أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - حملات قاتلة














المزيد.....

حملات قاتلة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 16:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا طبيعة النظام السياسي العراقي، ولا وقائع وحسابات التنافس الانتخابي تسمح بتخمين إسم رئيس الوزراء القادم، فالنظام السياسي البرلماني لا يتضمن ترشيح شخص محدد لانتخابه كرئيس للوزراء فالدستور يمنح الكتلة الفائزة بأكبر عدد من المقاعد حق تقديم مرشح لتولي منصب رئيس الوزراء وهذا الاخير سيحتاج لتصويت البرلمان على تشكيلته الحكومية، وبما إن التوقعات تستبعد حصول أي من القوائم المتنافسة في الانتخابات النيابية المقبلة على أغلبية مقاعد مجلس النواب، فهذا يعني إن تحديد المرشح لمنصب رئيس الوزراء سيكون خاضعا لنقاشات وحوارات ومساومات طويلة ومعقدة بين الكتل النيابية.
هذه المقدمة التي تعيد التذكير بمعلومات معروفة أصبحت لازمة ضرورية بحاجة الى تكرار بسبب الطريقة التي تدير بها بعض القوائم حملاتها الانتخابية وهي تركز كل جهدها على أسم محدد تعتبره مرشحها لمنصب رئيس الوزراء رغم انها تعلم استحالة ذلك من الناحية الشكلية والعملية وهذا الاصرار ناجم عن عجز حقيقي لدى القوائم لإبتكار برنامج سياسي متماسك تدخل به حلبة الانتخابات بدل الرطانات والكلمات الجوفاء التي يكررها الزعماء بعدما إطمئنت القوائم ومرشحوها (من الحشو الكثيف) إن وجوه هؤلاء الزعماء وحدها كفيلة بجذب الاصوات مضافا إليها مواقع السلطة التي يشغلونها اليوم أو شغلوها سابقا وما منحتهم من أموال وعلاقات، وخطأ هذه الحملات الانتخابية إنها تعيد تمجيد الشخص الواحد الاوحد الى المشهد السياسي العراقي وتخرجه من خانة الممارسة الحزبية الى إطار التنافس الوطني الاوسع، ليكون الشخص (السياسي الحزبي) بذلك ولا شيء غيره هو محور الحراك الاول والرئيس وهو أمر له مخاطره في ديمقراطية غضة تواجه الكثير من التحديات كما هو الحال في العراق.
أي تنظيم سياسي لا يجد شيئا في جعبته يقدمه للناخب غير وجه زعيمه هو تنظيم يعاني من مشكلة كبيرة ومأزق تاريخي وتكون المشكلة أكبر عندما يلجأ التنظيم لتقديم الرشاوى المباشرة وغير المباشرة للناخبين أملا في الحصول على أصواتهم فهو ان كان اليوم يملك ما يدفعه للناخبين فقد لا يكون قادرا على الدفع مستقبلا وقد أثبتت التجارب القليلة في العراق إن من يدفع أكثر للناخبين ليس بالضرورة سيحصل على أكبر عدد من الاصوات ولا حتى سيكون قادرا على ضمان أصوات من قبضوا منه.
الاعتماد على وجوه واسماء الزعماء في الانتخابات يزداد تأثيره التدميري عندما يكون هؤلاء الزعماء ممن يشغلون مواقع مهمة في الدولة ويقودون في نفس الوقت قوائم متنافسة وفي حالة مواجهة وقد شهدت الاسابيع الماضية حالة من التلاسن والتصريحات المتناقضة عبر الفضائيات في حالة من إستغلال الموقع الرسمي لصالح الطموح الانتخابي الشخصي، وليشهد العراق حكومة ينافس بعضها بعضا في حالة غابت عن مخيلة المؤسسين للديمقراطية التوافقية في العراق.
لا أحد يعرف الحجم الحقيقي للخطر والاذى اللذين تتركهما الحملات التنافسية داخل مفاصل الدولة ومؤسسات الحكومة لكن الاذى الذي تتركه مثل هذه الحملات على ثقة المواطنين بالنظام السياسي أشد وضوحا بعد كل تلاسن سياسي أو تناقض في التصريحات الرسمية نتيجة كل حادث جلل يصيب العراق، وبعد المؤتمرات التي يعقدها زعماء القوائم بإسم الدولة لأغراض إنتخابية، أو في مقابلات مدفوعة الثمن مع فضائيات كبيرة، أو في برامج تلفزيونية يدفع ثمنها من ميزانية الدولة على اساس إنها برامج للوزارات والمؤسسات لكنها تذهب للدعاية الشخصية.
ما لا تدركه القوائم الانتخابية إن إعتمادها على إسم وسيرة شخص واحد مخاطرة غير محسوبة وهي مثلما قد تستفيد من إنجازات وقوة هذا الشخص فإنها تعرضه للانتقادات لتربط مستقبلها بمستقبله.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الرأي العام
- ضربة إستباقية
- الضامن الامريكي وسياسة التوتر
- الحوار المتمدن في توهجه الثامن
- هل تقتل الديمقراطية نفسها؟
- محرقة الانتخابات
- أخطاء فوق أخطاء
- وهم الدولة ووهم الدولة الكبيرة
- مخاطر الانتخابات القادمة
- هل العراق جديد؟
- دائرة كركوك المغلقة
- فوضى أمنية
- لغز العبوات اللاصقة
- هدية خاطئة
- الاجندات الخارجية
- ماذا بعد الاستجوابات؟
- السلطة من أجل السلطة
- ويسألون عن المهجرين!!
- موازنة 2010
- الدولة وخطابها المفكك


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - حملات قاتلة