أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رعد الحافظ - مشاهدات عن حبيبتي ..مصر















المزيد.....

مشاهدات عن حبيبتي ..مصر


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 00:04
المحور: كتابات ساخرة
    


وصلتني رسالة بريدية مثل بعض الأصدقاء , من الزميلة فاتن واصل , اليوم صباحاً
تضم صوّر مختلفة عن واقع مصر ...اليومي
في أحدى الصور هناك لافته كتب عليها أحدهم : يا بشر إغلقوا الثلاجة بعد إستعمالها
وتحتها عبارة بين قوسين وكأنّه يهدّيء نفسه ... ( لو بكلّم حمير ..كان فهموا )
وآخر كتب إعلان داخل سيارتهِ , يترجى فيه الرّكاب بعدم التدخين قائلاً :
ما تولعش السيكار ..يا حمار.....وخلّي عندك دم ..رحمةً بالرُكاب
وإعلان ثالث عبارة عن قطعة محل لبيع , لا أعرف ماذا.. مكتوب عليها
الجحش وأولادهِ , في اليمين , سيّد الجحش وعلى الشمال فرج الجحش .
المهم ذكرتني هذه الرسالة , بشيء من زيارتي السابقة لمصر ,سأرويها لكم ,بأختصار .
في زيارتي الأولى في شهر شباط من السنة الماضية , كنتُ مع أحمد إبن خالتي في السيارة , في طريقنا الى وسط البلد قرب ميدان طلعت حرب , ومعنا خالتي ..أمّهُ... وأبيه أيضاً والجميع عندهم موعد مع طبيب الأسنان , شلع وخلع وحشوة .. وخلال حديثنا , قلتُ له يا أحمد , كيف صادفت مواعيدكم هكذا سواء ؟ عندنا يستحيل أن تصدف هكذا , وقلتُ أنا عندي كذا مشكلة في عصب الضرس ولم أصلحهُ بعد !
قال لا عليك هذا طبيب العائلة هو مفتح أصلاً لأجلنا , نحنُ زوّار دائميين له والميزة المهمة فيه عدا سعرهِ المعقول , سرعتهِ الكبيرة .
إنتظرنا جوّه , ما راح نتأخر !
لم أصدّقه طبعاً في سرّي
تجوّلت قليلاً في الزحام الشديد ثم إشتريت علبة سكائر وصعدتُ للعيادة , لأخبرهم بأنّي سأتمشى بعيداً
لمدة ساعة وأعود , وأن هاتفي مقفل , فلا تقلقوا .
العيادة كانت تشبه , إحدى الصور في رسالة فاتن , لكم أن تتخيلوها .
دخلتُ الصالة , كما مكتوب عليها , و لا يدّل شكلها على ذلك أبداً , سوى وجود تلفاز عجيب وكراسي بسيطة .
وجدتُ أبا أحمد ويدهِ على خدهِ الأيمن , وفي وجههِ لوعة من ألم وأشار لي بيده الى الجهة المقابلة لهُ , حيث تجلس خالتي أم أحمد , التي وضعت بدورها يدها على فكّها السفلي والدموع مترقرقة في عينيها وأشارت لي بدورها الى الغرفة المجاورة الصغيرة ومكتوب عليها.. الطبيب
كانت بلا باب , وبخطوة صغيرة صرتُ داخلها , لا أعرف كيف ؟
وتسائلتُ في نفسي , معقولة يكونوا الجماعة خلصّوا فعلاً , خلال أقل من عشر دقائق ؟ يستحيل ..ربما بنجّهم الطبيب , ويستغل الوقت خلال سريان مفعول البنج أن يقوم بحقن أحمد أيضاً .
لكنّي وجدتُ أحمد يتلوّع بين يدي الطبيب الذي يعمل بأنهماك كامل وتركيز شديد , حتى أنّه ردّ تحيتي دون رفع بصرهِ , بينما قالت السكرتيرة المحجبّة...دورك بعدو ..يا أستاذ !
قلتُ مبتسماً ( متصوراً نفسي سأفحمها ) ,..شكراً.. أنا ليس لي دور ولا حجز ..أنا قريب أحمد وجئتُ معهُ فقط , لكنّي مندهش للجماعة برّه ..همه خلصوا ؟؟ ولا واخذين البنج و بس ؟؟
أجابت بطريقة ميكانيكية ..لا همه خلصوا خلع ..وحيجونا بعد إسبوع من أجل الجهة الثانية .
معقولة ؟؟ أقلّ من عشر دقائق ؟؟ تسائلتُ علناً
لكن في نفسي أضفتُ إليها سؤالاً آخر.. ورخيص ؟؟ بحدود 300 جنيه فقط , يعني تقريباً 300 كرونة سويدية
عندنا حشوة العصب تكلف 12 ألف كرونه عدا دعم الكومون بمقدار ثلث التكلفة للجميع .
حاجة غريبة فعلاً
إستغل أحمد لحظة سحب الأداة من داخل فمهِ ليقول , إنتظر رعد
دوركَ بعدي مباشرةً, لقد وصفتُ للطبيب كل شيء عنك خلال عمله مع أهلي .
عاد الطبيب ,فأدخل الجهاز داخل فمهِ وكأنّه كان ينتظر أحمد ليخلص جملتهِ ودون أن يسمح له بالمضمضة بالماء . ربّما عقاباً على إهداره بضعة ثواني بكلامهِ معي .فأسقط في يد أحمد وسكت .
