أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد العال الباقوري - حواتمة.. واليسار العربي















المزيد.....

حواتمة.. واليسار العربي


عبد العال الباقوري

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 16:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



هذا كتاب مهم فى توقيته فى موضوعه وفى مؤلفه، إنه كتاب «اليسار العربي: رؤية النهوض الكبير (نقد وتوقعات)» للأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة (أبو خالد) بكل ما له من خبرة ومعرفة بواقع قوى اليسار فى جميع البلاد العربية، مشرقها ومغربها، وهى خبرة ليست وليدة الكتب والقراءة فقط، بل ابنة شرعية للمعايشة والمشاركة وتبادل الحوار.. وهو حوار انعكس فى هذا الكتاب وفى موضوعه باعتباره «رؤية» ضمن رؤى أخرى، وليس مجرد رؤية وحيدة.. ومن ثم فإن الرؤى الأخرى مطلوبة، خاصة أن توقيت إصدار الكتاب يستدعي هذا، من حيث غياب أو نقص الكتابات العربية الجادة حول النكسة التى تعرض لها اليسار فى العالم كله منذ سقوط الاتحاد السوفيتى فى العام الفاصل 1991.. ولذلك، بادر كثيرون إلى استقبال هذا الكتاب بالكتابة عنه، والحوار حوله، وإن كان ما كتب إلى اليوم محصوراً فى بعض بلدان المشرق العربى (لبنان ـ فلسطين ـ دولة الإمارات العربية المتحدة ـ الأردن ـ مصر) مع أن فى الكتاب صفحات غير قليلة عن بلدان المغرب العربي من تونس وليبيا إلى مراكش.. ولعل هذه من أهم سمات مؤلف هذا الكتاب، ومن أهم أعمال الجبهة التى يقودها منذ نشأتها، فهو وهي وثيقا الصلة بأحزاب وقوى سياسية عديدة فى بلدان المغرب العربي، ويتفوقان فى ذلك على أي تنظيم سياسي وشخصية سياسية فى المشرق العربي.
ولا أريد أن يبعدني الحديث عن المؤلف عن الكتاب ذاته الذى يقع فى خمسة فصول رئيسية، أهمها الفصل الأول الذى يقع فى حوالي 70 صفحة، هي خلاصة الخلاصة لهذه الرؤية التى يطرحها نايف حواتمة، أما الفصول الأربعة الأخرى والتى تقع فى حوالى 320 صفحة فهى هوامش على هذا الأصل، ولا يعنى كونها «هوامش» أنها غير مهمة، إنها إضافة وتأصيل لمجمل أفكار الرؤية إذ تضم حوارات وأحاديث وخطبًا للمؤلف (الفصل الثاني) كما تضم آراء من جهات وقوى أخرى فى تجربة الجبهة الديمقراطية (الفصل الثالث) ووثائق العمل لتوحيد الصف الفلسطيني (الفصل الرابع).. أما الفصل الخامس والأخير فهو صور للقاءات المؤلف مع قيادات يسارية دولية وعربية متعددة، أسهم التلاقي والحوار معها بقدر أو آخر فى مضمون هذا الكتاب، وزاده أهمية، فالكتاب كما يقول مؤلفه «نتاج» جدل وحوار، مباشر وغير مباشر، تفاعلات، وتداعيات، بأبعاد فلسطينية وعربية وأممية، رواد ومناضلون، رجالاً ونساءً قدموا العمر كله لدفع عجلة حياة وتاريخ شعوبنا وبلادنا تحت الشمس وإلى أمام، ولا يزال الدرب طويلاً»... رابطاً بين الوطني والقومي، وتفاعلاً بين اليسار الثوري الفلسطيني الجديد واليسار العربى عموماً والجديد خصوصًا، بعمق هاجسه اليومي: التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والترتيب هنا مهم، فنحن أمام صياغة أخرى للهدف العربي ثلاثي الأضلاع: حرية، اشتراكية، وحدة، ولكن بكلمات مختلفة، حيث طغى التحرر على الوحدة (لم يثنها) وحيث برزت الديمقراطية.. والدعوة