أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - الاموال الطائلة المهدورة وطائلة القانون















المزيد.....

الاموال الطائلة المهدورة وطائلة القانون


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 19:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعقيباً على ما اثاره سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حميد مجيد موسى حول قضية الاموال المهدورة ، نؤكد على معضلة تلك الارقام الفلكية من اموال الشعب العراقي التي صرفت بل اهدرت على مشاريع معظمها وهمية او مبالغ بكلفتها ، كل ذلك الفساد المالي ليس للمواطنين تلامس مباشر مع نتائجه ، ما عدا تلك المخصصات المالية الضخمة للحفاظ على الامن ، والتي حددتها الموازنة الرسمية بـ % 16 منها ، فقط هي التي يتلامس معها المواطنون في كل يوم ، حيث انها بمثابة العتلة المتحكمة باستمرار بقاء الناس على قيد الحياة او في عداد الاموات ، وذلك بتوفير الامن او عدمه ، وبهذا الاخير تنطق صور الابادة الجماعية باشكال بشعة لا تدلل على صرف دينار واحد في مجاله الضروري ، صور تشكيلية غريبة للوضع الامني في العراق ، تعطيك مقاربة وهي في ذات الوقت مفارقة صارخة ، تحسب مقاربة لكونها تكشف عن تقارب بين ارقام المبالغ المخصصة لحفظ الامن ، وبين ارقام الخسائر البشرية والمادية من جراء انعدام وجود كوابح فاعلة للارهاب ، اما احتسابها مفارقة فذلك اكثر مرارة ، حيث كلما زادت الاموال الطائلة المخصصة لحفظ الامن زاد طردياً تدهوره !! .
ان كافة الجرائم الارهابية المدمرة التي حصلت في العراق قالت عنها السلطات بانها تحت السيطرة ، وقد شكلت اللجان التحقيقية لكل حادثة تمت ، ويعتقد ان ما توصلت اليه اللجان التحقيقية يشكل كنزاً من المعلومات الاستخبارية والامنية ، التي بامكانها قطع دابر الارهاب اذا ما احسن استثمارها ، ولكن لم يلمس او يسمع المواطنون نتائج اية واحدة من تلك اللجان ، فمن الدارج لدى البلدان التي تتعرض للارهاب انها تعلن عن نتائج التحقيق في قضايا الاجرام التي تحصل لديها دون تأخير او طمطمة ، والاهم في الامر اعلان التصرف الاجرائي القانوني حيال مرتكبيها ، اي الكشف امام المواطنين وفي المقدمة منهم ذوي الضحايا عن الاحكام القضائية بحق المجرمين ، بغية الردع ، بغية عدم تكرار تلك الجرائم ، فضلاً عن انصاف وتعويض المتضررين لكي يتم محو التاثيرات السلبية التي
تعقيباً على ما اثاره سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حميد مجيد موسى حول قضية الاموال المهدورة ، نؤكد على معضلة تلك الارقام الفلكية من اموال الشعب العراقي التي صرفت بل اهدرت على مشاريع معظمها وهمية او مبالغ بكلفتها ، كل ذلك الفساد المالي ليس للمواطنين تلامس مباشر مع نتائجه ، ما عدا تلك المخصصات المالية الضخمة للحفاظ على الامن ، والتي حددتها الموازنة الرسمية بـ % 16 منها ، فقط هي التي يتلامس معها المواطنون في كل يوم ، حيث انها بمثابة العتلة المتحكمة باستمرار بقاء الناس على قيد الحياة او في عداد الاموات ، وذلك بتوفير الامن او عدمه ، وبهذا الاخير تنطق صور الابادة الجماعية باشكال بشعة لا تدلل على صرف دينار واحد في مجاله الضروري ، صور تشكيلية غريبة للوضع الامني في العراق ، تعطيك مقاربة وهي في ذات الوقت مفارقة صارخة ، تحسب مقاربة لكونها تكشف عن تقارب بين ارقام المبالغ المخصصة لحفظ الامن ، وبين ارقام الخسائر البشرية والمادية من جراء انعدام وجود كوابح فاعلة للارهاب ، اما احتسابها مفارقة فذلك اكثر مرارة ، حيث كلما زادت الاموال الطائلة المخصصة لحفظ الامن زاد طردياً تدهوره !! .