وأسقطَ في يدي أنا أيضاً , وقلتُ في نفسي , هذهِ ثاني مرّة تتكر جملة دوركَ بعده , فهل سأجلس فعلاً بين يدي هذا الفيترجي السريع؟
ثمّ أنّي مهووس بالنظافة ..والسويد بجمالها ونظافتها والملاكين المتواجدتين مع الطبيب , هي الصورة في ذهني لأخر مرّة جلست على هذا الكرسي .وإحدى الجميلتين لاتفعل أكثر من الأبتسامة للمريض وإرشاده وجوب التمضمض بالماء بعد كل مرّة , وكأنّ الطبيب لا يستطيع نطق ذلك .
أعود لعيادة مصر , التي إنتبه هنا الطبيب الى شكلي وقال , خلاص يا إستاذ , خلصنا أحمد ..وقام بحركة قوية بيدهِ خلع فيها شيء كبير من فم أحمد , ورماه في نفس حوض الماء الصغير أمام عينهِ
فخرجتُ مسرعاً , مفكراً بأشعال سيجارة خارج العيادة .
لكن السكرتيرة لحقت بي , أعتقد بأشارة من الطبيب نفسه
وقالت على فين يا أستاذ جا دورك ...مالك ؟ تحتاج مساعدة ؟
قلتُ لها .. لا ..أبداً , أحمد هو من يحتاج الى المساعدة , إرجعي هناك سيموت في إيد الدكتور . فقالت لا تخف عليه..الدكتور عارف شغلو كويس . وفي نفس اللحظة وجدتُ يد الطبيب تربّت على كتفي من الخلف ومدّ يده لمصافحتي , وهو يخلع الكفوف الخاصة بالعمل .
وخلال المصافحة كان يسألني عن السويد والمدينة التي أقيم فيها وماذا أعمل والجو وماشابه .
وهو خلال ذلك يسحبني معهُ داخل غرفتهِ
بينما أحمد المسكين يُحاول جاهداً النهوض بنفسهِ من الكرسي وكأنّه خرج للتو من معركة ضد تايسون في قمّة غضبهِ .
قلتُ له كيفك أحمد ؟
أشار بأصبعهِ الى فوق ..ولم أفهم ماذا يعني ..ربّما يقصد..الحمد لله
بمجرد جلوسي على الكرسي , وكانت هي نفس لحظة سحب أحمد لقدمهِ الأخير من قدامي , يعني أستطيع القول ,بأنّ الكرسي لم يُصبح شاغراً.. إلاّ نصف ثانية ..سألني الطبيب لنرى المشكلة !
قلت مفيش مشكلة يا دكتور !
هو مجرد كالكولاس...طبعاً إستبعدتُ الكلام عن العصب كما أبحتُ لأحمد في السيارة , لكنّه كان قد أعطى تقرير كامل عنّي للطبيب لا أعرف متى تسنى له الوقت الكافي خلال كلّ تلك العجلة ؟
وعدتُ بحديثي لأحمد فقلتُ له ..لماذا أزعجتَ الدكتور بقصّتي كنتُ أمزح معك . فأكمل الطبيب إدخال آله يطرق فيها على الأسنان , ليسألني كل مرّة , هل هناك ألم ؟
وطبعاً حتى عندما طرق على العصب نفسه تظاهرت... بلا شيء
فبدأ بخلع قطع الكالكولاس بشّدة وهو يكرر على الموعد القادم بعد ثلاثة أيام .وسألني كيف أعرف مصطلحات الكالكولاس والثيردمولر وماشابه ..وعند إخراج الأداة من فمي أجيبه بأنّي سمعتُ ذلك من صديقي باسم سعيد الذي هو طبيب أسنان شهير حالياً في أمريكا .
في طريق عودتنا بالسيارة قلتُ لأحمد , المصريين ناس طيبين بصورة خرافية ..هل لاحظت كيف جائتني السكرتيرة وماذا قالت لي ؟
لقد قالت ,بأنّك تبدو باشا وإبن عزّ والخير باين عليك , هل تملك شركة؟
فصرخ أحمد والألم مازال مسيطر عليهِ , لاتسمعها يا رعد , كلنا قالت لنا هذا , حتى أبي المسكين قالت له ذلك , راح تجلّب في دينك لو جاملتها وستأتي معك الى السويد .
طبعاً في الزيارة الثانية , كان الطبيب نفسه يأخذ رقم هاتفي وإسم مدينتي , لكن بعد أن ترجيتهِ بعدم إعطائه لأحد .
وفعلاً هو لم يتصل من يومها , فيما يبدو أنّها كانت مجاملة لا أكثر .
عندما يذكر إسم مصر , يتبادر الى ذهني مباشرةً
أمّ كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم والسنباطي ورامي وشوقي والعقاد
أحبّ مصر كثيراً ...بطيبة شعبها وضحكتهم الحلوة , ومجاملتهم للجميع ولسانهم العسل ...ببساطتهم وتلقائيتهم ونكاتهم الجاهزة .
أحبّ الأهرام والمتحف الفظيع وخان الخليلي الذي يحوي كل أنواع الهدايا الجميلة ,أحببت الأسواق والسينما ومطعم قدورة وأشياء كثيرة
وكرهت هناك النقاب والحجاب والزبيبة واللحية المشتتة والسمنه المفرطةوالزحام المهول حتى ساعة 3 فجرا , والتلّوث الرهيب .
تحيّاتي لشعب مصر ويا ريت تعرفوا العدوين الرئيسين لكم !

