أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد الخميسي - قوى عاملة وهجرة وشاي بلبن














المزيد.....

قوى عاملة وهجرة وشاي بلبن


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 08:45
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


كنت أصادف أحيانا أخبارا متناثرة عن وجود وزراة للقوى العاملة والهجرة عندنا، ولم أفهم أبدا الصلة بين القوى العاملة والهجرة ؟ وظننت – خطأ بالطبع - أن دور الوزراة هو تشجيع القوى العاملة على الهجرة التي ارتفع تعدادها مؤخرا إلي نحو 5 ملايين نسمة. لكن صديقا مطلعا فسر لي الأمر قائلا : " القوى العاملة والهجرة شيئان لاعلاقة لهما ببعضهما البعض ، مثل الشاي واللبن ، لكن جرت العادة على دمجهما لاستحسان الذوق العام لهذا ". ولم أتابع بعد ذلك أخبار الوزارة لما يتطلبه ذلك من بحث مضن وعودة لمراجع ومخطوطات، إلي أن قرأت منذ أيام تحقيقا في المصري اليوم مع عائشة عبد الهادي التي شغلت منصب أمينة المرأة بالحزب الوطني ، وعضو مجلس الشورى وتولت عام 2006 وزارة القوى والهجرة ، مع أنها لم تحصل إلا على شهادة الإعدادية فقط . وبررت ذلك لنفسي بأن هذه ليست " بلد شهادات " كما كان يقول عادل إمام ، بل بلد " الشهامات " والإخلاص ، والسيدة الوزيرة مكافحة منذ أن دخلت العمل النقابي عام 1959 بشركة سيد للأدوية ، فقدمت لمصر الكثير من الخدمات ، وقدمت للسعودية الخادمات ، فأعلنت منذ عامين عن تعاقدها مع المملكة على توريد خادمات مصريات للعائلات هناك على أساس أن " خادم القوم سيدهم " . ومؤخرا في 4 نوفمبر هذا العام أثارت الوزيرة ضجة بمشهد شهير خلال مؤتمر الحزب الوطني، بالغت خلاله في التواضع لحد تقبيل الأيادي على أساس أن محمد عبد الوهاب أوصانا بقوله " بلاش تبوسني في عنيه " . وقد ذكرني بالوزيرة حديث أجرته معها " المصري اليوم " في العاشر من ديسمبر الحالي ، أكدت فيه وعيها الثاقب بمشاكل القوى العاملة في مصر حين صرحت بأنه : " لابد للفقراء أن يستريحوا حتى يتفرغوا للعمل السياسي " . وبذلك بينت إدراكها لمطلب الفقراء الأول والأساسي ألا وهو " التفرغ للعمل السياسي " . المشكلة أن عدد فقراء مصر الذين يتوقون للتفرغ للعمل السياسي وصل عام 2005 حسب تقرير التنمية الإنسانية للأمم المتحدة إلي 14 مليون ، مما قد يستدعي من الوزارة استحداث نظام " للتفرغ " السياسي على غرار" التفرغ " الأدبي بوزراة الثقافة . مشكلة الفقراء عندنا إذن هي الشوق للعمل السياسي الذي علمهم السهر ، وهي مشكلة الخمسة ملايين مصري الذين هاجروا للخارج بحثا عن عمل سياسي وليس كما قد يظن البعض بحثا عن لقمة خبز ، وهي أيضا مشكلة المتبطلين الذين بلغ عددهم نحو ستة ملايين فرد يهيمون على وجوههم بحثا عن " عمل " سياسي ! ، وهي مشكلة موظفي الضرائب الذين قاموا في أكتوبر منذ عامين بإضراب ضخم ، طالب خلاله 55 ألف موظف " بالعمل السياسي " . وبتصريحات عائشة عبد الهادي يتضح لنا مدى علاقة المسئولين بالواقع ، وإلمامهم بحقيقة المشكلات التي يعاني منها الناس ، ويتبين لنا تلك الهوة الشاسعة التي تفصل المسئولين عما يجري في الواقع الفعلي . ولسبب ما قفزت إلي ذهني قصة ماري أنطوانيت ملكة فرنسا قرينة لويس السادس عشر التي تزوجت الملك وهي في الرابعة عشرة من عمرها ، وكان التعليم ينقصها أيضا إلي حد أنها صرحت خلال أزمة اقتصادية طاحنة عام 1793 بقولها : " مادام الفقراء لا يجدون الخبز فلم لا يأكلون الكعك؟"! وقد سجل جان جاك روسو عبارتها هذه في كتابه " الاعتراف". ولم تفكر ماري أنطوانيت في خفض النفقات الحكومية ، أو في أي إجراء يمنح الفقراء بعضا من حقوقهم ، ولم يسمح لها وعيها المحدود إلا بالتساؤل " لم لا يأكلون الكعك ؟ " . والحق أن تصريحات عائشة عبد الهادي لا تنطوي على أي محاولة لحل مشكلات العمال على الأقل أولئك الذين وجدوا أنفسهم في الشارع بعد أن استجابت الحكومة لنصيحة صندوق النقد الدولي وطبقت برنامجا للخصخصة المكثفة للصناعات المصرية ، فواجهوا الخصخصة بموجة من الإضرابات الكبيرة . وفي خضم الأزمة لم تجد الوزيرة ما تقوله سوى : " ماداموا لا يجدون الخبز ، فلم لا يتفرغون للعمل السياسي ؟ ".

***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل في قفص - قصة قصيرة
- الموت المتاح للكتاب
- أوباما .. دماثة فقراء وسياسة أغنياء
- الجزائر ليست 11 لاعبا بكرة قدم
- أنقذوا حياة الروائي المصري محمد ناجي
- مؤتمر القصة العربية في القاهرة
- شدو العندليب في حضرة السيف
- دور الأدب الحقيقي
- هل تتطور المرأة المصرية بالأوامر ؟
- فيلم الحكومة والشعب .. أين عمري ؟
- لماذا يعرض التلفزيون المصري مسلسلات أثناء الإعلانات ؟
- إيمى
- عالم مصر السفلى
- من كان قادرا على الكتابة فليكتب .. أو فليسكت !
- ندم - قصة قصيرة
- كناري الصغيرة
- ماذا نعني بترجمة الأدب الإسرائيلي ؟
- نتنياهو - المهزلة والدراما
- الضمير المصري يستقبل أوباما بمسرحية - فضيحة أبو غريب -
- حزب مصري جديد .. معارض للحياة


المزيد.....




- النسخة الألكترونية من العدد 1791 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- إجازات العيد.. عدد أيام عطلة عيد الفطر 2024 للموظفين والعامل ...
- متظاهرون يغلقون مدخل وزارة التجارة وسط لندن احتجاجا على حرب ...
- “Renouvelez-le maintenant“ تجديد منحة البطالة في الجزائر 202 ...
- 100,000 دينار عراقي .. حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في العرا ...
- عاجل | مرتب شهر كامل.. صرف منحة عيد الفطر 2024 لجميع العاملي ...
- الحكومة المغربية تستأنف “الحوار الاجتماعي” مع النقابات العما ...
- هتصرف قبل العيد؟!.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أبريل 2024 بال ...
- منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل ...
- 3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد الخميسي - قوى عاملة وهجرة وشاي بلبن