ان كافة الجرائم الارهابية المدمرة التي حصلت في العراق قالت عنها السلطات بانها تحت السيطرة ، وقد شكلت اللجان التحقيقية لكل حادثة تمت ، ويعتقد ان ما توصلت اليه اللجان التحقيقية يشكل كنزاً من المعلومات الاستخبارية والامنية ، التي بامكانها قطع دابر الارهاب اذا ما احسن استثمارها ، ولكن لم يلمس او يسمع المواطنون نتائج اية واحدة من تلك اللجان ، فمن الدارج لدى البلدان التي تتعرض للارهاب انها تعلن عن نتائج التحقيق في قضايا الاجرام التي تحصل لديها دون تأخير او طمطمة ، والاهم في الامر اعلان التصرف الاجرائي القانوني حيال مرتكبيها ، اي الكشف امام المواطنين وفي المقدمة منهم ذوي الضحايا عن الاحكام القضائية بحق المجرمين ، بغية الردع ، بغية عدم تكرار تلك الجرائم ، فضلاً عن انصاف وتعويض المتضررين لكي يتم محو التاثيرات السلبية التي تشكل احد اهم الاهداف المقصودة من قبل القائمين بتلك الافعال الاجرامية .
يعتمد اصحاب النظريات الامنية من المتخصصين على الفعل الاستباقي لوقوع الجرائم ، الذي منوط عادة بالاجهزة الاستطلاعية ، الاجهزة الامنية ، كما ان المعلومة الطوعية هي الاكثر فاعلية ومصداقية في عملية التصدي ، اي المعلومة التي تأتي من المواطنين الحريصين على استتباب الامن ، وهنا تبرز الحلقة المركزية في العمل الامني ، اي رسوخ العلاقة بين المواطنين واجهزة الامن الوطنية ، ولا يخفى على احد ان الجماهير لا تتعاون مع الاجهزة الامنية القمعية المنفلة التي تسيئ استخدام السلطة ، وكذلك لا تتعاون مع اجهزة الامن التي تمثل حكومة لايشعرون بانها تعنى بمصالحهم الحياتية المباشرة ، بل وقد يندفع بعض الحانقين على الحكومة لشعورهم بالتهميش وتدني امورهم المعيشية ، هذا وناهيك عن المعادين للعملية السياسية ، يندفعون الى ابعد من التغاض عن المجرمين ومقلقي الامن ، اي تقديم التسهيلات اللوجستية اليهم في اقل تقدير .
بمعنى ان استتباب الامن ورسوخه يتم متى ما شعر المواطنون بان غياب الامن يعني غياب سبل عيشهم الامنة والكريمة ، وبكلمة اكثر وضوحاً ان الناس في الاغلب يتركون قضية الموت والحياة لكونها خارج ارادة البشر ، اما الامور المعيشية اليومية هي ضمن ارادة الحكومة ، لذا ينطلقون منها في تصرفاتهم وتحديد مواقفهم ، والبعض يلخص موقفه بقوله ( ماذا حصلنا من هذه الحكومة لكي نتفاعل معها ) ، ان هذا القول يعني اول ما يعنيه هو محاسبة الشارع غير المباشرة للمسؤولين حول احقية صرف الاموال المهدورة على الاجهزة الامنية ولم تحقق شيئا ، حيث كان من باب اولى بالدولة ان تصرف نصفها او مثلها على تحسين معيشة الجماهير الغفيرة الفقيرة لتصبح سياجاً امنياً اميناً مخلصاً للنظام السياسي الحالي ، طبعاً ان ذلك لم ولن يتم الا اذا وصلت قناعات الناس بأن هذا النظام يمثل مصالحهم المباشرة الاكثر ملموسية .
ومن محاسبة الشارع الى طائلة القانون التي يتوارى فعلها المطلوب حيال ضياع الاموال دون وجع قلب ، ان قضايا الفساد المالي والاداري روائحها تزكم الانوف ، وكل واحدة تعقبها اخرى اكبر فضيحة ومن طراز محسن للاختلاس ، ان الامر لا جدوى من الغوص في اعماقه لكون جزئه الغاطس اكبر بكثير من جزئه الظاهر .