رعد الحافظ
22/12 /2009



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تُريد إيران الملالي ؟
- في الطريق نحو ...وادي الحيتان
- ما أشجعكّ يا توني بلير !
- القذافي...مارشات عسكرية...خطاب
- إذا ساءت أيّامُ المرءِ ,ساءت أخلاقهُ
- مشاكل الأرض الرئيسة
- قانون دولي للأديان
- مُعلمي الثاني / ريتشارد داوكنز
- لنفترض وجود الأله / قراءة في كتاب وهم الأله / حلقة 3
- أيّها العقلانيون ..جاء دوركم , قراءة في كتاب وهم الأله / حلق ...
- هل العقلانية جريمة ؟ قراءة في كتاب وهم الأله
- أطفالنا..... وفايروس الأيمان
- آن الأوان للعقلانيين أن يقولوا كفى !
- رأي حول أفكار الدكتورة نوال السعداوي
- حوار حول عبقرية محمد
- مشاهدات عند إنقطاع الكهرباء
- خُرافة الأسلام السياسي
- تأريخ الكراهية في الأسلام ..3..العلاقة مع اليهود , هل يمكن إ ...
- ملاحظات وتعليقات مختارة
- تسألني عن حال العراق


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رعد الحافظ - مشاهدات عن حبيبتي ..مصر