريري في الانسحاب من تلك الثورة ، معبراً عن إعادة انبعاث واكتشاف لميوله القومية والعروبية واليساروية والفلسطينية، بما يعني ضمنياً، ابتعاد ثورة الأرز عن كل هذا الخطاب، أي إدانة غير مباشرة منه لثورة الأرز. ويجاهد جنبلاط اليوم، وبشكل حثيث، لزيارة سوريا، كما تورد الأنباء، من دون أن يحظى حتى اليوم على أية موافقة رسمية سورية محتملة على هذه الزيارة، التي تبدو مرفوضة، جملة وتفصيلاً، سورياً، ضمن السياقات والظروف السورية الحالية.

التيار البارز الثالث والأخير في تلك الثورة، هو الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية التي يتزعمها السجين السابق سمير جعجع لا والذي لا يحظى بإجماع مسيحي في ظل وجود أكثر من ثلاثة أو أربعة تيارات مسيحية أفعل وأكثر قوة وقابلية داخل لبنان، ولذا فهو، مبدئياً، لا يمثل كل المسيحيين، وقوته لا يعتد بها على الأرض، نتيجة لوجود تباينات ومواقف متناقضة حادة منه، ومن تاريخه داخل الجسم اللبناني المسيحي، ولم يعد يشكل أي ثقل حقيقي ونوعي على الأرض. وأما بخصوص الشخصيات اللبنانية الأخرى من "الطامحين الجدد"، التي كانت ضمن تلك التحالف، فإنها، ومع انفراط عقد ذاك التحالف، فوجدت نفسها وحيدة ومعزولة ومن دون أي تأثير، وافتقدت للكثير من عوامل القوة والزخم، وحتى "المشروعية" السياسية، الذي بدا أنها تمتعت بها في يوم من الأيام.

كما قام ذاك التحالف على فرضية أو الدعوة للاستقلال أو الابتعاد عن النفوذ وما سمي بالوصاية السورية، لكن تبين أن لبنان وجد نفسه في أتون تبعية ووصايات جهوية إقليمية ودولية أفقدته البوصلة والقدرة على الحركة، وتجلى ذلك بالشلل الذي رافق تشكيل الحكومة اللبنانية نظراً لتعدد الأيادي والأمزجة والوصايات عليه، والمصالح الطامعة فيه، أي لم يكن هناك أي وجود لشيء اسمه استقلال في هذه الحال. وتبين أيضاً، أن لبنان الرسمي والشعبي لا يعرف العيش ولا يمكن له أن يحقق أي نوع من السيادة والاستقلال والقوة الحقيقة من دون اليد السورية، التي تمتد إليه اليوم، ويبدو معها أنه أقوى وأكثر أمناً واستقراراً، وحتى استقلالاً. لقد كانت نظرية الاستقلال اللبناني في الواقع ذهاباً في المجهول، وانفصالاً عضوياً عن الجسد الأم. ومع تلك العودة اللبنانية الرسمية ممثلة بزيارة ذات رمزية لا تخفى من السيد سعد الحريري، بالذات، انهار ركن آخر ودعامة وعامل من عوامل تلك الثورة الأرزية.

مع كل هذه التحولات البنيوية والنوعية العميقة، على ما سمي ذات يوم بثورة الأرز، فإن تلك الثورة تأكل ذاتها، وتودع تراثها وتقطع مع إرثها اليوم، وبشكل نهائي ومفصلي، على ما يبدو، وهذه هي، في الواقع، ثورة الأرز الحقيقية التي تعمل لمصلحة لبنان، وهي الوحيدة التي سيكتب لها النجاح، ومن دون أدنى شك.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخليط الفارسي
- العلمانوفوبيا
- خليك ع النت
- كيف سيرد الخليجيون على طهران؟
- مكافأة البرادعي
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟
- الدين الكبير
- احذروا الاقتصادي الإسلامي
- يا ليتني كنت شاليطا
- الإسلاميون و البكاء على الحريات الدينية
- دبي وجدّة: تهاوي الأساطير النفطية
- أظلمة أوربا : ردود على الردود
- مآذن سويسرا: أظلمة لا أسلمة أوروبا
- الفقاعات النفطية: و هشاشة المنظومة الخليجية
- السيد وزير العدل السوري/المحترم:


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - ماذا تبقى من ثورة الأرز؟