تشكل احد اهم الاهداف المقصودة من قبل القائمين بتلك الافعال الاجرامية .
يعتمد اصحاب النظريات الامنية من المتخصصين على الفعل الاستباقي لوقوع الجرائم ، الذي منوط عادة بالاجهزة الاستطلاعية ، الاجهزة الامنية ، كما ان المعلومة الطوعية هي الاكثر فاعلية ومصداقية في عملية التصدي ، اي المعلومة التي تأتي من المواطنين الحريصين على استتباب الامن ، وهنا تبرز الحلقة المركزية في العمل الامني ، اي رسوخ العلاقة بين المواطنين واجهزة الامن الوطنية ، ولا يخفى على احد ان الجماهير لا تتعاون مع الاجهزة الامنية القمعية المنفلة التي تسيئ استخدام السلطة ، وكذلك لا تتعاون مع اجهزة الامن التي تمثل حكومة لايشعرون بانها تعنى بمصالحهم الحياتية المباشرة ، بل وقد يندفع بعض الحانقين على الحكومة لشعورهم بالتهميش وتدني امورهم المعيشية ، هذا وناهيك عن المعادين للعملية السياسية ، يندفعون الى ابعد من التغاض عن المجرمين ومقلقي الامن ، اي تقديم التسهيلات اللوجستية اليهم في اقل تقدير .
بمعنى ان استتباب الامن ورسوخه يتم متى ما شعر المواطنون بان غياب الامن يعني غياب سبل عيشهم الامنة والكريمة ، وبكلمة اكثر وضوحاً ان الناس في الاغلب يتركون قضية الموت والحياة لكونها خارج ارادة البشر ، اما الامور المعيشية اليومية هي ضمن ارادة الحكومة ، لذا ينطلقون منها في تصرفاتهم وتحديد مواقفهم ، والبعض يلخص موقفه بقوله ( ماذا حصلنا من هذه الحكومة لكي نتفاعل معها ) ، ان هذا القول يعني اول ما يعنيه هو محاسبة الشارع غير المباشرة للمسؤولين حول احقية صرف الاموال المهدورة على الاجهزة الامنية ولم تحقق شيئا ، حيث كان من باب اولى بالدولة ان تصرف نصفها او مثلها على تحسين معيشة الجماهير الغفيرة الفقيرة لتصبح سياجاً امنياً اميناً مخلصاً للنظام السياسي الحالي ، طبعاً ان ذلك لم ولن يتم الا اذا وصلت قناعات الناس بأن هذا النظام يمثل مصالحهم المباشرة الاكثر ملموسية .
ومن محاسبة الشارع الى طائلة القانون التي يتوارى فعلها المطلوب حيال ضياع الاموال دون وجع قلب ، ان قضايا الفساد المالي والاداري روائحها تزكم الانوف ، وكل واحدة تعقبها اخرى اكبر فضيحة ومن طراز محسن للاختلاس ، ان الامر لا جدوى من الغوص في اعماقه لكون جزئه الغاطس اكبر بكثير من جزئه الظاهر .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران ولذة العدوان على الجيران
- احزاب عبرت على ظهر الديمقراطية ثم رفستها !!
- الازمة الاعراقية .. سبب و نتيجة وهدف !!
- مقاعد تعويضية ام وسيلة تقويضية !؟
- سقوط وسخط وصمت
- الكتل الكبيرة .. تدحرج بآلية الديمقراطية نحو الدكتاتورية
- صدر قانون الانتخابات التشريعية وبقى مرقعاً
- البرلمان العراقي طريح النقاش
- بعض قوى التيار الديمقراطي العراقي بين حانة ومانة
- النخبة الحاكمة في مهب ريح القائمة المفتوحة
- قانون الانتخابات العراقية النافذ يتأبط ظلماً للناخب
- البرلمان العراقي .. نواب للشعب ام للقطاع الخاص ؟
- إئتلاف زائد إئتلافاً يساوي إئتلافاً واحداً
- محور العدالة الانتخابية يتكئ على الدائرة الواحدة
- الحزب الشيوعي العراقي .. سياسة التروي وسط صراع صاخب
- الطبقة الحاكمة العراقية .. علاقات بينية تمشي بلا قدم
- الإئتلاف الوطي المنشود في رسم طاولة التفاوض
- التيار الديمقراطي العراقي.. لاعب ام متفرج .. ؟
- تجاذبات عاصفة لانقاذ إئتلافات تالفة
- تجاذبات عاصفة لانقاذ ائتلافات تالفة


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - الاموال الطائلة المهدورة وطائلة القانون