هنا واضحة وصريحة إلى: مراجعة نقدية لمسار الوعي والفكر القومي فى النصف الثاني من القرن العشرين الذى خلا عمليا من مضمون ديمقراطى واجتماعي، وهنا ـ والكلام للمؤلف ـ ينبغى أن تبرز جهود اليسار وبرامجه فى صوابية منهجه، بما يفتح من جديد استئناف تطور وتطوير الحركة والتحولات التقدمية الشعبية التي شهدها العالم العربي بين خمسينيات إلى سبعينيات القرن العشرين، التى قادتها ثورة 23 يوليو بزعامة عبدالناصر، وثورة الجزائر وحركات حرب التحرر الوطني والاستقلال.. وفى هذا المسار تمت إنجازات استراتيجية كبرى وأخطاء استراتيجية كبرى.
يركز نايف حواتمة في هذا الكتاب على غياب الديمقراطية فى تجربة اليسار العربى منظمات وأنظمة، ولذلك يتحدث بوضوح عن «اليسار الديمقراطي» ويرى أن أول محدداته هو العدالة الاجتماعية، وتوزيع عائدات الدولة والمجتمع على أكبر قدر من الناس، فضلاً عن ارتباطه بمفهوم التقدم، حيث تتمثل رؤيته فى الأهداف العامة التالية المترابطة عملياً وبنيويا:
- تحقيق السيادة الوطنية والقومية والتحرر من التبعية.
- التنمية الإنسانية المستدامة بكل أبعادها، وفى المقدمة تحرير العقل، الإصلاح والانفتاح.
- الحلول الديمقراطية للمشكلات «الإثنية الطائفية والمذهبية» المزمنة تاريخيا حتى يومنا فى أغلبية البلاد العربية.
- التطور الصناعي والتكنولوجي العلمي.
- المساواة فى المواطنة دون تمييز فى الجنس والعرق والدين والمذهب.
- فتح نوافذ الحريات الفكرية والثقافية والسياسية، الحزبية والنقابية دون قيود سلطوية.
كيف يتحقق هذا، ببناء حركة شعبية تحررية متقدمة متنورة بما يتطلب من جهود شاقة وضخمة.
هذه إحدى الأفكار الأساسية في هذا الكتاب المهم والمليء بكثير مما هو مهم وأصيل، الذي يمكن أن يحرك سكون البركة اليسارية العربية التي يمكن أن يكون اليسار الثوري الديمقراطي الفلسطينى قاطرتها، خاصة إذا استطاع إنجاز وحدته فى العمل، على الأقل.. وفى هذا يقدم نايف حواتمة صفحات عديدة تحتاج قراءتها إلى مناسبة أخرى، وهنا ـ تحديداً ـ يثير قضية ذات أهمية كبرى، حين يقرر «إن الذي طرحه ماركس هو نظرة فلسفية عامة للتاريخ، مجرد نظام للنظرات وليس تحليلاً مفصلاً لكل وقائع التطور التاريخي، وما نحتاج له هو مدخل نظرية ماركسية بخصوصيات المجتمعات العربية، والخصوصيات الفلسطينية التي استوعب وأنجز فيها اليسار الوطني الثوري الديمقراطي الفلسطيني الجديد الكثير فى الرؤية والخطى الفكرية والبرنامجية والممارسات العملية الجديدة وغير المسبوقة»، وكل هذا له تفصيل وتأصيل فى الواقع الفلسطيني، (تتضمنه بشكل خاص الفصول الأخرى من الكتاب) منذ انفرط عقد الائتلاف الوطني فى منظمة التحرير الفلسطينية.. حيث إن «اليسار الديمقراطي الثوري والليبرالية الوطنية ضمير الوحدة الوطنية ورائد الجبهة الوطنية الشاملة الائتلافية.. يواصل النضال لإنهاء الانقسام عملاً بمبدأ الوحدة ضد الاحتلال والاستيطان وحل قضايا الانقسام بالحوار».
هذه مجرد هوامش على ضفاف هذا الكتاب المهم الجدير بأن يثير أوسع حوار حول اليسار العربي وآفاقه مستقبله، ومن قبل عقبات الحاضر.



#عبد_العال_الباقوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد العال الباقوري - حواتمة.. واليسار العربي