أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات... -2-














المزيد.....

عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات... -2-


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 870 - 2004 / 6 / 20 - 05:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نهاية عام 1992 كنت في زيارة إلى جمهورية استونيا وبالتحديد إلى العاصمة –تالين-، كان هذا البلد البلطيقي الجميل خارج للتو من خيمة ما يسمى الاتحاد السوفيتي، لقد عاش هذا الشعب الصغير كل صنوف القهر والتمييز على أيدي النظام التولتاري – السوفيتي، فقد تلمست بوضوح شديد مستوى الهوة الكبيرة في حياة هذا البلد بالقياس إلى السويد التي تقع على الجاني الثاني من البحر...أكثر من خمسين عام عاش هذا الشعب تحت شعارات فارغة وعلى حشو أيدلوجي مُذل، كل هذا لم يترك حينها إلا بلدا مخربا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من أبعاد، فلا شوارع نظيفة أو مبلطة بشكل جيد، محلات تجارية بائسة، بناء قديم، فقر مدقع، محطات وقود متهرئة، طرق خارجية قديمة وخطرة، أمن مفقود، مافيات تهريب للبشر ولكل شيء، بغاء، رشاوى، محطة حدودية قديمة، باختصار كل شيء يدعو إلى الرثاء على وضع بلد، شعبه صغير ومطل على البحر كان من المفترض أن يحصل على الحد الأدنى من العيش الكريم...
لقد ولدت لدي المشاهد التي رأيتها ذلك الحقد على فكر لم يستطع أن يقدم للشعوب سوى نتائج مأساوية، وكنت أعتقد حينها ان هذا البلد يحتاج إلى زمن طويل لتضميد جراحة والخروج من تلك الأزمة التي تطحن شعب كامل...
هذه السنة وتحديدا في الشهر الخامس أخطرتنا الشركة التي نعمل فيها ان( كونفرس) الشركة السنوي سيعقد على ظهر الباخرة المتجهة إلى (تالين) مع قضاء يوم راحة في هناك، وأخذت أتسائل ما الذي يدعو شركة سويدية إلى ان تكون استونيا هي محطة الكونفرس، حيث كان معنا الكثير من الأجهزة الغالية الثمن، والكونفرس يعتبر وقت عمل وأي شيء يحدث لنا سيكلف الشركة الكثير، كل هذه التساؤلات خطرت على بالي لأنني لازلت احتفظ بنفس المشاهدات القديمة عن هذه المدينة، متناسيا ان وجودنا هناك صادف انضمام استونيا إلى السوق الأوربية...!
عندما وطأت قدمي أرص استونيا كانت المفاجئة الكبرى، فأنت أمام محطة استقبال رائعة، أما خارجها تمتد أمامك شوارع جديدة، معبدة بشكل جيد، بناء وعمران يدخل كل التفاصيل، من المحلات الحديثة الطراز، أسواق ضخمة، حركة تجارية، أماكن سياحية جميلة، سيارات حديثة، استخدام واسع للتقنيات الحديثة، شبكات اتصال هاتفية متطورة، الناس في حركة كثيفة ترتسم على وجوهم سعادة غامرة وهم يتطلعون إلى علم بلادهم وهو يرفرف أسوة بأعلام دول السوق الأوربية المشتركة...
هنا يلمس المرء بشكل جيد الفرق بين نتائج الشعارات والأفكار الإقصائية التي استهدفت الحرية أولا ، وقدمت واقعا بائسا للحياة ،... فيما نرى على الجانب الآخر، هذا العمل الحثيث والمبرمج والصامت لدول أوربا لمساعدة الدول الفقيرة الأخرى لكي تستطيع ان تنهض وان تتطور إلى مصاف الدول الحديثة...
اليوم معدلات النمو لاستونيا تشهد تصاعدا واضحا، كذلك الحريات والقوانين تجد لها حضور شديد في مكافحة الفساد والمافيا...وعكس ما حدث للمواطن الأصلي ( الاستوني) أبان الحكم السوفيتي من تفرقة وتمييز ، تجد استونيا نفسها منفتحة على الأقلية ذات الأصول الروسية ، حيث يتم منح الجنسية لهؤلاء على أساس المواطنة الكاملة،مما أتاح لهم نفس الحقوق في العمل والاقامة وفي المشاركة السياسية...لقد كان حل موضوع الأقلية الروسية بشكل عادل شرطا لدخول استونيا إلى حظيرة الاتحاد الأوربي...!
المواطن الاستوني اليوم يشعر بان أفاق جديدة قد فتحت للبلد، وان هذا الشعب الصغير مصمم على بناء بلده، معتبرا الظروف التي مر بها درسا مهما للحفاظ على مكتسبات الشعب في الديمقراطية والتقدم والحياة الكريمة...

يتبع



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حافة الشعر
- عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات...
- قصص قصيرة جداً
- إشكالية العلاقة بين السلطة والمثقف
- النار فوق قمة جبل
- موقع الشباب الغائب في قانون إدارة الدولة العراقية يعني غياب ...
- شاعر وقصيدة
- يعد الصمت ممكناً…!
- دورة استحالة القائد كيف تصبح قياديا في حزب عراقي بسبعة ….بدو ...
- قلق
- في يوم الشهيد الشيوعي …وجهة نظر أخرى للحفاظ على الحياة
- مدخل إلى عالم المترجم والقاص الدكتور علي عبد الأمير صالح
- خيون حسون الدراجي – أبو سلام
- شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام
- ملف عن الشهيد ، ملف عن الإبداع المقاوم…
- حول قرارمجلس الحكم 137 الرجعي
- إلى رجل الايروتيكا السياسية سعدي يوسف
- خيول
- نصوص عراقية / العدد الثاني
- من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات... -2-