أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - إزالة المستوطنات وليس تجميد الاستيطان














المزيد.....

إزالة المستوطنات وليس تجميد الاستيطان


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 16:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


برغم الترحيب بالدعوات المتكررة لوقف الاستيطان، والتي انطلقت بقوة وبوتيرة متصاعدة بعد أن طرح الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه في القاهرة (4-6-2009) مسألة تجميد العمليات الاستيطانية في الضفة الغربية، وموقف إدارته الداعمة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، فإننا نعتقد أن هذه الدعوات مثلها مثل الدواء الذي يعالج الأمراض الخبيثة، في حين أن المطلوب هو استئصال أسباب هذه الأمراض بعمليات جراحية، وهنا تستدعي الضرورة إزالة المستوطنات كلها، كبيرة كانت أم صغيرة، عشوائية أم مخططاً لها، مادام الاستيطان كله عملاً غير مشروع ومخالفاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، التي تعدّ الضفة الغربية بما فيها القدس أراضي محتلة.. وتعدّ الاستيطان فيها من الأعمال غير الشرعية والمخالفة للمواثيق والقوانين الدولية.. ومن هنا وضعت تصريحات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية خلال زيارتها الأخيرة للمنطقة موقف الإدارة الأميركية من مسألة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس في صورته الحقيقية وأخرجت بذلك خطاب التعويل على ضغط واشنطن على حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة خارج المعادلة السياسية التي حكمت وتحكم مجريات الصراع الغربي- الإسرائيلي وقواعد حله كذلك، فالاستيطان الاستعماري في الضفة الغربية والقدس يتواصل على قدم وساق، وما نورده ليس سوى جانب واحد من عشرات جوانب المشهد الذي تعمل فيه إسرائيل على تفريغ الأرض من أهلها، وتكثيف وتيرة التهويد واستعمار الأرض، فقد كشف المتحدث باسم وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك، أن إسرائيل تبني وحدات سكنية كثيرة (استيطان) على أساس رخص في فترات مختلفة، وجاء التصريح كرد رسمي من وزير الحرب الصهيوني على امتداح وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون، لما سمته في زيارتها الأخيرة تقييد الحكومة الإسرائيلية للبناء في المستوطنات، «ببناء تجمع سكني جديد يسمى (كراميم) خارج مستوطنة بين ارييه»، والتي لا تشتمل عليها الخطة 492 للوحدات الاستيطانية الاستعمارية المذكورة. ‏
المشروعات الاستيطانية الرسمية تجري على قدم وساق في الضفة الفلسطينية والقدس «موقف سيارات وبركة سباحة لمستوطنة بيت ارييه، وخطط مفصلة، بينها مئة ألف وحدة سكنية ستسلم بعد ثمانية أشهر، والأسعار من 355 ألف دولار إلى 409 آلاف دولار» -كما أعلن عنها رسمياً- وزير الحرب الصهيوني ذاته رخص إقامة «المركز التربوي الجماعي إرزيه هليفانون» في مستوطنة عاليه خارج كتلتها الاستيطانية، على مسافة 23 كيلومتراً عن رأس العين في أراضي قرية الساوية الفلسطينية، ليستعمل كنيساً ومركزا تربوياً والذي لا يقام إلا برخصة «رسمية من الاحتلال» وضمن مخططات الاستيلاء على الأرض في سياق مخططاتها الهيكلية ومن ضمنها أماكن العبادة وقاعات المؤتمرات العامة حيث يجب أن تقدم لهم هذه الخدمات وفق القانون الصهيوني. ‏
كما أن ما يقوم به قطعان المستوطنين من اعتداءات على المسجد الأقصى، من حرق المزروعات واقتحام المنازل وإطلاق النار على المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس لا يندرج في إطار تصرفات فردية أو حوادث معزولة، بل هو أعمال منسقة ممنهجة مع أوساط الجيش والشرطة الصهيونية ويدعمها فاشيون على المستوى الرسمي من أمثال «أفيغدور ليبرمان وآفي ايتام» وغيرهما من اليمين المتشدد، فالمستعمرات ترسانات مسلحة ومستنقع لتفريخ الفكر الإرهابي، وهم ليسوا «فوق القانون الصهيوني» بل من رحمه وبإشراف كامل من المؤسسة الرسمية. ‏
ومن ناحية أخرى، فإن مجموع الأراضي الفلسطينية التي صودرت لغايات الاستيطان والطرق الالتفافية والجدار العنصري تجاوزت 40% كما تضاعف عدد المستوطنين بعد أوسلو، حتى وصل عددهم اليوم إلى أكثر من 400 ألف مستوطن، في حين حولت الحواجز الثابتة والمتحركة وعددها أكثر من 630 حاجزاً، الضفة الغربية إلى كانتونات وجزر معزولة على غرار نموذج جنوب إفريقيا خلال الحقبة العنصرية البغيضة. ‏
إن هذا الواقع الذي خلقه الاحتلال في الضفة والقدس، يعني ببساطة صعوبة واستحالة إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً وذات سيادة حقيقية، وفي هذا السياق فلا بد من الإشارة إلى أن الاستيطان كان ولا يزال عصب الحركة الصهيونية، وذراعها القوية للاستيلاء على فلسطين، إذ قامت بتأسيس أول مستوطنة (بتاح تكفيا) ومعناها (الأمل) في العام 1879 لاستقبال المهاجرين الجدد، وهكذا تكاثرت هذه الخلايا السرطانية في الجسم الفلسطيني، بمساعدة الاستعمار البريطاني، وتحولت المستوطنات –المستعمرات- إلى معسكرات لتدريب العصابات الصهيونية لارتكاب المجازر والمذابح لتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، والاستعداد للمعركة الفاصلة عام 1948. ‏
ومن هنا، فالمطلوب، عربياً وفلسطينياً، على وجه التحديد تذكير المجتمع الدولي و«الرباعية الدولية» والاتحاد الأوروبي بأن الحديث يجب أن ينصبّ على إزالة المستوطنات كلها وليس تجميد الاستيطان، لأن بقاءها هو استمرار للعدوان، وانتهاك للشرعية الدولية، مؤكدين أن وقف الاستيطان يجب ألا يعمينا عن المطالبة بإزالة كل المستوطنات. ‏



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغذية بالحماية الشعبية
- الاستخفاف بالحق والقانون ..مقال مترجم عن الألمانية
- ماذا في جعبة ميتشل.....
- قراءة في أزمة رأس المال المالي
- 61عاما على النكبة ....كأنها حدثت الأمس
- لاهوت للتحرير ولاهوت في خدمة رأس المال والاستعمار والصهينة
- يسار مقاوم..يقاوم ويسار متصهين...يتصهين
- عودة إلى المشهد السوري
- حول مشروع حل الدولة الفلسطينية الواحدة(3) والأخيرة
- حول مشروع حل الدولة الفلسطينية الواحدة(2)
- حول مشروع حل الدولة الواحدة في فلسطين(1)
- سولانا ورزمة إغراءاته المقدمة لإيران
- في النكبة
- رسالة إلى السياسيين الألمان(مترجمة عن الألمانية)
- رسالة إلى القراء بمناسبة قيام دولة إسرائيل
- هل وقعت المقاومة في الفخ الذي نصبه لها المتساوقون مع التآمر ...
- مشروعا صغيرا للفرح والمقاومة
- يوم للتضامن مع الأسير العربي والفلسطيني معا
- حكاية حب
- هل من مهمات العلماني العربي شتم الإسلام ومن متطلبات التغيير ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - إزالة المستوطنات وليس تجميد الاستيطان